الجيش اليمني مسنوداً بالتحالف يقترب من مقرّ قيادات ميليشيات الحوثي الإيرانية في مران صعدة

المقــاومـة اليمنيـة المشتــركـة تبدأ معركة تحرير مدينة وميناء الحديدة

قوات يمنية خلال دورية في إحدى مناطق الحديدة حيث يتصاعد الدخان نتيجة المعارك لتحرير المدينة. إي.بي.إيه

بدأت قوات المقاومة اليمنية المشتركة معركة تحرير مدينة وميناء الحديدة، عبر محاور عدة، بمساندة كبيرة من مقاتلات التحالف العربي، فيما اقتربت قوات الجيش اليمني مسنودة بالتحالف من السيطرة على مران، مسقط رأس زعيم ميليشيات الحوثي الانقلابية عبدالملك الحوثي، في مديرية حيدان بصعدة، مع استمرار المعارك في جبهات متفرقة.

وتفصيلاً، اقتربت معركة تحرير الساحل الغربي لليمن من فصولها الأخيرة، مع بدء قوات المقاومة المشتركة بمساندة كبيرة من مقاتلات وطيران الأباتشي، التابعة للتحالف العربي، معركة تحرير مدينة وميناء الحديدة الاستراتيجي، بعد تمكنها من قطع طرق الإمداد عن ميليشيات الحوثي الانقلابية القادمة من صنعاء وذمار والمحويت وحجة وإب، وحاصرتها داخل شوارع المدينة، مع إبقاء المنفذ الشمالي للحديدة مفتوحاً أمام العناصر الانقلابية للفرار منه.

وذكرت مصادر ميدانية أن ألوية العمالقة والمقاومة التهامية، ووحدات من القناصة وكتائب الاقتحام المدربة تدريباً عالياً على يد قوات التحالف العربي، تشارك في عملية تحرير مدينة وميناء الحديدة، إلى جانب مقاتلات التحالف وطيران الأباتشي التي شنت سلسلة من الغارات المكثفة على المدخلين الشرقي والجنوبي للمدينة، تمهيداً لتقدم القوات.

وأكدت المصادر أن القوات استكملت السيطرة على كيلو7 وكيلو8 وكيلو9 في منطقة كيلو16، وتوغلت في شارع صنعاء وشارع الخمسين، وسط حالة من الانهزام والانكسار وتدمير النسق العسكري للميليشيات في محيط مدينة الحديدة، وتجاوزت عدداً من الحواجز والسواتر الترابية التي أقامتها الميليشيات في عدد من الشوارع المؤدية إلى وسط المدينة.

وتوقعت مصادر عسكرية في الحديدة أن تشهد المعركة عمليات إنزال بحري وجوي في بعض المناطق الاستراتيجية في الحديدة من قبل قوات التحالف والجيش اليمني، في ظل الترتيبات الجارية بين دول القرن الإفريقي والتحالف بمشاركة مصر، لتأمين خطوط الملاحة الدولية في باب المندب من الجهتين الإفريقية واليمنية.

وأدت المعارك الأولية لتحرير مدينة وميناء الحديدة إلى مصرع 133 من عناصر الحوثيين، وإصابة أعداد كبيرة من عناصرهم إلى جانب أسر آخرين، أبدوا الندم على المشاركة في القتال في صفوف الحوثيين، فيما فرت عناصر ومجاميع كبيرة من المتمردين باتجاه المناطق الشمالية للمدينة، على وقع ضربات طيران الأباتشي التي لاحقتهم إلى مناطق متفرقة بمحيط مدينة الحديدة.

وكانت تعزيزات عسكرية غير مسبوقة تم الدفع بها من قبل التحالف والمقاومة اليمنية إلى محيط مدينة الحديدة، للمشاركة في العمليات العسكرية، بينها كتائب اقتحام متخصّصة مزودة بسلاح نوعي.

وأشارت المصادر إلى أن المعارك بين المقاومة والميليشيات تدور في أطراف شارع الخمسين وبداية الكورنيش ونهاية شارع صدام وسط المدينة، فيما أكد سكان محليون أن الاشتباكات تدور في جولة يمن موبايل مدخل شارع صنعاء، وأن النيران تتصاعد من الكلية البحرية التي استهدفتها مقاتلات وطيران الأباتشي التابعة للتحالف.

وأضاف السكان أن المدينة تعيش حالة حرب حقيقية، وأن شباب المدينة بدأوا بالتجمع لتشكيل مقاومة شعبية داخلية، لمساندة التحالف والمقاومة المشتركة في تحرير مدينتهم، وأن الميليشيات تعيش حالة من الرعب والهلع، من وقع الضربات وحجم العمليات العسكرية والقوات المشاركة فيها، ونوعية الأسلحة المستخدمة في المعارك، والتي تم توجيهها بدقة عالية ضد عناصرهم بعيداً عن المدنيين.

وأعلنت قوات المقاومة الوطنية بقيادة العميد طارق صالح، مشاركتها في العمليات الجارية في الحديدة، بفرق قناصة متخصصة إلى جانب فرق اقتحام وحرب شوارع، وأخرى لتأمين المناطق المحررة في المدينة، وأكدت أن قواتها تمكنت من إفشال محاولة تسلل للميليشيات في منطقة الجاح المجاورة للحسينية، انتهت بمصرع وجرح معظم المشاركين فيها، وفرار البقية بين المزارع.

وتمكنت قوات العمالقة من تدمير كتيبة حوثية من كتائب الحسين المدربة إيرانياً، وإبادتها بالكامل في المدخل الجنوبي لمدينة الحديدة، ودفعت بتعزيزات إلى منطقة كيلو16 لتأمين المنطقة من أي عمليات تسلل، أو وصول تعزيزات للميليشيات، وتمكنت من أسر القيادي الحوثي المدعو علي شرف الدين في كيلو16.

من جانبها، ارتبكت ميليشيات الحوثي الانقلابية جرائم إنسانية على وقع هزائمها في الحديدة، استهدفت المدنيين في قرية المنظر والتحيتا، ومنها قصف قرى في الجاح، أدت إلى تدمر منزل المواطن مصلح سعيد الأهدل، ما أدى إلى إصابته وأربعة من أطفاله.

كما قامت بالاستيلاء على المرافق الحكومية ومقار المنظمات الدولية العاملة في المدينة، وتحويلها إلى ثكنات عسكرية ومخابئ لعناصرها الانقلابية، وقامت بقتل موزع ثلج في شارع الأربعين بمدينة الحديدة، عقب مشادة كلامية في محاولة لحصول مسلحي الحوثي على الثلج بالقوة، كما قتلت أحد أبناء الحديدة بطريقة وحشية، لرفضه نقل مسلح حوثي على دراجته إلى إحدى النقاط العسكرية في المدينة.

وكانت أسرة كاملة قتلت إثر انفجار لغم زرعته ميليشيات الحوثي الإيرانية في مديرية الدريهمي، أثناء مرورهم بين منطقتي قضبة والجريبة شمال شرق مدينة الدريهمي.

وفي حجة، تمكنت مقاتلات التحالف من استهداف معسكر تدريب تابع للميليشيات في مديرية عبس، أدت إلى مصرع وإصابة عدد من منتسبي المعسكر السري، فيما واصلت وحدات الهندسة العسكرية التابعة للجيش والتحالف عمليات نزع الألغام في المناطق المحررة في مديرية حيران، وتزامن ذلك مع استمرار الاشتباكات قرب مثلث عاهم، وقرب الحدود الإدارية لمديرية عبس المجاورة، وفي خطوط المواجهة شرق مديرية حرض الحدودية.

وفي صعدة تمكنت قوات الجيش اليمني من التقدم في جبال مران، والوصول إلى مشارف ضريح الصريع «حسين الحوثي» بالجميمة، بعد مواجهات عنيفة مع الحوثيين، الذين يحاولون استحداث مقابر جديدة في المنطقة لاستيعاب قتلاهم. ويعتبر «جرف سلمان» مقر قيادة زعيم المتمردين الكائن بجبال مران الواقع بمديرية حيدان جنوب غرب محافظة صعدة، وسبق لمؤسس الميليشيات حسين الحوثي، أن اتخذه مقراً له قبل أن يقتل في 10 سبتمبر من عام 2004، على يد الجيش اليمني.

في الأثناء لقي المسؤول المالي لزعيم الميليشيات مصرعه مع عدد من مرافقيه في جبهة مران بمديرية حيدان بصعدة، التي تشهد تقدماً للجيش باتجاه منطقة مران وضريح الصريع الحوثي حسين بدر الدين الحوثي.

وأشارت مصادر ميدانية إلى أن القيادي الحوثي والمسؤول المالي لزعيم الميليشيات حسين جابر، لقي مصرعه في مران على يدي قوات الجيش اليمني، إلى جانب 40 من عناصرها الذين حاولوا سحب جثة جابر عقب مصرعه.

وشهدت جبهات القتال في باقم وكتاف البقع، اشتباكات متواصلة بين قوات الجيش والميليشيات، فيما شهدت المناطق الواقعة في غرب مديرية رازح تبادلاً للقصف العسكري بين الجانبين.

كما شهدت صعدة تشييع الميليشيات جثامين خمسة من قياداتهم، بينهم القيادي حسين علي هبرة، الذي قتل في قصف جوي بمنطقة مران، إضافة إلى تشييع جثامين العشرات من قتلى الميليشيات في بلدات عدة بالمحافظة.

تويتر