4 قتلى خلال تفريق قوات الأمــن المحتجين في المنامة

قتل اربعة متظاهرين، بعد تدخل قوات الامن البحرينية ضد المحتجين في دوار اللؤلؤة في المنامة بينما كانوا يستعدون ليمضوا ليلتهم الثانية، فيما تم نشر عشرات الآليات المدرعة التابعة للجيش، الذي اتخذ تدابير صارمة ورادعة لبسط الامن والنظام العام وتحقيق الاستقرار.

وتفصيلاً، فضت قوات مكافحة الشغب أمس تجمع المعتصمين في دوار اللؤلؤة وفرّقتهم بالقوة، ما اسفر عن مقتل اربعة اشخاص. وبحسب افادات اشخاص عديدين امضوا الليل في دوار اللؤلؤة، فإن شرطة مكافحة الشغب اغارت فجأة لتفريق المعتصمين، مستخدمة الغاز المسيل للدموع، لكن ايضا، بحسب المعارضة، الرصاص المطاطي والانشطاري.

وقال وزير الصحة البحريني فيصل بن يعقوب الحمر، إن ثلاثة أشخاص قتلوا، وأصيب 231 في حملة الشرطة لاخلاء ساحة اللؤلؤة من المحتجين. واضاف لـ«رويترز» أن 195 من المصابين غادروا المستشفى، لكن لايزال 36 يتلقون العلاج، أحدهم في الرعاية المركزة. وفي اعقاب ذلك، تظاهر المئات من النساء والرجال والاطفال امام مستشفى السلمانية، اكبر مستشفى في المنامة، إذ كان يصل جرحى وقتلى المواجهات. والقتلى الاربعة هم بحسب اقاربهم والمعارضة والناشطين على «فيس بوك»، عيسى عبدالحسن (60 عاما) وحسين زايد، ومحمود مكي (22 عاما) وعلي خضير (52 عاما). وكان قتيلان سقطا في بداية حركة التظاهرات يومي الاثنين والثلاثاء، ما يرفع الحصيلة الاجمالية للحركة الاحتجاجية في البحرين الى ستة قتلى.

ونشرت القوات البحرينية عشرات المدرعات العسكرية، أمس، على مشارف دوار اللؤلؤة، حيث فضت السلطات بالقوة خلال الليل اعتصاما مطالبا بالاصلاح، واصطفت المدرعات بحسب الشهود على طول شارع يؤدي إلى دوار اللؤلؤة، بحسب الشهود.

وشوهدت مدرعات ودبابات الجيش في شوارع العاصمة البحرينية المنامة في ساعة مبكرة من صباح امس، بعدما هاجمت قوات الأمن جموع المحتجين. وقال شهود عيان إنهم شاهدوا دبابات قرب منطقة وسط المدينة التي جرى إخلاؤها من مرور المدنيين.

وقال الناطق الرسمي باسم القيادة العامة لقوة دفاع البحرين، أمس، إن قوة الدفاع ستتخذ كل الاجراءات اللازمة لبسط الامن، وناشد المواطنين عدم التجمهر في المناطق الحيوية بوسط العاصمة. وشدد الناطق في الكلمة التي نقلها التلفزيون على اتخاذ كل التدابير الصارمة والرادعة، لبسط الامن والنظام العام وتحقيق الاستقرار.

ومن ناحيته، صرّح العميد طارق حسن الحسن، المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية، بان قوات الامن العام قامت، صباح امس، باخلاء منطقة دوار اللؤلؤة من المتجمهرين والمعتصمين فيه، وذلك بعد استنفاد كل فرص الحوار معهم، حيث استجاب البعض منهم وغادر بهدوء، بينما رفض آخرون الامتثال للقانون، الأمر الذي استدعى التدخل لتفريقهم. وأكد المتحدث الرسمي أن وزارة الداخلية تلقت العديد من البلاغات والشكاوى من المواطنين والمقيمين بشأن الأضرار الجسيمة التي لحقت بهم على المستوى الشخصي أو الاقتصادي، فضلا عن أن استمرار التجمهر والاعتصام في هذه المنطقة الحيوية كان له تأثير بالغ في الاقتصاد الوطني، كما ترتب عليه حدوث أزمات مرورية وتعطيل للحركة التجارية والسياحية والإضرار بمصالح المواطنين. وأهاب العميد طارق حسن الحسن بالجميع الحرص على أن تكون ممارسة حرية الرأي والتعبير وفقا للدستور والقانون، داعيا إلى التحلي بالروح الوطنية، والحرص على مصالح الوطن ومقدراته.

واعتبر الامين العام لجمعية الوفاق المعارضة، الشيخ علي سلمان، لوكالة فرانس برس، امس، ان قيام قوات الامن البحرينية بتفريق المتظاهرين «اعتداء غير مبرر ضد معتصمين مسالمين». كما اكد الامين العام لجمعية الوفاق أن المسيرة التي تعتزم حركات المعارضة تنظيمها غداً تضامنا مع المحتجين ستستمر كما هو مقرر لها. وافاد النائب علي الاسود لوكالة فرانس برس ان كتلة جمعية الوفاق تتجه للاستقالة من مجلس النواب، وسيكون هناك اعلان في هذا الصدد من الشيخ علي سلمان. وقدم وزير دولة للشؤون الخارجية نزار البحارنة، والناشط الحقوقي عبدالله الدرازي، الذي كان مكلفا الإشراف على لجنة مصالحة وطنية استقالتيهما، أمس، بعد الاحتجاجات حسب وكالة الانباء الالمانية.

وكان الأطباء والممرضون قد تظاهروا احتجاجا على قرار وزارة الدفاع للمستشفيات بعدم نقل مصابي الاحتجاجات بسيارات الإسعاف.

وتعرض الصحافي الاميركي ميغيل ماركيز، الذي كان يغطي التظاهرات في البحرين لمصلحة محطة التلفزيون الاميركية «ايه بي سي» للضرب خلال اخلاء دوار اللؤلؤة، بحسب ما أعلنت القناة.

وفي ردود الفعل الدولية، دعا البيت الابيض السلطات في البحرين الى احترام حق مواطنيها في التظاهر بطريقة سلمية. بدورها دعت بريطانيا جميع الاطراف في البحرين الى التحلي بضبط النفس، وعدم اللجوء الى القوة اثناء التظاهرات المناهضة للحكومة. واعرب الاتحاد الاوروبي، أمس، عن اسفه لاستخدام السلطات البحرينية العنف ضد متظاهرين، داعياً الحكومة الى السماح بالتجمعات السلمية. واكد مصدر مسؤول في الخارجية البحرينية لوكالة فرانس برس أن وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي سيعقدون في المنامة اجتماعا استثنائيا لتأكيد دعم المجلس للمملكة. وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه «سيؤكد المجلس دعمه للمملكة، امنيا ودفاعيا وسياسيا».