«التحالف»: الميليشيات تمنع سـفن المواد الغذائية والمشتقات النفطية من دخـول الحديدة

الجيش اليمني يدخل «قطابر» صعــدة للمرة الأولى ويسيطر على جبال الأزهور الاستراتـيجية

ميليشيات الحوثي تؤثر في الشعب اليمني بتعمدها تعطيل دخول وتفريغ حمولة السفن التي تنقل مواد غذائية. أرشيفية

تمكنت قوات الجيش اليمني من دخول مديرية قطابر في محافظة صعدة للمرة الأولى منذ بداية الانقلاب الحوثي، كما تمكنت من تحرير جبال الأزهور الاستراتيجية في المحافظة والسيطرة عليها، فيما قال تحالف دعم الشرعية في اليمن، أمس، إن ميناء الحديدة خالٍ من السفن منذ ثلاثة أيام، بسبب قيام الميليشيات الحوثية بعرقلة دخول سفن تحمل مواد غذائية ومشتقات نفطية إليه.

وفي التفاصيل، تمكنت قوات الجيش اليمني من استعادة السيطرة على سلسلة جبال الأزهور الاستراتيجية، في مديرية رازح بمحافظة صعدة، معقل المتمردين الحوثيين، وفق ما أفادت مصادر ميدانية، أمس.

وشنت قوات الجيش هجوماً مباغتاً على مواقع لميليشيات الحوثي الإيرانية في سلسلة جبال الأزهور، الأمر الذي دفع مسلحي الميليشيات إلى الفرار. وساندت طائرات التحالف العربي قوات الشرعية، خلال تقدمها نحو السلسلة الجبلية، وشنت غارات جوية عدة، استهدفت تحصينات الانقلابيين وتعزيزاتهم.

وأسفرت المواجهات والغارات عن سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف الميليشيات الإيرانية، علاوة على تدمير عدد من الآليات العسكرية التابعة لها.

ونزعت الفرق الهندسية، التابعة لقوات الشرعية اليمنية، الألغام والعبوات الناسفة، التي زرعها المتمردون الحوثيون في المناطق المحررة في السلسلة الجبلية.

وجاء تحرير سلسلة جبال الأزهور الاستراتيجية بمديرية رازح بعد تنفيذ الجيش عملية عسكرية نوعية أدت إلى تحرير سلسلة جبال الناصر والوزيعي والشبكة، الواقعة في إطار سلسلة جبال الأزهور الاستراتيجية بالمديرية الحدودية مع السعودية. كما تمكنت قوات الجيش من السيطرة على أولى المناطق في مديرية قطابر بصعدة، وهي مديرية جديدة تدخلها قوات الجيش اليمني مسنودة بالتحالف، وفقاً لمصادر ميدانية، مشيرة إلى أن الجيش تمكن من السيطرة على منطقة قطابر الصغرى وقطابر الكبرى في مديرية قطابر، ويواصل التقدم نحو مناطق جديدة، وسط حالة من الانهيار في جبهات الميليشيات.

وأكدت مصادر عسكرية، في المنطقة العسكرية السادسة بالجوف، تمكن قوات الجيش من السيطرة على أجزاء واسعة من مديرية الحشوة في صعدة، انطلاقاً من جبهات عدة من جهة الجوف.

أما في الحديدة على الساحل الغربي لليمن، فقد أفادت مصادر عسكرية يمنية بسقوط قتلى وجرحى في صفوف ميليشيات الحوثي، عقب هجوم شنته قوات دعم الشرعية اليمنية.

واستهدف الهجوم جيوباً للمتمردين باتجاه مزارع «الجاح الأعلى»، في مديرية «بيت الفقيه» جنوب محافظة الحديدة، في وقت قصفت فيه مدفعية القوات اليمنية المشتركة والتحالف العربي مواقع للميليشيات، جنوب وغرب مديرية التحيتا بالمحافظة.

وفي البيضاء، أكد مدير أمن المحافظة، العميد أحمد علي الحميقاني، في تصريح لـ«الإمارات اليوم»، تمكن الجيش اليمني، مسنوداً بالتحالف، من السيطرة على مواقع متقدمة في مديرية الملاجم، بعد معركة عنيفة خاضتها قوات الجيش ضد ميليشيات الحوثي الإيرانية في المديرية.

كما أكد الحميقاني تقدم الجيش في جميع جبهات ناطع والملاجم وقانية، مشيراً إلى أن الجيش استكمل تحرير منطقة اليسبل، وما بعد اليسبل في جبهة قانية، والدخول الى السوادية، لافتاً إلى الدعم المقدم من قوات التحالف العربي، والذي قال إنه شكل نقلة نوعية في عمليات تقدم الجيش على مختلف الجبهات، خصوصاً إسنادهم بأسلحة متطورة، بينها «مدفع جهنم» الذي شكل رعباً وذعراً في صفوف الميليشيات الإيرانية.

وفي الضالع، أعلنت قوات الجيش اليمني استكمال تحرير جميع المرتفعات المحيطة بمدينة دمت شمال المحافظة، ما دفع الميليشيات الإيرانية إلى إعلان حالة الاستنفار في صفوف عناصرها، بمديريات يريم والرضمة التابعتين لمحافظة إب، تخوفاً من تقدم الجيش نحوهما. من ناحية أخرى، أوضح المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف، العقيد تركي المالكي، أن التحالف أصدر 14 تصريحاً لسفن متوجهة للموانئ اليمنية، تحمل مواد غذائية ومشتقات نفطية.

كما قال إن التحالف أصدر 23 تصريحاً جوياً، و14 تصريحاً بحرياً، وستة تصاريح برية، و61 تصريحاً لحماية القوافل، بإجمالي 104 تصاريح، خلال الأيام الثلاثة الماضية.

وأضاف المالكي أن هناك خمس سفن تنتظر دخول ميناء الحديدة والصليف، ومدة الانتظار 26 يوماً، حيث لاتزال ميليشيات الحوثي الانقلابية تؤثر في الشعب اليمني، بتعمدها تعطيل دخول وتفريغ حمولة تلك السفن الخمس.

وقال إن التحالف أنقذ 102 من الأطفال، الذين جندتهم الميليشيات الحوثية، وأعاد تأهيلهم، مؤكداً أن التحالف يشارك في محاربة تنظيمي «القاعدة» و«داعش» في اليمن.

ولفت إلى أن التحالف العربي يبذل جهوداً كبيرة، لتحييد خطر الصواريخ الباليستية، مشيراً إلى أن إجمالي عدد الصواريخ الباليستية، التي أطلقتها ميليشيات الحوثي باتجاه الأراضي السعودية، بلغ 208 صواريخ باليستية. وأكد أن التحالف العربي حريص على دعم الاقتصاد اليمني، كاشفاً عن عقد اجتماع للجنة الرباعية الاقتصادية بشأن اليمن. يأتي ذلك في وقت أكدت مصادر دبلوماسية في مطار صنعاء، أن ميليشيات الحوثي ماطلت في إجراءات نقل من يقاتلون في صفوفها إلى المطار، تمهيداً لنقلهم إلى سلطنة عمان بالطائرة الأممية، التي وصلت أمس إلى مطار صنعاء. وأكدت المصادر أن المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفث، الذي وصل إلى مطار صنعاء، أمس، نجح في معالجة هذا الأمر، وأقلعت الطائرة بالمصابين في وقت لاحق، أمس.

وأكدت المصادر أن غريفث أبدى استياءه من عدم إيفاء الميليشيات الحوثية بعهودها، معتبراً أن مماطلة الحوثيين في نقل الجرحى جاءت في سياق تهربهم من حضور مشاورات السلام في السويد، كما سبق لهم فعل ذلك عندما عطلوا مشاورات جنيف الأخيرة.

وقالت مصادر دبلوماسية إن ميليشيات الحوثي تسعى إلى إفشال مشاورات السويد، بعد عدم التزامها بالاتفاقات التي أبرمتها مع الأمم المتحدة والتحالف في اليمن والحكومة الشرعية، بشأن نقل جرحى الميليشيات.

وتسبب هذا الأمر في تأخير إقلاع الطائرة الأممية، التي كان من المفترض أن تنقل مقاتلي ميليشيات الحوثي الجرحى إلى مسقط.

من جهتها، أفادت المصادر بأن سبب تعطيل نقل جرحى الحوثيين هو تدخل قيادات حوثية مقربة من عبدالملك، لاستبدال بعض الجرحى من أبناء القبائل بآخرين من أبناء عمومة وأقارب الحوثي.

وكان تحالف دعم الشرعية في اليمن أعلن، في وقت مبكر من أمس، تسهيله عملية نقل جرحى الحوثيين مع مرافقيهم إلى مسقط، أمس، عبر طائرة تابعة للأمم المتحدة، وذلك بطلب من المبعوث الأممي، وبتنسيق مع الحكومة الشرعية اليمنية.

وأوضح الناطق باسم التحالف، العقيد تركي المالكي، أن الطائرة الأممية قامت بإخلاء الجرحى، يرافقهم 50 مرافقاً وثلاثة أطباء يمنيين، وطبيب يتبع للأمم المتحدة، من صنعاء إلى مسقط.

تويتر