شنت هجمات عشوائية واستهدفت المدنيين بشكل مباشر

تقرير أممي: الميليشيات الحوثية ارتكبت انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن

اثنان من خبراء الألغام يقومان بتطهير ونزع ألغام زرعتها الميليشيات. أرشيفية

كشف تقرير أصدره فريق من الخبراء الدوليين والإقليميين، أنشأه مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، أن الميليشيات الحوثية ارتكبت انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، وشنت هجمات عشوائية، واستهدفت المدنيين بشكل مباشر في أعمال ترقى إلى جرائم حرب.

كما درجت هذه الميليشيات على استخدام أسلحة ذات آثار مدمرة واسعة النطاق، كالصواريخ والمدفعية ومدافع الهاون التي وجهتها عمداً للمدنيين والأعيان المدنية، ما أدى إلى قتلهم وإصابتهم، عدا عن استخدام الألغام والعبوات الناسفة في المناطق المأهولة بالسكان، راح ضحيتها أعداد كبيرة من أبناء اليمن.

وأوضح التقرير ذاته أن ميليشيات الحوثي قامت في المدة الممتدة من يناير إلى مارس من عام 2019 باستهداف المدنيين والبنية التحتية عمداً في الضالع، كما دمرت منازل المواطنين في حجة في مارس 2019 دون أية ضرورة عسكرية، علاوة على استخدامها للألغام الأرضية ضد الأفراد والمركبات، الأمر الذي تسبب في إلحاق أضرار فادحة بالبشر والحجر، خصوصاً في محافظات عدن ولحج والحديدة وتعز.

وتحصد الألغام التي زرعتها ميليشيات الحوثي، الذراع الإيرانية في اليمن بالعديد من المحافظات، أرواح المدنيين بكثافة، فقد تحولت زراعة هذه الآفة إلى ثقافة في عرف هذه الجماعة الإرهابية، نظراً لفداحة أضرارها، وجسامة خسائرها، وهو بالضبط ما تصبو إليه هذه الميليشيات.

وكان فريق الخبراء قد أكد أن صناديق الموت أجهزت وأصابت الآلاف من المدنيين، وذلك في أبين والضالع والبيضاء والجوف وحجة وإب ومأرب وصنعاء وصعدة وشبوة، مشيرين إلى ضلوع الألغام المضادة للمركبات في إزهاق أرواح المواطنين في الحديدة التي تعد أكثر المحافظات اليمنية تضرراً من الألغام.

هذا الشغف الحوثي بتدمير اليمن، وإبادة شعبه، قابلته جهود أخرى رامية إلى إخراج هذا البلد من الأزمة الخانقة التي يعيشها. لكن تبقى هذه الجهود غير كافية، في ظل استمرار هذه الجماعة الانقلابية في زراعة بذورها اللعينة بكميات كبيرة، وهو تماماً ما أكده مدير عام «مشروع مسام»، أسامة القصيبي، بقوله إن الجهود الكبيرة التي يبذلها «مسام» في نزع الألغام المزروعة بكثافة من قبل الميليشيات الحوثية لا تكفي وحدها لتأمين اليمن من خطر هذا الوباء، ما لم تعزز هذه الجهود بمواقف دولية جادة، تلزم هذه الميليشيات بالتوقف عن زراعتها، وتسليم الخرائط الخاصة بها.

لكن رغم هذا التراخي الدولي، يواصل «مشروع مسام» مهمته الإنسانية بمعنويات عالية وعزيمة قوية لتحقيق هدفه النبيل الذي بعث لأجله، وقد تمكنت فرقه الهندسية خلال الأسبوع الرابع من شهر ديسمبر من إزالة 1604 ألغام وذخائر غير منفجرة، ليصل مجموع ما تم نزعه منذ بداية الشهر وحتى الـ29 منه إلى 8751 لغماً وعبوة ناسفة وذخيرة غير منفجرة، وليرتفع إجمالي ما تمت إزالته منذ انطلاق المشروع إلى 120 ألفاً و145.

هذا الإنجاز الذي سجله «مشروع مسام» رغم أهميته، إلا أنه يظل منقوصاً ما لم تصدر مواقف دولية جادة وحازمة، تلزم هذه الميليشيات المدعومة من إيران بالتوقف عن زراعة الألغام، لتأمين اليمنيين من الموت المدفون تحت أرضهم.


ألغام ميليشيات الحوثي تحصد أرواح المدنيين بكثافة في محافظات عدة.

تويتر