مصرع 38 في درعا وجبلة.. وتواصل الاعتقـالات بمناطق سورية

سوري يرشق دبابة في صورة بثتــــــــــــــــــــــــــــــــــها مجموعة شمس الحقوقية. أ.ب

أعلن ناشطون حقوقيون، أمس، مقتل 38 شخصاً على الأقل في العمليات التي تقوم بها قوات الأمن السورية في مدن عدة، حيث تشن حملة اعتقالات واسعة، خصوصا في مدينة درعا (جنوب). وقال الناشط عبدالله أبازيد لوكالة فرانس برس، إن «25 شهيداً على الأقل سقطوا إثر قصف كثيف شنته قوات الجيش على مدينة درعا»، التي اقتحمتها صباح أمس قوات الأمن السورية مدعومة بالدبابات والمدرعات، للقضاء على حركة الاحتجاج المناهضة للنظام المستمرة منذ ستة اسابيع. وأضاف «لا نعرف مصير البقية، نظراً لعدم وجود مشافٍ، ما يجعل الجرحى ينزفون حتى الموت».

أميركا تدرس فرض «عقوبات موجهة» على سورية

 

قال البيت الأبيض، أمس، إن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما تبحث فرض «عقوبات موجهة»، على حكومة الرئيس بشار الأسد، رداً على أعمال القمع العنيفة على المحتجين. وقال المتحدث باسم البيت الابيض، تومي فيتور، «ان العنف الوحشيالذي تستعمله حكومة سورية ضد شعبها مؤسف للغاية.. الولايات المتحدة تدرس عددا من الخيارات السياسية المحتملة، بما في ذلك فرض عقوبات موجهة، ردا على القمع، ولإيضاح أن هذا السلوك غير مقبول». وفي وقت سابق قال مسؤول أميركي ان من بين الإجراءات التي يجري بحثها، تجميد الأصول، وحظر التعاملات التجارية الأميركية.

وتابع أبازيد ان «قوات الجيش والأمن اقتحمت المدينة بقوة عند الساعة الرابعة والربع (1.15 تغ) من اليوم (أمس)، وقامت برش الرصاص من دون تهاون».

وأشار إلى ان القوات «قامت بتثبيت رشاشات من عيار 500 على الدبابات، وأخذت تطلق النار عشوائياً على المنازل والأحياء». ووصف الوضع بأنه «جبهة معركة». وأضاف أبازيد ان «القوات احتلت جامعي أبي بكر الصديق وبلال الحبشي، وجامع المنصور، بالإضافة الى مقبرة الشهداء»، مشيرا إلى أن «القناصة صعدوا إلى المآذن وأسطح المنازل حيث استمروا بإطلاق النار». وذكر أبازيد ان خطباء الجوامع «طلبوا من الجيش والقوات الأمنية ضبط النفس، وعدم التعدي على حرمة الأماكن المقدسة والمقابر»، لكنهم نادوا «بالجهاد عندما لم يلبِ الجيش نداءهم».

وكان ناشط في الدفاع عن الحقوق، صرح في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس في نيقوسيا، بأن «خمسة اشخاص على الأقل قتلوا بالرصاص في درعا». وأضاف «رأيناهم بأم اعيننا، كانوا في سيارة مزقها الرصاص»، مشيرا إلى «نداءات استغاثة تطلق من مآذن المساجد». وتابع المصدر نفسه ان «قوات الأمن اقتحمت المنازل وأطلقت النار على خزانات المياه لحرمان الناس المياه».

من جهته، أفاد الناشط السوري، عبدالله الحريري، في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس في نيقوسيا، بإطلاق نار كثيف في درعا، مؤكدا ان «رجال الامن دخلوا بالمئات الى المدينة مدعومين بدبابات ومدرعات». وأوضح ان «رجال قوات الامن يطلقون النار عشوائياً، ويتقدمون وراء المدرعات التي تحميهم»، مشيرا إلى ان «الكهرباء والاتصالات الهاتفية قطعت بالكامل تقريبا». من جهة أخرى، قتل 13 شخصاً وجرح عديدون آخرون برصاص قوات الامن في جبلة قرب اللاذقية (شمال غرب)، كما ذكر أمس ناشط لحقوق الانسان لوكالة فرانس برس. وذكر شاهد ان «مجموعة من القناصة ورجال الأمن أطلقوا النار في شوارع جبلة (الأحد) بعد زيارة قام بها محافظ اللاذقية الجديد عبدالقادر محمد الشيخ الى المدينة للاستماع الى مطالب السكان»، لكن «بعد خروج المحافظ تم تطويق جبلة من جميع الأطراف وانتشر عناصر من الامن، وبدأوا بإطلاق النار». على حد قوله.

وفي دوما (15 كلم شمال العاصمة)، قال ناشطون ان قوات الامن تقوم بعمليات دهم، وكذلك الامر في المعضمية قرب دمشق. وصرح شاهد في المكان بأن قوات الأمن تنتشر بكثافة، أمس، في دوما، وأضاف ان «قوات الامن طوقت جامعاً وأطلقت النار دون تمييز، الشوارع معزولة عن بعضها بعضاً، ودوما معزولة عن العالم الخارجي». وقال ان «عدداً كبيراً من الأشخاص اعتقلوا في هذه البلدة». وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس، ان «الأمن اعتقل عشرات اليوم (أمس) وأمس (أول من أمس)، في سراقب (شمال غرب)، ودير الزور (شمال شرق)، وفي الرقة (شمال)، وفي دوما (ريف دمشق)، وبانياس (غرب)»، مورداً اسماء المعتقلين. وكان شهود عيان أفادوا بأن الطرق المؤدية الى «المناطق الساخنة» القريبة من العاصمة كانت مغلقة ليلاً، وأقيمت فيها حواجز للتفتيش على الهويات، ولا يسمح بدخولها سوى للسكان. وقال رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان عبدالرحمن، لـ«فرانس برس» ان«السلطات السورية اتخذت على ما يبدو قراراً بالحسم العسكري والامني «للضغط على التظاهرات المطالبة بالديمقراطية في سورية. وأكد ان «هذه الحلول لن تنفع، لان الحوار الوطني هو الوحيد القادر على حماية سورية». ورأى رئيس المرصد ان اصدار قانون تنظيم التظاهر «كان الهدف منه قمع التظاهر».

من جهتها قالت الناشطة سهير الأتاسي لـ«فرانس برس» ان «هذا الهجوم الوحشي الجاري الآن على الشعب السوري يتطلب التصعيد في الاماكن غير المحاصرة، والوقوف بوجه الدعوات الخبيثة للتهدئة، والتوجه الى المجتمع الدولي للتحرك السريع». وأعلن الاردن أن سورية اغلقت الحدود البرية بين البلدين، لكن مصدراً رسمياً سورياً اكد ان المعابر الحدودية مع الدول المجاورة خصوصا مع الاردن مفتوحة.

وفي جنيف، دعت المفوضة العليا للأمم المتحدة لحقوق الانسان نافي بيلاي، أمس، في بيان «قوات الامن» إلى ان «توقف فوراً إطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين».

من جهتها، قالت صحيفة البعث الناطقة باسم الحزب الحاكم ان «الأحداث المتلاحقة والمتسارعة تجاوزت حد المطالب الشعبية بالإصلاحات لتفصح عن مؤامرة خارجية كبرى صيغت فصولها في الغرف السوداء في البيت الابيض وتل أبيب وتعمل على تنفيذها جهات مأجورة».

تويتر