‏‏‏طهران تتهم أميركا بــ «الإساءة» لمعاهدة عدم انتشار السلاح الذري

واشنطن تعتزم الإعلان عن حجم ترسانتها النووية‏

متقي: المؤتمر يجب أن يتم في جو من الشفافية ويركز على نزع الأسلحة النووية. أ.ف.ب

‏‏كشفت صحيفة «واشنطن بوست»، أمس، اعتزام ادارة الرئيس الأميركي باراك أوباما الكشف حجم ترسانتها النووية خلال مؤتمر الامم المتحدة لمراجعة معاهدة عدم انتشار السلاح النووي الذي يعقد غداً في مقر الامم المتحدة بمشاركة 189 دولة، فيما اتهمت طهران واشنطن «بالإساءة لهذه المعاهدة». في الوقت الذي يهيمن الخلاف حول البرنامج النووي الايراني على المؤتمر الذي يحضره الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد.

  ‏نواب أميركيون يعارضون زيارة نجاد إلى نيويورك

‏أعلن عدد من النواب الأميركيين معارضتهم مجيء الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد الى نيويورك لحضور مؤتمر المتابعة حول حظر الانتشار النووي. وكتب خمسة نواب من فلوريدا (جنوب شرق) بينهم الديمقراطي كندريك ميك انه «لمن المشين ان تتاح مجدداً لأحمدي نجاد فرصة الترويج للكراهية». وفي حال ترأس أحمدي نجاد وفد بلاده الى المؤتمر سيكون الرئيس الوحيد المشارك في المؤتمر بعد ان طلب الحصول على تأشيرة قالت الولايات المتحدة انها ستمنحها إياه. وكتب النواب في بيانهم ان مشاركة أحمدي نجاد ستجعل من المؤتمر «مهزلة» لأنه سيمنح الرئيس الايراني«منبرا اضافيا لمهاجمة إسرائيل على الساحة الدولية». كما أصدر نحو 15 من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين رسالة موجهة الى وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون طلبوا فيها رفض منح الرئيس الايراني تأشيرة دخول. وقال أعضاء مجلس الشيوخ إن القانون الفدرالي يعتبر إيران «داعمة رئيسة للارهاب» بسبب دعمها «أنشطة الإرهاب الدولي». وكتب أعضاء مجلس الشيوخ في الرسالة التي كان جون كورنين المبادر لتوجيهها أنه «في حين يفكر الكونغرس الاميركي في فرض عقوبات اضافية على إيران، تتحدى ايران كل تحذيرات المجتمع الدولي وتواصل السعي الى حيازة الأسلحة النووية». واشنطن ــ أ.ف.ب ‏

 

ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن مسؤولين كبار لم تكشف هوياتهم قولهم ان الحكومة الاميركية ناقشت لأشهر جدوى كشف حجم ترسانتها النووية وانها اختارت في النهاية اصدار إعلان، في حين تسعى واشنطن الى ترسيخ معاهدة الحد من الانتشار النووي.

وبحسب الصحيفة، قد يصدر الاعلان خلال الخطاب الذي ستلقيه وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون أمام المؤتمر.

ويقدر خبراء نزع الاسلحة ان ترسانة الولايات المتحدة تضم 9000 سلاح نووي منها 5000 معدة للاستخدام. وأخذت واشنطن أخيراً مبادرات عدة لإعطاء صدقية لرغبة الرئيس أوباما في تجريد العالم من الاسلحة النووية. ووقعت الولايات المتحدة خصوصاً مع روسيا معاهدة ستارت جديدة لخفض الاسلحة الاستراتيجية.

وكانت كلينتون حذرت أحمدي نجاد من محاولة «تحويل الانتباه» عن المؤتمر.

وقالت في تصريح صحافي «إذا اراد الرئيس أحمدي نجاد ان يأتي ليعلن ان إيران ستحترم التزاماتها في مجال حظر الانتشار النووي بموجب معاهدة حظر الانتشار النووي، فسيشكل ذلك نبأ ساراً للغاية وسنرحب به». وأضافت «لكن اذا كان يعتقد انه بمجيئه سيتمكن من أن يحول بطريقة او بأخرى الانتباه عن هذا المجهود العالمي المهم جداً والتسبب في فوضى تلقي ظلالا من الشك على نوايا إيران، فإني اعتقد انه لن يجد عندئذ آذاناً مصغية».

وحذرت إيران أمس من ان الولايات المتحدة يجب ألا تاخذ الامم المتحدة «رهينة» عبر رفضها منح تأشيرات دخول الى اعضاء الوفد الايراني الراغبين في التوجه الى نيويورك للمشاركة في المؤتمر.

وقال وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي للصحافيين ان «تسليم تأشيرات دخول الى وفود ومسؤولي الدول المتوجهة الى الامم المتحدة في الولايات المتحدة هو الزام، وليس صلاحية»، للمسؤولين الاميركيين.

وأضاف «ليس لدى الحكومة الاميركية أي حق بجعل تسليم التأشيرات أداة ضد دول أخرى. يجب على الحكومة الاميركية الا تجعل الامم المتحدة ومجلس الامن رهائن». وقال مسؤول أميركي رفض الكشف عن اسمه ان إيران طلبت نحو 70 تأشيرة دخول.

وحول معاهدة حظر الانتشار النووي اتهم متقي خلال مؤتمر صحافي في ختام لقائه مع وزير خارجية غينيا - كوناكري، الولايات المتحدة «بالاساءة لهذه المعاهدة». واعتبر أن مؤتمر متابعة معاهدة حظر الانتشار النووي يجب ان يتم «في جو من الشفافية ويجب ان يركز على مسألة نزع الاسلحة النووية».

وتدفع الولايات المتحدة باتجاه فرض مزيد من العقوبات الدولية على إيران لكنها تواجه رفض روسيا والصين. وكانت واشنطن تأمل في التوصل الى قرار قبل مؤتمر مراجعة المعاهدة. وتشكل ايران اختبارا للمعاهدة لسببين أولهما ان طهران تقاوم طلبات الامم المتحدة بوقف تخصيب اليورانيوم، والثاني ان صنع قنبلة ايرانية يمكن ان يطلق سباقاً للتسلح النووي في الشرق الاوسط. والقضية الثانية التي يمكن ان تعرقل تقدم المؤتمر اصرار مصر تدعمها دول عدم الانحياز، على انضمام اسرائيل الى المعاهدة وعلى ضرورة عقد مؤتمر دولي لإقامة منطقة خالية من السلاح النووي في الشرق الاوسط.

 ‏معاهدة «الانتشار النووي»

تدعو معاهدة الحد من الانتشار النووي المبرمة قبل 41 سنة الى نزع الأسلحة النووية مقابل تعاون دولي لاستخدام الطاقة الذرية مدنياً.

ومددت المعاهدة التي دخلت حيز التنفيذ في 1970 لمدة 25 عاماً، ثم مددت إلى ما لا نهاية سنة 1995 مع تقييمها كل خمس سنوات.

ووقعت المعاهدة 190 دولة. وتنص المعاهدة على أن تلتزم القوى النووية بالبدء في نزع الاسلحة النووية وتمتنع عن نقلها او مساعدة أي دولة على اقتنائها.

بينما دعيت الدول الموقعة التي ليس لديها أسلحة نووية الى عدم صنعها او اقتنائها. ومنحت في المقابل إمكانية استخدام الطاقة الذرية سلمياً تحت مراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للامم المتحدة. واشنطن ــ أ.ف.ب‏

 

تويتر