الجيش اليمني يستعد لمرحلة الحسم العسكري في صعدة بدعم من التحالف

واشنطن: أسلحة ميليشيات الحوثي الإيرانية خطر على المنطقة

صورة

اتهم السفير الأميركي لدى اليمن ماثيو تولر، ميليشيات الحوثي الإيرانية بالمماطلة في تنفيذ اتفاق السويد، وقال إن أسلحة الحوثيين تشكّل خطراً وتهديداً لدول المنطقة. في الأثناء شهدت جبهات صعدة زخماً عسكرياً كبيراً مع الزيارة التي قام بها قائد القوات المشتركة للتحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، الفريق الركن الأمير فهد بن تركي آل سعود، وفيما واصلت مقاتلات التحالف شن غاراتها المركزة على مواقع وتعزيزات ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران في صعدة، شهدت جبهات الحديدة وحجة وتعز مزيداً من التصعيد العسكري والانتهاكات والخروقات من قبل عناصر الحوثي.

وتفصيلاً، قال السفير الأميركي لدى اليمن، ماثيو تولر، إن بلاده تشعر بالإحباط من مماطلة ميليشيات الحوثي الإيرانية، في الالتزام بالاتفاقات، في إشارة إلى اتفاق السويد الذي تتهرب حتى الآن من تنفيذ بنوده.

وشدّد خلال مؤتمر صحافي عقده، أمس، في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، بحضور رئيس الوزراء اليمني معين عبدالملك، على ضرورة تنفيذ الاتفاقيات الموقعة بين الحكومة اليمنية والميليشيات بالكامل، لافتاً إلى أن بلاده عبر وزير الخارجية، مايك بومبيو، مطلعة على الاتفاقات التي وقعتها الميليشيات مراراً مع الحكومة.

كما شدّد تولر، على ضرورة أن يتم حصر السلاح في اليمن بيد الدولة فقط، مشيراً إلى أن بعض المجموعات اليمنية - في إشارة للميليشيات - تهدد بأسلحة ثقيلة دول الجوار.

وأضاف «نحن مستعدون للعمل مع آخرين، كي نحاول تنفيذ هذه الاتفاقات، ونرى ما إذا كان بوسع الحوثيين في الواقع إبداء نضج سياسي، والبدء في خدمة مصالح اليمن، بدلاً من العمل بالنيابة عمن يسعون لإضعاف وتدمير اليمن».

وقال تولر إنه «لم يفقد الأمل» في إمكانية تنفيذ الاتفاق في الحديدة.

وأضاف أن الولايات المتحدة تعمل مع السلطات اليمنية لمنع تهريب الأسلحة من إيران، وتعزيز المؤسسات الأمنية المحلية.

وتابع «كون أن هناك جماعات تملك أسلحة، من بينها أسلحة ثقيلة، وحتى أسلحة يمكن أن تهدد الدول المجاورة، وأن هذه الأسلحة ليست خاضعة لسيطرة مؤسسات الدولة، فهذا خطر جسيم على المنطقة، وكذلك على اليمن».

وأضاف أن بلاده لا تدعم الجماعات التي تسعى إلى تقسيم اليمن، وأن وزير الخارجية بومبيو يتابع أوضاع اليمن، وأن بلاده مستمرة في دعم الحكومة الشرعية، مشدداً على ضرورة الالتزام بالقرارات الدولية بحظر توريد السلاح.

وأعرب تولر خلال حديثه عن أمل بلاده في إعادة فتح سفارتها في صنعاء، باعتبارها عاصمة البلاد، مؤكداً أن واشنطن تدرك أهمية عدن، وتعمل مع الحكومة على إعادة بناء المؤسسات.

إلى ذلك، أعلنت روسيا الاتحادية، عزمها على إعادة فتح قنصليتها في العاصمة المؤقتة عدن، بعد ترميمها وإعادة تأهيلها.

وقالت مصادر حكومية، لـ«الإمارات اليوم» إن لجنة حكومية سترافق السفير الروسي لدى اليمن، فلاديمير ديدوشكين، اليوم، خلال زيارته إلى مبنى القنصلية في حي خورمكسر، للاطلاع على احتياجاتها من الترميم والتأهيل.

على الصعيد الميداني، أكدت مصادر عسكرية في صعدة أن جبهات مران وكتاف وباقم ورازح شهدت زخماً عسكرياً كبيراً مع زيارة قائد القوات المشتركة لتحالف دعم الشرعية في اليمن، الفريق الركن الأمير فهد بن تركي آل سعود، إلى جبهات مران مسقط رأس زعيم ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران عبدالملك الحوثي، ما يعد مؤشراً حقيقياً على قرب حسم المعركة والدخول إلى معقل الميليشيات في صعدة.

وأشارت إلى أن هناك تحركات عسكرية واستعدادات كبيرة تجري حالياً في جبهات صعدة لبدء مرحلة الحسم، والدخول إلى مناطق جديدة، وحسم المعركة في كتاف وباقم، وتضيق الخناق على الميليشيات في مران الصفراء ورازح، والتقدم في الحشوة، وتأمين المناطق المحررة في الظاهر والطرق الرابطة بين صعدة وحجة.

وكان قائد القوات المشتركة لتحالف دعم الشرعية في اليمن، أكد من مران صعدة أن الميليشيات في أضعف حالاتها، وأن التحالف مستمر في مساندة اليمن حتى إعادة شرعيته، جاء ذلك خلال زيارته الميدانية لعدد من المواقع والجبهات في محور صعدة شمال اليمن، والاطلاع على سير الإعداد للخطط العسكرية لمرحلة الحسم، وإنهاء الانقلاب في اليمن.

من جانبها، شنت مقاتلات التحالف العربي سلسلة من الغارات المساندة لعمليات الجيش اليمني في صعدة، مستهدفة بثماني غارات منطقة آل شافعة في مديرية الصفراء.

من جهة أخرى، لقي القيادي الميداني في صفوف الحوثي العقيد علي عبدالله عائض البخيتي مصرعه في اشتباكات مع قوات الجيش في مديرية كتاف بصعدة، إلى جانب عدد من عناصره، أثناء محاولتهم التسلل إلى مواقع الجيش في محيط مركز المديرية.

كما لقي عدد من قيادات الميليشيات مصرعهم في جبهات صعدة وحجة وصنعاء خلال اليومين الماضيين، بينهم محمد احسن حسين الهجري، ومحمد حسن السمنة، وكمال عبدالله سويد، والشيخ صالح أحمد كاشر، وعبدالحميد أحمد حسن جابر.

وفي تعز، تواصلت المعارك في جبهة الكدحة بمديرية المعافر غرب تعز بين قوات الجيش اليمني ممثلة في كتائب أبي العباس من جهة وميليشيات الحوثي الإيرانية من جهة أخرى، مخلفة قتلى وجرحى في صفوف ميليشيات الحوثي.

من جهة أخرى، أكد قائد اللواء 35، العميد عدنان الحمادي، أنّه ورفاقه في أتم الجاهزية لخوض المعركة الفاصلة لتحرير ما تبقى من محافظة تعز، متمنياً أن تكون بقية الألوية بالمستوى نفسه.

وأشار الحمادي إلى محاولات تهدف لإضعاف اللواء، وإخراجه عن الجاهزية لمصلحة جهات ودول تسعى لإفشال جهود التحالف العربي المساند للشرعية وخططه الرامية للتحرير، وتعبث باليمن.

وحذر من مخطط يسعى لتحويل تعز إلى مناطق نفوذ عبر المفاوضات مع الحوثيين، وتقسيمها إلى شرقية وغربية، داعياً إلى التسريع في عملية التحرير.

وفي حجة، أكد المدير التنفيذي للتحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان (تحالف رصد) مطهر البذيجي، أن الميليشيات الحوثية قتلت 62 مدنياً، وأصابت 217 آخرين بمنطقة حجور، وأشار إلى أن الميليشيات لم تكتف بالقتل، بل قامت بتفجير 24 منزلاً، واستولت على 123 مزرعة، وأتلفت 30 أخرى، ولاتزال الانتهاكات مستمرة.

وفي المحويت أقدمت الميليشيات على اختطاف أكثر من 120 شخصاً خلال أقل من ثلاثة أشهر، ووزعتهم على ثلاثة سجون رئيسة.

الميليشيات تواصل خروقها للهدنة في الحديدة

كثفت الميليشيات الحوثية من نزولها الميداني لقياداتها في ذمار، بهدف الحشد والتعبئة، وفرض التجنيد الإجباري في صفوف الشباب والأطفال في جميع أحياء مدينة ذمار ومديريات المحافظة، وإرسالهم إلى جبهات الساحل الغربي في الحديدة، التي شهدت هي الأخرى حملة مكثفة للميليشيات ضد أهالي مدينة زبيد، بهدف التبرع للمجهود الحربي، تحت التهديد وبقوة السلاح. وكانت الميليشيات واصلت قصفها مواقع القوات اليمنية المشتركة والأحياء المدنية في الحديدة والساحل بعشرات القذائف المدفعية وقذائف الهاون، وفقاً لمصادر عسكرية ميدانية، أكدت أن الميليشيات قصفت مواقع ألوية العمالقة في مناطق كيلو16، التابعة لمديرية الحالي، وشرق مدينة الدريهمي بعشرات قذائف الهاون وقذائف الهاوزر.

وواصلت الميليشيات خروقها للهدنة، وقامت بقصف الأحياء الشرقية لمدينة الحديدة، وقرى المرازيق ومواقع المشتركة في الجاح، وفي شارع صنعاء داخل مدينة الحديدة، ومنطقة الجاح ومناطق متفرقة من مديريتي حيس والتحيتا.

وفي العاصمة صنعاء، أكدت مصادر محلية أن المدينة تشهد انهياراً كبيراً في المنظومة الأمنية التابعة للميليشيات، ممثلة في أحداث السطو المسلح والقتل العشوائي، حيث شهدت أخيراً مقتل أربعة، وإصابة آخرين، جراء إطلاق نار من قبل مسلحين يتبعون الحوثيين ضد مدنيين في حي الجراف شمال العاصمة.

وفي البيضاء واصلت ميليشيات الحوثي قصفها العشوائي باتجاه قرى سكنية في مديرية القريشية، تركزت على قرى ذي كالب الأسفل، ما أدى إلى إصابة طفلين بجروح متفاوتة جراء القصف الحوثي.


- روسيا تعلن عزمها على إعادة فتح قنصليتها في العاصمة المؤقتة عدن.

- عمليات حشد وتجنيد إجباري للميليشيات في الحديدة.

تويتر