الجيش اليمني يواصل تقدمه في الضالع والجوف

المقاومة تسيطر على نصف الحديدة وتقترب من الميناء.. ومصرع 140 حوثياً

المقاومة اليمنية المشتركة تواصل دحر الميليشيات في الحديدة. أرشيفية

شهدت المعارك في مدينة الحديدة على الساحل الغربي لليمن تطورات سريعة خلال الساعات الماضية، ووصلت المساحة التي سيطرت عليها قوات المقاومة المشتركة إلى نصف المدينة، وسط توالي الهزائم التي تتعرض لها ميليشيات الحوثي الانقلابية، واقتراب المقاومة من ميناء المدينة الاستراتيجي، فيما واصلت قوات الجيش اليمني تحقيق تقدم عسكري بمساندة قوات التحالف العربي لدعم الشرعية، في محافظتي الضالع والجوف.

وتفصيلاً، واصلت قوات المقاومة اليمنية المشتركة تقدمها الميداني والتوغل داخل مدينة الحديدة غرب اليمن، وذلك بعد السيطرة على مستشفى 22 مايو الواقع بشارع الخمسين، ومواقع استراتيجية داخل المدينة، وشهدت ميليشيات الحوثي الموالية لإيران هزائم ساحقة في جبهة الحديدة، ولقي أكثر من 140 من مسلحيها مصرعهم في مواجهات مع قوات المقاومة، خلال 24 ساعة.

وأكدت مصادر ميدانية أن قوات المقاومة المشتركة تمكنت من السيطرة على المناطق المحيطة بمدينة الصالح السكنية شمال المدينة، وبدأت باقتحام أطراف شارع الشام (آخر المنافذ التي تستخدمها ميليشيات الحوثي في استقبال التعزيزات القادمة من حجة وعمران)، مؤكدة أن معارك عنيفة جرت في محيط مستشفى الثورة وخلف الجامعة في محيط السجن المركزي.

واقتربت قوات المقاومة المشتركة من ميناء الحديدة الاستراتيجي، بعد فتح جبهة من جهة شارع الميناء والطريق البحري الذي يقود مباشرة إلى البوابة الشرقية للميناء، فيما تواصل تقدمها في بقية أحياء الحديدة لتطهيرها من الميليشيات.

وتمكنت قوات المقاومة المشتركة من السيطرة الكاملة على شارع التسعين، وواصلت تقدمها إلى أطراف نقطة الشام الاستراتيجية، والتي بالسيطرة عليها تكون القوات قد استكملت حصار الميليشيات من كل الاتجاهات.

واقتحمت وحدة خاصة تابعة للقوات المشتركة «عمارة عبدالنبي» شمال المدينة، وهي تعد المبنى الأعلى في الحديدة، وقتلت خلال الهجوم الخاطف معظم عناصر الميليشيات، وأسرت من تبقى منهم.

وقصفت طائرات التحالف العربي تجمعات للميليشيات في مناطق متفرقة داخل الحديدة، وأفشلت محاولات الميليشيات تعزيز عناصرها في المحور الشمالي الشرقي للمدينة، وشنّت مقاتلات الأباتشي سلسلة من الغارات المركزة على مديرية الحوك، استهدفت مواقع للميليشيات، وأوقعت خسائر في صفوف عناصرها.

وذكرت مصادر محلية أن العشرات من مسلحي الميليشيات باتوا محاصرين تماماً في منطقة الربصة، بعد تمكن قوات المقاومة المشتركة من التقدم حتى مدرسة النجاح غرباً.

وشهدت المعارك خلال اليومين الماضيين تطورات سريعة، أدت إلى سيطرة القوات المشتركة على نصف المدينة التي خرجت من تحت سيطرة الميليشيات، وفقاً لمصادر ميدانية.

وخلال الساعات القليلة الماضية، تمكنت قوات المقاومة المشتركة من كسر خطوط دفاع الميليشيات في جامعة الحديدة وهيئة تطوير تهامة، ونسفت ثلاثة مدافع ومخزن سلاح خلف هيئة التطوير، وتدفق المئات من جنود القوات المشتركة وطوقوا مجاميع للميليشيات في كلية الطب.

وقال مصدر في المقاومة اليمنية المشتركة، إن قوات المقاومة دفعت بتعزيزات عسكرية كبيرة، مدعومة بأسلحة نوعية، إضافة إلى آلاف المقاتلين المدربين، استكمالاً لتحرير كامل المدينة، وتطهيرها من براثن الميليشيات الإجرامية، ضمن تكتيك عسكري مدروس، يراعي الحفاظ على أرواح المدنيين الأبرياء، الذين تتخذهم الميليشيات دروعاً بشرية لحماية عناصرها المهزومة في جبهة الحديدة.

وأضاف المصدر أن الدفع بآلاف المقاتلين المدربين الذين يتمتعون بقدرات قتالية عالية، يأتي في إطار العملية العسكرية لتحرير كامل مدينة الحديدة وتأمين المناطق الجديدة التي تمت السيطرة عليها من قبضة مسلحي الحوثي على امتداد الساحل الغربي وداخل المدينة، والتصدي لمحاولات التسلل اليائسة للميليشيات التي تحاول رفع الروح المعنوية لمن تبقى من عناصرها، بعد دحر أعداد كبيرة منهم وفرار المتبقين من الجبهات أمام نيران قوات المقاومة.

وتابع المصدر أن ميليشيات الحوثي تواجه نقصاً حاداً في عناصرها، جراء مصرع عدد كبير منهم، ما أربك صفوفهم، وشتت قدراتهم العسكرية داخل الحديدة، وأفقدهم القدرة على الصمود ميدانياً، مشيراً إلى أن تحركات عناصر الميليشيات مرصودة بشكل دقيق يسمح لقوات المقاومة بالقضاء عليها، ولكن الحفاظ على أرواح المدنيين والبنى التحتية يتصدر أولويات العمليات العسكرية في الحديدة.

وأشار المصدر إلى أن عناصر الحوثيين دمروا منازل المواطنين والمقار الحكومية والعامة، واتخذتها ثكنات عسكرية، مخالفة بذلك كل الأعراف والقوانين الدولية التي تجرّم استهداف المدنيين والمنشآت المدنية في أوقات الحروب.

ولفت المصدر إلى أن أعداد القتلى في صفوف الميليشيات الإجرامية تؤكد انهيار قدراتهم الدفاعية، حتى أصبحت قيادات الحوثيين على يقين باقتراب نهاية انقلابهم الغاشم على الشرعية في اليمن، إثر التقدم النوعي لقوات المقاومة اليمنية المشتركة داخل مدينة الحديدة، وحصار مسلحي الميليشيات في جبهات القتال.

وأوضح المصدر أن الميليشيات تواصل زرع الألغام والعبوات الناسفة في الطرقات العامة والمنازل والمؤسسات الحكومية التي تستهدف بها قتل المدنيين، وتدمير مقدرات الشعب اليمني الرافض لممارساتهم الإرهابية، مشيراً إلى أن قوات المقاومة اليمنية تمكنت من تفكيك شبكات ألغام مموهة (إيرانية الصنع)، مع استمرار تمشيط المواقع التي تمت السيطرة عليها داخل مدينة الحديدة.

وتمكنت قوات الجيش اليمني في الضالع، من السيطرة على مناطق جديدة في الجهة الغربية لمدينة دمت، وتقدمت في المناطق الواقعة خلف حصن الحقب الاستراتيجي، بعد السيطرة عليه، في عملية نوعية لوحدات من الجيش نفذها من الجهتين الشرقية والغربية لمدينة دمت، وأسفرت عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الميليشيات، وتدمير تعزيزات عسكرية لهم، وأجبرت ما تبقى منهم على الفرار.

ودهمت قوات من الشرطة العسكرية أماكن متعددة في بيت اليزيدي، وتمكنت من إلقاء القبض على قيادي حوثي وأسلحة خفيفة ومتوسطة إلى جواره، وكانت المعارك الأخيرة في دمت خلفت 30 قتيلاً في صفوف الميليشيات، وجرح آخرين. وفي الجوف، شنت قوات الجيش هجوماً واسعاً، فجر أمس، على مواقع الميليشيات في جبهة «الظهرة – القعيف»، التابعة لمديرية برط العنان، وتمكنت من السيطرة على المنطقة بالكامل.

وقال أركان حرب لواء «الحسم»، العقيد حزم خرصان، إن قوات المحور الشمالي شنت هجوماً واسعاً على مواقع الحوثيين في جبال «حمراء الصيد» و«حمراء الذئاب» التي تطل على وادي القعيف، بمشاركة فاعلة من قوات التحالف العربي، وتلقت الميليشيات ضربات موجعة خلال المعارك.

- مصدر في المقاومة: «الحفاظ على أرواح المدنيين يتصدر أولويات معركة الحديدة».

- «الشرعية» تسيطر على مواقع الميليشيات في جبهة «الظهرة – القعيف».

تويتر