ميليشيات الحوثي الإيرانية تواصل انتهاكاتها في الحديدة وحجور حجة

الجيش اليمني ينفذ عملية نوعية بصفراء صعدة ويتقدم في إهرامات كتــــاف

جنود من الجيش اليمني في أحد المواقع في جبهة نهم القريبة من صنعاء. رويترز

نفذت قوات الجيش اليمني عملية عسكرية نوعية في منطقة الرزامات بمديرية الصفراء في صعدة التي تعد المعقل الثاني لميليشيات الحوثي الإيرانية في المحافظة، وواصلت تقدمها في جبهة كتاف البقع وسيطرت على مناطق جديدة في سلسلة جبال الإهرامات، فيما شهدت ست مناطق في نهم صنعاء مواجهات بين الجيش اليمني والحوثيين، مع استمرار القصف والانتهاكات من قبل الميليشيات في الحديدة وحجور حجة.

وتفصيلاً، نفذت قوات الجيش اليمني عملية عسكرية نوعية في منطقة الرزامات بمديرية الصفراء في محافظة صعدة التي تعد المعقل الثاني لميليشيات الحوثي الإيرانية في صعدة، وأكدت مصادر ميدانية أن العملية استهدفت أحد مخازن الأسلحة للحوثيين في المنطقة التي ينتمي إليها عبدالله الرزامي أحد كبار مؤسسي حركة الحوثي الإيرانية في اليمن.

ووفقاً للمصادر فإن العملية كانت مباغتة وغير متوقعة بالنسبة للميليشيات، وإن عدداً من القوات الخاصة السعودية شاركت فيها، وأدت إلى تدمير مخزن أسلحة للطيران المسيّر، ويضم أيضاً صواريخ باليستية تم تدميرها بالكامل، وإن العملية كانت نتيجة عملية استخباراتية واسعة قامت بها القوات اليمنية بالتعاون مع التحالف العربي، وإن المخازن كانت في وسط تجمع سكني، لذا صعب على الطيران استهدافه، لكن تم التعامل معه بشكل يرقى إلى أعلى المستويات للعمليات العسكرية التي تجنب سقوط أي ضحايا في أوساط المدنيين.

في الأثناء، واصلت قوات الجيش تقدمها في جبهة كتاف البقع ووصولها إلى مناطق جديدة في سلسلة جبال الإهرامات وسط انهيار جبهات الميليشيات الإيرانية وتراجع عناصرها نحو مناطق أخرى، بعد قيامها بتفجير مواقعها بالألغام وهي تضم عدداً من عناصرهم المغرر بهم في نهاية مأسوية.

وفي العاصمة صنعاء أكدت مصادر ميدانية في نهم اشتعال المعارك في ست مناطق بالمديرية الأكبر في صنعاء بمشاركة مقاتلات التحالف العربي التي شنت سلسلة من الغارات على مواقع الحوثيين فيها، موقعة قتلى وجرحى وتدمير آليات في صفوفهم.

وأشارت المصادر إلى أن مقاتلات التحالف شنت غارات جویة استهدفت تجمعات لميلیشیات الحوثي الإيرانية في منطقة حریب نھم، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوفھا، وتدمیر دبابة تابعة لھا.

في غضون ذلك قصفت مدفعیة الجیش اليمني تعزیزات للميليشيات كانت في طریقھا إلى الجبھة، ما أسفر عن تدمير سيارتين ومصرع وإصابة من كانوا على متنهما، فيما شهدت مناطق «بران والحول وضبوعة والقتب وشرقي المجاوحة وجبال یام الاستراتیجیة» معارك عنيفة بن الجيش والميليشيات في إطار العمليات التي أطلقتها قوات الجيش اليمني للتقدم نحو مناطق جديدة باتجاه شمال وشرق العاصمة صنعاء.

من جهة أخرى، شهدت العاصمة صنعاء حالة من الاستنفار في أوساط الميليشيات على خلفية ما يجري في حجور حجة، ودعت عناصرها في المدينة والمناطق المحيطة بها إلى الاجتماع والاستعداد لوضع خطة بديلة لاقتحام حجور بحجة وتعزيز الجبهات هناك بالمقاتلين.

وذكرت مصادر مطلعة في صنعاء أن الميليشيات استدعت كبار مستشاريها العسكريين بشكل عاجل، كما دعت إلى حشد جميع عناصرهم في العاصمة والمناطق الخاضعة لسيطرتهم، لتعزيز جبهة حجور، ووضع خطة لاقتحامها بعد فشل جميع المحاولات السابقة.

وكانت الميليشيات هددت بني ريبان وتطلب منهم تسليم جبال قريات المطلة على العبيسة باقتحامها بالقوة خلال ثلاثة أيام، جاء ذلك بعد أن منع بني ريبان مجاميع حوثية من الحفر والتمركز في جبل قريات وطردهم.

واستمرت الميليشيات في إرسال حشودها العسكرية إلى محيط حجور وجبهات حجة بشكل عام منها جبهات عبس وحيران وحرض التي شهدت غارات لمقاتلات التحالف استهدفت مواقع الميليشيات في شرق المدينة، ما خلف تدمير آليات ومصرع وإصابة من كانوا على متنها.

وفي البيضاء أكدت مصادر ميدانية مصرع القيادي الحوثي العقيد محمد صالح أحمد الوجيه مع ثلاثة من مرافقيه في كمين للمقاومة المحلية في مدينة البيضاء.

وفي الحديدة واصلت ميليشيات الحوثي الإيرانية تصعيدها العسكري وانتهاكاتها في محيط المدينة والجبهات الجنوبية والشرقية، وواصلت قصفها بالقذائف والرشاشات مناطق سكنية ومواقع القوات المشتركة في شرق المدينة، ونفذت محاولات هجوم زجت إليها مجاميع من المسلحين، بعد ساعات من انتهاء اجتماع اليوم الثاني للجنة التسنيق الأممية برئاسة الجنرال باتريك كاميرت على متن سفينة أممية قبالة ميناء الحديدة دون التوصل إلى أي نتائج.

وأكدت مصادر ميدانية أن الميليشيات شنت هجوماً واسعاً، ودفعت بتعزيزات كبيرة على خطوط المواجهة باتجاه مواقع قوات المقاومة المشتركة بمحيط مدينة 7 يوليو إلى الجهة الشرقية من المدينة، وأنها قصفت بالمدفعية الثقيلة أحياء وسط مدينة الحديدة، منها شارع صنعاء ومحيط مستشفى 22 مايو ومجمع إخوان ثابت الصناعي وشارع الخمسين.

كما واصلت قصفها مواقع المقاومة اليمنية المشتركة في منطقة الفازة القريبة لمديرية التحيتا بمحافظة الحديدة، كما قصفت منازل المواطنين في المديرية بمختلف أنواع الأسلحة المتوسطة والثقيلة والقذائف المدفعية مخلفة أضراراً كبيرة، حيث تم تدمير عدد من المنازل في أحياء سكنية مختلفة وتشريد الأهالي منها.

وكانت الميليشيات هددت بتفجير الوضع عسكرياً في الحديدة في حال تم رفض مقترحهم الذي يراد به الالتفاف على اتفاق السويد والمقدم إلى اجتماع السفينة، وفقاً للقيادي الحوثي وعضو وفدهم المفاوض سليم المغلس.

وقال المغلس إنهم قدموا خطة لإعادة الانتشار تضمنت إعادة انتشار مقاتلي الطرفين إلى مسافة ٣٠ كيلومتراً من مدينة الحديدة، مقسمة على مرحلتين حسب اتفاق السويد.

المرحلة الأولى إعادة الانتشار من الموانئ والمناطق الحرجة ١٥ كيلومتراً، والمرحلة الثانية استكمال الانتشار من المدينة ١٥ كيلومتراً، فتكون قوات الطرفين على بعد ٣٠ كيلومتراً من المدينة، وبخصوص المدفعية والدبابات والعربات يعاد انتشارها إلى مسافة ٥٠ كيلومتراً مقسمة بين المرحلتين كل مرحلة مسافة ٢٥ كيلومتراً،ما يعد التفافاً على اتفاق السويد القاضي بانسحاب الميليشيات من مدينة الحديدة ومؤانئ «الصليف ورأس عيسى وميناء الحديدة»، الأمر الذي دفع وفد الشرعية إلى رفض المقترح وأصر على تنفيذ اتفاقية السويد بالكامل.

وكانت الحكومة اليمنية طلبت على لسان وزير الخارجية اليمني خالد اليماني من المجتمع الدولي والأمم المتحدة وضع خطة تنفيذية مزمنة لما تم الاتفاق عليه في السويد بعد مرور شهرين من تنصل الميليشيات من الاتفاق ورفض تنفيذه.

وقال اليماني في كلمة اليمن أمام اجتماع المجلس الوزاري العربي - الأوروبي الخامس المنعقد في العاصمة البلجيكية بروكسل، «لقد طالبنا بالالتزام الكامل باتفاق استوكهولم، وفقاً لجداول زمنية، وتقدمنا في مشاورات استوكهولم بمقترحات تعزز بناء الثقة، وتسعى للتخفيف من معاناة الشعب اليمني لكن الحوثي رفضها بما في ذلك مقترح فتح مطار صنعاء أمام الرحلات الدولية عبر مطار عدن الدولي، ومقترح لدعم القدرات المالية والإيرادية للحكومة، ودعم البنك المركزي اليمني، وتمكينه من دفع مرتبات جميع موظفي الدولة وفقاً لكشوفات ديسمبر 2014».

تويتر