البشير يؤكد أنه لن يقبل بديلاً عن الوحدة

السودان: فشل محادثات أديس أبابا بشأن أبيي

البشير خلال مخاطبته البرلمان السوداني أمس. أ.ف.ب

أعلن رئيس وفد جنوب السودان في محادثات أديس أبابا، بين شمال السودان وجنوبه، بشأن مستقبل منطقة أبيي الغنية بالنفط، ان المحادثات بين الجانبين فشلت، فيما أكد الرئيس السوداني عمر البشير، في خطاب ألقاه أمام البرلمان السوداني، أنه لن يقبل بديلا عن الوحدة، على الرغم من التزامه باتفاق السلام الشامل، الذي يقضي بإجراء استفتاء مطلع العام المقبل، لتقرير مصير جنوب السودان. وقال رئيس وفد جنوب السودان في المحادثات، أمين عام الحركة الشعبية لتحرير السودان، باقان أموم، ان المباحثات بشأن مستقبل منطقة أبيي الغنية بالنفط قد فشلت، وهو الأمر الذي قد يكون عقبة رئيسة أمام الاستفتاء على انفصال الجنوب، والاستفتاء الموازي الذي يجري بشأن ضم أبيي الى الشمال او الجنوب المقررين في يناير المقبل، بموجب اتفاق سلام عام 2005 الذي انهى عقوداً من الحرب الأهلية في السودان.

وقال أموم للصحافيين في العاصمة الإثيوبية، حيث تجرى المحادثات «هذه الجولة فشلت».

وتابع «أمامنا 90 يوما، الوقت حساس للغاية، اذا فشل الجانبان في تسوية هذه القضايا فقد يؤدي ذلك الى نهاية عملية السلام ذاتها. السلام قد يتداعى في السودان».

وصرح أعضاء في الوفد الشمالي بأنهم قد يعقدون مؤتمراً صحافياً في وقت لاحق. وقال أعضاء وفود لـ«رويترز» إن النائب الثاني للرئيس السوداني علي عثمان طه، توجه الى جوبا،، امس، للقاء رئيس حكومة جنوب السودان سلفا كير ميارديت، في محاولة لإنقاذ المحادثات. وأبلغ مراقب للمحادثات، طلب عدم نشر اسمه، «رويترز» بأنه من المتوقع ان تستأنف المفاوضات في اديس ابابا اواخر اكتوبر الجاري، وان رئيس جنوب افريقيا السابق ثابو مبيكي عرض الوساطة.

وحثت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، الخرطوم على المجيء الى المحادثات وهي مستعدة للتفاوض، وشارك في المحادثات المبعوث الخاص للإدارة الأميركية سكوت غريشن. وقال مبعوثون لـ«رويترز» ان أحد الحلول المحتملة للخروج من الأزمة هو الاستغناء عن استفتاء أبيي وتقسيم أراضي المنطقة بين الشمال والجنوب.

لكن مبعوثين قالوا ان الفرق غير قادرة على الاتفاق على ترسيم الحدود وعلى من له حق المواطنة في أبيي.

وقالت الحركة الشعبية لتحرير السودان ان حكومة الخرطوم توطن آلافاً من قبيلة المسيرية في شمال أبيي للتأثير في التصويت، وتنفي الخرطوم ذلك.

وفي مؤشر إلى تصاعد التوتر ابلغ جيش جنوب السودان «رويترز» ان اربعة من جنود الشمال دخلوا وسط بلدة أبيي، اول من أمس، وأخذوا يطلقون النار بشكل عشوائي وأصابوا تاجراً اصابة طفيفة. وقال المتحدث باسم الجيش الجنوبي كيول ديم كيول، ان الجنود الأربعة «كانوا يحاولون بوضوح استفزاز الموقف لينشب قتال، الخطة فشلت لأن ضباطنا تمكنوا من كبح جماح جنودنا».

وأمام البرلمان، قال البشير، أمس، على الرغم من التزامنا باتفاق السلام الشامل، لكننا لن نقبل بديلا عن الوحدة. وتابع: الوحدة هي الخيار الراجح للجنوب، إذا أتيحت له حرية الاختيار في استفتاء حر ونزيه. وأضاف أن ترسيم الحدود عامل حاسم في إجراء استفتاء عادل ونزيه. ويربط البشير بذلك بشكل غير مباشر بين إجراء الاستفتاء، وبين الاتفاق بين الشمال والجنوب على ترسيم الحدود.

من جهة أخرى، طالب نائب الرئيس السوداني وفد الأمم المتحدة المكلف من قبل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بمراقبة الاستفتاء على حق تقرير مصير الجنوب ومنطقة أبيي حتى مراحله الأخيرة.

وتعهد طه لدى لقائه، امس، الوفد في الخرطوم بجعل الاستفتاء معبراً للسلام من دون اختزاله في الوحدة أو الانفصال.. مؤكداً تواصل اللقاءات مع حكومة الجنوب حتى نهاية الاستفتاء .

وفي السياق ذاته، أكد وزير الخارجية السوداني علي كرتي ضرورة خروج الاستفتاء بصورة تنهي اتفاقية السلام الشامل بلا خلاف.. مشدداً لدى لقاء وفد المراقبة الدولية برئاسة رئيس تنزانيا السابق بنيامين ماكبا، على مراعاة دقة الظروف التي تمر بها البلاد.

تويتر