الجيش اليمني يتقدم في عقبة مران ويستعد لشن عملية «طوفان صعدة»

المقاومة المشتركة تحاصــر ميليـــشيـــات الحـــــوثــــي من 3 جهات في الحديدة

عناصر من المقاومة اليمنية في الطريق المؤدي إلى معسكر خالد بن الوليد شرق المخاء. أ.ف.ب

أكد الناطق الرسمي باسم ألوية العمالقة اليمنية أن قوات المقاومة المشتركة باتت على مشارف مدينة الحديدة، وتتقدم نحو وسط المدينة من ثلاثة محاور رئيسة، وأنها بدأت بمحاصرة عناصر ميليشيات الحوثي الإيرانية في الحديدة من ثلاث جهات، فيما واصلت قوات الجيش تقدمها نحو معقل عبدالملك الحوثي في مران صعدة، وسط استعدادات لشن عملية عسكرية واسعة في صعدة لاستكمال تحريرها تحت اسم «طوفان صعدة».

وتفصيلاً، قال الناطق الرسمي باسم ألوية العمالقة، مأمون المهجمي، في لـ«الإمارات اليوم»، إن قوات المقاومة المشتركة بدأت حصار مدينة الحديدة من ثلاث جهات، بعد تقدمها نحو المدينة من ثلاثة محاور رئيسة، من الجهات الشرقية والغربية والجنوبية، مشيراً إلى أنه بعد السيطرة على أجزاء كبيرة من كيلو16 شرق الحديدة، فقدت ميليشيات الحوثي الإيرانية، القدرة العسكرية، وشُلت حركتها بالكامل في جبهات الساحل الغربي.

وأضاف المهجمي: «قمنا في الأيام الأخيرة بإرسال دفعة جديدة من التعزيزات العسكرية الضخمة إلى مشارف المدينة في المحاور الشرقي والغربي والجنوبي، وقمنا بعمليات عسكرية متزامنة في المحاور الثلاثة، بهدف التقدم في المحيط الجغرافي لمركز الحديدة، وفرض حصار خانق على الميليشيات الإيرانية».

وأشار إلى أن تحرير ميناء الحديدة من شأنه أن يوجه ضربة موجعة للميليشيات، باعتباره منفذها البحري الأهم لاستلام الأسلحة الإيرانية، كما سيفتح تحرير الميناء خط المساعدات والإغاثة الإنسانية لليمنيين. والسيطرة على محافظة الحديدة ومينائها ستسهم في تحرير ما تبقى من المحافظات التي مازالت تحت سيطرتها، خصوصاً العاصمة صنعاء.

وأكد المهجمي استمرار قوات العمالقة والمقاومة المشتركة في إرسال تعزيزات عسكرية استعداداً لمعركة تحرير مدينة وميناء الحديدة، والتعزيزات شملت جبهات مختلفة كالدريهمي وكيلو 16 والتحيتا وحيس، كما تم الدفع بتعزيزات نحو جبهات محافظة تعز، باعتبارها العمق الاستراتيجي لجبهات الساحل الغربي في اليمن بشكل عام، مشيداً بمساندة مقاتلات وقوات التحالف العربي في العمليات الأخيرة بالقرب من مدينة الحديدة، لافتاً إلى الغارات الأخيرة التي شنتها مقاتلات التحالف، واستهدفت تعزيزات عسكرية للميليشيات في شارع الخمسين، ما أدى إلى مصرع عدد من عناصرها، بينهم قيادات ميدانية بارزة، كما أدت الغارات الأخيرة إلى تدمير مخزن أسلحة في محيط الحديدة.

وأوضح أن القوات المشتركة نجحت في السيطرة على دوار كيلو16 شرق المدينة، وهو مفترق طريق يصل بمحافظات شمال الشمال اليمني، صنعاء وحجة والمحويت، وهو المنفذ البري الأهم للميليشيات باتجاه العاصمة صنعاء، مشيراً إلى أن القوات لم تفرض سيطرتها الكاملة على منطقة كيلو16، لكنها تمكنت من فرض سيطرتها على أهم المفاصل والنقاط الأهم فيها، ومنها المفرق الرابط طريق صنعاء بالحديدة، وهو أهم المفاصل التي أفقدت الميليشيات إمداداتها القادمة من العاصمة صنعاء، كما أن الألغام والجيوب الصغيرة التي تنتشر في محيط كيلو16، والخوف من سقوط الكثير من القتلى والضحايا، خصوصاً في أوساط المدنيين، هي وراء عدم استمرار التقدم بشكلها السريع نحو استكمال تحرير الحديدة بشكل عام.

وأكد المهجمي على أهمية الحسم العسكري في جبهات الساحل، وتحرير ما تبقى من مديريات محافظة الحديدة، خصوصاً أن الميليشيات باتت معزولة عن صنعاء، وفقدت أهم طرق إمدادها، ولم تعد لها أي مقومات للبقاء أو تحقيق أي انتصار في الساحل، وباتت تتمترس خلف المدنيين والألغام التي زرعتها بكثافة في كل شبر من أراضي الحديدة، وشملت حتى المباني السكنية والأشجار والحيوانات، التي كان آخرها اكتشافنا ألغاماً على هيئة أشجار النخيل، ولهذا بات علينا العمل بحذر شديد للحفاظ على أرواح المدنيين وأرواح قواتنا. وكانت قوات المقاومة المشتركة وصلت إلى منطقة دوار الجمال وحي الربصة والمناطق المجاورة لمبنى هيئة تطوير تهامة، وواصلت تقدمها المدروس نحو وسط المدينة عبر عمق شارع صنعاء، بمساندة كبيرة من مقاتلات التحالف وطيران الأباتشي، حيث دخلت المعارك يومها الرابع في أحياء المدينة الجنوبية والجنوبية الشرقية وفي غربها، التي تم خلالها مصرع 72 حوثياً وإصابة آخرين، بينهم قناص لقي مصرعه في محيط بيت الفقيه الغربي. وفي صعدة، استمرت قوات الجيش اليمني بالتقدم نحو عقبة مران في مديرية حيدان من جهة الظاهر، وتمكنت من السيطرة على عدد من المرتفعات والوديان الصغيرة بالمنطقة، بعد معارك عنيفة خلّفت قتلى وجرحى وفقاً لمصادر ميدانية، مشيرة إلى أن الميليشيات تلقت ضربة كبيرة خلال تقدم الجيش في المنطقة، بعد مصرع أكثر من 15 من عناصرها، بينهم قيادات مقربة من عبدالملك الحوثي. في الأثناء، واصلت قوات الجيش استعداداتها لشن عملية عسكرية واسعة في صعدة، لاستكمال تحريرها تحت اسم «طوفان صعدة»، حيث تم الدفع بتعزيزات جديدة إلى جميع محاور القتال في صعدة، وعددها خمسة محاور، كما تم تخريج عدد من الدفع العسكرية من معسكر الاستقبال في المحافظة، معظمهم من أبناء صعدة، حيث ستكون لهم القدرة على الوصول إلى مناطق هم أعرف بأهميتها العسكرية والاستراتيجية.

وفي الجوف القريبة من صعدة، تمكنت قوات الجيش من صد هجوم للميليشيات على مواقعها في منطقة صفر الحنايا بمديرية المتون، وكبدتها خسائر كبيرة في العتاد والأرواح، كما تم وضع كمين مسلح لعناصرها في منطقة صبرين بمديرية خب والشعف، أدى إلى تدمير عربة عسكرية ومصرع وإصابة من كانوا على متنها. وفي العاصمة صنعاء، أفشلت قوات الجيش محاولة تسلل للميليشيات نحو مواقعها في منطقة القتب، بمساندة عناصر «الإخوان» المندسة في صفوف الجيش لإفشال العمليات العسكرية للجيش اليمني في جبهات معينة، ومنها جبهات العاصمة. في الأثناء، ارتفعت حصيلة قتلى الميليشيات ــ نتيجة استهداف معسكر تدريب لها من قبل مقاتلات التحالف في منطقة الشعاب في منطقة ضلاع همدان شمال العاصمة ــ إلى 13 قتيلاً و10 جرحى. من جهة أخرى، واصلت الميليشيات انتهاكاتها ضد أبناء العاصمة صنعاء، وقامت أخيراً باقتحام مراكز التجميل عبر ميليشياتها النسائية المعروفات بـ«الزينبيات»، وقامت باعتقال عدد من مرتادات المراكز، وتم نقلهن إلى معتقلات سرية أنشأتها داخل العاصمة.

وفي البيضاء، أقدمت الميليشيات على قتل اثنين من أبناء المحافظة، أحدهم نجل عضو المجلس المحلي في مديرية مكيراس محمد الحيدري المصقعي، بعد اقتحام منزله في منطقة كريش يدعى حيدر المصقعي، كما قامت بإعدام المواطن أحمد الجعيملاني في منطقة كريش بمديرية مكيراس بتهمة التعاون مع الشرعية.

وفي المحويت غرب صنعاء، اختطفت الميليشيات عدداً من طلاب المدارس للزج بهم في معسكرات تدريب خاصة، قبل الدفع بهم إلى محارق القتال، وفقاً لمصادر محلية، مشيرة إلى أنه تم اختطاف سبعة طلاب ثانوية أثناء رحلة مدرسية في منطقة الرجم، وقامت بنقلهم إلى صنعاء لتدريبهم قبل إرسالهم إلى جبهات القتال.

تويتر