مجلس التعاون الخليجي يرفض التدخل الخارجي في شؤون المملكة
ولـي عهد البحرين يسحب الجيش وقوات الأمن من مناطق التظاهر
دبابات الجيش البحريني تنسحب من منطقة دوار اللؤلؤة في المنامة. أ.ف.ب
دعا ولي عهد البحرين الامير سلمان بن حمد آل خليفة، أمس، الى إعلان يوم للحداد العام على من قتلوا خلال الاضطرابات التي تشهدها البلاد، وأمر بسحب جميع قوات الجيش من الشوارع، وقوات الأمن من مواقع التظاهر، وفيما رفضت المعارضة عرضه للحوار الذي طرحه، جددت دول مجلس التعاون الخليجي عدم قبول تدخل أي طرف خارجي في شؤون مملكة البحرين.
وتفصيلاً، نقلت وكالة الانباء البحرينية عن الامير سلمان دعوته الى اعلان يوم للحداد العام على من قتلوا خلال الاضطرابات، ومناشدته مواطني البلاد التزام الهدوء والتكاتف والتعاون مع جميع القوى السياسية في البلاد. ونقل البيان الذي اوردته الوكالة عن ولي العهد البحريني تأكيده من جديد أن من واجب السلطات صون الامن والاستقرار، وإشاعة الوئام والاطمئنان الى عدم تفاقم الموقف. ودعا مواطني البلاد الى الانضمام للحكومة في تهدئة الاوضاع من اجل اعلان يوم للحداد الوطني على من قتلوا. وكان قد أمر في وقت سابق، أمس، بسحب جميع قوات الجيش من شوارع البلاد، كما امر قوات الامن بالانسحاب من مناطق التظاهر في المنامة، لاسيما دوار اللؤلؤة الذي تمكن المتظاهرون المطالبون بالاصلاح من العودة إليه، حسبما افادت وكالة الانباء البحرينية. وطلب في الوقت عينه من المتظاهرين التفرق تلبية لمبادرته من اجل الهدوء والحوار.
وقال بيان إن الامير سلمان أمر بالانسحاب الفوري لجميع قوات الجيش من شوارع البحرين، واضاف البيان ان قوات الشرطة ستواصل الاشراف على القانون والنظام. وشوهدت الدبابات والعربات المصفحة التي نشرت وسط العاصمة إثر تفريق اعتصام في دوار اللؤلؤة، وقد شكلت طابورا واتجهت غربا. وقال مسؤول بحريني، طلب عدم كشف هويته، إن الجيش سيعيد الانتشار خارج المنامة.
وكانت المعارضة البحرينية رفضت، أمس، عرض الحوار الذي طرحه ولي العهد، مطالبة بأن تسبق الحوار استقالة الحكومة وانسحاب الجيش من شوارع العاصمة. وطالب رئيس كتلة الوفاق البرلمانية المعارضة عبد الجليل خليل ابراهيم، أمس، باستقالة الحكومة، وانسحاب القوات المسلحة من شوارع المنامة، للاستجابة لعرض الحوار الذي تقدم به ولي عهد البحرين الامير سلمان بن حمد آل خليفة.
وقال ابراهيم انه «لابد للحكومة ان تستقيل، والجيش ان ينسحب من شوارع العاصمة، حتى يتم التفكير في الحوار». واضاف «لا نرى لغة حوار، بل لغة الرصاص على الارض». واعتبر إبراهيم أن «هذا العرض للحوار ليس جدياً»، مضيفا «لا بد من خطوات تصحيحية جدية تتلاءم مع الوضع الحالي».
وفرقت الشرطة بالقنابل المسيلة للدموع، امس، متظاهرين بدأوا بالتوجه الى دوار اللؤلؤة في المنامة فور انسحاب مدرعات الجيش، على ما افاد مراسل لوكالة فرانس برس. والقت الشرطة القبض على ثلاثة اشخاص على الاقل، بعد أن وصل المتظاهرون بسرعة مشياً على الاقدام او بالسيارات الى دوار اللؤلؤة. وقال طبيب إن ما بين 60 و80 شخصاً نقلوا الى مستشفى السلمانية، أمس، بعد تأثرهم بغازات مسيلة للدموع أو اصابتهم بأعيرة مطاطية.
من ناحية أخرى قال عضو في نقابة عمال طيران الخليج ان الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين دعا الى اضراب اعتبارا من اليوم. ودان الرئيس الاميركي باراك اوباما، في اتصال هاتفي اجراه مع ملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة، استخدام قوات الامن البحرينية العنف ضد المتظاهرين، فيما اعتبرت وزيرة الخارجية الاوروبية كاثرين اشتون، أمس، أن الحوار السياسي الذي وعد به ولي العهد في البحرين يجب ان يبدأ على الفور، معربة عن قلقها لاستخدام القوة ضد المتظاهرين.
من جهة أخرى، جدد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبدالرحمن بن حمد العطية، في بيان له أمس، التأكيد على دعم دول مجلس التعاون الكامل لمملكة البحرين، واشار الى أن الإخلال بأمن واستقرار البحرين يعد انتهاكا خطيرا لأمن واستقرار دول مجلس التعاون كافة.
ونوه العطية بقرار العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة، تكليف ولي عهده الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، إجراء حوار وطني جاد وبناء مع جميع الأطراف، لتحقيق الآمال والتطلعات التي يصبو إليها مواطنو مملكة البحرين.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news