الجيش يتقدم في 3 محافظات.. وتدمير مخزن صواريخ بصنعاء

المقاومة المشتركة تتوغل فـي أحياء مدينة الحديدة.. والميليشيات تفخؤ الميناء

قوات المقاومة المشتركة تحتشد على طريق سريع في طريقها إلى قلب مدينة الحديدة. أ.ف.ب

بدأت قوات المقاومة اليمنية المشتركة توغلها في أحياء مدينة الحديدة من جهات عدة، بمشاركة وحدات عسكرية متخصصة بالاقتحامات وحرب الشوارع ووحدات مكافحة القناصة التي تم الدفع بها إلى جبهات المدينة أخيراً، فيما واصلت قوات الجيش تقدمها في جبهات الضالع وحجة والبيضاء، وسط حالة من الانهيار والانكسار في صفوف ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران، التي تكبدت خسائر كبيرة في العتاد والأرواح، فيما تم أسر العشرات من عناصرها بينهم قيادات بارزة، فيما تم تدمير مخزن صواريخ وطائرات مسيرة في جنوب العاصمة صنعاء.

وفي التفاصيل، توغلت قوات المقاومة اليمنية المشتركة مسنودة بمقاتلات التحالف في أحياء عدة بمدينة الحديدة على الساحل الغربي لليمن، وتمكنت من التوغل في شارع صنعاء، أحد أهم شوارع المدينة الذي يقسمها إلى نصفين شمالي وجنوبي، ويمتد من الشرق إلى الغرب، كما تمكنت من الوصول إلى المنفذ الشمالي، آخر منافذ المدينة الذي يربطها بمحافظة حجة من جهة شارع حرض - جيزان.

وأشار القيادي الميداني في المقاومة التهامية، أيمن جرمش، في تصريح لـ«الإمارات اليوم»، إلى أن القوات المشتركة تواصل تقدمها باتجاه وسط مدينة الحديدة ومينائها الاستراتيجي من محاور عدة، وأن عمليات التمشيط والتطهير تجري في المناطق المحررة بهدف تأمينها قبل الانتقال إلى مناطق جديدة، مؤكداً دخول قوات وتعزيزات جديدة من قوات النخبة التهامية في المعركة بعد تلقيها تدريبات نوعية على يد قوات التحالف العربي.

وأضاف: «الآن باتت الميليشيات محاصرة في مناطق عدة بمدينة الحديدة إلى جانب الخبراء الإيرانيين ومن حزب الله الذين يساندونهم في ظل انتشار قوات المقاومة على خطوط ومنافذ المدينة بالكامل، بما فيها المنفذ الشمالي، حيث تراقبه مقاتلات التحالف على مدار الساعة لمنع دخول أو خروج أي آليات عسكرية، وتسمح بمرور المدنيين وعناصر الميليشيات من دون أسلحتهم»، مؤكداً أن خبراء من إيران وحزب الله متخصصين في عمليات التفخيخ وزرع الألغام موجودون في ميناء الحديدة بالتحديد، وآخرين في عدد من الفنادق وسط المدينة.

وأشار القيادي في المقاومة التهامية إلى أنه تم تفخيخ الرصيف رقم 8 من ميناء الحديدة من قبل الخبراء الإيرانيين إلى جانب عدد من الرافعات ومنشآت النفط الموجودة في الميناء المليئة بالنفط، الذي يكفي ست محافظات خاضعة لسيطرة الميليشيات، حيث تم حجزه من قبل عناصرهم لاستخدامه في معاركهم، كما تم تفخيخ عدد من المناطق الاستراتيجية في الساحل والطرق المؤدية إلى الميناء باعتباره الهدف الحيوي الذي في حال خسروه سيتم تفجيره.

وكانت مصادر ميدانية أكدت استمرار توغل القوات المشتركة باتجاه وسط المدينة من الجهة الجنوبية الغربية من حي الربصة نحو بداية شارع الكورنيش، كما توغلت غرباً عبر منطقة كيلو 8 الذي تمت السيطرة عليه، وفي المدخل الشرقي من جهة قوس النصر ودوار يمن موبايل مروراً بشارع صنعاء، وأكملت السيطرة على أربعة تقاطعات رئيسة بما فيها دوار المطاحن، وتتجه نحو حديقة الشعب وسط المدينة بعد إحكام سيطرتها على سوق الحلقة للخضار ومحيط مطعم شواطئ الخليج.

ومن المدخل الشمالي الشرقي واصلت توغلها من جهة مدينة الصالح وكلية الهندسة وحي 7 يوليو، وبدأت بتطهير المباني والأحياء المجاورة والتوغل في الأزقة والأحياء بعد القضاء على عدد من القناصة التابعين للميليشيات.

كما شهدت أحياء سوق الجنبية وشارع الأربعين وجولة الساعة والرصاص، مواجهات بين أبطال المقاومة والميليشيات، وكلها أحياء وسط مدينة الحديدة.

وأكدت المصادر أن عملية التوغل تأتي بمساندة كبيرة من مقاتلات التحالف وطيران الأباتشي، وبمشاركة وحدات متخصصة بعمليات الاقتحام ومكافحة القناصة التابعة لـ«اللواء الثاني حراس الجمهورية»، الذي تم الدفع به إلى جبهات الحديدة خلال اليومين الماضيين للقيام بمهام عمليات الاقتحام إلى جانب ألوية العمالقة اليمنية وألوية المقاومة التهامية المشاركة في معركة تحرير الحديدة ومينائها الاستراتيجي.

وأوضحت المصادر أن قوات الجيش تمكنت أيضاً من الوصول إلى البوابة الشرقية لمطار الحديدة بعد تدميرها شبكة الأنفاق التي بنتها الميليشيات في المطار ومحيطه خلال الفترة الماضية، ما مكنها من الوصول إلى محيط معسكر الدفاع الساحلي ومدرسة القتال، والتي تشهد اشتباكات بين القوات المشتركة والميليشيات بهدف تحريرهما، لتأمين الخطوط الشرقية للقوات من أي هجمات بالمدفعية والهاون من قبل الميليشيات المتمركزة في تلك المواقع.

وكانت قوات المقاومة المشتركة تمكنت من تأمين منطقة كيلو 7 شرق الحديدة بعد محاصرة عناصر الميليشيات في المنطقة، ما أدى إلى أسر 80 عنصراً منهم، بينهم القيادي الحوثي أبوحسين الحاكم، أركان حرب اللواء 25 ميكا وشقيق القيادي الحوثي أبوعلي الحاكم، فضلاً عن عدد من القناصة، فيما لقي القيادي الحوثي عبدالغني يحيى مرغم مصرعه، وهو أحد مرافقي أبوعلي الحاكم، كما لقي ثلاثة قيادات حوثية مصرعهم، هم: محمد عبدالوهاب الدرواني، وعبدالناصر عباس الرميمة، ووليد حسن علي حسن الوظاف، بالإضافة إلى مصرع 58 من عناصرهم.

من جانبها، شنت مقاتلات التحالف 33 غارة مركزة على مواقع الميليشيات في محيط مدينة الحديدة الشرقي والشمالي، واستهدفت تعزيزات لهم على الطرق التي تربط الحديدة بمحافظات ذمار وحجة والمحويت وعلى مرفق العدين في إب المتصل بمديرية حيس بالحديدة.

من جهة أخرى، استشهاد خمسة مدنيين بينهم نساء وأطفال في انفجار لغم أرضي من مخلفات الميليشيات في جنوب غرب مديرية التحيتا، أثناء زيارتهم أحد أقاربهم بالمنطقة.

وفي تعز، واصلت قوات الجيش في جبهات حيفان جنوب المحافظة تقدمها نحو مناطق جديدة تمكنت خلالها من السيطرة على جبل الطيار المطل على خط الصافح الذي يعد خط إمداد الميليشيات الحوثية إلى عزلة الأحكوم، كما حررت موقع «سعيد طه» في المديرية ذاتها، في حين وصلت تعزيزات عسكرية من كتائب أبوالعباس إلى المناطق لتعزيز الجبهات ومواصلة التقدم نحو معقل الميليشيات في دمنة خدير.

وفي البيضاء، واصلت قوات الجيش تقدمها في جبهة قانية - الوهبية ووصلت إلى محيط تبة الشهيد، كما شهدت جبهة قيفة برداع مواجهات بين مقاومة المنطقة والميليشيات، حيث تمكنت خلالها المقاومة من تحرير مناطقة حمة عواجة وتقدمت نحو حمة لقاح، آخر معاقل الميليشيات في المنطقة.

وفي حجة، تمكنت قوات الجيش من اقتحام المناطق الجنوبية لمدينة حرض من ثلاث جهات رئيسة، وفقاً لمصادر ميدانية، وفرضت حصاراً مطبقاً على الأحياء المتبقية من المدينة بعد السيطرة على الطريق الرابط بين حرض ومثلث عاهم وتحرير 10 قرى في محيط المدينة، وصولاً إلى مثلث عاهم، الذي بات تحت سيطرة قوات الجيش، وخلفت المعارك الأخيرة قتلى وجرحى في صفوف الميليشيات، بينهم القيادي الحوثي محمد عبدالله حميد السقال الذي لقي مصرعه على يد الجيش في حرض، كما لقي 10 من عناصر الميليشيات مصرعهم بغارتين لمقاتلات التحالف استهدفتهم في منطقة المورم بمدينة حرض.

إلى ذلك، واصلت قوات الجيش تقدمها نحو مديرية مستبأ عبر ثلاثة محاور عسكرية، وفقاً لمصادر بالمنطقة العسكرية الخامسة، مؤكدة أن جنوب مدينة حرض بات بيد قوات الجيش، لافتة إلى أنهم تلقوا اتصالات من قيادات ومشايخ في مستبأ وعدد من مناطق حجة يريدون الخروج والانشقاق عن الميليشيات والانضمام إلى قوات الشرعية والتحالف.

وفي الضالع، واصلت قوات الجيش عمليات تحرير مدينة دمت وتمكنت من السيطرة على 50% من المدينة، مع استمرار التقدم نحو وسط المدينة وفقاً لمصادر محلية، أكدت مصرع قائد الميليشيات في دمت المدعو سمير الزبيد، من أبناء إب، مع عدد من عناصره. وفي صنعاء، استهدفت مقاتلات التحالف مخزن أسلحة يضم صواريخ وطائرات مسيرة ومنصات إطلاق صواريخ تابعة للميليشيات في معسكر عمد بمنطقة جربان بمديرية سنحان جنوب العاصمة، ما أدى إلى انفجارات كبيرة في المعسكر عقب الغارات.

تويتر