تجدد المواجهات بين «العمالقة» والميليشيات في حيس

استشهاد أسرة كاملة في قصـــف حوثي على تعز.. والجيش اليمني يدخــل ماوية

القوات المشتركة تتصدى لهجمات حوثية عدة في الحديدة. أرشيفية

تسببت مجزرة جديدة ارتكبتها ميليشيات الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران، أمس، في مقتل أسرة كاملة مكونة من أم وخمسة أطفال في تعز، فيما تمكنت قوات الجيش اليمني من الدخول إلى مديرية ماوية شرق تعز لأول مرة منذ سيطرة الميليشيات عليها في 2015، وتواصلت المواجهات بين قوات الشرعية والميليشيات في جبهات الضالع، وسط استمرار الخروقات الحوثية للهدنة في الحديدة، ما أدى إلى تجدد المواجهات بين قوات ألوية العمالقة والميليشيات.

وتفصيلاً، ارتكبت ميليشيات الحوثي مجزرة جديدة بقصفها أحد المنازل في قرية مشرفة بين مديريتي المعافر وجبل حبشي غرب تعز بصاروخ كاتيوشا، ما أدى إلى استشهاد أسرة كاملة مكونة من أم وخمسة أطفال، وقالت مصادر محلية إن الميليشيات المتمركزة في منطقة البرح قصفت القرية بالصواريخ في إطار استهدافها للأحياء السكنية، وأصاب أحد الصواريخ منزل المواطن اليمني عبدالله المرادي، وأدى إلى مقتل زوجته وخمسة من أبنائه، بالإضافة إلى تدمير المنزل بشكل كامل.

وأكدت المصادر، أن هذه الجريمة تأتي في إطار الجرائم المتواصلة التي ترتكبها الميليشيات الإيرانية في ضواحي تعز من خلال القصف المدفعي أو بالقنص المستمر من مواقعها المحيطة بالمدينة، متسببة في جرائم بحق المدنيين وغالبيتهم من الأطفال والنساء، وسط صمت المنظمات الدولية والأممية.

وأكدت مصادر ميدانية أن قوات الجيش اليمني مسنودة بالتحالف العربي لدعم الشرعية والمقاومة المحلية تمكنت من الدخول إلى أولى مناطق مديرية ماوية التابعة لتعز لأول مرة منذ السيطرة عليها من قبل ميليشيات الحوثي في 2015، بعد مواجهات خلفت قتلى وجرحى في صفوف الحوثيين وفرار من تبقى من عناصرهم نحو عمق المديرية.

وأشارت المصادر نفسها إلى قيام قوات الجيش والمقاومة بتنفيذ عملية مطاردة لعناصر الحوثي داخل مديرية ماوية من جهة منطقة تورصة التابعة لمديرية الأزارق، وتوغلت باتجاه ماوية مسافة كيلومترين وسيطرت على منطقة باهر.

وأكدت مصرع القيادي الحوثي في جبهة باهر بماوية المدعو جمال السيد، مع عدد من عناصره في المواجهات الأخيرة، وأسر القيادي الحوثي المدعو ماجد الشولن، كما لقي القيادي الحوثي المدعو سمح الصوفي مصرعه مع عدد من عناصره في المواجهات التي شهدتها جبهات مقبنة غرب تعز.

وفي جبهة «العود - بيت الشرجي – الفاخر» غرب قعطبة، استهدفت قوات الجيش اليمني عربة عسكرية للميليشيات، وشنّ الجيش والمقاومة المحلية قصفاً على مواقع الميليشيات في جبل حصن شداد بجبهة مريس، ما خلف قتلى وجرحى في صفوف الانقلابيين.

وكانت مواجهات اليومين الماضيين في جبهات حمك والعود ومريس والأزارق خلفت أكثر من 50 قتيلاً وعشرات الجرحى في صفوف الحوثيين، إلى جانب مصرع عدد من القيادات الميدانية، وتدمير 12 آلية عسكرية وثلاثة مدافع تابعة للميليشيات.

وتمكنت مقاتلات التحالف العربي من تدمير تعزيزات للميليشيات الحوثية على الطريق الرابط بين مدينتي ذمار ويريم، كانت في طريقها من صنعاء إلى مناطق المواجهات شمال الضالع، فيما أكدت مصادر عسكرية وصول تعزيزات ضخمة من قوات الجيش والحزام الأمني والتدخل السريع إلى جبهات الضالع وأبين قادمة من عدن، وسط توقعات بخوض معارك واستكمال تحرير الضالع والبيضاء.

وفي الحديدة على الساحل الغربي لليمن، تجددت المواجهات العنيفة بين قوات ألوية العمالقة وعناصر ميليشيات الحوثي شمال مديرية حيس بعد قيام عناصر الحوثي بشن هجوم باتجاه مواقع متفرقة لقوات العمالقة المتمركزة شمال شرق مديرية حيس مستخدمة مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، وكذلك القذائف الصاروخية، ما دفع القوات المشتركة للرد على الهجمات بشن قصف على مصادر النيران.

وأقدمت الميليشيات على قنص المواطن اليمني محمد بن شهاب، من أبناء حارة المحل وسط مدينة حيس، واستقرت الرصاصة في صدره بينما كان يتواجد أمام منزله، كما قصفت بعشرات القذائف الأحياء السكنية في مركز مديرية التحيتا، بالمدفعية الثقيلة، وواصلت زراعة العبوات الناسفة والألغام في طرقات التحيتا.

وفي السياق نفسه، أفادت مصادر بانفجار لغم أرضي بسيارة المدعو فضل أحمد راجح الجعاشي، أحد قيادات الميليشيات، في الطريق المؤدية إلى قرية الجعشة المناطق الواقعة تحت سيطرة الانقلابيين، ما أدى إلى إصابته وعدد من مرافقيه جراء انفجار اللغم الذي زرعته الميليشيات نفسها.

وقالت مصادر في محافظة الحديدة، إن ميليشيات الحوثي وجهت قياداتها الميدانية بفرض إتاوات على سكان المديريات الخاضعة لسيطرتهم، لتمويل عملياتهم العسكرية، خصوصاً بعد أن ضيقت الحكومة الشرعية والتحالف العربي على مصادر تمويل الميليشيات غير القانونية.

وأوضحت المصادر، أن الميليشيات شددت على القيادات الموالية لها بجمع الأموال وتحصيل المبالغ من جميع المواطنين والأهالي والمزارعين وتوريدها إلى صنعاء، مشيرة إلى أن الميليشيات بدأت بتنفيذ هذه السياسة في مديريات باجل والمراوعة والزيدية.

وفي السياق، كشفت مصادر محلية، عن نهب الميليشيات الإيرانية، المساعدات الرمضانية المخصصة لسكان وأهالي مديريات الحديدة خلال شهر رمضان المبارك، مشيرة إلى أن الميليشيات فرضت قيادات حوثية للمشاركة في توزيع المساعدات الإغاثية المقدمة من منظمات الدولية، وأن هذه القيادات تتدخل في عملية التوزيع وتستأثر بالنصيب الأكبر لمشرفيها الذين يقومون ببيعها بالأسواق المحلية.

وأكدت المصادر، أن الميليشيات أقدمت على نهب مئات السلال الغذائية المخصصة للمواطنين اليمنيين في محافظة الحديدة وتحويلها لمشرفيها الذين يقومون ببيعها للمواطنين بمبالغ خيالية، مستغربة الصمت الدولي إزاء هذه الممارسات التي تتم على مرأى ومسمع من مندوبيها.

• الحوثيون يواصلون قصف مواقع القوات المشتركة والأحياء السكنية بعشرات القذائف الصاروخية في الحديدة.

تويتر