ميليشيات الحوثي تواصل سياسة الأرض المحروقة بالحديدة

الجيش اليمني يسيطر على قريــة الحول بنهم و3 مواقع في كتاف صــعدة

جنود من الجيش اليمني في أحد المواقع بمنطقة نهم القريبة من صنعاء. رويترز

واصلت قوات الجيش اليمني تقدمها في محيط العاصمة صنعاء لليوم الرابع على التوالي، وتمكنت من السيطرة على قرية الحول أسفل جبل السلطاء وسط مديرية نهم الواقعة شمال شرق العاصمة، في حين واصلت ميليشيات الحوثي الموالية لإيران انتهاكاتها بحق سكان الحديدة على الساحل الغربي لليمن.

وتفصيلاً، حققت قوات الجيش اليمني تقدماً نوعياً في جبهات نهم شمال شرق العاصمة اليمنية صنعاء، بعد تمكنها من السيطرة على قرية الحول الواقعة أسفل جبل السلطاء وسط جبهات المديرية، بعد تنفيذها عملية عسكرية رداً على استفزازات ميليشيات الحوثي الموالية لإيران في جبهات نهم، وواصلت تقدمها نحو مواقع جديدة لليوم الرابع على التوالي.

وذكرت مصادر عسكرية ميدانية في نهم، أن قوات الجيش تخوض معارك عنيفة ضد ميليشيات الحوثي الإيرانية في أكثر من جبهة في المديرية، محققة تقدماً كبيراً في قلب الجبهات بعد تمكنها من السيطرة الكاملة على قرية الحول وتباب عدة في محيط جبل السلطاء الاستراتيجي، الذي تحاول الميليشيات استعادته لما يمثله من أهمية عسكرية لجبهات نهم، إلى جانب جبلي الشجاج وأسامة، وكولة القيد وخدود السد وكلها مناطق تمكنت قوات الجيش اليمني من السيطرة عليها أخيراً.

وأشارت المصادر أن قوات الجيش تخوض معارك ضد الميليشيات في جبهات نهم لليوم الرابع على التوالي، وأنها تحقق تقدماً كبيراً في اتجاه مناطق جديدة ومفصلية في المديرية ستقودها إلى الدخول نحو مديريتي ارحب وبني حشيش المتاخمتين لنهم باتجاه أطراف العاصمة صنعاء الشمالية، لافتة إلى أن المعارك خلفت قتلى وجرحى في أوساط الميليشيات وتم أسر آخرين.

وفي العاصمة صنعاء أقدمت الميليشيات على استحداث نقاط عسكرية جديدة في شوارع المدينة، ومنها شوارع حدة والزبيري وخولان والأصبحي وشوارع أخرى واقعة في جنوب المدينة، بالتزامن مع الحديث عن تحركات عسكرية للجيش اليمني في محيط العاصمة وعلى تخوم المناطق الواقعة بين صنعاء ومأرب.

من جانبها، أكدت قوات الجيش اليمني التمسك بالمرجعيات الثلاث (مخرجات الحوار الوطني، المبادرة الخليجية، والقرار الأممي 2216)، في مشاورات السويد، مشيرة إلى أن تجاوزها من قبل الميليشيات أمر مرفوض، ولن يقبل به الشعب اليمني وسيقاومه بالمزيد من التضحيات، مهما كانت الذرائع والمبررات.

ووفقاً لصحيفة الجيش «26 سبتمبر» فإن المرجعيات الثلاث «ثوابت وطنية لا يمكن المساس بها بأي شكل من الأشكال وفي أي ظرف وزمان، ولا يجب السماح لأي من كان التلاعب في الألفاظ والعبارات التي ترمي إلى إلغاء هذه المرجعيات»، مشيرة إلى أن الجيش على استعداد تام لحسم المعركة مع الميليشيات عسكرياً في حال تم التلاعب بالمرجعيات أو التنصل عن أي تفاهمات من قبل الميليشيات الإيرانية.

وفي صعدة، أكدت مصادر عسكرية لـ«الإمارات اليوم» تمكن قوات الجيش في محور كتاف البقع من التقدم والسيطرة على مواقع استراتيجية ونوعية بعد تنفيذها هجوماً نوعياً ضد مواقع الميليشيات الإيرانية، مشيرة إلى أن الجيش تمكن من السيطرة على مرتفعات وجبال إبراهيم والكسارة وتبة الطاقة وجميع التباب المحيطة بها.

وأوضحت المصادر، أن الجيش يواصل تقدمه بخطى ثابتة نحو مواقع ومناطق جديدة ودحر الميليشيات من مساحات واسعة كانت تحت سيطرتها، إضافة إلى تكبدهم عدداً من القتلى والجرحى واغتنام بعض الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقناصة شرق المديرية.

وفي جبهات مران بمديرية حيدان، تمكنت قوات الجيش من ألوية العروبة والخاصة من إفشال محاولة للميليشيات لاستعادة المناطق التي تم تحريرها في وادي الداخل، الممتد من عقبة مران حتى حدود قبر مؤسس جماعة الحوثي الصريع حسين بدرالدين الحوثي.

وسيطرت قوات الجيش، خلال المواجهات، على مواقع جديدة في محيط عقبة مران، بالإضافة إلى استعادتها لكميات كبيرة من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، وعدد من الأجهزة اللاسلكية وأجهزة الاتصال الخاصة بالميليشيات.

وفي مديرية حيس جنوب الحديدة، تمكنت قوات المقاومة اليمنية المشتركة من كسر هجوم للميليشيات على الأطراف الجنوبية للمديرية، وأجبرتها على التراجع والفرار نحو مواقعها في مثلث العدين وجبل راس التابعين لمحافظة إب والواقعين شرق حيس والخوخة.

وتشهد منطقة المواجهات في جنوب وشرق حيس قصفاً متواصلاً من قبل الميليشيات بالقذائف الصاروخية على أحياء المديرية والتجمعات السكانية بصورة يومية، مخلفة ضحايا من المدنيين وأضراراً في المنازل والممتلكات.

وتعتبر حيس والتحيتا من الجبهات الأكثر اشتعالاً بالمواجهات والتماس المباشر مع الميليشيات الإيرانية المنحدرة عن الساحل الغربي، وتوجد إلى الجهة الداخلية شرقاً على امتداد الجراحي وزبيد وبيت الفقيه.

في الأثناء، كشفت مصادر محلية مطلعة عن قيام ميليشيات الحوثي بنقل 1500 صاروخ بعيدة المدى إلى الحديدة، بالتزامن مع زيارة المبعوث الأممي إلى المدينة نهاية الشهر الماضي، مشيرة إلى أن الأسلحة التي تم استقدامها إلى الحديدة تم وضعها في ورش تابعة لمؤسسات حكومية بعد تحويلها إلى معامل وورش لإعادة تركيب الأسلحة المهربة من إيران إلى الميليشيات.

واتخذت الميليشيات الحوثية من ورشتين، مصنعين مصغرين، لتركيب الرؤوس المتفجرة ومحركات صواريخ الكاتيوشا، يعمل فيهما خبراء تصنيع من ميليشيات «حزب الله» اللبناني والحرس الثوري الإيراني، الذين يشرفون على عمليات تصنيع الصواريخ.

وواصلت الميليشيات سياسة الأرض المحروقة في الحديدة وتدمير البنى التحتية والخدمية في اليمن عبر تفخيخ المدارس وزرع العبوات الناسفة والألغام داخل العلب والأكياس الغذائية. وكان المتحدث باسم قوات المقاومة الوطنية «حراس الجمهورية» التابعة للعميد طارق صالح والمشاركة في تحرير الحديدة العميد صادق دويد، أكد مواصلة الميليشيات الإيرانية زراعة الألغام وتفخيخ المباني السكنية والمنشآت العامة والخاصة في الأحياء التي لاتزال تسيطر عليها في مدينة الحديدة، مشيراً إلى أن الميليشيات قامت باقتحام عدد من منازل المواطنين وأجبرتهم على المغادرة وقامت بتحويل منازلهم إلى مخازن أسلحة وثكنات عسكرية.

وأوضح أن تعزيزات عسكرية تصل إلى الميليشيات بشكل مستمر، رغم مشاركتها في مشاورات السويد التي تتخذها ذريعة لتغطية تحركاتها في الجبهات، مؤكداً أن المقاومة لن تقف مكتوفة الأيدي وسترد على الخروق ولديها القدرة على حسم المعركة في حال جاءت التوجيهات من القيادة العسكرية والتحالف العربي.

وفي إب وسط اليمن، أقدمت ميليشيات الحوثي الإيرانية على اعتقال عشرات الجنود التابعين لقوات الأمن الخاصة «الأمن المركزي سابقاً»، بعد رفضهم المشاركة في جبهات القتال، وقامت بنقلهم إلى معتقلات سرية في صنعاء وصعدة.

وذكرت مصادر أمنية في إب، أن الميليشيات قامت باعتقال أكثر من 60 جندياً من قوات الأمن المركزي وقامت بنقلهم إلى صعدة، بعد رفضهم التوجه إلى جبهات القتال في دمت بالضالع، وتواصل قوات الجيش اليمني تقدمها باتجاه جبهات إب، محذرة من المساس بالجنود الذين يتوقع أن يتم تعذيبهم من قبل الميليشيات في صعدة.


- ميليشيات الحوثي نقلت 1500 صاروخ بعيدة المدى إلى الحديدة، نهاية الشهر الماضي.

- الميليشيات اعتقلت 60 جندياً من قوات الأمن المركزي في إب، ونقلتهم إلى صعدة.

تويتر