تحضيرات ضخمة بإشراف التحالف للقيام بعمليات عسكرية مع دخول «الحزم» عامها الخامس

الجيش اليمني يتقــدم في 5 جبهات.. ويسيطر على مناطق عدة بالضالع وإب

جنود من الجيش اليمني في أحد المواقع بجبهة نهم القريبة من صنعاء. أرشيفية، رويترز

اشتعلت المعارك في خمس جبهات مع دخول «عاصفة الحزم» بقيادة المملكة العربية السعودية عامها الخامس، حيث تمكنت قوات الجيش اليمني مسنودة بالتحالف العربي، من السيطرة على مناطق عدة شمال الضالع، والدخول إلى مديريتي النادرة والسبرة في إب، واقتربت من مركز مديرية كتاف بصعدة، وسط تهاوي مواقع ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران، في وقت واصلت فيه الميليشيات قصفها واستهدافها الأحياء المدنية في الحديدة على الساحل الغربي.

وتفصيلاً، تقدمت قوات الجيش اليمني في جبهات شمال الضالع على خمسة محاور باتجاه المناطق الواقعة بين الضالع وشرق محافظة إب، وسط تهاوي مواقع ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران، وشنت أمس هجمات واسعة على مواقع الميليشيات في جبهات دمت وحمك والعود والحشاء وقعطبة، وسيطرت خلالها على مواقع استراتيجية في مديريتي النادرة والسبرة في إب.

وأكدت مصادر ميدانية في الضالع أن قوات من اللواء 30 مدرع والحزام الأمني والقوات الخاصة واصلت تقدمها وسيطرتها على مواقع جديدة في غرب قعطبة، منها عزاب وبيت الشوكي والقصبة وجبل الشامي، وأحكمت تأمين تلك المواقع التي تمثل نقلة نوعية في سبيل التقدم نحو مناطق جديدة باتجاه مديريات النادرة والسدة والسبرة الواقعة شرق إب، فضلاً عن تأمين مواقع الجيش في منطقة رمة، كما سيطرت على السلسلة الجبلية السوداء ونقيل حدة وصولاً إلى مشارف شليل والرحبة، كما استمرت في التقدم نحو منطقة حصنة وقرية الجمل التي توجد فيها إحدى غرف العمليات الحوثية في حصن حمة.

وأشارت المصادر إلى أن وحدات من الجيش اليمني، مسنودة بأفراد من المقاومة المحلية، تمركزت في جبل العود الاستراتيجي التابع إدارياً لمديرية النادرة في إب، لصد أي هجوم أو محاولات تسلل للميليشيات باتجاه شمال الضالع، وأنهم تمكنوا مساء أول من أمس، من تدمير ثلاث عربات عسكرية للحوثيين، ومصرع أكثر من 20 حوثياً، وإصابة آخرين.

وقالت مصادر ميدانية إن عدداً من أبناء مخلاف العود، وبإسناد من قوات الجيش تمركزوا مساء الاثنين في جبل العود التاريخي وجبال أخرى بين محافظتي إب والضالع، بعد نقض الميليشيات اتفاقيات بين مشايخ مخلاف العود، لتجنيب المنطقة أي حروب ومواجهات، لكنها نقضت الاتفاق وأقدمت على شن هجوم عنيف، استهدف اقتحام منطقة ذودان ومرتفعاتها، بهدف الوصول إلى جبل العود للتمركز فيه، لكنهم لقوا مقاومة من الأهالي حالت دون الوصول إلى قمة الجبل، وسقط قتلى وجرحى من الطرفين.

وتمكّن مسلحون قبليون وجنود من قوات الجيش اليمني من إعطاب عدد من الأطقم المسلحة التابعة للميليشيات، وتم تدميرها بمنطقة اللجمة في الطريق الرابط بين قريتي الظلل وذودان، وسقط قتلى وجرحى في صفوف الميليشيات، تمركزت بعدها وحدات من الجيش والمقاومة المحلية في جبل العود وجبل القفل وجبل ستر.

وفي منطقة نجد الجماعي بمديرية السبرة المتاخمة لمناطق المواجهات، أكد شهود عيان مرور طقم حوثي على متنه عدد من الجرحى وثلاثة قتلى كانوا على متن سيارة أخرى أصيبوا بنيران الجيش الذي تمكن من صد هجوم للميليشيات على مناطق ذودان وقرى الفجرة بالعود وعلى قرية الظلل وبيت الصارم، من نقطة قطن القريبة من بيت العزاني بمديرية النادرة شرق محافظة إب، في ظل نزوح كبير للأهالي من مناطقهم.

إلى ذلك، أكدت مصادر عسكرية يمنية أن دخول قوات الجيش اليمني إلى مديريات شرق إب وسط اليمن، تعد إحدى مفاجآت ذكرى «عاصفة الحزم» التي تدخل عامها الخامس، مشيرة إلى أن هناك تحضيرات عسكرية ضخمة للجيش اليمني، بإشراف التحالف العربي، للقيام بعمليات عسكرية وفتح جبهات جديدة في مناطق استراتيجية ستقود الميليشيات إلى الاستسلام، وانسحابها من المناطق الواقعة تحت سيطرتها.

وفي صعدة اقتربت قوات الجيش اليمني مسنودة بالتحالف، من السيطرة على مركز مديرية كتاف، بعد تحريرها مواقع وطرقاً استراتيجية في محيطها، وسط استمرار غارات مقاتلات التحالف التي تمكنت من استهداف تجمع للميليشيات في مركز كتاف، أدى إلى مصرع عدد من عناصرها، بينهم خبراء إيرانيون مختصون بتركيب الصواريخ بعيدة المدى، والطيران المسير، منهم المستشار والمشرف الأول على تركيب الصواريخ، المقدم الإيراني محمد نيازي، مع شخصين أحدهما عقيد والآخر ملازم أول من خبراء الصواريخ الحوثيين، إلى جانب مشرف شبكة الرصد والاتصالات العسكرية في صفوف الحوثيين، وأحد مشرفي التدريب الميداني (إيراني الجنسية).

وفي جبهة البقع تمكنت قوات الجيش من صد هجوم للميليشيات باتجاه مواقعهم في منطقة رشحة الغربية، ما أدى إلى تدمير طقمين عسكريين، ومصرع من كانوا على متنهما.

من جهة أخرى، كشفت مصادر عسكرية في قوات الحدود اليمنية عن قيام قوات سعودية متخصصة من القوات البرية السعودية، وسرب 99 بحث وإنقاذ، بعملية عسكرية أطلق عليها «البرق» باتجاه مواقع للميليشيات داخل الأراضي اليمنية من جهة صعدة، أدت إلى تحرير عدد من الرهائن اليمنيين كانت الميليشيات اختطفتهم خلال الأسابيع الماضية، ووضعتهم في أحد مواقعها، مشيرة إلى أنه تم نقل الرهائن إلى داخل الأراضي السعودية، فيما تم أسر خاطفيهم.

وفي نهم شمال شرق العاصمة صنعاء، تمكنت قوات الجيش من إفشال هجوم للميليشيات وشن هجوم معاكس على مواقعهم في منطقة عيدة الشرقية، ما خلف قتلى وجرحى في صفوف الحوثيين، مع قيام مقاتلات التحالف بشن غارتين على موقع ومخزن أسلحة في نهم، تابعة للميليشيات، ما أدى إلى تدمير وانفجارات كبيرة فيهما.

من جهة أخرى، أقدمت الميليشيات على خطف الضابط في قوات الحرس الجمهوري سابقاً، العميد صادق البزاغي، من منزله في مديرية سنحان جنوب العاصمة مع أحد سكان المنطقة ويدعى حمد القاضي، واقتادتهما إلى جهة غير معروفة.

وفي مأرب قصفت مقاتلات التحالف تجمعاً للميليشيات الإيرانية في وادي ربيع، بالقرب من سوق صرواح غرب مأرب، ما خلف قتلى وجرحى في صفوف عناصرهم، بينهم قيادات ميدانية إلى جانب تدمير عدد من الآليات العسكرية.

وفي تعز شهدت مواقع محيط الدفاع الجوي شمال المدينة، وأخرى في الجبهة الغربية والجبهة الشرقية للمدينة، مواجهات واشتباكات عنيفة بين قوات الجيش من جهة وميليشيات الحوثي من جهة أخرى، أدت إلى إحباط عمليات تسلل للحوثيين، وأجبرتهم على التراجع والفرار بعد تكبيدهم قتلى وجرحى.

وفي الحديدة على الساحل الغربي شهدت جبهات التماس شرق وشمال شرق وجنوب مدينة الحديدة مواجهات عنيفة بين القوات اليمنية المشتركة وميليشيات الحوثي، التي حاولت التقدم تحت غطاء ناري كثيف نحو مواقع القوات المشتركة في تلك المناطق، وفقاً لمصادر ميدانية وسكان محليون، أكدت أن الاشتباكات كانت الأعنف منذ بداية الهدنة الأممية منتصف ديسمبر 2018.

ووفقاً للمصادر، فإن أسراً عدة من الأحياء الواقعة في مناطق التماس بمدينة الحديدة نزحت وغادرت منازلها إلى مناطق آمنة، كما واصلت الميليشيات قصفها واستهداف مواقع متفرقة للقوات المشتركة شرق مدينة الصالح ومحيط جولة يمن موبايل والمطاحن، وشرق الدريهمي، وشرق مدنية حيس، ما أدى إلى مقتل ثلاثة مدنيين وإصابة آخرين.

تويتر