صالح يدعو الشباب إلى الانضمام «لصف الثورة وليس لعناصر التمرد والتخريب»

طفل يلوّح بخنجر في الاحتجاجات اليمنية. أ.ب

دعا الرئيس اليمني علي عبدالله صالح، أمس، جميع الشباب إلى الانضمام إلى صف الثورة والجمهورية والحرية والوحدة والديمقراطية، وليس إلى «عناصر التمرد والتخريب»، وقتل متظاهر برصاص الأمن أثناء تفريق متظاهرين في اب (جنوب صنعاء)، فيما قتل آخر في محافظة البيضاء (وسط البلاد) عندما فتح مناصرو الرئيس اليمني النار على مخيم للمعتصمين المعارضين، حسب ما افاد مصدر طبي وشهود عيان. يأتي ذلك فيما أبدت المعارضة حذرها ازاء موقف صالح من المبادرة الخليجية، مجددة ملاحظاتها على المبادرة، وذلك بعد تصريحات لصالح اكد فيها تمسكه بإجراء انتخابات لتلسيم السلطة. وقالت انها سترد قريباً بشكل رسمي على هذه المبادرة.

تفصيلاً قال صالح أمام الشباب المعتصمين في مخيم شباب الوطن «لا لعناصر الفوضى والتآمر وقطاع الطرق وقتل النفس المحرمة.. نعم لثورة الشباب ثورة سبتمبر وأكتوبر والـ22 من مايو.. لا ثورة الفوضوية» .

من جانبهم ، أعرب جموع الشباب الذين التقاهم الرئيس اليمني في بيان لهم عن حزنهم لما يحدث في الساحة اليمنية من «اختلالات تتمثل في الزوابع والتخريب للمصالح العامة والخاصة وعرقلة مسيرة البناء والتنمية تحت اسم ثورة الشباب، والشباب منها براء».

في المقابل، قال القيادي في المعارضة سلطان العتواني لـ«فرانس برس» ان «القرار الاول والاخير بيد رجل واحد هو الرئيس.. لقد اعتدنا أن يقول الشيء ونقيضه». وذكر العتواني ان اللقاء المشترك «سيقدم رده على المبادرة الثلاثاء (اليوم) حداً أقصى، مع طلب ايضاحات». وشدد على رفض المعارضة «الربط بين وقف الاعتصامات والاتفاق»، على نقل السلطة، مع العلم أن المبادرة الخليجية قد تتضمن إشارة ضمنية الى ضرورة رفع الاعتصامات.

واكد مصدر طبي لوكالة «فرانس برس» ان متظاهرا توفي متأثرا بجروحه بعدما اصيب برصاص قوات الامن التي كانت تفرق تظاهرة مطالبة برحيل الرئيس علي عبدالله صالح. وأشار المصدر الى «اصابة 30 شخصا بجروح خلال تفريق المتظاهرين بينهم ثمانية اصيبوا بالرصاص الحي».

وفي البيضاء، تحدث شهود عيان عن مقتل متظاهر برصاص أنصار الرئيس في بلدة زاهر. وقال شاهد لوكالة «فرانس برس» ان «شباباً من أنصار الحزب الحاكم اطلقوا النيران على مخيم للمعتصمين بهدف إخلائه فحصلت اشتباكات اسفرت عن مقتل احد المعتصمين». وأفاد الشهود بأن المنطقة تشهد توترا كبيرا بين أنصار الرئيس والمعارضين، فيما يستمر ايضا التوتر بين الحرس الجمهوري ومسلحين قبليين.

الى ذلك، أصيب عشرات المتظاهرين بجروح أمس في تعز (جنوب صنعاء)، حيث اطلقت قوات الامن النار والغازات المسيلة للدموع لتفريق تظاهرة ضخمة مناوئة للرئيس اليمني، حسب ما افاد متظاهرون. وذكر شهود عيان ان مدنيين موالين للنظام شاركوا في إطلاق النار، وقد بلغت حصيلة الجرحى 25 جريحاً بالرصاص و250 آخرين تلقوا العلاج بسبب استنشاق الغازات المسيلة للدموع.

وتظاهر مئات الآلاف أمس في تعز رفضا للخطة الخليجية الخاصة بالأزمة اليمنية، وللمطالبة بتنحي الرئيس اليمني فورا ومحاكمته. وهتف المتظاهرون الذين انطلقوا من شمال تعز، حيث كان التوتر محتدما «لن نرتاح لن نرتاح حتى يحاكم السفاح». وأغلقت قوى الأمن الطرقات بواسطة مربعات الاسمنت، خصوصاً الطرقات المؤدية الى مركز المحافظة التي نشرت في محيطه المركبات المصفحة.

وانتزع المتظاهرون صور الرئيس اليمني في اطار حملة اطلقها الشباب المطالبون بإسقاط النظام من اجل «تنظيف المدينة من صور الرئيس».

وجدد المتظاهرون تأكيد رفضهم للمبادرة الخليجية التي تنص على تنحي الرئيس في غضون أسابيع بعد منحه ضمانات بعدم ملاحقته. ورفعت لافتات كتب عليها «يا دول الجوار لا حوار لا حوار». ورفعت ايضاً خلال التظاهرة اعلاما بحرينية تضامنا مع المحتجين في البحرين الذين تم وقف تحركهم بالقوة من قبل السلطات. وأفاد مصور قناة العربية في تعز محمود طه لوكالة «فرانس برس» بأنه اعتقل فترة وجيزة وتعرض للضرب، كما صادرت قوات الامن الكاميرا التي كانت بحوزته، إضافة الى هاتفه الجوال قبل ان تفرج عنه. كما نظمت تظاهرات في الحديدة على البحر الاحمر وفي المكلا جنوب شرق اليمن.

تويتر