القوات المشتركة تدعو المجتمع الدولي إلى حماية الملاحة الدولية في البحر الأحمر

الميليشيات تقر بوجود سجون سرية للنساء أنشأها قادة حوثيون للاختطــــاف والتعذيب

قوات من الجيش اليمني خلال استعدادات لمواجهة الميليشيات الانقلابية. أرشيفية

أقرت النيابة الجزائية الخاضعة لميليشيات الحوثي في العاصمة صنعاء بوجود سجون سرية للنساء، قامت بإنشائها قيادات في الجماعة، فيما دعت القوات المشتركة في الساحل الغربي لليمن المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى تحمل مسؤولياتهم في حماية الملاحة الدولية في البحر الأحمر وباب المندب، على وقع التهديدات التي أطلقتها ميليشيات الحوثي الانقلابية المدعومة إيرانياً، بينما واصلت الميليشيات تصعيدها العسكري في الحديدة، وجبهات الضالع، في حين أفشلت قوات الحزام الأمني هجوماً حوثياً في جبهة حيفان جنوب تعز.

وتفصيلاً، أكدت وثيقة صادرة عن النيابة الجزائية التابعة لحكومة الميليشيات غير المعترف بها وجود سجون سرية للنساء في صنعاء، ويتم تعذيبهن فيها، وذلك في مذكرة رفعتها إلى النائب العام.

وأوضحت الوثيقة أن القيادي في جماعة الحوثي، سلطان زابن، وقيادات حوثية، أنشأوا سجوناً سرية للنساء خاصة بهن في صنعاء، ويتم اختطافهن وتعذيبهن واغتصابهن فيها.

وفي الساحل الغربي، دعا الناطق الرسمي للقوات المشتركة في الساحل الغربي لليمن، وضاح الدبيش، المجتمع الدولي، وعلى رأسه الأمم المتحدة، إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية الملاحة الدولية في البحر الأحمر، لمواجهة التهديدات التي أطلقتها ميليشيات الحوثي الانقلابية باستهداف خطوط الملاحة في الممر المائي قبالة السواحل اليمنية، والتي تأتي بعد أيام قليلة من ضبط شحنة أسلحة إيرانية كانت في طريقها إلى الحوثيين من قبل القوات الأميركية.

وقال الدبيش، في تصريح خاص لـ«الإمارات اليوم»، إن المجتمع الدولي والأمم المتحدة يتحملان المسؤولية الكاملة عن تأمين الممر المائي والملاحة في البحر الأحمر وباب المندب، بعد تدخلها وإيقافها عملية تحرير مدينة وموانئ الحديدة على الساحل الغربي، من خلال اتفاق السويد، الذي لم يتم تنفيذه بعد مرور عام على التوقيع عليه.

وأضاف: «اليوم باتت الميليشيات الانقلابية تتبجح وتهدد الملاحة الدولية، مستغلة الموقف الأممي من معركة تحرير الساحل الغربي وإعلان الهدنة الإنسانية ووقف إطلاق النار في المدينة قبل عام من الآن، ولم تلتزم بهذه الهدنة سوى القوات المشتركة، أما الميليشيات الانقلابية فهي تمارس خروقات يومية، وتقوم بتحريك أسلحتها، وتدفع بعناصرها إلى الساحل الغربي، حتى وصلت مرحلة التهديد الواضح والمباشر لاستهداف الملاحة الدولية، بعد قيامها باستهداف مقر الفريق الأممي والحكومي في لجنة المراقبة على تنفيذ اتفاق السويد».

وأشار الدبيش إلى أن القوات المشتركة على أتم الاستعداد لاستكمال تحرير الساحل وتأمين الملاحة الدولية، في حال اتخذ القرار من قبل قوات التحالف والشرعية اليمنية لاستئناف «عملية السهم الذهبي» لتحرير الساحل الغربي، من أجل تأمين الملاحة في البحر والممرات الإنسانية في البر، وإنقاذ الإنسان والحيوان في مناطق الساحل الغربي التي لم تسلم من هجمات الحوثي خلال الفترة الماضية.

وكانت ميليشيات الحوثي الانقلابية أطلقت، أول من أمس، تهديدات بتنفيذ هجمات إرهابية في البحر الأحمر، تستهدف خطوط الملاحة الدولية، حيث أهم ممرات الملاحة في العالم الذي تمر من خلاله نسبة كبيرة من النفط المصدر إلى دول العالم، مشيرة عبر وزارة حربها غير المعترف بها إلى أن لديها بنك أهداف بحرية، وتملك أسلحة ومنظومات متطورة، ما يجعلها قوة بحرية في البحر الأحمر والمنطقة عموماً.

وتأتي تهديدات الحوثيين بعد أيام قليلة من إعلان مسؤولين أميركيين مصادرة «شحنة كبيرة» لأجزاء مما يشتبه في أنها صواريخ إيرانية متجهة للحوثيين باليمن، في أول مرة يتم فيها احتجاز مكونات متطورة من هذا النوع في طريقها إلى الحوثيين، ما يدل على أن إيران مازالت تقوم بعمليات تهريب أسلحة بشكل غير قانوني إلى الحوثيين.

يذكر أن ميليشيات الحوثي قامت باختطاف ثلاث سفن كورية جنوبية في البحر الأحمر في أواخر نوفمبر الماضي، ونقلتها إلى قبالة ميناء الصليف، قبل أن تطلقها تحت ضغط من كوريا الجنوبية، التي هددت بإرسال مدمرة عسكرية إلى مكان احتجاز السفن.

من جهة أخرى، قال المتحدث باسم «ألوية العمالقة»، العقيد مأمون المهجمي، إن ميليشيات الحوثي استقدمت عناصر مسلحة من معسكرات التدريب إلى مديرية حيس جنوب الحديدة، وتعمل على إعاقة تحركات المدنيين بين القرى والمناطق وابتزازهم.

وأضاف المهجمي في بيان أن الميليشيات استقدمت عناصر من مديرية الجراحي ومناطق سقم والقهرة إلى الأودية والجبال جنوب حيس، ونقلت مزيداً من العبوات والألغام والأسلحة والطيران المسير، في محاولة يائسة للتوغل في المنطقة وزراعة الألغام، مشيراً إلى أن الميليشيات شنت حملة على القرى والمناطق لمعاقبة العائلات التي التحق أبناؤها بصفوف القوات المشتركة، كما حاولت ممارسة ضغوط على مشايخ القبائل لمساعدتها في الضغط على العائلات لسحب أبنائها، لكن المشايخ واجهوا ذلك بالرفض وعدم التدخل.

إلى ذلك، لقي العشرات من مسلحي الحوثيين مصرعهم، إثر تصدي القوات المشتركة لهجمات لعناصرهم في مديرية التحيتا جنوب الحديدة، في اشتباكات استخدمت فيها الميليشيات مختلف أنواع الأسلحة على منطقتي الفازة والجبلية، كما استهدفت منازل المدنيين في مديرية الدريهمي.

وواصلت الميليشيات تصعيدها اليومي، واستهدفت مواقع القوات المشتركة في منطقة الجاح التابعة لمديرية بيت الفقيه، مستخدمة مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة إلى جانب أسلحة القناصة.

وكانت خسائر الميليشيات تضاعفت جراء المواجهات في جبهات الساحل الغربي وجنوب الحديدة، حسبما أفادت مصادر طبية، مؤكدة وصول 20 جريحاً من عناصر ميليشيات الحوثي إلى مستشفيات زبيد وباجل الريفي، سقطوا في معارك بالساحل الغربي خلال اليومين الماضيين.

وفي تعز، أفشلت قوات اللواء الرابع حزم، بقيادة العقيد وافي الغبس الصبيحي، هجوماً حوثياً واسعاً بجبهة حيفان جنوب تعز، بعد أيام من وصول تعزيزات حوثية ضخمة، وتغير القيادات الحوثية بالجبهة، حيث كان الهجوم يهدف إلى السيطرة على بعض المواقع في قطاع الهجمة والعذير، وفقاً لمصادر ميدانية، مشيرة إلى أن الحوثيين تكبدوا خسائر فادحة بالعتاد وثلاثة قتلى وعشرات الجرحى.

وفي الضالع، قصفت مدفعية القوات المشتركة والجنوبية تمركزات حوثية في جبهة مريس شمال الضالع، وفقاً لمصادر عسكرية، أكدت استهداف مدفعية القوات المشتركة مواقع حوثية في منطقتي القهرة ويعيس شمال مريس، بعد أيام من استحداث المواقع فيهما، مخلفة قتلى وجرحى في صفوف الحوثيين.

وأوضحت المصادر أن الميليشيات دفعت بتعزيزات جديدة إلى مناطق حبيل عبيد وبلاد الحيقي ورهادة والنبيجات غرب الفاخر، وشمال غرب الضالع، استعداداً لشن هجمات على مواقع المشتركة في المنطقة.

وفي ذمار، أكدت مصادر قبلية إعلان قبائل الحدا حالة النفير العام لمواجهة الميليشيات الحوثية، على خلفية اختطاف العمید نبیل علي القرس الكمیم، قبل أيام عدة، من وسط العاصمة صنعاء، ولم يتم إطلاق سراحه رغم تحذيرات القبيلة للميليشيات.

وفي صعدة، قصفت مدفعية الجيش اليمني مواقع للميليشيات في منطقة بني صياح بمديرية رازح الحدودية مع المملكة العربية السعودية، ما أدى إلى تدمير تحصينات ومصرع وإصابة عدد من عناصر الميليشيات الانقلابية.

إلى ذلك، واصلت ميليشيات الحوثي شن حملة اعتقالات واسعة في صفوف أبناء مديرية سنحان مسقط رأس الرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح، الواقعة جنوب العاصمة صنعاء، على خلفية المواجهات المسلحة من قبل أبناء المديرية مع عناصرهم الانقلابية.

• حملة اعتقالات حوثية واسعة في صفوف أبناء مديرية سنحان مسقط رأس الرئيس اليمني الرحل علي عبدالله صالح.

• القوات المشتركة على أتم الاستعداد لاستكمال تحرير الساحل وتأمين الملاحة الدولية.

• الميليشيات أطلقت، أول من أمس، تهديدات بتنفيذ هجمات إرهابية في البحر الأحمر، تستهدف خطوط الملاحة الدولية.

تويتر