مواجهات واعتقالات طالت بلحاج

مسيرة جزائرية تطالب بتغيير النظام

المتظاهرون اخترقوا الطوق الأمني للمشاركة في مسيرة الجزائر. أ.ف.ب

منعت قوات الأمن الجزائرية، أمس، تنظيم مسيرة سلمية، دعت إليها «التنسيقية الوطنية للتغيير والديمقراطية»، للمطالبة «بتغيير النظام»، ورفع حالة الطوارئ، واعتقلت قوات الأمن بحزم عدداً من المتظاهرين، بينهم الزعيم الروحي للجبهة الإسلامية للإنقاذ المحظورة، والرقم الثاني فيها، علي بلحاج، بعد مشاركته في التظاهرة، فيما دارت صدامات بين الشرطة الجزائرية ومتظاهرين وسط العاصمة، إثر تمكن نحو 500 شخص من التجمع في ساحة الوئام المدني للمشاركة في التظاهرة المحظورة.

وسجلت صدامات بين المتظاهرين (،250 بحسب وزارة الداخلية، و2000 بحسب مراسلين)، وقوات الأمن قبل الموعد المقرر للمسيرة في ساحة الوئام المدني (المعروفة أكثر باسم ساحة الأول من مايو) ثم عاد الهدوء.

وبعيد الظهر عادت حركة المرور بشكل محدود في هذه المنطقة التي أغلقتها بالكامل قوات أمن كبيرة معززة بعربات مدرعة. وكانت السلطات اتخذت إجراءات أمنية مشددة ونشرت نحو 30 ألف شرطي في العاصمة على المسار المقرر للمسيرة بين ساحة الاول من مايو وساحة الشهداء، على بعد أربعة كيلومترات.

وأفاد بيان لوزارة الداخلية الجزائرية بأن قوات الأمن «أوقفت 14 متظاهراً، حاولوا المشاركة» في المسيرة، ثم أطلقت سراحهم.

وفي العاصمة الجزائرية تم اعتقال النائب في المجلس الشعبي الوطني (البرلمان) عن حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، عثمان معزوز وفضيل بومالة أحد مؤسسي التنسيقية الوطنية للتغيير والديمقراطية، المكونة من ممثلي أحزاب سياسية والمجتمع المدني ونقابات مستقلة، التي كانت دعت الى هذه التظاهرة حال تشكيلها في 21 يناير الماضي.

وقال رئيس حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، سعيد سعدي، إن «الرئيس الشرفي للرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان، المحامي علي يحيى عبدالنور (90 سنة)، تعرض لسوء المعاملة من الشرطة». وهتف المتظاهرون «الجزائر حرة والنظام برا» و«ليرحل النظام».

ومقابل هؤلاء، وصل نحو 20 شاباً يحملون صور الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة إلى ساحة الوئام المدني، مرددين شعار «بوتفليقة ليس حسني مبارك»، في إشارة إلى الرئيس المصري الذي تنحى من منصبه، أول من أمس، بعد تظاهرات حاشدة استمرت 18 يوماً.

وفي وهران (430 كلم غربي العاصمة)، كبرى مدن الغرب الجزائري، تم منع تظاهرة من قبل السلطات، بحسب المعارضة، الأمر الذي نفته وزارة الداخلية. وتجمع نحو 400 شخص في ساحة الأول من نوفمبر، وحاصرتهم قوات الامن قبل ان تعتقل 30 منهم.

وتم توقيف المسؤول المحلي عن التنسيقية الاستاذ الجامعي قدور شويشة وابنه، وصحافيين اثنين هما جعفر بن صالح مراسل صحيفة الخبر، وكمال داود من صحيفة «كوتديان دوران»، (يومية وهران)، لفترة قصيرة، بحسب شهود. وأمام محطة النقل في تيزي أوزو، كبرى مدن منطقة القبايل، أحرق عدد من الشبان إطارات مطاطية.

وكانت الصحف الموالية للسلطات دعت، أمس، إلى مقاطعة مسيرة المعارضة.

وفي المقابل، سمحت الشرطة لاعضاء في التجمع الوطني الديمقراطي، وجبهة التحرير الوطني، اللذين يشكلان التحالف الرئاسي الحاكم مع حركة مجتمع السلم، بالتظاهر في الساحة لبعض الوقت، قبل ان تعاود قوات الامن احتلال المكان.

واعتقلت الشرطة، أمس، القيادي السابق في حزب جبهة الإنقاذ الجزائرية المنحلة، علي بلحاج بقرار قضائي، عندما انضم إلى المتظاهرين للمطالبة بالتغيير في الجزائر.

وليست تلك هي المرة الأولى التي يتم اعتقال بلحاج فيها منذ خروجه من السجن قبل سنوات، آخرها، أول من أمس، بعد إلقائه كلمة في أحد مساجد العاصمة، لكن في كل مرة يتم إطلاق سراحه. وكانت إذاعة الجزائر الحكومية أعلنت أن الشرطة أطلقت سراح 14 متظاهراً جاؤوا للمشاركة في التظاهرة.

تويتر