إقبال جماهيري ضعيف في انتخابات البرلمان المصري

«الوطني» بلا منافس في «الإعـادة».. وأحكـام قضائية بالبطـلان

الناخبون صوّتوا في الدور الثاني من الانتخابات وسط مقاطعة من المعارضة. أ.ف.ب

أدلى الناخبون المصريون بأصواتهم، أمس، في الجولة الثانية من الانتخابات البرلمانية التي شهدت إقبالاً محدوداً، مع اتجاه المنافسة للحسم بشكل شبه كامل لمصلحة الحزب الوطني الحاكم، في ظل انسحاب حزب الوفد وجماعة «الإخوان» المسلمين، مع أحكام قضائية بالبطلان.

وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها في الساعة الثامنة صباحاً، وأغلقت أبوابها الساعة السابعة مساء أمس بالتوقيت المحلي، للدور الثاني من الانتخابات التشريعية المحسومة سلفا للحزب الحاكم الذي يكاد يخوض منافستها منفرداً، ودعي الناخبون في الدور الثاني لانتخاب 283 نائباً من بين 566 مرشحاً بينهم 383 مرشحاً من الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم، و167 مرشحاً مستقلاً و16 مرشحاً من المعارضة، بحسب وسائل الإعلام الرسمية.

وأعلنت اللجنة العليا للانتخابات أن المنافسة تجرى خلال الجولة الثانية على 283 مقعدا من اجمالي عدد مقاعد مجلس الشعب البالغة 508 مقاعد، من بينها 64 مخصصة للمرأة، وحسم 221 مقعداً خلال الجولة الاولى للانتخابات، بينما تم إلغاء الانتخابات على أربعة مقاعد، بحسب اللجنة العليا للانتخابات.

وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط إن الحزب الوطني ضمن الفوز في الجولة الثانية بـ114 مقعداً يجري التنافس عليها بين مرشحين على القوائم الرسمية للحزب الوطني، إضافة الى 75 مقعداً أخرى يجري التنافس عليها بين مرشحين على القوائم الرسمية للحزب وآخرين من أعضائه الذين رشحوا أنفسهم مستقلين، وبذلك يكون الحزب الحاكم ضمن الفوز بأكثر من 400 مقعد.

محاكمة نائبة وصحافيين بتهمة «سبّ وقذف قاضٍ»

أحال النائب العام المصري عبدالمجيد محمود، أمس، النائبة عن الحزب الوطني، مؤمنة كامل، ورئيس تحرير صحيفة الشروق المستقلة عمرو خفاجي، والصحافي فيها هشام المياني، إلى محكمة الجنايات، بتهمة سبّ وقذف أحد القضاة المشرفين على الانتخابات.

وأعلن النائب العام في بيان، انه تمت إحالة النائبة والصحافيين إلى المحاكمة بتهمة السبّ والقذف، بعد ان نشرت صحيفة الشروق تصريحات لمؤمنة كامل «نسبت فيها (الأخيرة) للقاضي وليد الشافعي أموراً لو صحت لأوجبت عقابه»، واستخدمت تعبيرات تدخل في نطاق السبّ والقذف.

وكان القاضي وليد الشافعي قدّم شكوى إلى رئيس اللجنة العليا للانتخابات عبدالعزيز عمر، أكد فيها أن عمليات تزوير وقعت خلال الجولة الأولى للانتخابات، الأحد الماضي لمصلحة مرشحي الحزب الوطني في دائرة البدرشين (20 كيلومتراً جنوب القاهرة)، التي فازت بها مؤمنة كامل.

وفي تصريحات نشرتها الشروق الجمعة، وجهت مؤمنة كامل، وهي استاذة تحاليل بكلية طب جامعة القاهرة اتهامات قاسية إلى القاضي.

واثارت تصريحات مؤمنة كامل استياء في الأوساط القضائية.

القاهرة ــ أ.ف.ب

وفاق عدد عناصر الشرطة وأعضاء اللجنة الانتخابية عدد الناخبين القليل في أحد مكاتب الاقتراع في القاهرة صباح أمس، بحسب مصور وكالة فرانس برس.

من جهة ثانية، ذكرت وكالة رويترز أن لجنة انتخاب في قرية الشعراء بمحافظة دمياط الساحلية فتحت أبوابها، لكن أياً من الناخبين لم يدخلها بعد فترة من الموعد الرسمي لبدء الاقتراع.

كما منع رجال شرطة ناخبين من دخول لجنة انتخاب في قرية رياض باشا بمحافظة بني سويف، ونقلت الوكالة عن مندوب لمرشح في اللجنة أن عمليات حشو صناديق جارية لمصلحة المرشح المسيحي عن الحزب الوطني، إيهاب يوسف نسيم، الذي ينافسه مرشح آخر من الحزب الوطني هو علي البكري سليم.

كما نقلت الوكالة عن محللين أن العزوف هو سمة الناخبين في الانتخابات العامة المصرية، بسبب ضعف النزاهة في عمليات الاقتراع والفرز وإعلان النتائج.

وشهد الدور الأول من هذه الانتخابات في 28 نوفمبر اتهامات بالتزوير والعنف، ما دفع «الاخوان» المسلمين قوة المعارضة الرئيسة في البلاد، وحزب الوفد الليبرالي للانسحاب من العملية الانتخابية، بعد أن أشارت تقارير مراقبين مصريين مستقلين إضافة إلى تقارير صحافية مستقلة إلى العديد من التجاوزات، من بينها بالخصوص تسويد (تعبئة) الصناديق ببطاقات لمصلحة مرشحي الحزب الحاكم واستخدام «بلطجية» لترهيب الناخبين وشراء الأصوات.

وبحسب صحف حكومية فقد حصل الحزب الوطني الديمقراطي في الدور الاول على 217 مقعداً، واحزاب المعارضة على خمسة مقاعد، إضافة إلى بعض مقاعد لمستقلين، وهو يتنافس في الدور الثاني مع مرشحي خمسة احزاب صغيرة ومستقلين.

وقالت صحيفة الأهرام الحكومية، أمس، ان الحزب الحاكم «قد ضمن الفوز بنحو 398 مقعداً أي 78.34٪» على الأقل.

وخلال الساعات الثلاث الأولى من بداية الاقتراع في الجولة الثانية، تلقت اللجنة العليا للانتخابات شكوى واحدة، وفقاً لما أكده المتحدث باسم اللجنة العليا للانتخابات المستشار سامح الكاشف، ووفقاً لبيانات اللجنة، فإن نسبة التصويت في الجولة الأولى لم تتجاوز 35٪.

يأتي هذا بينما تناقلت التقارير الإخبارية الصادرة الحكم الصادر عن المحكمة الإدارية العليا المصرية، أول من أمس، والذي وصف مجلس الشعب المقبل بأنه «يشوبه البطلان».

وكانت محاكم القضاء الإداري على مستوى الجمهورية قد أصدرت أحكاماً على مدار الأسبوع الماضي بوقف إعلان نتيجة الانتخابات في العديد من الدوائر، منها 12 في القاهرة الكبرى و10 في الإسكندرية وأربع ببني سويف والفيوم، وأربع في كفر الشيخ والبحيرة، واثنان في كل من أسيوط والمنوفية والإسماعيلية.

وحسمت المحكمة الإدارية العليا الحديث عن مدى شرعية مجلس الشعب المقبل، فقالت «تشكيل مجلس الشعب مشوب بشبهة البطلان بسبب انعدام المراكز القانونية لأعضائه الذين أعلنت اللجنة العليا فوزهم في الانتخابات المقضي ببطلانها بأحكام القضاء الإداري».

وقال مصدر مطلع في القاهرة، إن حكم المحكمة الإدارية العليا، يلقي بظلاله على الجولة الثانية، مشيرا إلى أن الحكم واجب النفاذ. وقال إن الحكم يشير للمرة الأولى إلى أن القضاء الإداري هو المختص وحده في هذا الأمر، وليس محكمة النقض أو مجلس الشعب الذي لم يتشكل بعد، وأشار إلى أن المحكمة الإدارية العليا استندت في حكمها إلى عدم إدراج مرشحين فضلاً عن تغيير الصفات الانتخابية.

لقطات انتخابية

رفض أعضاء حزب الوفد المرشحون لانتخابات مجلس الشعب، الالتزام أبقرار الحزب الانسحاب من جولة الإعادة، وجاب المرشحون دوائرهم لحشد الأنصار، ما عدا الصحافي محمد مصطفى شردي، وهو ما يمثل أكبر عملية انشقاق داخل الحزب، بينما حدث العكس في حزب التجمع اليساري، إذ اعتصم أمناء 15 محافظة أمام مقر الحزب،أ احتجاجا على قرار قيادته الاستمرار في جولة الإعادة.

تحركت في وسط القاهرة 10 عجول يعد مرشح حزب الوفد رامي لكح لذبحها حال فوزه بدائرة أشبرا، وتسببت في أزمة مرورية، إذ هتف أنصار لكح ضد رئيس المباحث الجنائية السابق، اللواء فادي الحبشي.

اشتكى المرشح المستقل، مرتضى منصور بدائرة اتميدة بمحافظة الدقهلية من قيام انصار مرشح الحزب الحاكم عبدالرحمن بركة بالاعتداء على انصاره، بعد ضبط عمليات تسويد بطاقات لمصلحة الاخير، وتم طرد منصور بالقوة من مدرسة ابوليلة محل الواقعة، المعروف عن منصور شراسته وكثرة قضاياه التي يرفعها ضد منتقدوه.

رصدت أمراكز المراقبة ومنظمات حقوق الإنسان عمليات استخدام موسعة للأسلحة و«البلطجة» بين مرشحي الحزب الحاكم في معظم دوائر الجمهورية، وقال الناشط محمود عابدين، أحد القائمين بعملية المراقبة في صعيد مصر ان أنصارمرشح الوطني أحمد أبوحجي استخدموا الأسلحة الآلية ضد مرشح الوطني المنافس، وتم حبس 120 من انصار أبوحجي، كماوقعت اشتباكات بين أنصار المرشح حازم محمود شعير فئات وطني وأنصار المرشح محمد فريد شرارة فئات وطني، بسبب دخول أنصار شعير إلى حرم مركز الاقتراع، وقام الأمن بالتدخل، وفض المشاجرة، وتم غلق اللجنتين لمدة 10 دقائق، وفي محافظة الشرقية، دائرة أبوكبير، تعرض مندوب المرشح محمد عبدالمنعم سمك، وطني عمال، للضرب وتمزيق التوكيل الخاص به من قبل «بلطجية» تابعين للمرشح المنافس، وطني.

تنافس مرشحو الحزب الحاكم في توزيع الوجبات الساخنة وبطاقات الشحن على الأنصار والناخبين وبعض رؤساء اللجان، وقال المواطن حسين خليل انه حصل على مبلغ 50 جنيها بعد ان صوّت لمصلحة مرشح، وقام بعدها بتصوير استمارته بالمحمول.

 

تويتر