مقتل عدد من قيادات الميليشيات في إب وذمار والحديدة

القوات المشتركة تدعو إلى استـكمال تحرير الحديدة لوقف القرصنة الحوثيـة الإيرانية

ممارسات الميليشيات الحوثية تهدد الملاحة الدولية في البحر الأحمر. أرشيفية

دعت القوات المشتركة اليمنية في الساحل الغربي التحالف العربي والمجتمع الدولي، وعلى رأسه الأمم المتحدة، إلى العمل على إيقاف إرهاب ميليشيات الحوثي الانقلابية المدعومة إيرانياً ضد الملاحة الدولية في البحر الأحمر وباب المندب، فيما شهدت جبهات الحديدة تصعيداً لافتاً من قبل عناصر الميليشيات، في حين لقي عدد من قيادات الميليشيات الحوثية مصرعهم في إب وذمار والحديدة.

وفي التفاصيل، دعت القوات المشتركة اليمنية في الساحل الغربي التحالف العربي والمجتمع الدولي وعلى رأسها الأمم المتحدة، إلى العمل على إيقاف إرهاب ميليشيات الحوثي الانقلابية المدعومة إيرانياً ضد الملاحة الدولية في البحر الأحمر وباب المندب، والتي باتت تهدد طرق الملاحة في تلك الممرات المائية الاستراتيجية من خلال أعمال القرصنة وخطف السفن.

وأكد الناطق الرسمي باسم القوات المشتركة في الساحل الغربي لليمن، العقيد وضاح الدبيش، في تصريح لـ«الإمارات اليوم»، أن عملية القرصنة والاختطاف التي مارستها عناصر ميليشيات الحوثي، مدعومة بعناصر إيرانية في البحر الأحمر خلال اليومين الماضيين، تجعل المجتمع الدولي، وعلى رأسه الأمم المتحدة، أمام مسؤولية كبيرة في حماية الملاحة الدولية في المياه الإقليمية لليمن على طول امتداد الساحل الغربي.

وأشار إلى أن عمليات القرصنة والخطف التي مارستها الميليشيات في البحر الأحمر، وأسفرت عن خطف ثلاث سفن بالقوة، يعد تحدياً لقوات الحماية الدولية للممرات المائية في المنطقة، ضد الممارسات الإيرانية التي تهدد حركة السفن في مضيق هرمز، والتي نقلت تهديدها عبر وكلائها إلى الممر الدولي الأهم «باب المندب» في اليمن، لافتاً إلى ضرورة عودة عمليات التحرير للمناطق التي انطلقت منها عناصر الميليشيات لممارسة تهديدها ضد الملاحة الدولية في البحر الأحمر من سواحل محافظة الحديدة التي توجد فيها لجنة أممية لمراقبة تنفيذ اتفاق السويد الذي ينص على حماية الملاحة الدولية في البحر الأحمر.

وأكد الدبيش أن عمليات الحوثي الأخيرة في البحر تعد تهديداً لإنهاء اتفاق السويد والاتفاقات الأخرى التي ترعاها الأمم المتحدة في الحديدة، وعلى المجتمع الدولي والتحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن إلى التحرك العسكري والسماح للقوات المشتركة بمواصلة تحرير ما تبقى من الساحل الغربي ومدينة الحديدة، لتأمين الملاحة الدولية في البحر الأحمر، ومنع عمليات القرصنة والاختطاف التي تمارسها الميليشيات في المسطحات المائية اليمنية.

وأوضح الدبيش أن الميليشيات الإيرانية حولت جزيرة كمران اليمنية إلى مقر لممارسة أعمالها الإرهابية والقرصنة ضد السفن المارة في البحر الأحمر، وأنها اقتادت الاثنين الماضي، ثلاث سفن من البحر الأحمر إلى الجزيرة، وقامت بنهب محتوياتها وحجز أطقمها الملاحية، وعددهم 28 ملاحاً، معظمهم يحملون الجنسية الكورية الجنوبية.

وكانت الميليشيات الحوثية أقرت بقيام عناصرها بعمليات خطف سفن في البحر الأحمر، الاثنين الماضي، لافتة على لسان متحدثها العسكري، إلى أن ذلك يعد عملاً عسكرياً لعناصرها، وهو مشابه لما تقوم به عناصر الحرس الثوري الإيراني في مضيق هرمز ضد السفن الدولية المارة فيه.

وفي وقت سابق دانت الحكومة اليمنية الشرعية عملية الاحتجاز للسفينة الكورية، واعتبرته «تصعيداً خطراً يشكل تهديداً كبيراً لحرية الملاحة الدولية جنوب البحر الأحمر».

من جانبه، وصف وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، اختطاف ميليشيات الحوثي الانقلابية قاطرة بحرية كورية بأنها «عملية إرهابية»، واعتبرها «تصعيداً خطراً وغير مسبوق، يهدد بنسف كل الجهود التي يبذلها الأشقاء والأصدقاء للتهدئة وإحلال السلام في اليمن».

وأشار الإرياني في تغريدات على «تويتر»، أمس، إلى أن‏ توقيت هذه الخطوة التصعيدية الخطرة، وتزامنها مع الاحتجاجات التي تشهدها غالبية المحافظات الإيرانية، يؤكد أنها تمت بإيعاز وتخطيط إيراني عبر أداتهم الحوثية.

وقال إن ذلك يأتي «لحرف الأنظار عن هذه الانتفاضة الشعبية، ومحاولة خلط الأوراق، وتصعيد وتيرة الصراع في المنطقة وممارسة الضغوط على المجتمع الدولي».

وأكد وزير الإعلام اليمني، أن هذه العملية الإرهابية تكشف التهديد الذي يمثله استمرار سيطرة ميليشيات الحوثي على ميناء الحديدة، وتحكمها في الشريط الساحلي بين المدينة ومديرية عبس، على أمن وحرية الملاحة الدولية وحركة التجارة العالمية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب.

وطالب المجتمع الدولي باتخاذ مواقف حاسمة إزاء هذه القرصنة البحرية التي تشكل سابقة وانتهاكاً خطراً للقانون الدولي، واتخاذ الإجراءات الكفيلة بدعم الحكومة الشرعية، لوقف التهديد الذي تمثله الميليشيات الحوثية الإرهابية على خطوط الملاحة الدولية والأمن والسلم الإقليمي والدولي.

وأعلنت كوريا الجنوبية، أمس، أن ميليشيات الحوثي الانقلابية احتجزت ثلاث سفن، بينها سفينتان كوريتان ومواطنون كوريون، قرب جزيرة كمران غرب اليمن، وقالت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية في بيان لها، أن 16 شخصاً كانوا على متن هذه السفن، وأن اثنين منهم كوريان، مضيفة أن السفن الثلاث ترسو حالياً في ميناء الصليف بمحافظة الحديدة في اليمن.

وبحسب البيان، فقد تم احتجاز السفن الثلاث عند توجهها إلى ميناء بربرة في الصومال، قادمة من ميناء جيزان في السعودية، وقد حصلت الشركتان الكوريتان على معلومات القرصنة من أحد الكوريين المحتجزين، عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

وقالت وكالة يونهاب الكورية، أن كوريا الجنوبية أرسلت المدمرة «كانغ -كام -تشان»، التابعة للبحرية المشاركة في عملية مكافحة القرصنة التي تعمل قبالة ساحل الصومال، إلى موقع سفينتيها اللتين احتجزتهما ميليشيات الحوثي في ميناء الصليف، ومن المتوقع أن تصل غداً الخميس.

ميدانياً، تصدت القوات المشتركة في الحديدة لهجمات ومحاولات تسلل لعناصر ميليشيات الحوثي في مناطق عدة، أمس، وتمكنت من إفشال محاولة تسلل حوثية باتجاه الأطراف الجنوبية لمديرية التحيتا، تحت غطاء ناري كثيف استخدمت فيه الأسلحة الرشاشة والمدفعية الثقيلة، كما تصدت لهجوم مماثل على شمال المديرية.

وصعدت الميليشيات من عملياتها العسكرية باتجاه منطقة الجاح في مديرية بيت الفقيه جنوب الحديدة، وقصفتها بالقذائف المدفعية والأسلحة الثقيلة والمتوسطة والقناصة.

إلى ذلك، حذرت مصادر عسكرية في القوات المشتركة من استمرار إرسال الميليشيات تعزيزات مسلحة إلى مدينة الحديدة، والتي تم رصد آخر تلك التحركات في شارع جيزان في شمال مدينة الحديدة، الليلة قبل الماضية، تضم عربات عسكرية محملة بالمسلحين، مشيرة إلى أن تلك العمليات تهدد اتفاق السلام في المدينة، وتقوض جهود الأمم المتحدة في هذا الإطار.

وتنقل الميليشيات عتاداً وأسلحة وحمولات أخرى مجهولة النوعية إلى مواقع ومقار عدة داخل مدينة الحديدة، تزامناً مع تحركات ميدانية، وتحريك مجاميع، وزيادة وتيرة الهجمات والتصعيد العسكري في عموم مديريات محافظة الحديدة الجنوبية.

من جهة أخرى، أكدت مصادر طبية في الحديدة مصرع قائد مربع مدينة الصالح في الحديدة، التابع للميليشيات المدعو أبومحمد الشطبي، المنحدر من محافظة ريمة، متأثراً بجروحه، في أحد مستشفيات المدينة، مشيرة إلى أن الشطبي كان أصيب قبل أيام في هجوم فاشل لعناصرها باتجاه منطقة الفازة بمديرية التحيتا.

وفي تعز، أفشلت قوات الجيش اليمني محاولة تسلل حوثية باتجاه مواقعها في منطقة القحيفة بمديرية مقبنة غرب المدينة، وكبدتها خسائر كبيرة.

وفي صعدة، واصلت مدفعية الجيش اليمني والسعودي قصف مواقع للحوثيين في مديريات رازح ومنبه، مخلفة خسائر كبيرة في صفوف الحوثيين.

وفي إب، قتل القيادي الحوثي زيد سفيان، في الاشتباكات التي دارت بين عناصرها المسلحة ورجال القبائل في منطقة ميتم بعزلة عينان بمديرية السبرة جنوب شرق مدينة إب، وتسببت في سقوط قتلى وجرحى وسط تغذية الميليشيات للصراعات القبلية.

وفي ذمار، أقدم مسلح حوثي على قتل ابن عمه، وأصاب عمه في إحدى قرى مديرية مغرب عنس، على خلفية رفضهما تسليمه كمية من القات، لدعم ما يسمى «المجهود الحربي» للحوثيين.

وفي عمران شمال صنعاء، اندلعت اشتباكات بين قبائل حرف سفيان وعناصر الحوثي، عقب فرض الأخيرة صلحاً قبلياً بالقوة، تقدمت به وساطة حوثية لم توقع عليه جميع قبائل «ذو محمد» في حرف سفيان.


عملية القرصنة والاختطاف التي مارستها عناصر الحوثي في البحر الأحمر مدعومة بعناصر إيرانية.

«المشتركة» دعت إلى ضرورة عودة عمليات التحرير للمناطق التي انطلقت منها الميليشيات  لتهديد الملاحة الدولية.

تويتر