هادي يعلن التصعيد العسكري رداً على استهداف الميليشيات قاعدة العند الجوية

إصابة قيادات يمنية ومقتل 6 جنود في عدوان بـ «درون» حوثية إيرانية

صورة

استهدفت ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران، أمس، عرضاً عسكرياً لقوات الجيش اليمني في قاعدة العند الجوية في محافظة لحج، بطائرة مسيرة إيرانية الصنع، ما أسفر عن مقتل وإصابة 26 من قوات الجيش اليمني، بينهم عدد من القيادات العليا. وفيما أكد الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، أهمية تفعيل جبهات القتال ضد ميليشيات الحوثي عقب عدوانها، قال أركان حرب محور علب بصعدة، قائد اللواء التاسع مشاة جبلي، العميد أديب الشهاب، إن اتفاقية السويد انتهت، وعلى جميع الجبهات التحرك للحسم العسكري، خصوصاً جبهات الساحل الغربي.

وتفصيلاً، استهدفت ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران عرضاً عسكرياً لقوات الجيش اليمني في قاعدة العند الجوية في محافظة لحج جنوب اليمن، بطائرة مسيرة إيرانية الصنع، ما أدى إلى مقتل ستة جنود وإصابة 20 آخرين، بينهم قيادات بارزة في صفوف الجيش اليمني والسلطة المحلية في لحج.

ومن بين المصابين في الهجوم الحوثي، رئيس هيئة رئاسة الأركان اللواء الركن بحري عبدالله النخعي، ونائبه اللواء صالح الزنداني، وقائد المنطقة العسكرية الرابعة اللواء فضل حسن، ومحافظ محافظة لحج أحمد التركي، ورئيس جهاز الاستخبارات العسكرية اللواء محمد طماح، وناطق المنطقة العربية النقيب محمد النقيب، وقيادات أخرى.

وكشفت مصادر عسكرية أن الميليشيات استخدمت طائرة مسيرة ذات تقنية عالية، قدمت إليها من إيران، استطاعات أن تتجاوز الدفاعات الجوية والتحصينات العسكرية المشددة، في القاعدة التي تعد من أهم القواعد العسكرية التي تزود جبهات القتال بالعتاد والعدة، لافتة إلى أن الهجوم مؤشر إلى انتهاء أي عملية سلام أو اتفاقية مع الميليشيات، خصوصاً تلك التي تتعلق بالحديدة.

وأوضحت المصادر أن الطائرة الحوثية المفخخة كانت تطير على علو منخفض يصعب رصده من الرادارات العسكرية، وهي ملبسة بالبلاستيك الذي لا يصدر حرارة، ولا يمكن رصده من قبل أجهزة الرصد، وهي تقنية حديثة تستخدمها إيران في صناعة الطائرات المسيرة.

من جانبها، تبنت الميليشيات عملية الهجوم، في إشارة واضحة إلى أنها لا تسعى للسلام أو التهدئة، معلنة إنهاء أي مشاورات أو تفاهمات أو اتفاقيات مع الشرعية، خصوصاً تلك التي كانت برعاية الأمم المتحدة، التي تحاول أن تحيي اتفاقية السويد من خلال إعلانها رفع عدد مراقبيها الدوليين في الحديدية إلى 75 مراقباً، وأن الموجودين حالياً في المدينة يصل عددهم إلى 20 شخصاً، في إطار سعيها لتفعيل اتفاق السويد.

وبعد ساعات من هجوم الميليشيات، أعلن الرئيس اليمني عبدربه منصور تفعيل جبهات القتال في مناطق متفرقة ضد الميليشيات، في إشارة واضحة إلى انتهاء أي عملية سياسية سلمية مع الحوثيين الذين يواصلون التصعيد العسكري، رغم التزام قوات الجيش اليمني بجميع الاتفاقيات التي تشرف عليها الأمم المتحدة.

وأكد الرئيس اليمني، خلال اتصال هاتفي بقيادة المنطقة العسكرية الرابعة في عدن للاطمئنان على صحة القيادات العسكرية التي أصيبت في الهجوم على العند، أهمية تفعيل القتال في جبهات شمال لحج «كرش والشريجة والقبيطة» لتطهير المناطق الجبلية المحيطة بها، التي تستخدمها الميليشيات في استهداف مواقع الجيش في لحج، ومن بينها العند، كما وجه بتفعيل جبهات الضالع وصنعاء، وفتح جبهات في إب وذمار، إلى جانب سرعة الحسم في جبهات صعدة وحجة والبيضاء.

ووفقاً لوكالة سبأ اليمنية، فإن هادي حث على مضاعفة الجهود، والعمل على تخفيف المعاناة التي تخلفها الميليشيات الانقلابية بين صفوف المدنيين بالمحافظات، لافتاً إلى أن المرحلة الراهنة تتطلب شحذ الهمم لتجاوز مختلف التحديات التي يواجهها شعبنا لتحقيق تطلعاته والانتصار لأهدافه الوطنية.

من جهته، أكد وزير الخارجية اليمنية، خالد اليمني، من العاصمة الأردنية عمان، أن لا شيء تم تحقيقه أو تنفيذه من اتفاقية السويد في الحديدة من قبل الحوثيين، فيما دعا وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني المجتمع الدولي للضغط على إيران لوقف إرسال الأسلحة، بما فيها الصواريخ الباليستية وطيران «الدرون» إلى الميليشيات، التي استخدمت إحداها أمس ضد قيادة الجيش اليمني في قاعدة العند بلحج.

وفي صعدة، أكد أركان حرب محور علب قائد اللواء التاسع مشاة جبلي، العميد أديب الشهاب، في تصريح لـ«الإمارات اليوم» أن الرد على هجوم العند سيأتي من معقل الميليشيات في صعدة، وسيكون قريباً جداً، مشيراً إلى أن الهجوم أنهى جميع الاتفاقيات وجهود السلام مع الميليشيات، بما فيها تلك المتعلقة بالحديدة والساحل الغربي.

وقال العميد الشهاب، إن الوضع العسكري الميداني جار بتقدماته العملياتية في دحر الحوثيين، حيث أكملت طلائع الجيش تحرير آل الزماح وآل الحماقي وكل المناطق المحاذية لها في محور باقم، مؤكداً أن العمليات المقبلة للجيش في باقم وكتاف والشامية ومران ستكون رداً عملياً على هجوم العند، وسيسرع في عمليات الحسم العسكري في جبهات صعدة وغيرها من الجبهات.

وأضاف «جميع العمليات العسكرية الأخيرة والمقبلة تجري بالتنسق مع قيادات الشرعية والتحالف، وستعمل على تسريع الانتصار وحسم المعركة»، مؤكداً أيضاً على أن القيادات العسكرية في صعدة تعمل على فتح جبهات تحرير جديدة في المحافظة، خصوصاً في مديريتي «مجز وقطابر»، بعد أن شارفت جبهة باقم على اقتراب تحريرها كاملة، مشيراً إلى مديريتي مجز وقطابر في عمق محافظة صعدة، ونقل المعركة إليها بالتزامن مع جبهة مران سيؤدي إلى إحكام الحصار على مدينة صعدة مركز المحافظة، وسيعجل في حسمها سريعاً.

وفي الحديدة، تواصل الميليشيات استقدام مسلحيها إلى مدينة الحديدة، والقيام بعمليات إحلال شاملة لعناصرها في أجهزة الأمن وأقسام الشرطة، بعد إلباسهم زي قوات الأمن الرسمي، بالتوازي مع عمليات حفر الأنفاق والخنادق، كما عملت على استقدام بطاريات صواريخ باليستية في المدينة، كما عملت على تحريك عدد من الآليات العسكرية الثقيلة، بينها دبابات ومدرعات ومدافع ثقيلة، إلى محيط المدينة الشرقي والشمالي.

وفي الجوف، استهدفت ميليشيات الحوثي بصواريخ الكاتيوشا منازل السكان في مديرية الغيل، ما خلف قتلى وجرحى في صفوف المدنيين، بينهم طفلان استشهدا جراء القصف.


العميد أديب الشهاب:

هجوم العند أنهى جميع الاتفاقيات وجهود السلام مع الميليشيات، بما فيها تلك المتعلقة بالحديدة والساحل الغربي.

تويتر