عباس يتهم إسرائيل بالتذرع بالمصالحة للتهرب من السلام

الفلسـطينيون يُنهــون الانـــقسام.. ومشعل يقبل بدولة في الضفة وغزة

مشعل في حديث مع عباس للمرة الأولى منذ .2007 أ.ب

أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) خالد مشعل في احتفال اقيم، أمس، في القاهرة أنهما عازمان على طي «صفحة الانفسام السوداء»، فيما أعلن مشعل تمسكه بالهدف الوطني الفلسطيني في اقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على أرض الضفة الغربية وقطاع غزة. في وقت اعتبر فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الاتفاق «ضربة قاسية للسلام»، بينما رد عباس بأن إسرائيل تتذرع بالمصالحة للتهرب من السلام.

وفي كلمة افتتح بها احتفال المصالحة بين حركتي «فتح» و«حماس»، قال عباس ان «صفحة الانقسام طويت الى الابد»، واتهم اسرائيل بـ«التذرع» بالمصالحة للتهرب من السلام، مؤكداً رفضه التدخل الاسرائيلي في الشؤون الفلسطينية.

وأوضح أن «حماس جزء من شعبنا» و«ليس من حق احد ان يقول لنا لماذا تفعلون هذا أو ذاك».

وأضاف «أقول (لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين) نتنياهو انت يجب ان تختار بين الاستيطان والسلام».

وكان نتنياهو قال، أمس، إن اتفاق المصالحة بين حركتي «فتح» و«حماس» هو «ضربة قاسية للسلام».

وأضاف للصحافيين في لندن حيث من المقرر ان يجري محادثات مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون «ما حدث اليوم (أمس) في القاهرة هو ضربة قاسية للسلام ونصر عظيم للارهاب».

من جهته، قال مشعل في كلمته ان حركته ستعمل على تحقيق «الهدف الفلسطيني الوطني» وهو اقامة «دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على ارض الضفة والقطاع عاصمتها القدس الشريف، ودون تنازل عن شبر واحد او عن حق العودة». وتعد هذه المرة الاولى التي تعلن فيها «حماس» بوضوح لا لبس فيه قبولها بإقامة دولة فلسطينية في الضفة والقطاع.

وأضاف ان حركته مستعدة «لدفع أي ثمن من اجل المصالحة»، مؤكداً ان «معركتنا الوحيدة مع اسرائيل».

وتبقى الملفات السياسية خصوصا عملية السلام من اختصاص منظمة التحرير، غير ان الاتفاق ينص على تشكيل قيادة موحدة من رئيس واعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، إضافة الى الامناء العامين للفصائل الفلسطينية من أجل التشاور حول القضايا السياسية.

وأجرت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون محادثات هاتفية مع رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض ونتنياهو كلاً على حدة، مساء أول من أمس، حول المصالحة الفلسطينية.

وقال المتحدث باسم الخارجية مارك تونر ان كلينتون اثارت مسألة المساعدة الاميركية للسلطة الفلسطينية. ولكن مسؤولا اميركيا، فضل عدم كشف هويته، قال ان وزيرة الخارجية لم تهدد بإلغاء المساعدة في حال تم الاتفاق بين «فتح» و«حماس».

ورفض تونر التكهن مسبقا برد فعل واشنطن، موضحاً فقط ان الولايات المتحدة «ستقيم سياستها في ضوء تشكيل الحكومة».

وافتتح الاحتفال الرسمي باتفاق المصالحة، الذي وقع أول من أمس في القاهرة بين «فتح» و«حماس» وجميع الفصائل الفلسطينية، متأخراً نحو ساعة وربع عن موعده المحدد، بسبب خلافات طرأت في اللحظات الاخيرة حول الترتيبات البروتوكولية للاحتفال، بحسب مصادر فلسطينية.

وأفادت مصادر فلسطينية بأن خلافات نشبت بسبب رفض «فتح» جلوس «مشعل» على المنصة الى جوار عباس باعتبار ان رئيس المكتب السياسي لـ«حماس» لا يشغل اي منصب رسمي، كما رفضت «فتح» في البدء ان يلقي مشعل كلمة، لكن الأمر سوي.

وعند بدء الاحتفال رسمياً، جلس عباس على المنصة في قاعة الاحتفال الى جوار وزير الخارجية المصري نبيل العربي ورئيس المخابرات المصرية مراد موافي، بينما جلس مشعل في الصف الاول للقاعة الى جوار الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى، وفق المصدر نفسه.

وهذه هي المرة الاولى التي يلتقي فيها عباس ومشعل منذ الاقتتال بين حركتيهما في غزة عام ،2007 الذي انتهى بسيطرة «حماس» بالقوة على القطاع.

في سياق متصل، شارك آلاف الفلسطينيين في غزة والضفة في مسيرات عفوية احتفالاً بتوقيع الفصائل الفلسطينية اتفاق المصالحة الوطنية.

تويتر