استمرار المعارك في الضالع وصعدة

القوات المشتركة تفشل مخططــاً حوثياً لتفجير الوضع عسكرياً في الحديدة

القوات المشتركة تواصل إفشال المحاولات الحوثية لتعويض خسائر الميليشيات المتواصلة. أرشيفية

أكدت مصادر عسكرية، في جبهة الساحل الغربي لليمن، فشل جميع خطط ميليشيات الحوثي الانقلابية، التي هدفت إلى التصعيد العسكري في جميع مناطق التماس بالحديدة، بالتزامن مع نشر نقاط المراقبة، فيما واصلت الميليشيات استهدافها مواقع المشتركة في مناطق عدة بالساحل، في حين أفشلت القوات المشتركة والجنوبية محاولة تسلل للميليشيات باتجاه معسكر الجب من جهة مديرية الحشاء، في حين استمرت المعارك في جبهات صعدة والضالع.

وفي التفاصيل، أكدت مصادر عسكرية في جبهة الساحل الغربي لليمن، فشل جميع خطط ميليشيات الحوثي الانقلابية، التي هدفت للتصعيد العسكري في جميع مناطق التماس بالحديدة، والتي رصدت لها إمكانات كبيرة من حشد وعتاد وأموال، مشيرة إلى أن الميليشيات فشلت في جميع خططها العسكرية لتحقيق خرق في جبهات الساحل، نتيجة صمود أبطال القوات المشتركة وأبناء المحافظة الرافضين للوجود الحوثي في مناطقهم.

وقال عضو القيادة المشتركة في الساحل الغربي، الناطق باسم المقاومة الوطنية «حراس الجمهورية»، العميد صادق دويد، إن الميليشيات الحوثية كانت تخطط لعملية عسكرية كبرى في الساحل الغربي، بالتزامن مع إحياء ذكرى المولد النبوي، ورصدت لها الإمكانات والعتاد النوعي، وحشدت الآلاف من عناصرها من مختلف جبهات القتال.

وأضاف «قدمت الميليشيات، خلال مراحل الإعداد والتعبئة للعملية، وعوداً لعناصرها وأنصارها بتحقيق نصر واختراق كبير، وبث مشاهد لعمليات مفبركة لقتل وأسر واغتنام عتاد عسكري وسيطرة على أراضٍ جديدة»، لافتاً إلى أن المخطط كان يقضي بإعلان تهدئة شكلية في مدينة الحديدة، عبر نشر نقاط المراقبة الخمس بإشراف فريق الرقابة الأممية، وشن هجمات في جميع جبهات القتال في الساحل الغربي في حيس، والجبلية، والتحيتا، والجاح، والفازة، والدريهمي، لإرباك القوات المشتركة والتمكن من تحقيق اختراق في إحدى هذه الجبهات وقطع خطوط الإمداد، ثم تنفيذ عملية التفاف واسعة وتركيز الهجوم الرئيس للتقدم والسيطرة على ما يعرف بمنطقة المثلث جنوب وشرق مدينة الحديدة، متجاوزين نقاط المراقبة الخمس التي كان يهدف من خلالها الحوثيون لتأمين قواتهم وخلق حالة من الاسترخاء في المنطقة، تمهيداً للانقضاض عليها، لكنها فشلت فشلاً ذريعاً في جميع مخططاتها.

وأشار إلى أنه وأمام حالة الإحباط هذه، نتيجة عجزها التام، ومتوالية الفشل في تحقيق أي نصر أو إنجاز عسكري أو تقدم ميداني على الأرض والوفاء بوعودها لأنصارها، لجأت قيادة الميليشيات لشن هجمات بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة على مدينة المخا جنوب الساحل الغربي، وأصابت مستشفى ميدانياً لمنظمة أطباء بلا حدود ومساكن المدنيين، وقوبلت بإدانات من منظمات دولية وحقوقية.

وأكد العميد دويد أن القوات المشتركة في الساحل الغربي، التي أثبتت على الدوام احترامها لالتزاماتها وتعهدات حلفائها في التحالف العربي بقيادة الأشقاء في المملكة العربية السعودية، فقد لقنت الحوثي دروساً قاسية وأثبتت يقظتها وجاهزيتها، وهي في أتم الأهبة والاستعداد، وتنتظر بفارغ الصبر أية حماقة حوثية قادمة لتجعل اتفاق السويد جزءاً من الماضي وتستكمل ما كانت قد بدأته من عملها العام الفائت، وتضع حداً لعبث هذه الميليشيات الإجرامية.

وفي الحديدة، تعرضت الأحياء السكنية في مديرية التحيتا لقصف ميليشيات الحوثي بالقذائف المدفعية والأسلحة الثقيلة، وفقاً لمصادر ميدانية، مشيرة إلى أن الميليشيات قصفت منازل المدنيين شمال المدينة بقذائف مدفعية الهاون الثقيل عيار 120 بشكل عنيف، كما استهدفت جنوب المدينة بالأسلحة الثقيلة وبالأسلحة المتوسطة بشكل همجي.

وفي الضالع وسط اليمن، صدت وحدات القوات المشتركة والمقاومة الجنوبية، الليلة قبل الماضية، محاولة تسلل جديدة لعناصر الميليشيات الحوثية باتجاه حبيل يحيى، جنوب شرقي مديرية الحشا، هي الأولى منذ أشهر، بحسب مصادر ميدانية، مؤكدة أن تمكن القوات المشتركة من إفشال المحاولة التي استخدمت فيها الميليشيات الدراجات النارية، ودفعت بعناصر نسائية للتمويه، ومحاولة التقدم باتجاه مواقع تتمركز فيها وحدات من القوات المشتركة والمقاومة الجنوبية، والتي تمكنت من صد الهجوم وإفشال محاولة التسلل وأسر أعداد من عناصر الحوثي المتسللة.

وأفاد مصدر عسكري في الضالع بقيام ميليشيات الحوثي بتنفيذ محاولة التفاف على معسكر الجب، عبر حبيل يحيى الحدودي مع مناطق المشاريح والزقماء بمديرية الحشاء، وجميعها مناطق متاخمة لمعسكر الجب الاستراتيجي الواقع على الجنوب الغربي لمدينة الفاخر، بمحافظة الضالع، تمكنت خلالها القوات المشتركة والجنوبية من إفشالها نتيجة رصدها وتتبع حركة الميليشيات في جميع المناطق التي يتمركزون فيها.

وأوضح المصدر أن الميليشيات قامت أيضاً بمحاولة التقدم نحو صبيرة وبتار شمال وغربي معسكر الجب الاستراتيجي، ونقل مسار المعركة إلى الجنوب الغربي للمعسكر، في محاولة التفاف تشبه إلى حد كبير عملية الالتفاف التي نفذتها الميليشيات على جبلي ناصة ومضرح الاستراتيجيين في جبهة مريس شمالي الفاخر.

ويمثل معسكر الجب بموقعه الاستراتيجي نقطة تحول في إطار جبهات شمال وغرب الضالع، لوقوعه على منطقة تطل مباشرة على مناطق شخب وحبيل العبدي والفاخر وبيت الشرجي وبتار وصبيرة والمشاريح وحبيل عبيد والنبيجات، وغيرها.

وفي صعدة، قصفت قوات الجيش اليمني، أمس، مواقع للميليشيات الحوثية في مديرية منبه الحدودية بالمدفعية وصواريخ الكاتيوشا، ما أدى إلى تدمير آليات عسكرية ومصرع وإصابة من كانوا على متنها من عناصر الحوثي، كما استهدفت مدفعية الجيش تجمعات للحوثيين في محيط مركز مديرية باقم.

وفي العاصمة صنعاء، أعلنت ميليشيات الحوثي عبر خطباء المساجد التابعين لها، أثناء صلاة الجمعة حالة الاستنفار في صفوف عناصرها، لمواجهة ما سمته «المد الصالحي»، الذي يهدد وجودهم في المدينة، في إشارة إلى الدعوات التي تطلقها وسائل الإعلام، التابعة للرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح، ونجله أحمد لإحياء الذكرى الثانية لانتفاضة الثاني من ديسمبر.

وتأتي دعوات الميليشيات بعد قيام مجهولين بطمس وإزالة العديد من شعارات الميليشيات من شوارع عدة في العاصمة صنعاء، وفقاً لشهود عيان، مشيرين إلى أن العديد من شعارات «صرخة الموت»، وصور صرعى الميليشيات أزيلت، وتم طمسها من قبل مجهولين في شارعي حدة والخمسين جنوب العاصمة صنعاء، وهي المناطق التي تعد معقلاً لأتباع الرئيس الراحل صالح.


- الأحياء السكنية في مديرية التحيتا تعرضت لقصف ميليشيات الحوثي بالقذائف المدفعية والأسلحة الثقيلة.

تويتر