غارات «أطلسية» على سرت.. والثوار يتقدّمون من أجدابيا نحو البريقة
اتهام كتائب القذافي باستخدام قنابل عنقودية.. وطرابلس تنفي
ثوار يرفعون إشارة النصر بالقرب من مدخل مدينة أجدابيا. أ.ف.ب
قصفت كتائب العقيد معمر القذافي، فجر أمس، مدينة مصراتة بالدبابات وصواريخ غراد، في وقت سيطر فيه الثوار على شرق البريقة، وبينما اتهمت منظمة «هيومن رايتس ووتش» كتائب القذافي باستخدام القنابل العنقودية المحرمة دولياً، وهو مانفته طرابلس، استهدفت غارات شنها الحلف الأطلسي مدينة سرت مسقط رأس القذافي.
وفي التفاصيل، قال المعارض الليبي عبدالباسط أبومزيرق، لوكالة «رويترز» في حديث هاتفي، إن «قوات القذافي هاجمت المدينة الساحلية، التي تواصل الكتائب حصارها الخانق، بـ100 صاروخ غراد على الأقل، في وقت مبكر من صباح أمس.»
وأضاف: «علمنا أن مصنع الألبان هناك لحقت به بعض الأضرار، في المنطقة الصناعية القريبة من الميناء على الجانب الشرقي من المدينة، وحيث تقطعت السبل بآلاف المهاجرين الذين ينتظرون الإجلاء».
|
«الأطلسي» تنقصه ذخائر وقنابل ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» أن قوات حلف الأطلسي التي تشارك في العمليات الجوية في ليبيا تنقصها قنابل تصيب الأهداف بدقة، وأنواع أخرى من الذخائر. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين كبار، وفي الحلف لم تحددهم، أن هذا النقص يكشف الحدود التي تواجهها بريطانيا وفرنسا ودول أوروبية أخرى، للاستمرار في عملية عسكرية متواضعة نسبياً. ولم توضح الصحيفة أسباب هذا النقص في الذخائر. ورفضت الولايات المتحدة العودة الى الصف الاول في ليبيا، بعدما سحبت نحو 50 طائرة كانت تشارك في العمليات في ليبيا الاسبوع الماضي، بعدما انتقلت قيادتها الى الحلف الاطلسي، مع انها شاركت منذ ذلك الحين في مهمات لشل الدفاعات الجوية للقذافي. وحاليا لا تشارك سوى ست من الدول الـ28 الاعضاء في الحلف في الغارات الجوية على القوات الليبية، التي تنفذ فرنسا وبريطانيا نصفها، أما النصف الآخر فتقوم به بلجيكا والدنمارك والنرويج وكندا. واشنطن ــ أ.ف.ب |
وتابع أبومزيرق «قوات القذافي ركزت قصفها على هذه المنطقة خلال الأيام القليلة المنصرمة، لأنها تريد أن تخيف السفن التي تنقل إمدادات إغاثة، أو تسعى إلى نقل المهاجرين».
يأتي هذا القصف في وقت اتهمت فيه منظمة «هيومن رايتس ووتش» القوات الموالية للقذافي باستخدام قنابل عنقودية في مدينة مصراتة، التي يسيطر عليها الثوار. وقالت المنظمة في بيان لها إن «القوات الحكومية أطلقت قنابل عنقودية على مناطق سكنية في مدينة مصراتة، معرضة المدنيين لخطر جسيم». وأضافت أنها «لاحظت انفجار ثلاث من هذه القنابل في حي الشواهدة في المدينة، وأن باحثين فحصوا بقايا قنبلة عنقودية، وأجروا مقابلات مع شهود على هجومين آخرين بقنابل عنقودية كما يبدو». وقال مدير قسم الأسلحة بالمنظمة ستيف جوس: «من المروع أن تستخدم ليبيا هذا السلاح، وإن هذه القنابل تعرض المدنيين لخطر جسيم وقت الهجمات، بسبب طبيعتها العشوائية، وبعد الهجمات بسبب القنابل المتناثرة التي لم تنفجر ومازالت تشكل خطراً».
وأفادت صحيفة «نيويورك تايمز» استناداً إلى صور نشرتها، بأن قوات القذافي استعملت قنابل عنقودية من عيار 120 ملم مصنوعة في إسبانيا سنة ،2007 قبل سنة من توقيع هذا البلد المعاهدة الدولية حول القنابل الانشطارية، خلال معارك مع الثوار الذين اتهموا قوات القذافي باستعمال القنابل العنقودية المحظورة في مصراته. لكن حكومة القذافي نفت استخدام هذه القنابل، وقال المتحدث باسمها موسى إبراهيم: «اتحداهم أن يثبتوها». وإن الدليل على استخدام مثل هذه القنابل يبقى لأيام وأسابيع، وإن الحكومة الليبية تعرف أن المجتمع الدولي سيأتي إلى ليبيا بشكل كبير قريباً، ومن ثم فلا يمكنها أن تفعل ذلك.
وأضاف موسى: «أجد أن تقارير هذه المنظمات خيالية، وندعوهم الى أخذ شهادات من الجانب الآخر. هم يستندون الى شهادات معارضين أو اتصالات هاتفية ترد الى مكاتبهم في العواصم الأوروبية». وتابع: «نطلب من (هيومن رايتس ووتش)، وهي منظمة فاعلة جداً: لو سمحتم ادخلوا من الباب. تعالوا الى طرابلس. سنأخذكم الى كل المدن، الى مصراتة وغيرها، كي تتأكدوا من أننا لا نقوم بذلك».
يشار إلى أن القنابل العنقودية يمكن أن تطلق من مدافع أو صواريخ فتنثر قنابل صغيرة في منطقة شاسعة، وهي غالباً لا تنفجر على الفور، وربما تنفجر بعد انتهاء الصراع لتقتل أو تبتر الأطراف. في هذه الأثناء، شهدت مدينة مصراتة تظاهرات كبيرة شارك فيها آلاف المواطنين من سكان المدينة، ورددوا عبارات تنادي برحيل نظام القذافي، كما نددوا بقصف مدينتهم.
من جهة أخرى، سيطر الثوار على شرق مدينة البريقة النفطية التي استولت عليها قوات القذافي قبل نحو أسبوع. وقد قام الثوار بتحصين مواقعهم في مدينة أجدابيا قبل انطلاقهم غرباً إلى البريقة، وعبروا عن تفاؤلهم بالتقدم غرباً. وقد بدأت بعض القوافل العسكرية مغادرة أجدابيا باتجاه البريقة للانضمام إلى قوات الثوار التي وصلت بالفعل إلى شرق المدينة، وقامت بتمشيطها بعد اشتباكات عنيفة مع كتائب القذافي، استخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة.
ونقلت قناة «العربية» عن قائد المعارضة المسلحة الليبية، عبدالفتاح يونس، أن المقاومين يخوضون معركة شرسة ويأملون بأن يسيطروا على البريقة قريباً. وكثفت طائرات حلف شمال الأطلسي غاراتها في المنطقة خلال الأيام الثلاثة الاخيرة، وقال الثوار إنها شنت غارات لتفتح لهم المجال وتسهل تقدمهم نحو البريقة.
من جهة أخرى، ذكرت مصادر تابعة للثوار أن قتلى وجرحى في صفوفهم سقطوا في معارك عنيفة تمكنوا بعدها من دحر كتائب القذافي بالجبل الغربي.
وذكرت مصادر من الثوار لوكالة «رويترز» أن سبعة من مقاتليهم قتلوا في المعارك، التي تواصلت لساعات في منطقة الغنايمة ويفرن بالجبل الغربي، بينما جرح 11 آخرون. كما تمكنوا من أسر 13 من جنود كتائب القذافي.
من جهة أخرى، استهدفت غارات شنها الحلف الأطلسي مدينة سرت مسقط رأس القذافي. وذكرت وكالة الانباء الليبية، أمس، أن غارات المعتدين استهدفت المدينة الساحلية التي يسكنها نحو 120 ألف شخص. ولم تكشف الوكالة عن مزيد من التفاصيل حول المواقع المستهدفة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news