إفشال هجمات للميليشيات بجنوب الحديدة والضالع والبيضاء

توسيع عمليات الجيش اليمنـي في حجة.. وتأمين خطوط الإمداد بصعـدة

القوات المشتركة تصد هجمات الميليشيات الحوثية في أكثر من جبهة. أرشيفية

واصلت قوات الجيش اليمني، مسنودة بالتحالف العربي، عملياتها العسكرية وتأمين المناطق المحررة في جبهات حجة وصعدة، فيما شهدت جبهات الساحل الغربي لليمن تصعيداً عسكرياً كبيراً من قبل ميليشيات الحوثي الانقلابية المدعومة إيرانياً، تركز في جنوب محافظة الحديدة، رغم انتهاء المرحلة الأولى من تثبيت نقاط مراقبة وقف إطلاق النار الخمس، في حين أفشلت القوات المشتركة هجمات للميليشيات في جبهات الضالع والبيضاء.

وفي التفاصيل، واصلت قوات الجيش اليمني في جبهات حجة الحدودية مع المملكة العربية السعودية عملياتها العسكرية ضد مواقع ميليشيات الحوثي الانقلابية المدعومة إيرانياً، لليوم الـ14 على التوالي، محققة انتصارات كبيرة في جبهات عبس، تمكنت خلالها من السيطرة على مناطق عدة شمال المديرية، وصولاً إلى منطقة الطينة. وأكدت مصادر عسكرية أن قوات المنطقة الخامسة واصلت هجومها وعملياتها العسكرية ضد مواقع الميليشيات في مناطق مديرية عبس، مخلفة أكثر من 25 قتيلاً في صفوف الحوثيين، وإصابة العشرات، فيما تم أسر آخرين، مشيرة إلى أن العمليات الأخيرة جاءت بمساندة كبيرة من قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، حيث شنت مقاتلاته سلسلة من الغارات، استهدفت مواقع وتعزيزات وتحركات حوثية في عبس.

وأشارت المصادر إلى أن الغارات أدت إلى تدمير آليات عسكرية حوثية في محيط منطقة الطينة التي تشهد معارك بين الجيش اليمني والميليشيات منذ يومين، كما استهدفت الغارات مخزن أسلحة تابعاً للميليشيات في مزارع الجر بالمديرية ذاتها، ما أدى إلى تدميره.

وأكدت مصادر محلية في مديرية وشحة بحجة قيام الميليشيات بتشييع عدد كبير من قتلاها الذين سقطوا أخيراً في جبهات حيران وعبس وحرض، بينهم القيادي الميداني المدعو عبدالله علي جحيز، إلى جانب 15 آخرين، مشيرة إلى وجود تذمر ورفض شعبي كبير في أوساط أبناء وشحة للميليشيات التي تعمل على التغرير بأبنائها والزج بهم في قتال لا طائل منه سوى تحقيق رغبة قيادات الميليشيات الموالية لإيران. وبث المركز الإعلامي للمنطقة العسكرية الخامسة في حجة مشاهد للعمليات العسكرية الأخيرة في عبس، تظهر فيها جثث قتلى الميليشيات متناثرة في مناطق عدة بمنطقة الطينة، إلى جانب مشاهد لتقدم القوات وآلياتها العسكرية نحو مناطق جديدة، وسط تقهقر وفرار عناصر الحوثي.

من جهة أخرى، تسببت المواجهات الأخيرة بين قوات الجيش والميليشيات في مديرية عبس بحجة في نزوح كبير لسكان مديرية عبس التي توسعت فيها المعارك، وفقاً للناطق الرسمي باسم المنطقة العسكرية الخامسة بندر المهدي، مشيراً في تصريح صحافي إلى أن قوات الجيش كسرت زحفاً للميليشيات الحوثي باتجاه منطقة الطينة التي شهدت موجة نزوح كبيرة للأهالي باتجاه مناطق آمنة. وأوضح المهدي أن الأطفال وكبار السن عانوا مشقة كبيرة في النزوح مشياً على الأقدام لمسافات طويلة في مناطق مزروعة بالألغام، وذلك بعد قطع ميليشيات الحوثي للطرق الرئيسة.

وفي الحديدة على الساحل الغربي لليمن، واصلت ميليشيات الحوثي استهدافها لمواقع القوات المشتركة والأحياء السكنية في جنوب المحافظة، رغم استمرار عمل الفريق الدولي بتثبيت نقاط مراقبة وقف إطلاق النار، وفقاً مصادر ميدانية في قوات العمالية، أكدت استهداف الميليشيات، أمس، مواقع للمشتركة في منطقتي الجبلية والطور التابعتين لمديرية التحيتا.

وأشارت المصادر إلى أن الاستهداف جاء في إطار خروق الميليشيات اليومية للهدنة الأممية، وأنها استخدمت في هجماتها الأخيرة الأسلحة الثقيلة والمتوسطة وسلاح القناصة، مؤكدة أن عناصر الحوثي استهدفوا مواقع القوات المشتركة والمناطق الجنوبية للمديرية بالدبابات، أمس، وهو تطور عسكري خطر تسعى الميليشيات من خلاله إلى إفشال جهود الأمم المتحدة في تثبيت وقف إطلاق النار بالساحل الغربي. كما أكدت المصادر أن الميليشيات استخدمت في قصفها الأخير على مناطق شمال وجنوب التحيتا، بينها الطور والجبلية والفراشة والفازة، مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة من مواقع تمركزها في المناطق المحاذية للتحيتا، والتي دفعت إليها أخيراً بتعزيزات كبيرة. كما تمكنت القوات المشتركة في مديرية حيس من إفشال محاولة تسلل حوثية باتجاه منطقة قرية المغازي، تحت غطاء ناري كثيف، استخدمت فيها أسلحة رشاشة ومتوسطة، حيث فشلت الميليشيات في تحقيق أي اختراق في صفوف القوات المشتركة المرابطة بالمنطقة الواقعة غرب المديرية. يذكر أن اللجنة الأممية قامت بنشر خمس نقاط ارتباط، الأولى نقطة الخامري في الكيلو 8 وسط مدينة الحديدة، والثانية شرق مدينة الصالح شمال مدينة الحديدة، والثالثة في حوش البقر في كيلو 13 على خط كيلو 16 من الجهة الشرقية، والرابعة في حي منظر جنوب الحديدة، والخامسة في سيتي ماكس بشارع صنعاء، ليتم استكمال نقاط الارتباط المشتركة بين القوات المشتركة والميليشيات الحوثية لوقف إطلاق النار وإنهاء التصعيد العسكري بالمدينة. وفي صعدة، واصلت قوات الجيش اليمني مسنودة بالتحالف العربي تأمين المناطق التي تم السيطرة عليها، خصوصاً طرق الإمداد في المديرية، التي تربط بين الصفراء وكتاف البقع، بعد تنفيذها عملية عسكرية مباغتة ضد مواقع الميليشيات في مديرية الصفراء. وذكرت مصادر عسكرية أن قوات الجيش باغتت الميليشيات في جبهة النقعة وجبال عار بهجوم خاطف من ثلاثة محاور قتالية، أدت إلى سيطرتها على الطرق والخطوط الرابطة بين جبال عار وجبهة النقعة التي تتخذها الميليشيات مناطق لانطلاق عملياتها، وتوزيع المؤن والسلاح والتعزيزات البشرية على بقية الجبهات. وأوضحت المصادر أن قوات الجيش فتحت الطرق بين مديريتي كتاف والصفراء، وأنها تقوم حالياً بتأمين الطريق من خلال عمليات نزع الألغام المزروعة فيها، وتمشيط المناطق المحيطة من الوجود الحوثي. وفي الضالع، شهدت جبهة تورصة بمديرية الأزارق مواجهات عنيفة بين القوات المشتركة والجنوبية من جهة وميليشيات الحوثي من جهة أخرى، بعد شن الميليشيات هجوماً واسعاً على مواقع القوات المشتركة في المنطقة، تم كسره وإفشاله، وتكبيد الحوثيين خسائر كبيرة. ودارت اشتباكات عنيفة على جبهة تورصة -الأزارق جنوب غرب الضالع، بعد شن مجاميع من الميليشيات الحوثية هجوماً على موقع الفراشة، في محاولة لاستعادته تحت تغطية نارية مكثفة، وفقاً لمصادر ميدانية، لفتت إلى أن القوات المشتركة تمكنت من صد الهجوم وإفشاله وتكبيد الحوثيين خسائر ودحرها عن المحيط. وفي شمال قعطبة بمحافظة الضالع، واصلت القوات المشتركة عملياتها العسكرية في المنطقة، وقامت بقصف مواقع للميليشيات بالمدفعية، ما خلف قتلى وجرحى في صفوفهم، إلى جانب تدمير آلية عسكرية كانت متمركزة في أحد المواقع على الطريق الرئيس الرابط بين الضالع وذمار. وفي البيضاء، تمكنت القوات المشتركة والمقاومة المحلية في جبهة قانية بمديرية الزاهر من إفشال محاولة تسلل حوثية باتجاه مواقعهم، وكبدتهم خسائر كبيرة في العتاد والأرواح، كما أفشلت هجوماً مماثلاً في جبهة قيفة.


- القوات المشتركة والمقاومة المحلية في جبهة قانية بمديرية الزاهر أفشلت محاولة تسلل حوثية.

تويتر