تل أبيب اعتبرته «انتصاراً».. وعباس يؤكد أن المفاوضات في «أزمة صعبة»
واشنطن تتخلى عن إقناع إسرائيل بوقف الاستيطان
عباس قي لقائه باباندريو: نأمل بدور أوروبي قريب في عملية السلام. أ.ب
تخلت الإدارة الأميركية عن سعيها إلى إقناع إسرائيل بتجميد الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة، شرطاً لاستئناف مفاوضات السلام، الأمر الذي قوبل بارتياح وترحيب إسرائيلي، فيما أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن مفاوضات السلام الإسرائيلية الفلسطينية دخلت «أزمة صعبة». بينما أعرب الاتحاد الأوروبي عن «أسفه» للقرار الأميركي.
|
أبوالغيط يدعو إلى تحديد مواعيد نهائية لإقرار السلام دعا وزير الخارجية المصري أحمد أبوالغيط المجتمع الدولي، أمس، إلى الدفع من أجل إنهاء محادثات السلام في الشرق الاوسط وتحديد مواعيد نهائية واضحة للتوصل الى اتفاق بين الاسرائيليين والفلسطينيين. وقال أبوالغيط بعد محادثات في صوفيا مع نظيره البلغاري نيكولاي ملادينوف إن «الرأي المصري هو كالتالي: دعونا نتفق على نهاية للعبة، وهذه النهاية هي أن تتفق اللجنة الرباعية (الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا والامم المتحدة) على معايير للتسوية» بين إسرائيل والفلسطينيين. وحذر أبوالغيط من أن الوقت اصبح محدوداً للتوصل الى حل قائم على دولتين للنزاع. وقال «نواصل الحديث دون التوصل إلى تسوية، ونواصل الجدل دون تحقيق أي انفراج، وبعد ذلك وخلال سنوات قليلة مقبلة لن تعود هناك إمكانية لإقامة دولتين تعيشان جنباً إلى جنب». وحث على وضع «اتفاق إطار من صفحتين أو ثلاث صفحات على تفاهم كبير يقدمه المجتمع الدولي للطرفين يقول لهما: تعالوا وتفاوضوا على الاسس التالية، وفي الاوقات التالية». وقال «لا يمكن ان تكون هناك فترة زمنية غير محدودة». وأضاف «أعتقد ان الاميركيين جادون، فهم يريدون التحرك، ولكن التعنت الاسرائيلي لا يسمح لهم بالوصول الى تلك المرحلة». وتحدث أبوالغيط عن تبادل محدود للأراضي، وقال «يجب ان يحصل الفلسطينيون كتعويض على أراضٍ مساوية في المساحة والنوعية» لتلك التي بنت عليها اسرائيل المستوطنات خارج حدود .1967 وتأتي زيارة أبوالغيط الى صوفيا الاربعاء قبل يوم من زيارة مماثلة الى العاصمة البلغارية يقوم بها نظيره الاسرائيلي أفيغدور ليبرمان. صوفيا ــ أ.ف.ب |
وتخلت واشنطن عن سعيها إلى إقناع اسرائيل بتجميد الاستيطان، لاستئناف مفاوضات السلام بين اسرائيل والفلسطينيين، وباتت تسعى الى تحقيق ذلك من خلال التركيز على «المشكلات المركزية للنزاع».
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية فيليب كراولي، إن النهج الجديد سيناقش الاسبوع المقبل في وزارة الخارجية في واشنطن بين المفاوضين الفلسطينيين والاسرائيليين.
وأضاف «سعينا الى الحصول على تجميد (للاستيطان) لإيجاد الظروف للعودة الى مفاوضات ملموسة ومستمرة، لكن بعد بذل جهود كبيرة توصلنا الى استنتاج أن هذا لن يخلق اساسا قويا لتحقيق الهدف المشترك في التوصل الى اتفاق إطار».
وأكد كراولي أن الأمر لا يتعلق «بتغيير الاستراتيجية»، و«إنما يمكن القول انه تغيير في التكتيك».
وفي رام الله قال مسؤول فلسطيني، رفض الكشف عن اسمه، إن واشنطن أبلغت السلطة الفلسطينية رسمياً، أمس، ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو رفض استئناف تجميد الاستيطان. وأضاف «واضح من الرد الاميركي أن رئيس حكومة إسرائيل رفض استمرار تجميد الاستيطان لإعطاء فرصة لتحقيق السلام في المنطقة. حكومة نتنياهو اختارت الاستيطان وترفض السلام».
وفي وقت سابق، قال مسؤول في البيت الأبيض، طلب عدم الكشف عن اسمه، لـ«فرانس برس» انه «بعد التشاور مع الطرفين، توصلنا الى استنتاج أن تمديد وقف (الاستيطان) لا يشكل الاساس الامثل لاستئناف المفاوضات المباشرة في الوقت الراهن». وأضاف أنه «في الأيام والاسابيع المقبلة، سنتحدث مع الطرفين عن المشكلات الرئيسة للنزاع، ومع الدول العربية وبقية الشركاء الدوليين حول سبل خلق أساس قوي يتيح تحقيق هدف التوصل الى اتفاق إطار حول جميع مسائل الوضع الدائم».
وفي أثينا قال عباس إن مفاوضات السلام الاسرائيلية الفلسطينية دخلت «أزمة صعبة» بعد قرار واشنطن العدول عن مطالبة اسرائيل بتجميد الاستيطان. وأضاف بعد لقائه رئيس الوزراء اليوناني جورج باباندريو «لاشك أن هناك أزمة، أزمة صعبة».
وأمل عباس مشاركة الاتحاد الاوروبي في عملية السلام لإتاحة استئناف المفاوضات. وقال «نأمل ان يحين قريباً الوقت الذي يضطلع فيه الاتحاد الاوروبي بدور مع الولايات المتحدة».
من جهته، شكك أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه في قدرة واشنطن على التأثير في اسرائيل التي تسبب رفضها تجميد الاستيطان في فشل الجهود الاميركية لاستئناف المفاوضات المباشرة.
|
الاحتلال يبعد نائباً من القدس إلى الضفة قال محام يتولى الدفاع عن أربعة نواب عن حركة «حماس» من مواطني مدينة القدس المحتلة، إن محكمة اسرائيلة قررت، أمس، ابعاد النائب محمد أبوطير المسجون منذ اربعة اشهر الى الضفة الغربية. وقال المحامي أسامة السعدي إن المحكمة الاسرائيلية قررت الاكتفاء بمدة اعتقال ابوطير، وأمرت الشرطة الاسرائيلية بإبعاده الى الضفة الغربية. وأضاف أن قرار إبعاد أبوطير، الذي يحمل الهوية المقدسية، الى الضفة الغربية «يأتي تنفيذاً لقرار صدر عن وزارة الداخلية الاسرائيلية عام ،2006 ويقضي بسحب هويات أربعة نواب مقدسيين من حركة حماس». وكانت الشرطة الاسرائيلية اعتقلت أبوطير قبل أربعة شهور لرفضه تنفيذ قرار مغادرة القدس، أما النواب الثلاثة الآخرون، خالد ابوعرفة واحمد عطون ومحمد طوطح فاعتصموا في مقر الصليب الاحمر في القدس حتى اليوم احتجاجاً على القرار. وأكد السعدي أن المعركة القضائية بشأن سحب الهويات من النواب المقدسيين مازالت قائمة «على الرغم من أن المحكمة العليا لم ترد حتى الآن على التماسنا ضد هذا القرار الذي قدمناه عام 2006». ..ويقصف خانيونس ورفح شن الطيران الحربي الإسرائيلي غارتين على غزة استهدفت إحداهما نفقاً على الشريط الحدودي بين غزة ومصر، في حين استهدفت الأخرى منطقة زراعية مفتوحة على أطراف مدينة خانيونس جنوب القطاع. وأعلنت مصادر فلسطينية إصابة ثلاثة فلسطينيين، أمس، في قصف مدفعي إسرائيلي استهدفهم شرقي مدينة غزة. وذكرت المصادر أن ثلاثة شبان أصيبوا بشظايا متعددة جراء استهدافهم بقذيفة مدفعية، أطلقها الجيش الإسرائيلي عليهم قرب السياج الفاصل بين قطاع غزة وإسرائيل. وأوضحت المصادر أنه تم نقل الجرحى إلى المستشفى على الفور لتلقي العلاج، ووصفت حالتهم بالمتوسطة. من جهتها، أعلنت كتائب أبوعلي مصطفى الجناح المسلح للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أمس، أنها تمكنت من قصف موقع «كفار عزة» العسكري الإسرائيلي بصاروخ من طراز كاتيوشا (بدر 107). وكانت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الاسرائيلية قالت إن «قذيفة هاون سقطت في منطقة مفتوحة في منطقة النقب الغربية، دون أن تسبب خسائر بشرية أو مادية تذكر». القدس المحتلة ــ أ.ف.ب |
واعتبر في حديث لإذاعة فلسطين أن «سياسة الإدارة الأميركية فشلت بسبب اللطمة التي تلقتها من حكومة إسرائيل»، وان هذا دفعها الى اختيار العودة الى المفاوضات غير المباشرة. وتعليقاً على هذا التطور، دعت حركة «السلام الآن» الإسرائيلية المناهضة للاستيطان حكومة الرئيس الاميركي باراك أوباما الى ان «توضح للطرفين أن عرقلة جهود السلام ستكون لها عقبات».
وقالت المنظمة إنه على اوباما ان «يضاعف الضغوط سواء على الاسرائيليين أو الفلسطينيين لكي يتخذوا التدابير الضرورية من أجل السلام».
وعبر القادة الإسرائيليون عن ارتياحهم بعد إعلان فشل الجهود الأميركية لحمل اسرائيل على تجميد الاستيطان.
وأعرب أمين عام مستوطنات الضفة الغربية (أبرز منظمة للمستوطنين) داني دايان، عن ارتياحه بعد قرار الولايات المتحدة، وقال لإذاعة الجيش الاسرائيلي إن «إسرائيل صمدت ولم ترضخ لمطالب الاميركيين الغريبة والمتطرفة، ولم تحدث كارثة، الأميركيون لم ينتقدونا».
وقال نير حيفيتز الناطق باسم نتنياهو لإذاعة الجيش إن «الجانب الاميركي وصل الى نتيجة أن تجميد الاستيطان في يهودا والسامرة (الضفة الغربية) لن يؤدي الى تسوية المشكلة، لقد قلنا منذ البداية ان الاستيطان لا يشكل أساس النزاع، وانه يستخدم ذريعة من قبل الفلسطينيين لرفض التفاوض». وأضاف أن توقعات الفلسطينيين الذين كانوا يعتقدون أنه بإمكاننا الوصول الى اتفاق حول الحدود خلال الاشهر الثلاثة من التجميد «لم تكن معقولة».
من جهته، قال أمين عام الحكومة تسيفي هوسر للإذاعة العامة، إن «الهدف ليس التجميد لكن التوصل الى اتفاق، لكن على الفلسطينيين أن يفهموا ما فهمه الاميركيون، أي أنه من غير الممكن فصل مسألة الحدود (الدولة الفلسطينية المقبلة) عن قضايا أخرى جوهرية».
وفي ردود الفعل الدولية، أعربت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون، عن «آسفها» إزاء رفض إسرائيل التجميد المؤقت للاستيطان، الذي أكدت أنه «غير شرعي» ويتعارض مع جهود السلام في المنطقة، كما نقلت عنها الناطقة باسمها.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
