استمرار عمليات التصعيد العسكري بجبهات الساحل الغربي

قبائل سنحان تنتفض ضد الحوثي فـي صنعاء وتسيطر على جبل «قانع» الاسـتراتيجي

مقاتلون من الجيش اليمني على أحد المرتفعات المطلة على صنعاء. أرشيفية

اندلعت مواجهات عنيفة بين مسلحين قبليين، من أنصار الرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح، وعناصر ميليشيات الحوثي الانقلابية في مديرية سنحان جنوب العاصمة اليمنية صنعاء، هي الأولى من نوعها منذ انتفاضة الثاني من ديسمبر 2017، وتمكنت من تحرير جبل قانع الاستراتيجي، فيما قتل القيادي الحوثي في جبهة باقم بصعدة المرتضي علي الشريف مع تسعة من عناصره، في كمين لقوات الجيش اليمني، في حين استمرت عمليات التصعيد العسكري للحوثيين في جبهات الساحل الغربي.

وفي التفاصيل، أكدت مصادر قبلية في سنحان جنوب العاصمة صنعاء تمكن مقاتلي القبائل، الذين يقودون انتفاضة مسلحة ضد الميليشيات الانقلابية في المديرية، من السيطرة على جبل قانع المطل على مناطق استراتيجية واقعة بين مديريتي سنحان وخولان، مشيرة إلى أن قبيلة آل الزيدي في سنحان انضمت إلى المقاومة المسلحة، إلى جانب قبائل من خولان، والذين سيطروا على قرية الحضور قبل السيطرة على جبل قانع.

وكانت مصادر محلية في مديرية سنحان جنوب العاصمة اليمنية، أكدت اندلاع اشتباكات مسلحة عنيفة بين أبناء المديرية وميليشيات الحوثي الانقلابية، مساء الخميس، واستمرت حتى أمس، على خلفية مداهمات قامت بها عناصر الحوثي لتجمعات وحشود لمناصري الرئيس اليمني الرحل علي عبدالله صالح، قاموا بإحياء الذكرى الثانية لمقتله في الرابع من ديسمبر 2017، بعد إعلانه الانتفاضة في وجه الميليشيات في الثاني من الشهر نفسه.

جاءت الاشتباكات بعد أيام قليلة من تنفيذ جماعة مسلحة تسمي نفسها «مقاومة العاصمة» أول عملية مسلحة لها ضد عناصر الحوثي، في نقطة عسكرية للميليشيات بمديرية سنحان، مسقط رأس علي عبدالله صالح في ذكرى انتفاضة 2 ديسمبر، أدت إلى مصرع وإصابة عدد من عناصر النقطة، وتم فيها غنيمة أسلحة ونشر شعارات تهدد بانطلاق المقاومة ضد الحوثيين في صنعاء.

وذكرت المصادر أن الاشتباكات بين مسلحين من أبناء المديرية من أنصار صالح والميليشيات، توسعت لتشمل مناطق عدة في المديرية، بينها بيت السراجي، وبيت الأجبار ومنطقة الحائط، وصولاً إلى حصن عفاش، وهي المنطقة التي ينتمي إليها صالح في سنحان، لافتة إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف الحوثيين، الذين استقدموا تعزيزات مسلحة إلى المديرية، بينها عربات مصفحة وأطقم عليها رشاشات متوسطة.

وكانت الميليشيات أعلنت حالة الاستنفار في أوساط عناصرها، ونشرت نقاطاً عسكرية في مناطق عدة بالعاصمة صنعاء، وشددت الإجراءات الأمنية في المناطق الجنوبية للعاصمة، وهي مناطق تعرف بكثافة المناصرين لصالح، كما نشرت نقاطاً عسكرية وتعزيزات على الطريق الرابط جنوب العاصمة بمديرية سنحان، وآخر باتجاه مديرية خولان التي تخشى الميليشيات أن تندلع منهما أول شرارة إنهاء وجودها في العاصمة.

من جهة أخرى، أكدت مصادر عسكرية في الجيش اليمني أن تعزيزات عسكرية جديدة وصلت إلى منطقة «محلي»، في مديرية نهم شمال شرق العاصمة صنعاء، والتي تتمركز فيها القوات اليمنية منذ سنوات، في انتظار توجيهات القيادة المشتركة للتحالف والشرعية ببدء معركة تحرير العاصمة، مشيرة إلى أن القوات أعلنت، قبل أيام، رفع الجاهزية القتالية، استعداداً لمعارك قادمة في محيط العاصمة.

وفي صعدة معقل الميليشيات، أكد قائد محور آزال في الجيش اليمني، العميد ياسر الحارثي، مصرع المدعو المرتضي علي الشريف المكنى بـ«أبو تنكيل»، قائد جبهة باقم في الميليشيات الحوثية في كمين نصبه مقاتلو محور آزال بالقرب من مثلث باقم، مشيراً إلى أن أبطال الجيش في محور آزال تصدوا، خلال الأيام الماضية، لزحف حوثي باتجاه مواقع حررت أخيراً.

وذكر الحارثي، في تصريحات صحافية، أن قوات الجيش نفذت هجوماً مضاداً، أسفر عن مقتل وجرح 10 من عناصر الحوثي، بينهم المرتضي، إضافة إلى أسر آخرين واغتنام أسلحة متنوعة، وأن المواجهات مستمرة بين الجانبين في مناطق عدة بصعدة.

وأوضح الحارثي «أن الجيش أحبط محاولة تسلل فاشلة لعناصر الميليشيات على مثلث باقم - مجز - الصفراء، حيث تم نصب كمين لهم، أدى إلى مصرع قائد العملية (المرتضي الشريف) ومرافقيه».

وفي الضالع، أكدت مصادر عسكرية تمكن وحدة الرصد والاستطلاع، في القوات المشتركة والجنوبية، من رصد تحركات حوثية، انطلقت من معسكر الحمزة في محافظة إب باتجاه جبهات شمال وغرب الضالع، لتعزيز صفوف الميليشيات، وأن القوات المشتركة استعدت بنصب مدافع وصواريخ، موجهة لاستقبال تلك القوات بالطريقة التي تم بها استقبال التعزيزات الحوثية السابقة، والتي تم تدميرها قبل وصولها إلى جبهات التماس.

إلى ذلك، دارت اشتباكات عنيفة بين الجانبين في محيط جبهة الفاخر، تمكنت خلالها القوات المشتركة والجنوبية من إفشال محاولة تسلل للميليشيات باتجاه «لكمة عثمان ومنطقة مرخزة وحبيل العبدي»، ما دفع الميليشيات إلى قصف منطقة باب غلق بمديرية قعطبة بالمدفعية وصواريخ الكاتيوشا، ما أدى إلى سقوط إصابات في صفوف المدنيين بالمنطقة.

وفي الحديدة على الساحل الغربي، أفشلت القوات المشتركة محاولة تسلل حوثية باتجاه مديرية التحيتا، بعد يوم واحد من فشل هجومها على شرق وشمال مديرية حيس، حسبما ذكرت مصادر ميدانية، مشيرة إلى أن الميليشيات استخدمت مختلف أنواع الأسلحة في هجومها على مديرية التحيتا.

وأكدت المصادر أن الهجوم استهدف منطقة الجبلية جنوب المديرية، قبل أن تتمكن القوات المشتركة من صده، وإجبار المهاجمين من عناصر الحوثي على الفرار باتجاه مواقعهم السابقة.

ودفعت ميليشيات الحوثي بتعزيزات كبيرة من عناصرها، وآلياتها القتالية، باتجاه مديرية الدريهمي، جنوبي المحافظة، كما واصلت الدفع بتعزيزات عسكرية إلى محيط المديرية، وأخرى باتجاه حي المنظر جنوب مدينة الحديدة.

وتزامن ذلك مع تصعيد عسكري للميليشيات، التي شنت عمليات قصف واستهداف موسع باتجاه مواقع القوات المشتركة في منطقة الكيلو 16، وحي المنظر، ومنطقة الشجينة شرق مديرية الدريهمي، وفي منطقة الزعفران بمديرية بيت الفقيه.

تويتر