التحالف يدمّر مواقع إطلاق صواريخ باليستية في صنعاء

المقاومة المشتركة تتوغل نحو الحـديدة من المنفذ الغربي وتُحكم سيطرتها على كليـة الطب

مقاتلون من القوات الشرعية في جبهات باقم بمحافظة صعدة. الإمارات اليوم

تمكّنت قوات المقاومة اليمنية المشتركة، على رأسها ألوية العمالقة، من التوغل في الطريق البحري، المنفذ الغربي لمدينة وميناء الحديدة الاستراتيجي، وتقدمت لجامعة الحديدة وأحكمت سيطرتها على كلية الطب، فيما أكد التحالف العربي أن العملية النوعية التي تم تنفيذها، أمس، استهدفت مواقع تخزين ميليشيات الحوثي الانقلابية للصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار والأجزاء المساندة لهذه المنظومات.

وفي التفاصيل، قال مصدر عسكري إن القوات اليمنية المشتركة أحكمت سيطرتها على كلية الطب، ووصلت إلى الأسوار الغربية لجامعة الحديدة الواقعة على «خط الكورنيش» غرب المدينة، وسط معارك عنيفة مع ميليشيات الحوثي الإرهابية.

وذكر العميد صادق دويد، الناطق باسم المقاومة الوطنية التي يقودها نجل شقيق الرئيس الراحل، العميد طارق صالح، في بيان صحافي مقتضب، بدء عملية تحرير مدينة الحديدة من قبل المقاومة اليمنية المشتركة.

وأضاف قائلاً: «‏أسندت إلى ألوية المقاومة المشتركة عملية تحرير مدينة الحديدة».

وكان مصدر عسكري قد أوضح في وقت سابق أمس، أن معارك عنيفة تتواصل باتجاه منزل الرئيس الراحل، علي عبدالله صالح، أهم المواقع العسكرية للميليشيات بعد جامعة الحديدة مباشرة، ويطل على الخط البحري الرئيس.

ولفت إلى أن معارك مباشرة تشارك فيها مروحيات الأباتشي، تتواصل بعد منطقة «كيلو 10» وحتى بلدة «كيلو 16»، لجأت خلالها الميليشيات الى إحراق إطارات السيارات وحاويات الدخان بهدف حجب الرؤية، عقب أكثر من 23 غارة على ثكنات الحوثيين، أسفرت بحسب المصادر عن سقوط العشرات من الميليشيات بين قتلى وجرحى.

وأفاد سكان محليون يقطنون أحياء مديرية الحالي بالمدينة بأن ميليشيات الحوثي صعّدت من قصفها العشوائي بالقذائف من وسط أحياء المدينة.

وأشاروا إلى أن الميليشيات نشرت أعداداً من مدفعيتها الثقيلة في حي «7 يوليو»، ومحيط مستشفى «22 مايو»، وشرق حي «الربصة»، في محاولة منها لإعاقة تقدم قوات الشرعية شرق وجنوب غرب المدينة.

وكان طيران التحالف شن أكثر من 30 غارة جوية في محيط كيلو 16 وصولاً الى قوس النصر جنوب شرقي مدينة الحديدة.

وأسفرت الغارات، بحسب مصادر ميدانية، عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف المتمردين.

من جهة أخرى، قتل مدني وأصيب أربعة آخرون، بينهم طفلتان، على إثر سقوط قذائف أطلقها الحوثيون على أحياء سكنية، جنوب غربي مديرية التحيتا جنوبي محافظة الحديدة.

وقالت مصادر محلية وطبية، إن قذائف أطلقها الحوثيون على حي سكني، أدت إلى مقتل شخص وإصابة شقيقه، وإصابة طفلتين شقيقتين من أسرة أخرى.

وأكدت مصادر ميدانية تمكّن قوات المقاومة التي حشدت خلال الأيام الماضية ما يقارب 30 ألف جندي في تخوم الحديدة، من السيطرة على الأحياء المحيطة بجامعة الحديدة والطريق الساحلي المؤدي إلى البوابة الغربية لها، وسط حالة من الانهيار والتراجع في صفوف الميليشيات التي فر عناصرها باتجاهات مختلفة على وقع ضربات المقاومة والتحالف العربي.

وفي صنعاء، أعلنت قيادة القوات المشتركة لتحالف دعم الشرعية في اليمن، أمس، تدمير مواقع إطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار بقاعدة الديلمي الجوية في صنعاء.

وقال المتحدّث باسم قوات التحالف العربي، العقيد الركن تركي المالكي، إنه تم استهداف أهداف عسكرية مشروعة بالقاعدة الجوية في صنعاء.

وأوضح أن «العملية شملت تدمير مواقع إطلاق وتخزين الصواريخ الباليستية ومحطات التحكم الأرضية للطائرات بدون طيار، وورش التفخيخ والتجميع، والمواقع المساندة لها بقاعدة الديلمي الجوية بصنعاء».

وأوضح المالكي أن «عملية الاستهداف جاءت بعد عملية استخبارية دقيقة لمراقبة نشاطات ميليشيات الحوثي الإرهابية الموالية لإيران بهدف تدمير وتحييد مثل هذه القدرات، التي تهدّد الأمن الإقليمي والدولي».

وأكّد العقيد المالكي «استمرار عمل مطار صنعاء الدولي أمام حركة الملاحة الجوية للطائرات الأممية والإغاثية، بعد اتخاذ كل الإجراءات الوقائية بعملية الاستهداف».

وأضاف أن «عملية الاستهداف نُفذت بما يتوافق مع القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية، وكذلك قواعد الاشتباك لقيادة القوات المشتركة للتحالف».

يأتي ذلك بعد مقتل أربعة من مسؤولي إطلاق الصواريخ والتمويل لميليشيات الحوثي الإيرانية، في محافظة صعدة شمالي اليمن، بغارة نفذها تحالف دعم الشرعية، الخميس.

وكشفت مصادر عسكرية أن القتلى الأربعة هم ‏حسن عبدالله راصع وصالح شتوي وعلي حسن العجري ومسفر قرصان.

واستهدفت الغارة اجتماعاً للقياديين في مديرية ضحيان بمحافظة صعدة، التي تعد المعقل الرئيس للميليشيات المتمردة في اليمن.

ولاتزال مدينة صعدة، إلى جانب مناطق يمنية أخرى، منها صنعاء، تحت سيطرة الميليشيات المتمردة، التي انقلبت على الحكومة الشرعية في اليمن قبل أربعة أعوام.

وفي صعدة أيضاً، تتوسع قوات الجيش اليمني في حصارها لمعقل ميليشيات الحوثي الانقلابية في منطقة مران غربي محافظة صعدة، وسط معارك ضارية يحقق فيها الجيش تقدماً متسارعاً.

وأكد قائد اللواء الثالث عروبة، العميد عبدالكريم السدعي، أن ميليشيات الحوثي في مران أصبحت محاصرة تماماً، بعد توغل قوات الجيش في جميع المناطق والوديان من اتجاهات عدة.

وأوضح أنه لم يتبقَّ للميليشيات سوى خط إمداد واحد بعد سيطرة الجيش على أكثر من ستة خطوط استراتيجية كانت تتخذها الميليشيات خطوطاً رئيسة مهمة لتعزيز عناصرها في الجبهة.

ونفى العميد السدعي ما تردد من أخبار تفيد بأن يكون زعيم الميليشيات الحوثية تمكن من الفرار من منطقة مران، مؤكداً أنه لايزال محاصراً فيها.

كما أكد أن الميليشيات تدفع بالمئات من عناصرها لاسترجاع أي من المواقع التي حررها الجيش في المنطقة، إلا أن كل تلك المحاولات تبوء بالفشل، والتي كان آخرها قبل يومين، حيث تم القضاء على جميع عناصر الميليشيات في تلك المحاولة.

وأشاد قائد اللواء الثالث عروبة بدور أبناء وقبائل ومشايخ محافظة صعدة، لافتاً الى أن معنويات أبطال الجيش مرتفعة، وأنهم في أتم الجاهزية لتنفيذ توجيهات القيادة السياسية والعسكرية.

وفي الجوف، واصلت قوات الجيش تقدمها في مديريتي المتون وبرط العنان، بعد شنها عمليات مباغتة على مواقع الميليشيات في تلك الجبهات، خصوصاً جبهة المتون التي أدت المعارك الأخيرة بين القوات والميليشيات بالقرب من المجمع الحكومي للمديرية إلى مصرع خمسة من عناصر الحوثي وإصابة آخرين.

وفي مأرب، تمكنت قوات الأمن التابعة للشرعية من إحباط عملية تهريب تسعة ملايين ريال سعودي باتجاه مناطق الميليشيات في العاصمة، برفقة خلية تهريب تابعة لعناصر الحوثي تم اعتقالهم وتسليمهم للجهات المختصة للتحقيق معهم.

وفي البيضاء، استعادت قوات الجيش السيطرة على عدد من المواقع في المرتفعات الاستراتيجية بمديرية الملاجم شرقي البيضاء.

وقالت مصادر ميدانية إن مقاتلي الجيش حرروا جبال صوران وكبار ودير وشعب باحواص في منطقة فضحة بالملاجم. وأفادت المصادر بأن قوات الجيش شنت عملية هجوم واسعة على تلك المناطق التي تمت استعادتها والتي كانت الميليشيات الانقلابية تسيطر عليها. وأكدت المصادر أن قوات الجيش الوطني تواصل تقدمها باتجاه مفرق وعالة في منطقة فضحة. بموازاة ذلك، دكت مدفعية الجيش الوطني مواقع تمركز ميليشيات الحوثي الانقلابية في ظهر البياض ومفرق وعالة.

وبحسب المصادر فإن ميليشيات الحوثي تكبدت عشرات القتلى والجرحى في صفوف مقاتليها.

في غضون ذلك، استهدفت مقاتلات الجو التابعة للتحالف العربي بعدد من غاراتها تعزيزات للميليشيات كانت في طريقها لتعزيز صفوف مقاتليها.

وقالت المصادر ذاتها إن الغارات أسفرت عن تدمير تعزيزات الميليشيات بالكامل، بما فيها عربة بي إم بي، وعدد من الأطقم القتالية، إضافة إلى مصرع العناصر كافة.

تويتر