تصعيد حوثي بالمسيّرات وتهديد باستهداف الملاحة الدولية في الساحل الغربي

القوات اليمنية المشتركة تدخل أولى قرى مديرية الحشاء في الضالع

صورة

تمكنت القوات اليمنية المشتركة والجنوبية، أمس، من الدخول إلى أولى قرى مديرية الحشاء في شمال غرب الضالع، بعد سيطرتها على موقع القفة الاستراتيجي في جبهة بتار، بعد شنها هجوماً مباغتاً على مواقع ميليشيات الحوثي الانقلابية في المنطقة، فيما صعدت الأخيرة في جبهات الساحل الغربي باستخدام الطيران المسير، وهدّدت باستهداف الملاحة الدولية في البحر الأحمر، في حين لقي خمسة من عناصر الحوثي مصرعهم بينهم قيادي بارز في صعدة.

وفي التفاصيل، تمكنت القوات المشتركة والجنوبية، أمس، من تحرير مناطق جديدة في شمال الضالع، ودخلت أولى قرى مديرية الحشاء، كما فرضت سيطرتها على موقع القفة الاستراتيجي غربي المحافظة، عقب ھجوم واسع ومباغت شنته على مواقع ميليشيات الحوثي الانقلابية، وكبدتهم خسائر كبيرة في العتاد والأرواح، وفقاً لمصادر ميدانية، مشيرة إلى أن القوات المشتركة والجنوبية سيطرت على مناطق عدة في جبهة بتار، وطهرت عدداً من الجيوب الحوثية في المنطقة.

وذكرت المصادر أن القوات المشتركة شنت عملية نوعية على ثكنات وتمركز عناصر ميليشيات الحوثي، في موقع القفة، بمنطقة بتار التابع لمديرية الضالع، واستعادت السيطرة عليه بعد مواجهات عنيفة، سقط على إثرها قتلى وجرحى من ميليشيات الحوثي، لافتة إلى أن القوات بهذه السيطرة، تكون قد تجاوزت منطقة حجر، ودخلت أولى قرى مديرية الحشاء.

وتشهد جبهات الضالع مواجهات واشتباكات متواصلة منذ أشهر بين القوات المشتركة والجنوبية من جهة، والميليشيات الحوثية التي تحاول التسلل والعودة إلى المناطق المحررة في الفاخر والجب التي تضم أهم المعسكرات التي تم تحريرها على يد القوات المشتركة.

وكانت القوات المشتركة والجنوبية أفشلت، مساء الجمعة، زحف ومحاولة تسلل لميليشيات الحوثي باتجاه منطقة الحرّة شمال شرق مديرية الحشاء، والمحاذية لمنطقة بتار من جهتها الغربية، ودارت معركة عنيفة بالأسلحة المختلفة، انتهت بتطهير منقطتي الشامرية والقضاة.

وفي جبهة غرب حجر، استهدفت مدفعية الدعم والإسناد الجنوبية تجمعاً للميليشيات الحوثية في منطقة رهادة غرب بتار، موقعة إصابات مباشرة في صفوفهم، ما دفع عناصر الحوثي إلى استهداف قرى سكنية في محيط معسكر الجب بالمدفعية والصواريخ بشكل عشوائي.

وكانت الميليشيات دفعت أخيراً بتعزيزات مسلحة إلى مديرية الحشاء، في محاولة منها للتقدم باتجاه المناطق المحررة في الجب، ومنها إلى الفاخر، لكنها فشلت نتيجة رصد جميع تحركاتها من قبل القوات المشتركة التي تتعامل مع كل الهجمات ومحاولات التسلل بشكل سريع وناجع.

وفي حجة أحبطت قوات الجيش اليمني مسنودة بالتحالف العربي هجوماً حوثياً على مواقعها في منطقة العوجاء، شرق مديرية حيران المحررة، وكبدتهم خسائر كبيرة، فيما لاذ بقية عناصرهم بالفرار، وتمت ملاحقتهم باتجاه مديرية حرض.

وفي الحديدة عاودت ميليشيات الحوثي استخدام الطائرات المسيرة في التجسس ورصد تحركات القوات المشتركة في مديرية التحيتا، قبل أن تقوم بشن هجوم واسع على مواقع المشتركة في الفازة والجبلية، مع تحليق مسيراتها في سماء تلك المناطق في تصعيد وصف بالخطر، خصوصاً أنه يأتي بعد تهديدات الميليشيات باستهداف الملاحة الدولية في البحر الأحمر بالمسيرات والصواريخ البالستية.

وأكدت مصادر ميدانية تعامل القوات المشتركة مع الطائرات المسيرة، التي أجبرتها بعد فتح النار عليها على مغادرة سماء مناطق التحيتا، مشيرة إلى أن القوات المشتركة أعلنت حالة التأهب القصوى في مواجهة أي تصعيد جوي من قبل الميليشيات.

وكانت الميليشيات دفعت بصواريخ بالستية ومنصات إطلاق الطيران المسير إلى محيط مناطق عدة في جنوب الحديدة، ومنها مديريتا التحيتا وحيس، وأخرى إلى منطقة البرح التابعة لمديرية ماوية في غرب محافظة تعز، وهي منطقة قريبة من مديريتي المخاء والخوخة على الساحل الغربي لليمن.

ويأتي التصعيد الحوثي بالطائرات بالتزامن مع زيارة كبير مراقبي الأمم المتحدة الجنرال أبهيجيت جوها، إلى الساحل الغربي، قادماً من العاصمة المؤقتة عدن، برفقة الفريق الحكومي في لجنة تنسيق إعادة الانتشار، لعقد اجتماعات ثنائية في مدينة المخاء التي تم استهدافها من قبل الحوثيين أخيراً بعدد من الصواريخ البالستية والطائرات المسيرة.

إلى ذلك أفشلت القوات المشتركة، أمس، هجوماً واسعاً لميليشيات الحوثي، هو الثاني في أقل من 24 ساعة على مواقعهم في مديريتي حيس والتحيتا، بعد استقدام تعزيزات كبيرة من مفرق العدين الواقع بين محافظتي الحديدة وإب، وفقاً لمصادر عسكرية، مؤكدة تمكن المشتركة من صد الهجوم، وتكبيد الحوثيين خسائر كبيرة، ما دفعهم إلى قصف المناطق السكنية في حيس بمختلف أنواع الأسلحة.

واستهدفت الميليشيات مناطق مدنية في مديرية بيت الفقيه جنوب مدينة الحديدة، طالت الجاح الأعلى، ما أدى إلى مقتل طفل وجرح ثلاثة آخرين ووالدتهم، إلى جانب نفوق عدد من المواشي، جراء الاستهداف الذي طال أيضاً مناطق الكرد والشجن والكوعي بمديرية الدريهمي، حيث سقطت فيهما أمس أكثر من 24 قذيفة حوثية في المنطقة. وكانت الميليشيات حاولت مساء الجمعة التقدم باتجاه مديرية الدريهمي، الواقعة جنوب مدينة الحديدة، من جهات عدة، لكن القوات المشتركة التي كانت ترصد تحركات الحوثيين تمكنت من صد الهجوم الذي تركز بشكل كبير باتجاه المناطق جنوب للمديرية، وأجبرتهم على التراجع والفرار، بعد تكبيدهم خسائر كبيرة.

من جهة أخرى، اعتبر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، تلويح ميليشيات الحوثي باستهداف خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر، وتهديداتها بالإضرار بالأمن الإقليمي والدولي، تصعيداً خطراً، يؤكد عدم استعدادها للسلام، وعدم اكتراثها لجهود إنهاء الحرب في اليمن.

وأشار الوزير الإرياني في تغريدات له على «تويتر» إلى أن ذلك يأتي بعد أيام من مبادرة تحالف دعم الشرعية، التي تضمنت إطلاق سراح 200 أسير حوثي، وتسيير رحلات جوية لنقل المرضى من العاصمة المختطفة صنعاء، لافتاً إلى أن التصريحات الاستفزازية الحوثية تؤكد استراتيجية الميليشيات القائمة على المراوغة والتضليل والكذب والخداع، معتبراً حديثها عن السلام مجرد استراحة لالتقاط الأنفاس، والترتيب لجولة جديدة من الدم، بأدوات أكثر خطورة دون اكتراث للجهود التي يبذلها الأشقاء والأصدقاء لإنهاء الحرب وإحلال السلام.

وفي صعدة لقي خمسة من عناصر ميليشيات الحوثي الانقلابية مصرعهم، بينهم قيادي ميداني بارز، في قصف مدفعي لقوات الجيش اليمني الجمعة، استهدف تجمعاً لهم في مديرية منبه بمحافظة صعدة الحدودية مع المملكة العربية السعودية.

وذكرت مصادر ميدانية أن قوات الجيش مسنودة بالتحالف العربي لدعم الشرعية، قصفت تجمعاً لعناصر الميليشيات في منطقة الرقو بمديرية منبه الحدودية، ما أدى إلى مصرع خمسة من عناصرهم، بينهم قيادي بارز كان يقوم بزيارة تفقدية للمنطقة، مشيرة إلى أن القصف خلف جرحى، وأدى إلى تدمير آليات عسكرية تابعة للحوثيين كانت في المنطقة المستهدفة.

في الأثناء شنت مقاتلات التحالف خمس غارات مركزة على مواقع للميليشيات في مديرية باقم، وغارة على تجمع حوثي في محيط مديرية الظاهر المحررة، أدت إلى تدمير آليات عسكرية، ومصرع وإصابة عدد من عناصر الحوثي.

وفي تعز قصفت قوات الجيش اليمني مواقع للميليشيات في محيط تبة الصالحين في جبهة الشقب جنوب غرب المدينة، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الحوثيين، وتدمير آلية عسكرية تابعة لهم، وفقاً لمصادر عسكرية في تعز.

تويتر