انضمام عدد من قبائل محيط العاصمة إلى «الشرعية»

الجيش اليمني والمقاومة يستعدان لعمليات عسكرية في «الساحل» وصنعاء وإب

قوات من الجيش اليمني في إحدى المناطق بالمخاء. أ.ف.ب

تشهد جبهات الساحل الغربي لليمن وجبهات نهم في صنعاء والضالع وإب معارك ضارية، واستعدادات عسكرية ضخمة، تمهيداً لبدء عمليات تحرير جديدة في تلك المحافظات، وفيما أكدت مصادر عسكرية أن الاستعدادات في صنعاء تأتي بعد إعلان عدد من القبائل مساندتها للشرعية والتحالف العربي، تشهد جبهات شرق وجنوب مدينة الحديدة وصول مزيد من التعزيزات العسكرية، التي وصفت بالضاربة، وسط نداءات من قبل السلطة الملحية للسكان للبقاء في منازلهم، وعدم التحرك كثيراً في شوارع وأحياء المدينة خلال اليومين المقبلين، في إشارة إلى أن المدينة ستشهد عملية عسكرية مرتقبة ضد ميليشيات الحوثي الإيرانية، التي قالت مصادر إن أحد قياداتها البارزة أصيب خلال معارك التمشيط الأخيرة.

وتفصيلاً، شهدت جبهات شرق وجنوب مدينة الحديدة معارك ضارية بين قوات المقاومة اليمنية المشتركة وميليشيات الحوثي المدعومة من إيران، تركزت في محيط كيلو15 وغرب مدينة بيت الفقيه، والأطراف الجنوبية لمدينة الحديثة مباشرة، شارك فيها طيران الأباتشي التابع للتحالف العربي، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف الميليشيات، بينهم قيادي بارز أصيب بإصابات خطرة، وفقاً لمصادر ميدانية في قوات المقاومة الوطنية المشاركة في العمليات.

وأكدت مصادر ميدانية أن معارك عنيفة تدور بين المقاومة من ألوية العمالقة وكتائب من المقاومة الوطنية من جهة وعناصر الميليشيات الإيرانية من جهة أخرى بالقرب من جامعة الحديدة، وقرب مستشفى الثورة، وحي الربصة، وشارع جمال، والخمسين، و ٧ يوليو، والمحوات، وخط الساحل، والكورنيش، في حين قصفت مقاتلات التحالف ومروحيات الأباتشي مواقع الميليشيات في مناطق متفرقة في جنوب وشمال وشرق مدينة الحديدة.

من جانبه، دعا محافظ الحديدة، الحسن طاهر، سكان المدينة إلى البقاء في منازلهم، وعدم التحرك أو التنقل بشكل كبير في أحياء وشوارع المدينة، وبالقرب من ثكنات الميليشيات وآلياتهم العسكرية المنتشرة في أوساط المدنيين، مشيراً إلى أن العمليات العسكرية للمقاومة والتحالف مستمرة في الحديدة، حتى استكمال تحريرها بالكامل، وفقاً عمليات مشتركة وقيادة موحدة.

كما دعا طاهر أبناء المحافظة، ممن لايزالون يقاتلون في صفوف الميليشيات، إلى أن هذه فرصتهم الأخيرة ليعودوا إلى جادة الصواب، ويقفوا مع إخوانهم الذين يحاربون لأجل الحرية، مشيراً إلى أن هزيمة الحوثيين قادمة لا محالة، وباتت قاب قوسين أو أدنى. وأكد أن من يُرد مغادرة الحديدة مرحب به في المناطق المحررة، وسيتم استقباله وتوفير متطلباتهم كافة ومتطلبات أسرهم.

وكانت ألوية العمالقة أكدت، عبر مركزها الإعلامي، عثورها على صواريخ بحرية أخفتها الميليشيات بين الأشجار وتحت التراب في المزارع القريبة من كيلو 10 شرق مدينة الحديدة التابعة لمديرية الحالي، وأنها عثرت عليها أثناء عمليات التمشيط الأخيرة للمزارع القريبة من كيلو 10، وهي صواريخ بحرية روسية الصنع، نهبتها الميليشيات من معسكرات الجيش اليمني، مشيرة إلى أنها عثرت على كمية من الصواريخ البحرية أثناء عملية تحرير مزارع في الدريهمي قبل نحو أربعة أشهر.

وفي العاصمة اليمنية صنعاء، أكد الشيخ القبلي فلاح بين عبدالكريم الشليف، لـ«الإمارات اليوم»، انضمام عدد من شيوخ ووجهاء القبائل في صنعاء إلى صفوف الشرعية، ومساندة عمليات التحالف لتحرير البلاد من ميليشيات الحوثي الإيرانية، لافتاً إلى أن الإفصاح عن أسماء المشايخ والقبائل المنضمة إلى الشرعية حالياً غير مسموح به، حفاظاً على سرية التحركات التي تقوم بها قيادة الجيش والمنطقة العسكرية السابعة في إطار الترتيبات الجارية في محيط العاصمة لبدء مرحلة عسكرية جديدة.

وأوضح الشليف أن الجيش يقوم حالياً بعمليات ترتيب وتنسيق مع القبائل المنضمة إلى صفوف الشرعية، بهدف فتح جبهات جديدة، والسيطرة على الطرق والمنافذ التي تتحرك منها الميليشيات باتجاه نهم، مؤكداً أن الأيام المقبلة ستشهد عمليات عسكرية نوعية ومفاجئة في محيط العاصمة صنعاء، بمساندة قبلية واسعة، وسيتم حينها الإفصاح عن القبائل المساندة للشرعية، وحجم قوتها ومناطق وجودها.

وأشار إلى أن اللقاء الذي جمع قائد المنطقة العسكرية السابعة، اللواء الركن محسن الخبي، أول من أمس، مع ووجهاء وأعيان مديريات محافظة صنعاء، بحضور ممثل عن قوات التحالف العربي، يصب في هذا الإطار، الذي تمت فيه مناقشة جهود استكمال تحرير مديريات المحافظة وأمانة العاصمة، من قبضة الميليشيات الإيرانية، والذي تم فيه أيضاً الترحيب بأبناء القبائل المنضمة إلى صفوف الشرعية، لافتاً إلى أن قائد المنطقة، اللواء الخبي، خاطب أبناء القبائل المنضمة، قائلاً: «مجيئكم اليوم إلى ميادين الشرف والبطولة ومواقفكم المعهودة تزيدنا قوة وإصراراً على المضي قدماً في معركة استعادة الدولة، ونعاهدكم بأننا في القوات لمسلحة سنعادي كل من يعادي الجمهورية ونسالم من يسالمها».

وحيّا قائد المنطقة العسكرية السابعة الجهود الصادقة للأشقاء في التحالف العربي، بقيادة المملكة العربية السعودية، في تلبية نداء الأخوة، والذين قدّموا التضحيات تلو التضحيات منذ انطلاق «عاصفة الحزم» وحتى اللحظة، مؤكداً المصير المشترك في مواجهة الأطماع الإيرانية في المنطقة.

وفي صعدة، تمكنت قوات الجيش اليمني من إسقاط طائرة استطلاعية إيرانية، كانت تقوم بعملية تجسس على مواقع القوات في جبهات صعدة، وفقاً لمصادر عسكرية ميدانية، مشيرة إلى أنه تم إسقاط الطائرة في منطقة كتاف البقع.

وفي الضالع وسط اليمن، أكدت مصادر عسكرية في محور (مريس – دمت – جبن) وجود استعدادات عسكرية كبيرة في صفوف قوات الجيش اليمني لبدء مرحلة عسكرية جديدة باتجاه شرق محافظة إب، انطلاقاً من الضالع، وأن العمليات الميدانية تجري على قدم وساق، لتحرير بقية مديريات محافظة الضالع ومديريات شرق محافظة إب.

وبشأن انتهاكات الميليشيات، شهدت محافظة إب عمليات اقتحام لعدد 11 مركزاً للعلاج بالقرآن، واعتقال 11 قارئاً يعملون في تلك المهنة، والزج بهم في سجونهم بالمحافظة.

تويتر