واشنطن توبّخ نتنياهو والرباعية تدين وأوروبا تحذّر من فشل نهائي
السلطة الفلسطينية: نرفض استــخدام المفاوضات وسيلة للسيطــرة علـى الأرض
فلسطينية تضع العلم الفلسطيني على سيارة لجيش الاحتلال خلال مواجهات قرب حاجز قلنديا. أ.ف.ب
وصف مسؤول أميركي رفيع، الموقف السياسي لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بأنه محفوف بالمخاطر بعد توبيخ الخارجية الأميركية بشأن المشروعات الاستيطانية، فيما أكد مسؤول في الرئاسة الفلسطينية رفض استخدام المفاوضات غير المباشرة وسيلة للسيطرة على الأرض وهدم البيوت وقتل وتجويع الناس، في حين أدانت اللجنة الرباعية التصعيد الاستيطاني، بينما حذر الاتحاد الأوروبي من فشل نهائي في المفاوضات.
وتفصيلاً، صرح متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، اول من أمس، بأن وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون اتصلت هاتفياً بنتنياهو كي تبلغه بأن الموافقة الإسرائيلية في الآونة الأخيرة على البناء الاستيطاني، إشارة سلبية للغاية بشأن نهج اسرائيل تجاه العلاقات الثنائية، وقوضت الثقة في عملية السلام.
وكانت كلينتون قد قالت في لهجة قاسية غير معهودة لرئيس الوزراء الإسرائيلي، انها تعترض بشدة على الإعلان عن المشروع خلال زيارة نائب الرئيس الأميركي جوزف بايدن.
وقال المسؤول الرفيع في إدارة الرئيس باراك أوباما، عن اعلان اسرائيل الموافقة على التوسع الاستيطاني «الإسرائيليون يدركون أن الطريقة الوحيدة للبقاء على الجانب الإيجابي دولياً ومعنا، تتمثل في عدم تكرار» مثل هذه القرارات.
وتكهن طالباً عدم نشر اسمه بسبب حساسية الأمر، بأن اسرائيل ستمر «بفترة غير مأمونة خلال اليومين أو الأسبوعين المقبلين»، في الوقت الذي تحاول فيه واشنطن اطلاق المحادثات غير المباشرة.
ووصف المسؤول الأميركي الرفيع موقف نتنياهو السياسي بأنه «محفوف بالمخاطر» بسبب الانقسامات حيث تعارض الاحزاب اليمينية خطوات احلال السلام، بما في ذلك تجميد كامل للمستوطنات، وهو الأمر الذي يطلبه الفلسطينيون والولايات المتحدة.
من جانبها دانت اللجنة الرباعية الدولية للشرق الاوسط مشروعات اسرائيل بناء وحدات استيطانية جديدة في القدس الشرقية، محذرة من ان الإجراءات الأحادية الجانب لن يعترف بها من قبل الأسرة الدولية. واضافت اللجنة في بيان انها «تؤكد مجدداً ان الإجراءات الأحادية الجانب التي يتخذها اي من الطرفين، ينبغي الا تستبق نتائج المفاوضات، ولن يعترف بها من قبل المجتمع الدولي».
وقالت اللجنة في بيانها انها «متوافقة على متابعة التطورات في القدس عن كثب وتحتفظ بإمكان اتخاذ اي تدبير اضافي يمكن ان يستدعيه الوضع على الأرض. كما اكدت ان السلام العربي الإسرائيلي واقامة دولة فلسطينية مستقلة قابلة للحياة، يصبان في المصلحة الأساسية للأطراف ولكل دول المنطقة والمجتمع الدولي. ودعت اللجنة كل المعنيين الى دعم استئناف سريع للحوار بين الأطراف وتعزيز مناخ يسهّل مفاوضات تتكلل بالنجاح بهدف معالجة كل القضايا العالقة المتصلة بالنزاع، بما فيها وضع القدس.
وقالت اللجنة انها ستناقش تطورات الوضع في الشرق الأوسط في اجتماعها المقبل في موسكو في 19 مارس الجاري، الذي ستحضره وزيرة الخارجية الأميركية.
ورحبت السلطة الفلسطينية بتصريحات هيلاري كلينتون وبيان اللجنة الرباعية، معبرة عن املها في ترجمة «هذه الإدانات الى قرارات ملزمة لإسرائيل» لوقف النشاط الاستيطاني.
وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات لوكالة «فرانس برس»: «نريد ترجمة هذه الإدانات والبيانات الى قرارات ملزمة لإسرائيل بإلغاء قرارات الاستيطان وخاصة بناء 1600 مسكن في القدس».
من جهته، أكد أمين عام الرئاسة الفلسطينية الطيب عبدالرحيم، امس، رفض استخدام المفاوضات غير المباشرة وسيلة للسيطرة على الأرض وهدم البيوت وقتل وتجويع الناس، مطالباً الإدارة الأميركية بتقديم ضمانات بعدم تنفيذ مخططات الاستيطان المعلنة أخيراً.
وقال «سنتصدى لكل مشروعات الاستيطان التي ينفذونها مهما تعددت أشكاله، ولن نقبل بأن تستخدم إسرائيل المحادثات غير المباشرة وسيلة للسيطرة على الأرض وهدم البيوت وقتل وتجويع وحصار الناس».
وكان عبدالرحيم يتحدث نيابة عن الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال مهرجان لإحياء الذكرى الـ20 لانطلاقة الحزب الديمقراطي الفلسطيني (فدا) في رام الله، بحضور عدد من أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية. وأضاف عبد الرحيم «لقد احترمنا توجهات أشقائنا العرب في لجنة المتابعة وتلقينا رسالة تطمين واضحة من وزيرة الخارجية الأميركيةهيلاري كلينتون، ثم أخذنا القرار بإعطاء فرصة للجهود الأميركية من خلال مواصلة المبعوث الأميركي جولاته المكوكية بين الجانبين». وأوضح أن قرار المضي في مفاوضات غير مباشرة مع الاحتلال كان بهدف إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية الكاملة السيادة، والتوصل إلى حل عادل لقضية اللاجئين وفقاً للقرار 194 ومبادرة السلام العربية.
ودعا عبدالرحيم باسم الرئاسة الفلسطينية بضرورة التراجع عن هذه القرارات التي من شأنها تدمير العملية السلمية في حال استمرارها.
كذلك طالب الولايات المتحدة واللجنة الرباعية أيضا بعدم الاكتفاء بالإدانات والعمل على ترجمة ذلك بمواقف حازمة ضد ممارسات إسرائيل ووضع حد لها.
من جهته حث الاتحاد الأوروبي، امس، اسرائيل على العمل على اعادة اطلاق فوري لمفاوضات السلام مع الفلسطينيين، محذراً من فشل نهائي لجهود المصالحة اذا تواصل المأزق الحالي. وقالت الممثلة العليا للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون، التي تزور اليوم المنطقة، «أنا قلقة جداً» بعد اعلان وزارة الداخلية الإسرائيلية عن مشروع لبناء 1600 مسكن جديد في مستوطنة في القدس الشرقية. واضافت في تصريحات لصحافيين على هامش اجتماع مع العديد من وزراء خارجية بلدان الاتحاد الأوروبي في ساريسيلكا شمال فنلندا «أنا قلقة لأن اسرائيل اصدرت هذا الإعلان في الوقت الذي كانت فيه المفاوضات غير المباشرة ستنطلق». ودعت اشتون رئيس الوزراء الإسرائيلي الى «تأكيد زعامته» في بلاده من خلال دفع جهود السلام، لتسوية مشكلة الاستيطان اليهودي بالخصوص. واضافت «نحن بحاجة الى اتفاق سلام متفاوض بشأنه ويجب ان يتم سريعاً، الآن».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news