أبرز أسلحة الحوثي لتكدير حياة اليمنيين

الميليشيات حولت الساحل الغربي إلى واحد من أكبر حقول الألغام في العالم

ألغام زرعتها الميليشيات في مناطق عدة باليمن. أرشيفية

أسرفت الميليشيات الحوثية في زراعة الألغام، حتى باتت أبرز أسلحتها، فلا تنسحب هذه الجماعة من مكان إلا بعد أن تجعل منه مكاناً منكوباً بمئات الألغام، حيث حولت الساحل الغربي إلى واحد من أكبر حقول الألغام في العالم، بالإضافة إلى بقية مناطق اليمن، الأمر الذي يكدر حياة اليمنيين حاضراً، وسيقض مضاجعهم مستقبلاً، خصوصاً أنه يتم طمرها دون خرائط تمكن النازعين من الوصول إليها.

ودأبت الميليشيات الحوثية على تجاهل الجهود الدولية الرامية لتحقيق السلام في اليمن، ما لا يدع مجالاً للشك في أن هذه الجماعة المارقة ليست سوى تنظيم إرهابي لا يؤمن بالخيارات السلمية، ولا يفقه منظومة العمل السياسي والإنساني.

فهذه الجماعة متكالبة على الوصول إلى السلطة مهما كان الثمن، إذ لا يهمها إن كان بلوغ كرسي الحكم يكون مشياً على جثث أناس أبرياء أم على طريق مخضب بالدماء. ولتحقيق هذه الغاية استعملت الميليشيات الحوثية كل أساليب القمع والترهيب عدا القصف والقنص، لكن كانت للألغام اليد العليا في هذه الحرب العبثية.

فقد اعتاد المتمردون، منذ بداية الانقلاب، زراعة الألغام أينما حلوا وارتحلوا لسببين أساسيين: أولاً: استعمالها كخط دفاع، ثانياً: للانتقام من أبناء شعب كاره لسياستهم ولغطرستهم، فهم يعلمون منذ دخولهم إلى أي منطقة أنهم لن يظلوا بها لفترة طويلة نتيجة إصرار أبناء اليمن على دحرهم وتطهير تراب بلادهم من دنسهم، لذلك عمدت هذه الميليشيات إلى زراعة مساحات شاسعة ببذور كراهيتها، لتغرز بذلك خنجراً في الجسم اليمني تصعب إزالته، نظراً لعمق الجرح، وحتى إن أفلحوا في تنحيته فإن مكانه سيظل غائراً وندبته ظاهرة للعيان.

فمآسي اليمنيين مع الألغام مازالت فصولها ممتدة، وتفاصيلها محفورة في أجساد المواطنين ومشاعرهم، بسبب التركة الثقيلة التي تتركها الميليشيات الحوثية خلفها، والتي تعبث بأجسام المدنيين.

وما تقوم به هذه الجماعة لم يسفر إلا عن دمار البلد، ومعاناة هائلة لشعبه الذي لم يجنِ شيئاً من هذه الحرب سوى الألم والخوف.

ويخرج اليمني للبحث عن رزقه أو لقضاء شؤونه، فتصطاده ألغام الحوثيين العشوائية أو العبوات الناسفة التي خطفت، أخيراً، أرواح أربعة أطفال، فيما أحالت اثنين آخرين إلى المستشفى، بعد أن انفجار أحدها فيهم أثناء لعبهم في منطقتهم بوادي نخلة شرق مديرية حيس بمحافظة الحديدة، ويجدر الذكر أن جميعهم أشقاء.

وكان الإعلام العسكري للقوات المشتركة قد عبر عن خوفه من أن تتزايد هذه الحوادث، لأن سيول الأمطار كشفت وجرفت كميات كبيرة من الألغام والعبوات الناسفة التي زرعتها الميليشيات الحوثية في المناطق الواقعة جنوب مديرية الجراحي، وعلى وجه التحديد في البغيل وبيت الزين والمساجد.

وكانت هذه الجماعة المدعومة من إيران قد حولت الساحل الغربي إلى واحد من أكبر حقول الألغام في العالم، فلا يكاد يمر يوم دون وقوع ضحايا في صفوف الأهالي، معظمهم من النساء والأطفال.

أما في محافظة الضالع، فقد أكدت مصادر محلية أن الميليشيات الحوثية ارتكبت انتهاكات بحق المدنيين، وأقدمت، أخيراً، على تفجير منزل المواطن بشير الحالمي في بلدة مخالف بمحافظة إب، وتقوم هذه الميليشيات بتفجير المنازل واستهداف المدنيين بعد كل خسارة تتلقاها على أيادي أفراد القوات المشتركة والمقاومة، في جبهات شمال الضالع وغربها.

يأتي هذا في الوقت الذي يسعى فيه مشروع مسام إلى نزع الألغام باليمن، وتخفيف وطأة هذه المأساة عن أبناء هذا الشعب. وكان مدير عام مشروع مسام، أسامة القصيبي، قد أعلن أن الفرق الميدانية للمشروع نزعت، خلال الأسبوع الثاني من شهر أكتوبر الجاري، 1708 ألغام وذخائر غير منفجرة، ليصل بذلك إجمالي ما تم نزعه منذ انطلاق المشروع وحتى يوم 11 أكتوبر إلى 94167 لغماً.

وفي اليمن قد تدعم إزالة الألغام الأرضية جهود مكافحة الإرهاب، من خلال ضمان عدم تمكن الجماعات الإرهابية من جمعها لاستخدامها في المستقبل، أو إعادة استعمالها لصنع أنواع أخرى من المتفجرات، ومن شأن الاستثمار في إزالة الألغام أن يحدث أثراً كبيراً في حياة آلاف الناس، وهو تماماً ما يؤمن به القائمون على المشروع.

• مآسي اليمنيين مع الألغام مازالت فصولها ممتدة، وتفاصيلها محفورة في أجساد المواطنين ومشاعرهم، بسبب التركة الثقيلة التي تتركها الميليشيات.

تويتر