إطلاق نار على متظاهرين في اللاذقية

الأسد يرجع احتجاجات سورية إلى مؤامرة ويحذر من التسرّع في الإصلاح

الأسد يحيي أعضاء البرلمان قبيل إلقائه الخطاب. رويترز

أعلن الرئيس السوري بشار الأسد في خطاب امام البرلمان، أمس، أن سورية تتعرض لمؤامرة «تعتمد في توقيتها وشكلها على ما يحصل في الدول العربية»، مؤكداً في الوقت نفسه ان البقاء دون اصلاح «مدمر»، ولابد من اجرائه «بسرعة ولكن دون تسرع». فيما سمع اطلاق النار على متظاهرين بعيد إلقاء الاسد خطابه، عزاه التلفزيون السوري إلى «مسلحين».

الإفراج عن 7 ناشطين

أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، أن السلطات السورية أفرجت عن سبعة ناشطين، من الذين تم اعتقالهم أمام وزارة الداخلية في وقت سابق من الشهر الجاري.

وقال المرصد، في بيان، إن قاضي التحقيق في دمشق وافق، أمس، على إخلاء سبيل ناهد بدوية، ونارت عبدالكريم، وبشر جودت سعيد، وسعد جودت سعيد، وبدر الدين شلاش، ونصر الدين فخر الدين أحمي، ومحمد دغمش. وأضاف البيان أن سهير الاتاسي، وكمال شيخو، ومحمود الغوراني وحسين اللبواني، ظلوا رهن الاعتقال، وأشار الى أن مصير كل من: محمد منير الفقير، وبراء كلزية، ومحمد درويش لايزال مجهولا. وكانت قوات الأمن السورية فرقت بالقوة في 16 الجاري اعتصاما للعشرات من النشطاء السوريين وأهالي معتقلي الرأي في السجون السورية أمام مقر وزارة الداخلية بدمشق، دعت إليه عائلات معتقلي الرأي في السجون والمعتقلات السورية. بيروت ــ يو.بي.آي

وفي اول خطاب يلقية منذ بدء الحركة الاحتجاجية في 15 مارس الجاري، لم يعلن الرئيس السوري الغاء العمل بقانون الطوارئ المعمول به منذ 1963 لتهدئة حركة الاحتجاج.

كما لم يعلن عن برنامج زمني لسلسلة اجراءات اعلنت عنها الخميس الماضي مستشارته للشؤون الاعلامية بثينة شعبان، وبينها اعداد مشروع لقانون الاحزاب واتخاذ اجراءات لمكافحة الفساد. وقال الاسد ان «سورية تتعرض اليوم لمؤامرة كبيرة تعتمد في توقيتها وشكلها على ما يحصل في الدول العربية». وأضاف ان مدبري المؤامرة «خلطوا بين ثلاثة عناصر الفتنة والاصلاح والحاجات اليومية»، مؤكداً ان «اعداءنا يعملون كل يوم بشكل منظـم وعلمي من أجل ضرب استقرار سوريـة».

ولكن الرئيس السوري استدرك قائلاً «لا نقول ان كل من خرج متآمر، المتآمرون قلة»، واعترف بأن «معظم الشعب السوري لديه حاجات لم تلب». وقال الاسد ان البقاء من دون اصلاح «مدمر» لكنه حذر من ان الضغط للتسرع فيه «سيكون على حساب النوعية». وأضاف «نريد ان نسرع والا نتسرع». وتابع ان «التحدي الآن ما هو نوع الاصلاح الذي نريد ان نصل اليه، وبالتالي علينا ان نتجنب اخضاع عملية الاصلاح للظروف الآنية التي قد تكون عابرة لكي لا نحصد النتائج العكسية».

وقال «نحن مع الاصلاح والحاجات، هذا واجب الدولة، ولكن نحن لا يمكن ان نكون مع الفتنة»، معتبراً ان «وأد الفتنة واجب وطني وأخلاقي وشرعي وكل من يستطيع ان يساعد على وأدها ولا يفعل فهو يشارك فيها». وأكد الاسد أنه «لا توجد عقبات في الاصلاح يوجد تأخير، ولا يوجد احد يعارض الاصلاح ومن يعارضون هم أصحاب المصالح والفساد». وتحدث الرئيس السوري عن «اجراءات لم يعلن عنها بعد منها متعلق بتعزيز الوحدة الوطنية والبعض الآخر متعلق بمكافحة الفساد والاعلام وزيادة فرص العمل» ستعلن عند انتهاء دراستها وستكون من «اولويات الحكومة الجديدة».

وأشار الى «التحولات الكبرى التي تحصل في منطقتنا منذ اشهر»، متوقعاً ان «تترك تداعياتها على كل المنطقة من دون استثناء ربما الدول العربية وربما ابعد من ذلك، وهذا الشيء يعني سورية من ضمن هذه الدول». كما رأى ان هذه «التحولات ستؤدي الى تغيير مسار القضية الفلسطينية من مسار التنازلات الى مسار التمسك بالحقوق».

ويأتي خطاب الرئيس السوري ايضاً غداة مسيرات شهدتها دمشق وعدد من المدن السورية تأييداً للاسد وللتأكيد على الوحدة الوطنية وفشل «المشروع الطائفي»، الذي تتعرض له بلادهم، كما ردد مشاركون فيها.

وكانت المدن السورية شهدت الثلاثاء الماضي مسيرات حاشدة تأييداً للرئيس السوري اعقبها اعلان استقالة الحكومة الحالية والاعلان عن كلمته، كان من المتوقع ان تتضمن الخطوات الاصلاحية الموعودة.

وجاءت هذه المسيرات بينما تشهد بعض مدن سورية حركة احتجاج تطالب بإصلاحات سياسية واقتصادية تتركز خصوصاً على رفع حالة الطوارئ ومكافحة الفساد. وفي اللاذقية، قال مدير مركز التطوير البيئي والاجتماعي الصحافي عصام خوري في اتصال هاتفي مع «فرانس برس»، لقد «سمع دوي طلقات نارية في حي الصليبة (جنوب اللاذقية) لكنه لم يكن من الممكن معرفة تفاصيل» اضافية. وأفاد شاهد عيان بأن قوات الامن فتحت النار لتفريق متظاهرين كانوا يعربون عن استيائهم بعد خطاب الاسد، مشيرا الى اطلاق نار غزير في حي الصليبة.

من جهته، أشار التلفزيون الرسمي إلى اطلاق نار من قبل «مسلحين»، من دون إضافة أي تفاصيل.

وكان 300 محتج نفذوا في وقت سابق اعتصاما رافعين لافتة تطالب بـ«السلام والحرية». وقال شهود ان الجيش كان على مقربة من المكان ولم يتدخل.

وأفاد بعض السكان بأن سيارة مرت على مقربة من التجمع، وفتحت النار عليه.

من جهته، اعتبر الناشط السوري من اجل الحقوق المدنية هيثم المالح، أن الخطاب الذي ألقاه الاسد خيب الآمال بالاصلاح السياسي في سورية، وينذر بمواصلة قمع التحركات الاحتجاجية.

وقال المالح لـ«فرانس برس»، إن الاسد «لم يقل شيئا، سبق وسمعنا هذا الخطاب، يقولون دائما إن هناك حاجة الى التغيير والقيام بشيء ما، لكن الواقع أنه لا يحصل اي شيء».

وأضاف مبديا أسفه «كان الجميع ينتظر ما سيقول، ما سيفعل، لكن لا شيء».

وقال إن «الحكومة غير مستعدة لمنحنا حقوقنا، إننا بحاجة الى الكثير، وهو لم يقم بشيء منذ 11 عاما»، في اشارة إلى عهد بشار الذي وصل الى السلطة عام ،2000 خلفا لوالده حافظ الاسد، وحذر من أن المعارضة السورية «ستباشر حركة إضرابات، وستدعو إلى تظاهرات جديدة، اعتبارا من الجمعة».

تويتر