تصعيد عسكري لميليشيات الحوثي الإيرانية في جبهات الحديدة

القوات اليمنية المشتركة تستــــعيد مواقع في جبهات الضالع والبيـضاء

جنود من قوات الشرعية اليمنية في إحدى مناطق المخاء. أ.ف.ب

أفشلت قوات الجيش اليمني هجوماً لميليشيات الحوثي المدعومة من إيران، على مديرية قعطبة شمال الضالع، أمس، وكبدتهم قتلى وجرحى وتدمير عربات عسكرية، فيما تمكنت قوات العمالقة مسنودة بالمقاومة المحلية في مديرية الزاهر في البيضاء من استعادة المواقع التي كانت الميليشيات سيطرت عليها سابقاً، في حين صعد الحوثيون من عملياتهم العسكرية جنوب الحديدة.

وتفصيلاً، أفشلت قوات الجيش اليمني هجوماً هو الأكبر من نوعه، شنته ميليشيات الحوثي الإيرانية على مديرية قعطبة شمال الضالع وسط اليمن، أمس، وكبدتهم قتلى وجرحى وتدمير عربات عسكرية. وذكر مصدر عسكري في محافظة الضالع أن ميليشيات الحوثي شنت في ساعة مبكرة من فجر أمس، قصفاً مكثفاً بالدبابات والهاون على مواقع ونقاط القوات المشتركة في نقيل الشيم، الذي جاء للتغطية على عملية زحف وهجوم واسع لعناصرهم على النقيل من اتجاه حمر وقردح.

وأشار المصدر إلى أن الهجوم جاء تغطية على فشلهم في اقتحام مدينة قعطبة الذي جرى إحباطه من قبل القوات المشتركة وطردهم منها إلى أطراف منطقتي شخب والمعزوب، فيما تمكنت مدفعية اللواء 83 مدفعية من استهداف مواقع للحوثيين في محيط معسكر العللة ومنطقة قردح والتباب الواقعة بين جبل وعل والأريل خلف قردح، ونقيل الخشبة والوطيف وحُمر السادة ومعزوب عامر ومعسكر حُلم ومواقع حمك شمال وغرب مديرية قعطبة، بصواريخ الكاتيوشا، ما أدى إلى إحراق آليات عسكرية ومصرع وإصابة من كانوا عليها من عناصر الميليشيات.

وكانت القوات المشتركة من الجيش وتشكيلات المقاومة الجنوبية المختلفة، ألحقت خسائر فادحة بالميليشيات الحوثية، في الأرواح والعتاد، إثر إحباط محاولة تسلل من اتجاه الطريق الدائري بمدينة قعطبة محافظة الضالع، وسط تحليق مكثف لمقاتلات التحالف في سماء قعطبة.

وخاضت القوات معارك شرسة مساء الخميس مع الميليشيات في مناطق العباري غربي قعطبة وتصدت لتسلل باتجاه الجميمة، في حين استهدفت مقاتلات التحالف تجمعات للحوثيين في مدرسة شخب وأوقعت خسائر كبيرة في صفوفهم، كما دمرت غارة جوية طقمين للحوثيين أثناء محاولة تقدمهما إلى سائلة العباري شمال غربي قعطبة، فيما دمرت القوات المشتركة آليات عسكرية للحوثيين كانت موجودة في حمر السادة بجبهة حدود الأزارق.

ووصلت تعزيزات من قوات النخبة الشبوانية إلى الجبهات في الضالع، لمساندة العمليات العسكرية التي تخوضها القوات المشتركة ضد ميليشيات الحوثي الإيرانية، بعد إعلان القوات المشتركة في محافظة الضالع حالة الطوارئ في مناطق قعطبة وسناح وشخب وحظراً تاماً للتجوال من الساعة التاسعة مساءً وحتى الثامنة صباحاً، باعتبارها مناطق عسكرية.

وأعلنت قوات الحزام الأمني حالة الطوارئ في تلك المناطق، بالتزامن مع انطلاق عملية عسكرية كبيرة لدحر هجمات ميليشيات الحوثي على الضالع.

وأكد بيان للحزام الأمني انطلاق معركة «قطع النفس» تحت قيادة العميد هادي العولقي قائد اللواء 30، الذي جرى تعيينه قائداً لمحور الضالع.

ودعا البيان إلى تعزيز الجبهات ضمن التشكيلة الموحدة للجبهة، وإعلان النفير العام لمواجهة الهجوم الحوثي المتصاعد على محافظة الضالع.

وفي الحديدة على الساحل الغربي لليمن، صعدت ميليشيات الحوثي الإيرانية، وقامت بإرسال مزيد من التعزيزات العسكرية إلى مديرية التحيتا جنوب الحديدة في تصعيد عسكري جديد تضمنت التعزيزات آليات عسكرية وأسلحة ثقيلة ومئات المقاتلين نحو مديرية التحيتا. وفي مناطق متفرقة من المديرية، أطلقت الميليشيات النار نحو مواقع ألوية العمالقة، التابعة للمقاومة الشعبية اليمنية، من الأسلحة القناصة والأسلحة الرشاشة المتوسطة.

وفي منطقة الطور، فتحت الميليشيات النار صوب مواقع العمالقة بالأسلحة الرشاشة الثقيلة من عيار 23 منذ ساعات الظهيرة، الخميس، كما قصفت تلك المواقع بشكل مكثف وعنيف، وامتد القصف إلى مديرية حيس حيث قصفت الميليشيات الحوثية بقذائف مدفعية الهاون وبقذائف الهاوزر مواقع العمالقة، كما قصفت منازل سكنية في محيط كلية الهندسة وشارع الـ50 بالرشاشات والمدفعية الثقيلة والأسلحة المتوسطة، فضلاً عن قصفها لقرية الشجن بأطراف الدريهمي، ما أدى إلى احتراق خمسة منازل.

وكانت ميليشيات الحوثي استهدفت صوامع ومطاحن البحر الأحمر في مدينة الحديدة بالأسلحة الرشاشة، وفقاً لمصادر ميدانية، مشيرة إلى أن الميليشيات استهدفت الصوامع بنيران أسلحتها الرشاشة من عيار 23 في الوقت الذي كان عمال المطاحن يقومون بأعمال الصيانة من أجل إعادة تشغيلها مجدداً بعد توقف طويل عن العمل.

وأفادت المصادر بأن أحد خزانات الحبوب تعرض لإصابة مباشرة بطلقات سلاح 23 التي أطلقتها الميليشيات وتسببت في إحداث فجوة كبيرة أدت إلى تسرب كميات كبيرة من القمح المخزون فيها، وحاول عمال الصيانة التدخل لسد الفجوة ولكنهم عجزوا عن ذلك نتيجة لاندفاع كميات الحبوب بشكل كبير.

وفي إطار مسلسل خروقاتها اليومية للهدنة الأممية في الحديدة أطلقت ميليشيات الحوثي النار على مواقع القوات المشتركة في شرق مدينة الصالح التابعة لمديرية الحالي بالحديدة، ما أسفر عن إصابة جندي من القوات المشتركة بجروح متفاوتة تم نقله إلى أحد المستشفيات الميدانية.

كما حاولت عناصر الحوثي التقدم نحو منطقة كيلو16 شرق الحديدة، إلا أن القوات المشتركة أفشلت الهجوم والمحاولة التي تأتي في إطار مخطط عسكري حوثي لإشغال جبهات الساحل لتخفيف الضغط على عناصرها في جبهات الضالع والبيضاء.

وفي البيضاء، تمكنت قوات العمالقة اليمنية بعد التحامها مع المقاومة المحلية في مديرية الزاهر من استعادة المواقع التي كانت الميليشيات سيطرت عليها سابقاً، وتمكنت قطع الطريق أمام الميليشيات الحوثية، في المديرية خصوصاً باتجاه منطقة الحبج.

وقالت مصادر عسكرية، إن مدفعية العمالقة قامت بقصف مدفعي كثيف على مواقع وثكنات الميليشيات الحوثية، وتمكنت من تدمير عدد من الآليات العسكرية والعربات والأطقم الحوثية أثناء التصدي للهجوم الحوثي على منطقة الحبج، وكبدتهم خسائر فادحة في الأرواح والعتاد ولقي العشرات من مسلحيها مصرعهم، كما جرح آخرون في المعارك العنيفة التي خاضتها قوات العمالقة ومقاومة آل حميقان ضد الميليشيات الحوثية.

وفي جبهات كرش شمال لحج، أفشلت قوات الجيش اليمني محاولة تسلل لعناصر الحوثي باتجاه منطقة حوامرة شرق كرش، وتمكنت قوات من اللواء الخامس من تقديم الدعم والإسناد لإفشال المحاولة وتكبيد الميليشيات قتلى وجرحى وفرار عناصرهم إلى مواقع متفرقة باتجاه الراهدة.

وفي آب وسط اليمن، أقدمت الميليشيات على قتل طفل في مدينة جبلة جنوب غرب إب، يدعى عبدالرحمن ابراهيم عبدالله علي، الذي قتل برصاص مسلح حوثي يُدعى إدريس أبوراس في منطقة الضباري بعزلة أنامر مديرية جبلة، على خلفية رفض الطفل السماح لعناصر الحوثي نهب ممتلكات تابعة لأسرته.

وفي إب أيضاً، واصلت الميليشيات احتجاز شحنة أدوية تابعة لمؤسسة السرطان للأسبوع الرابع على التوالي، وفقاً لمصدر في مؤسسة مكافحة السرطان، مشيراً إلى أن «ميليشيات الحوثي في منفذ إب الجمركي شرق إب، تحتجز شاحنة أدوية خاصة للمؤسسة ومقدمة من الإمداد الدوائي بعدن منذ 24 يوماً وترفض السماح لها بالعبور إلا بعد سداد رسوم جمارك، رغم المذكرات المختلفة التي قدمت لهم من كل السلطات»، ولفت المصدر إلى أن بقاء الكمية في المنفذ الجمركي يعرضها للتلف في الشمس والأمطار ويزيد من معاناة المرضى.

• قوات الجيش اليمني أفشلت محاولة تسلل لعناصر الحوثي باتجاه منطقة حوامرة في كرش شمال لحج.

تويتر