تظاهرات عارمة ضد النظام .. والاتحاد الأوروبي يفرض عقوبات على 14 مسؤولاً سورياً

21 قتيلا في حمص وحماه والجـــيش يطوّق مدنـاً عدة

صورة تلفزيونية تبين آلاف السوريين يتظاهرون ضد النظام في بلدة كـــــــــــــــــــــــــــــــــــفرنبل. أ.ف.ب

تظاهر أمس عشرات آلاف السوريين في معظم المدن في «جمعة التحدي» التي دعا اليها معارضو النظام السوري، أبرزها في العاصمة دمشق، على الرغم من توعد وزارة الداخلية بمعاقبة المتظاهرين، فيما دخلت دبابات عدة مدينة حمص (وسط) التي قتل فيها 15 شخصاً بنيران قوات الأمن كما قتل ستة اشخاص في مدينة حماه، مع استمرار الحصار على العديد من المدن والاعتقالات الواسعة التي شملت اعتقال النائب السابق رياض سيف، أحد ابرز شخصيات المعارضة السورية.

وخرجت في العاصمة دمشق مظاهرات من امام جامع الحسن في حي الميدان وسط العاصمة.

وقال رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبدالرحمن، إن الاجهزة الأمنية اعتقلت «سيف» بعد صلاة الجمعة في محيط جامع الحسن، في حي الميدان الواقع في مركز دمشق.

وسيف (65 عاماً) ينتمي الى مجموعة من 12 معارضاً وقعوا على «إعلان دمشق» الذي يدعو الى تغيير ديمقراطي في سورية.

وفي ريف دمشق خرجت مظاهرات في بلدة التل، شمال العاصمة دمشق، من أمام الجامع الكبير وقد فرقتهم قوات الأمن.

وخرجت مظاهرات في بلدت داريا والمعضمية تطالب بفك الحصار عن درعا. وفي بلدة سقبا، التي شهدت أول من أمس، اعتقال اكثر من 300 شخص بينهم مشايخ عدة خلال حملة اعتقالات شنتها الأجهزة الأمنية بمساندة من الجيش تظاهر الآلاف مطالبين بالحرية وفك الحصار عن درعا. وقالت مصادر حقوقية سورية ان مظاهرات انطلقت في مدن سورية عدة تطالب بالحرية وفك الحصار عن مدينة درعا.

وفي مدينة البوكمال على الحدود العراقية، خرجت تظاهرة من الجامع الكبير تطالب بالحرية والإصلاحات وإطلاق سراح المعتقلين، وكذلك الأمر في مدينة دير الزور، كما خرجت مظاهرات في مدينة الطبقة والرقة شمال شرق البلاد، وشهدت المنطقة الوسطى (حمص وحماه ومنطقة تلكلخ) مظاهرات، وفي محافظة ادلب خرجت مظاهرة وسط الساحة الرئيسة وفي بعض بلداتها.

وفي محافظة الحسكة، شمال شرق البلاد، خرج الآلاف في مدينة القامشلي رافعين شعارات تضامن مع درعا، حاملين عددا من علب الحليب والخبز رمزاً لضرورة تأمينها لأهالي درعا.

وأفاد الحقوقي حسن برو بأن نحو 5000 شخص تظاهروا في القامشلي (680 كلم شمال شرق دمشق) هاتفين بشعارات تدعو الى الوحدة الوطنية وتضامنية مع اهل درعا، واضاف أن «أكثر من 3000 شخص خرجوا في منطقة عامودا (20 كلم القامشلي) على الرغم من استدعاء الجهات الامنية شخصيات عدة للتوقيع على تعهدات بعدم التظاهر.

وأشار الى «مظاهرة شارك فيها نحو 1000 شخص في منطقة الدرباسية (50 كلم غرب القامشلي) اطلقت شعارات بينها (لا جماعة ولا احزاب ثورتنا ثورة شباب)».

وفي حمص، حيث انتشرت الدبابات، أمس، أطلقت قوات الأمن النار لتفريق المتظاهرين الذين خرجوا في مركز المدينة.

واكد ناشط حقوقي في اتصال مع «فرانس برس»، طالباً عدم كشف اسمه، وجود عشرات الدبابات التي انتشرت في الأحياء التي تقع على اطراف المدينة مثل بابا عمرو (غرب) ودير بعلبة (شمال شرق) والستين في حي عشيرة (شرق).

ودعت الأجهزة الأمنية عبر مكبرات صوت علقتها على شاحنات صغيرة، من شاركوا في التظاهرات الى التوجه الى مقاسم الشرطة في احيائهم وتسليم انفسهم ان «لم يكونوا يريدون ان يتم القبض عليهم ومعاقبتهم».

كما اجبرت السلطات اصحاب المحال التجارية المفتوحة الى اغلاق محالهم والعودة الى منازلهم، كما دعت السكان الى عدم الخروج، حسب الناشط نفسه.

من جهة ثانية، اعلن الناشط الحقوقي نجاتي طيارة، ان قوات الأمن قامت بعملية تمشيط ليل الخميس الجمعة، وقامت باعتقال العشرات في احياء عدة في حمص.

وقال رئيس المنظمة السورية لحقوق الإنسان عمار القربي، إن 21 محتجاً على الأقل قتلوا، وأغلبهم في مدينة حمص بوسط البلاد.

وأضاف «تأكد مقتل ستة في حماة و15 في حمص»، وأكد أن سكانا في مدينة بانياس الساحلية يخشون احتمال تعرض المدينة لاقتحام من جانب الجيش الذي نشر على مسافة اربعة كيلومترات.

من جهتها، أعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) ان ضابطا في الجيش وأربعة عناصر من الشرطة قتلوا، أمس، في حمص على ايدي «مجموعة مسلحة».

كما اشار ناشط آخر للوكالة إلى ان «نحو 5000 شخص خرجوا للتظاهر في مدينة بانياس» الساحلية حيث تجمع، الخميس، بالقرب منها عشرات الدبابات والمدرعات، بالإضافة الى تعزيزات ضخمة من الجيش، الخميس، تمهيداً لمهاجمتها، بحسب ناشطين حقوقيين.

وقال أحد الناشطين «يبدو انهم ينوون الهجوم على بانياس كما سبق أن فعلوا في درعا» جنوب البلاد.

كما اشار الى خروج العديد من المظاهرات في كفر نبل التابعة لريف ادلب (شمال غرب) حيث اعتقل الاسبوع الماضي اكثر من 25 شخصاً.

وأهابت وزارة الداخلية في بيان «بالمواطنين في الظروف الراهنة، الامتناع عن القيام بأي مسيرات او تظاهرات او اعتصامات تحت اي عنوان كان، الا بعد اخذ موافقة رسمية على التظاهر».

واوضحت ان طلبها يأتي من اجل «المساهمة الفاعلة في ارساء الاستقرار والأمن، ومساعدة السلطات المختصة في مهامها على تحقيق هذا الهدف الوطني».

الا ان ناشطين تحدوا قرار الداخلية ودعوا الى التظاهر في «جمعة التحدي السادس من مايو 2011».

وعنون موقع «الثورة السورية 2011» الذي أنشأه ناشطون شبان «سورية، الحرية قريبة، الشعب يريد اسقاط النظام».

وقال مدير الادارة السياسية في الجيش السوري، اللواء رياض حداد، إن «وحدات الجيش تتابع خروجها تدريجياً»، مشيرا الى ان «الوحدات استمرت بالخروج خلال الليل من درعا».

وعلى الصعيد الدولي، وفي رد فعل على العنف الذي استخدمته السلطات السورية من اجل قمع موجة الاحتجاجات في مختلف المدن السورية، اتفقت دول الاتحاد الاوروبي الـ،27 أمس، على فرض عقوبات على 14 من مسؤولي النظام السوري، ليس بينهم حتى الآن الرئيس بشار الاسد.

واوضح دبلوماسي اوروبي ان هذا الاتفاق الذي تم التوصل اليه على مستوى سفراء دول الاتحاد في بروكسل، يشمل العقوبات المحددة الموقعة على اعضاء النظام السوري الـ14 في تجميد ارصدة وعدم منح تأشيرات دخول لدول الاتحاد.

تويتر