خسائر كبيرة للحوثيين في صنعاء وحجة والبيضاء والجوف

تظاهرات شعبية وإطلاق نار ضد الحوثيين في الحديدة.. والجيش يحرّر مناطــق بصعدة

القوات اليمنية تواصل انتصاراتها على الميليشيات الحوثية. أرشيفية

تظاهر عشرات اليمنيين، أمس، رفضاً لوجود ميليشيات الحوثي التابعة لإيران في مناطقهم، وأطلق عدد من الشبان الرصاص الحي على عناصر الحوثي في ما وصفته مصادر بأنه «انتفاضة شعبية مسلحة ضد المتمردين»، وواصلت قوات المقاومة المشتركة تقدمها إلى أحياء وسط مدينة الحديدة ومينائها الاستراتيجي، كما تواصلت عمليات الحسم العسكري في جبهات عدة، وسيطرت قوات الجيش الوطني على ما يقارب 20 قرية، وعلى عدد من المرتفعات والسهول في مناطق مديرية الملاحيط بصعدة.

الحديدة تتحرّر

وتفصيلاً، ذكرت مصادر محلية وشهود عيان في مدينة الحديدة على الساحل الغربي لليمن، أن العشرات من أبناء سكان المدينة خرجوا للتظاهر، أمس، رفضاً لوجود ميليشيات الحوثي في مناطقهم، وأطلق عدد من الشبان الرصاص الحي على عناصر الحوثي، ما خلف ثلاثة قتلى وعدداً من الجرحى.

وأشارت المصادر إلى أن انتفاضة شعبية مسلحة شهدتها شوارع الحديدة، وتحديداً بالقرب من جامع الرضا في الحي التجاري ضد عناصر الميليشيات التي عززت من وجودها في تلك المناطق، تخوفاً من توسع الانتفاضة التي تقول المصادر إنها تزداد كل ساعة مع اقتراب قوات المقاومة المشتركة من وسط المدينة.

وتمكنت قوات المقاومة المشتركة بإسناد من مقاتلات التحالف العربي من السيطرة على مثلث الكيلو 16 الاستراتيجي شرق مدينة الحديدة، بعد اشتباكات ومعارك عنيفة خاضتها ضد الميليشيات.

واستكملت قوات المقاومة المشتركة تحرير معسكر الدفاع الجوي شرق مدينة الحديدة بالساحل الغربي، كما استكملت تحرير جامعة الحديدة، وبدأت باقتحام أحياء المدينة بمساندة مقاتلات التحالف التي قصفت مخابئ الميليشيات في أحياء المدينة وكبدتها خسائر كبيرة.

وتمكنت قوات المقاومة من التقدم إلى مشارف أحياء وسط مدينة الحديدة، بعد بسط سيطرتها على أحياء عدة في شرق المدينة وجنوبها وغربها، واقتربت كثيراً من الميناء، وواصلت تقدمها عبر عدد من الجبهات انطلاقاً من الجهة الجنوبية، وسط حالة من الانهيار وفرار عناصر ميليشيات الحوثي الإيرانية باتجاه المناطق الشمالية، مخلفين جثث قتلاهم مرمية في المناطق المحررة.

وذكرت مصادر ميدانية في قوات المقاومة الوطنية المشاركة في العمليات، أن القوات تمكنت من تحرير أجزاء من شارع صنعاء، الذي يعد أهم شوارع المدينة وأكبرها، وصولاً إلى منزل نائب الرئيس اليمني الفريق علي محسن صالح الأحمر، وسيطرت على كلية الطب، كما وصلت طلائع الجيش إلى محيط مستشفى الثورة.

وأشارت إلى أن قوات المقاومة دخلت في مرحلة حرب الشوارع مع الميليشيات، مستخدمة استراتيجية الاقتحامات حفاظاً على أرواح المدنيين الذين تتخذهم الميليشيات دروعاً بشرية.

وأكدت المصادر أن القوات تقدمت عبر محور الدريهمي جنوباً ومنطقة الكيلو10 والكيلو7 شرقاً، وشارع الكورنيش والربصة غرباً، تحت غطاء جوي وفرته مقاتلات التحالف وطائرات الأباتشي التي شنت غارات مركزة على مناطق تمركز الميليشيات.

وأكدت المصادر أن مداخل المدينة من الجهات الثلاث باتت تحت السيطرة الكاملة لقوات المقاومة، خصوصاً منطقة قوس النصر في الكيلو16، التي كانت تأتي منها تعزيزات الميليشيات.

وتمكنت مقاتلات التحالف من تدمير رتل عسكري كانت الميليشيات أخفته في إحدى المزارع شرق الحديدة، فيما بلغ عدد قتلى الميليشيات خلال اليومين الماضيين 223 قتيلاً، وعشرات الجرحى والأسرى، وفقاً لإحصاءات ميدانية.

وأوضحت المصادر أن عدداً من عناصر الميليشيات وقناصتهم قتلوا، فيما أصيب العشرات، كما سلمت أعداد أخرى من عناصرهم أنفسهم طواعية لقوات المقاومة، خصوصاً في جبهات الشرق، حيث يخوض «اللواء الثالث عمالقة» معارك توفر الحماية للجبهات الأخرى المتقدمة نحو وسط المدينة من الجنوب والغرب، والتي فرضت سيطرتها الكاملة على المناطق الواقعة بين الكيلو10 والكيلو7، إلى جانب دوار المطار ومثلث الكيلو16 وقرية دير حسن، وكلها مناطق واقعة على الجبهة الشرقية والشمالية الشرقية للمدينة.

وأشارت إلى أن القوات المتقدمة من الجهة الشمالية الغربية اقتربت من الالتحام مع الجبهة الشرقية بالقرب من سوق الخضار الرئيس الذي بات تحت السيطرة النارية للمقاومة، كما تقدمت إلى ما بعد البوابة الغربية لجامعة الحديدة ومنزل الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح في المنطقة.

وأكدت المصادر أن أكثر من 30 ألف مقاتل يشاركون في العملية، إلى جانب المساندة الجوية لمقاتلات التحالف وطيران الأباتشي والبوارج الحربية، وتم تعزيز القوات المشتركة بوحدات الاقتحامات والمدفعية ومكافحة القناصة، مزودة بأسلحة متطورة ومدربة تدريباً عالياً على وضع وطبيعة المعركة في الحديدة.

وأوضحت أن قوات المقاومة أطلقت تحذيرات لسكان أحياء المدينة في مناطق التماس بالابتعاد عن مناطق الاشتباكات، وعدم السماح لعناصر الحوثيين باعتلاء أسطح المباني، كما دعت سائقي المركبات والدراجات النارية إلى عدم استخدام الشوارع المؤدية لمناطق المواجهات، خصوصاً شارع الخمسين وقرب الجامعة ومستشفى الثورة وشارع الكورنيش، باعتبارها مناطق عسكرية حفاظاً على أرواحهم.

وأعلن المستشفى العسكري في الحديدة استقباله، مساء أول من أمس، 40 جثة لعناصر الميليشيات، ممن سقطوا في المعارك مع المقاومة، إلى جانب عشرات الجرحى، وأطلق نداء استغاثة للتبرع بالدم لكثرة المصابين.

وأصدرت قوات المقاومة الوطنية بقيادة العميد طارق صالح، بياناً فجر أمس، أكدت فيه أن «عمليات تحرير مدينة وميناء الحديدة تصب في إطار تخليص البلاد من عبث وإجرام عصابة الحوثي التي عاثت في الأرض فساداً، ودعت فيه من سمّتهم المغرر بهم والذين أجبرتهم الميليشيات الإيرانية على القتال في صفوفها، أن يسلموا أنفسهم وأسلحتهم لأقرب وحدة قتال تابعة للمقاومة داخل مدينة الحديدة ولهم الأمان».

وأكد البيان أن «قوات المقاومة الوطنية استقبلت مجاميع من عناصر الميليشيات سلمت أنفسها طواعية مع انطلاق العملية، وتم استقبالها بترحاب كبير ومعاملتهم كأخوة»، مشيرة إلى أن «كل من يعود إلى رشده ويتخلى عن هذه العصابة الإجرامية سيلقى الترحاب نفسه».

مواجهات في حجة

وفي حجة القريبة من الحديدة، أطلقت قوات الجيش عملية عسكرية باتجاه منطقة بني حسن في مديرية عبس، وأعلنتها منطقة عسكرية يحظر الاقتراب منها من قبل المدنيين.

واندلعت مواجهات عنيفة بين قوات الجيش والميليشيات في شرق مدينة حرض، تركزت في وادي بن عبدالله شرقاً، بعد ساعات من استهداف مقاتلات التحالف تعزيزات عسكرية للميليشيات في مديريتي مستبأ وعبس كانت في طريقها إلى جبهات الحديدة، ما أدى إلى تدمير دبابتين وأربعة أطقم، ومصرع وإصابة العشرات من عناصر الحوثيين.

«قطع رأس الأفعى» في صعدة

وفي صعدة، نقل موقع الجيش اليمني عن قائد لواء العروبة العميد عبدالكريم السدعي، قوله، إن قوات الجيش حققت تقدماً ميدانياً، وسيطرت على ما يقارب 20 قرية، وعدد من المرتفعات والسهول في مناطق مديرية الملاحيط

وقدر السدعي المسافة التي تقدمت فيها قوات الجيش خلال اليومين الماضيين بأكثر من 40 كيلومتراً، لافتاً إلى أن قوات الجيش تخوض معارك ضارية مع الميليشيات وسط استمرار التقدم الميداني لها، واقتربت من معقل زعيم الميليشيات عبدالملك الحوثي في مران.

وواصلت قوات الجيش مسنودة بالتحالف العربي، تقدمها الميداني صوب مركز مديرية كتاف بمحافظة صعدة، في إطار عملية عسكرية واسعة انطلقت لاستكمال تحرير المديرية من ميليشيات الحوثي الانقلابية.

وقال قائد اللواء 84 مشاة العميد رداد الهاشمي، إن قوات الجيش الوطني شنت هجوماً واسع النطاق على مواقع وتحصينات ميليشيات الحوثي الانقلابية في مديرية كتاف، بإسناد مباشر من طيران التحالف العربي، تمكنت خلاله من تحرير مرتفعات وسلاسل جبلية باتجاه مركز المديرية.

أضاف أن المعارك أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى من عناصر ميليشيات الحوثي الانقلابية، إلى جانب تدمير عدد من العربات والآليات القتالية.

وأكدت مصادر عسكرية لـ«الإمارات اليوم» أن المعارك في صعدة تتجه نحو الحسم العسكري والدخول إلى مسقط رأس عبدالملك الحوثي في مران بمديرية حيدان، وأن الأيام القليلة المقبلة ستشهد الكثير من المفاجآت العسكرية في جبهات صعدة التي ستتم السيطرة على مساحات واسعة فيها، لافتة إلى أن المعارك ستشهد تصعيداً عسكرياً غير مسبوق، حتى يتم حسم معركة القضاء على زعيم الميليشيات التي يطلق عليها «قطع رأس الأفعى»، تزامناً مع حسم معركة الساحل الغربي وتحرير الحديدة.

وأكدت المصادر أنه تم فتح محور قتالي جديد في المحافظة من جهة منطقة الربوعة لاستكمال تطويق صعدة من جميع الجهات، ومنع عناصر وزعيم الميليشيات عبدالملك الحوثي من الفرار خارجها.

مواجهات في البيضاء والجوف

وفي البيضاء وسط اليمن، استكملت قوات الجيش عمليات تطهير سلسلة جبال الدير في مديرية الملاجم والكهوف الموجودة فيها، وتم اكتشاف وثائق خلفتها عناصر الميليشيات تثبت تورط إيران في عمليات دعم الميليشيات بالأسلحة والأفكار والخطط، إلى جانب عدد من الملازم الطائفية. وفي الجوف، لقي ثمانية من عناصر الميليشيات مصرعهم، وجرح آخرون، أمس، بنيران قوات الجيش اليمني في مديرية المتون.

عمليات عسكرية في صنعاء

وفي صنعاء العاصمة تجددت المعارك في جبهات نهم شمال شرق العاصمة، بمساندة عدد من قبائل المنطقة، وفقاً لمصادر ميدانية، مؤكدة أن الجيش نفذ عمليات التفاف نوعية على مواقع الميليشيات، وتمكن من السيطرة على موقع جبل قرن نهم، وتقدم الجيش باتجاه الغرب منه وسط انهيار وتراجع عناصر الميليشيات التي تكبدت تسعة قتلى وعدد من الجرحى، فيما تم أسر أحد العناصر، واستشهد أحد رجال الجيش، وأصيب أربعة آخرون.

وأوضحت المصادر أن المعارك توسّعت في نهم ووصلت إلى جنوب شرق المديرية باتجاه مناطق بني فرج والمجاوحة، حيث استهدفت مدفعية الجيش تجمعاً للميليشيات بقرية بني فرج، كما استهدفت مدرعة خلف موقع السفينة الاستراتيجي، ما أدى إلى احتراقها.

وكشفت المصادر مصرع نحو 15 من عناصر الميليشيات بالغارات التي استهدفت مواقعهم في العاصمة، وتركزت على قاعدة الديلمي الجوية، والتي أدت إلى تدمير ثماني منصات إطلاق صواريخ ومخزن طائرات مسيرة، كما تم تدمير ورشة لتصنيع الصواريخ البالستية.

223

قتيلاً وعشرات

الجرحى والأسرى

من الميليشيات

خلال يومين.

- اكتشاف وثائق للميليشيات في البيضاء تثبت تورط إيران في دعم الحوثيين.

30

ألف مقاتل يشاركون

في «تحرير الحديدة»

بإسناد قوات التحالف.

تويتر