«حماس» تطالب «الجامعة» برفع الغطاء عن المفاوضات.. والعاهل الأردني يلتقي نتنياهو

إسرائيل تمـحـو «العـراقيـب» مـــن الوجود

العاهل الاردني (يمين) بحث في عمان مع نتنياهو عملية السلام. إي.بي إيه

هدمت جرافات الاحتلال، أمس، جميع بيوت قرية العراقيب البدوية في النقب وطردت سكانها، بعد أن اقتحمت قوات كبيرة من الشرطة القرية مدعومة بأكثر من 1000 جندي، وفيما بحث العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني في عمان، أمس، مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو عملية السلام، دعت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) الجامعة العربية الى رفع الغطاء عن أي مفاوضات مقبلة مع اسرائيل.

وقالت مصادر فلسطينية، من داخل القرية، إن مواجهات وقعت بين السكان وعناصر الشرطة، عندما شرعت الشرطة في اخلائهم من بيوتهم، كما قام الشبان بإشعال الإطارات، وتصدوا للجرافات التي هدمت بيوتهم بالقوة، فيما أغلقت الشرطة مداخل القرية وحلقت طائرات مروحية في سمائها لمراقبة تحركات المواطنين.

وأضافت أن السلطات الاسرائيلية اقتلعت حتى الأشجار داخل القرية، وأزالت معالمها كافة، وأبعدت ساكنيها عن المنطقة بعد أن اعتدت على العديد منهم بقوة السلاح، ونقلت الاطفال والنساء من البيوت إلى ساحة المصلى داخل مقبرة القرية، قبيل الشروع في هدم البيوت، وسط صراخ وبكاء شديدين للأطفال.

من جهتها، دعت الحركة الإسلامية في أراضي الـ،48 إلى تحرك سريع على مستوى لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، لمعالجة هذه الجريمة النكراء «حتى لا نصبح جميعنا لقمة سائغة لأعدائنا المتربصين بنا، فنقول حينها أكلت يوم أكلت العراقيب».

وكانت قرية العراقيب تعرضت لاعتداءات اسرائيلية مستمرة، كما استولت إسرائيل على مئات الدونمات من أراضي القرية، بحجة أن الأرض تابعة «للدولة».

ويبلغ عدد سكان القرية الواقعة بجوار مدينة رهط، والتي لا تعترف بها السلطات الاسرائيلية نحو 700 نسمة يقطنون نحو 30 منزلا، معظمها مبني من الخشب وألواح الزينكو.

وقال سكرتير الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، المحامي أيمن عودة، من موقع قرية العراقيب التي دمرتها القوات الإسرائيلية، إن «شباب النقب مصرون على اعادة بناء القرية ابتداء من اليوم (أمس)، ولن نسمح لهذه الجريمة بأن تمر».

وقال المتحدث باسم منظمة «منتدى تشريع» المدافعة عن حقوق البدو ياكوف مانور، إن نحو 1500 شرطي إسرائيلي قاموا بترحيل سكان قرية للبدو قرب بئر السبع بصحراء النقب (جنوب)، ودمروا مساكنهم.

وأضاف أن عناصر من الوحدات الخاصة وشرطة الخيالة، تدخلوا مع الشرطة عند الفـجر، لإجلاء 300 من سكان كفر العراقيب.

وأوضح أن أهالي القرية وكذلك 150 ناشطا إسرائيليا مؤيدا لقضية البدو حاولوا اعتراض الشرطيين المجهزين بقنابل مسيلة للدموع، لكنهم لم يستخدموها.

وأشار إلى إصابات بجروح طفيفة واعتقالات.

من جهته، قال المتحدث باسم الشرطة ميكي روزنفيلد، إن «30 شخصا تم اجلاؤهم هذا الصباح (أمس) من كفر العراقيب، ونقلوا الى مدينة رحات البدوية (45 الف نسمة)» في صحراء النقب.

وأضاف أن منازلهم المبنية بصورة غير قانونية دمرت وفقا لقرار القضاء، مدعيا أنه لم تقع أي إصابات أو اعتقالات.

ويبلغ عدد البدو في اسرائيل 160 ألف شخص يقطن معظمهم النقب.

من ناحية أخرى، دعت حركة «حماس» الجامعة العربية الى رفع الغطاء عن أي مفاوضـات قـادمة مـع إسـرائيل، محـذرة من أن استـئناف المـفاوضات المـباشرة بـين السلطة الفلسطينية والدولة العبرية «سيزيد من حدة الانقسام» بين الفلسطينيين.

وقال القيادي في الحركة صلاح البردويل، في بيان، إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس «سيسعى إلى استصدار غطاء عربي من جامعة الدول العربية، في اجتماع لجنة المتابعة العربية، المقرر عقده نهاية الشهر الجاري، لاستئناف التفاوض مع الاحتلال دون شروط».

وطالب البردويل الجامعة «برفع الغطاء عن أي مفاوضات مقبلة»، معتبرا ان «النيات الصهيونية من وراء هذه المفاوضات، هي اعطاء بعض التسهيلات لأهالي الضفة الغربية، في ظل استمرار البناء والاستيطان في القدس والضفة وتهويد المقدسات وتهجـير أهـلنا في النقب (جنوب اسرائيل)».

ورأى ان حديث عباس عن ضرورة ايجاد مرجعية واضحة ومحددة للتفاوض، كشرط لاستئناف المفاوضات المباشرة مع العدو، إقرار من سلطة فتح بأنها ارتكبت خطأ جسيما على مدى 20 عاما من التفاوض من دون مرجعية.

وكان عباس قال في عمان انه على استعداد لمفاوضات مباشرة مع اسرائيل، بعد الاتفاق على «مرجعية واضحة ومحددة» للتفاوض، في وقت اتهمت فيه اسرائيل الفلسطينيين بـ«التهرب من المفاوضات المباشرة». كما بحث عباس، أمس، عملية السلام مع وزير الخارجية الإسباني ميغيل انخل موراتينوس في عمان.

في سياق متصل، أعلن مصدر رسمي أن العاهل الأردني التقى نتنياهو، وناقش معه عملية السلام.

وقال الديوان الملكي الأردني في بيان، إن اجتماع العاهل الأردني ونتنياهو الذي غادر المملكة عقب اللقاء، ركز على «كيفية تحقيق تقدم في الجهود المبذولة، لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين، وفي سياق اقليمي شامل يضمن الأمن والاستقرار لجميع دول المنطقة وشعوبها».

 

تويتر