قبائل «النادرة» و«الشعر» في إب تعلن النفير في وجه الميليشيات

تقدم كبير للجيش والمقاومــــة في حجة وصعدة والساحل الغربي

تعزيزات لقوات المقاومة اليمنية المشتركة على مشارف الحديدة. إي.بي.إيه

اشتدت حدة المعارك بين الجيش اليمني والمقاومة المشتركة، مسنودَين بقوات التحالف العربي من جهة، وميليشيات الحوثي الإيرانية من جهة أخرى، في جبهات الساحل الغربي وحجة وصعدة والبيضاء وتعز، مع استمرار تقدم الجيش والمقاومة في أهم معاقل الميليشيات، والاقتراب من قطع رأس الأفعى في صعدة وحجة، فيما واصلت مقاتلات التحالف قصفها المركّز والنوعي على مواقع المتمردين في مناطق عدة. في وقت أعلنت قبائل «الشعر» و«النادرة» في إب، النفير في مواجهة الميليشيات على خلفية إهانة نساء واعتقال عناصر قبلية ونهب الحوثيين عقارات وممتلكات.

وأكدت مصادر عسكرية في قوات المقاومة اليمنية المشتركة، بالحديدة على الساحل الغربي لليمن، أنها تلقت تعزيزات عسكرية نوعية وصلت جبهات القتال على تخوم مدينة وميناء الحديدة، اللذين يشهدان معارك عنيفة بين المقاومة والميليشيات الانقلابية.

وأشارت إلى أن التعزيزات تأتي في إطار التحضيرات الجارية منذ أشهر، بهدف استكمال تحرير الساحل الغربي، وتحرير الحديدة ومينائها الذي تستخدمه ميليشيات الحوثي في عمليات حربية وعسكرية تهدد الملاحة الدولية في البحر الأحمر وباب المندب، وتتخذ منها مصدراً لتمويل جبهاتها.

وأكدت المصادر نفسها أن قوات المقاومة اليمنية تخوض معارك ضد الميليشيات في تخوم مدينة الحديدة مباشرة، من ثلاث جهات، الغربية والجنوبية والشمالية الشرقية، وأنها تواصل تقدمها في محيط منصة «22 مايو» و«دوار المطار»، وقرية المنظر التي حاولت ميليشيات الحوثي استعادتها قبل انطلاق مشاورات جنيف المرتقبة.

وأوضحت المصادر أن المعارك في تخوم الحديدة امتدت لتصل إلى مناطق جديدة في المناطق الجنوبية للمدينة ومحيط الدريهمي وبيت الفقيه، وفي محيط مطار الحديدة، فيما شنت مقاتلات التحالف سلسلة من الغارات النوعية استهدفت تعزيزات للحوثيين في «دوار المطار» بالكلية البحرية، أدت إلى مصرع 38 من عناصر الحوثي، بينهم قيادات بارزة، وإصابة أكثر من 20 آخرين، إلى جانب تدمير أربع آليات عسكرية تابعة للميليشيات.

من جانبها، نفذتها مقاتلات الأباتشي عمليات عسكرية ومطاردة ضد عناصر الميليشيات الانقلابية، وصلت إلى داخل مدينة الحديدة، ما مكّن قوات المقاومة من تحرير قرية الكوعي وأطراف المنتقم، وتمشيط عدد من المزارع بين الدريهمي ومدينة الحديدة.

وفي حجة، التي تعد أحد معاقل الميليشيات الانقلابية، تواصل قوات الجيش اليمني، مسنودة بالتحالف العربي، تقدمها وإسقاط مديرياتها المتاخمة للحدود السعودية وصعدة، ما دفع الميليشيات إلى إعلان الطوارئ والاستنفار في أوساط عناصرها، وحثهم للدفاع عنها وعن معقل زعيمهم، عبدالملك الحوثي، في مران صعدة.

وتمكنت قوات الجيش من تحرير مناطق جديدة في مديرية حرض الحدودية، بالتزامن مع استهداف طائرات التحالف لاجتماع قيادات الميليشيات في مديرية مستبأ المجاورة، وفقاً لمصادر ميدانية أشارت إلى أن قوات الجيش حررت مواقع شرق حرض باتجاه منطقة المزرق، منها منطقة الشليلة، جنوب شرق حرض، وسيطرت على نقطة عسكرية تابعة للحوثيين، وقطعت خطوط الإمداد القادمة للميليشيات من مديرية بكيل المير.

من جانبها، دفعت ميليشيات الحوثي الانقلابية بتعزيزات جديدة، بقيادة أبوالحسين المداني، المعين قائداً للمنطقة العسكرية الخامسة التابعة للميليشيات إلى مديرية عبس، خوفاً من سقوطها بيد الشرعية.

وأكدت مصادر محلية في عبس أن الميليشيات بدأت زرع مئات الألغام، وشرعت في بناء المتارس والمعسكرات وحفر الخنادق في محيط المديرية والجبال التابعة والطرق الرابطة بين عبس وحيران وميدي، لافتة إلى أن الميليشيات تمركزت في منطقة بني حسن التابعة لمديرية عبس، وهي أولى المناطق الرابطة بين عبس وحيران.

وكانت مقاتلات التحالف قصفت مواقع للميليشيات في مستبأ، فيما تمكنت قوات الجيش من إفشال عملية تهريب 275 كيلوغراماً من الحشيش المخدر في مديرية حيران المحررة، كانت في طريقها إلى الميليشيات بغرض الاستهلاك من قبل عناصرها، الذين تغرر بهم وتقوم بإعطائهم جرعات من المخدر لضمان بقائهم في جبهات القتال.

وأكدت مصادر عسكرية تابعة للشرعية أنهم يضبطون، بشكل يومي، منذ تحريرهم مديرية حيران، والمثلث الرابط بين المديرية وميدي، كميات كبيرة من المخدرات والحشيش القادم من إيران إلى عناصر الميليشيات التي تقوم بالمتاجرة بأجزاء منه، والبقية تقوم بإعطائه لعناصرها الذين باتوا متعاطين ومدمنين على المخدرات.

وفي صعدة، واصلت قوات الجيش اليمني، مسنودة بالتحالف، عملياتها العسكرية في جبهات كتاف ورازح والظاهر - مران، وتمكنت من أسر القيادي الحوثي المدعو محمد المؤيد، ومساعده المكنى بـ«أبوحسين» في منطقة مران، ويعد المؤيد من القادة العسكريين لميليشيات الحوثي، في ما يعرف بفرقة التدخل السريع والاقتحام، كما أنه أحد قتلة الرئيس اليمني السابق، علي عبدالله صالح، في انتفاضة صنعاء، مطلع ديسمبر 2018.

وفي صنعاء العاصمة قصفت مقاتلات التحالف العربي معسكراً تدريبياً للميليشيات في منطقة الحنشات بمديرية نهم، شمال شرق العاصمة، ما أدى إلى تدميره وإلحاق خسائر كبيرة في صفوف العناصر الموجودة فيه، كما قصفت مقاتلات التحالف بثلاث غارات مواقع للميليشيات في جبلَي عيبان وظفار بمديرية بني مطر جنوب غرب العاصمة.

وفي تعز، واصلت قوات المقاومة اليمنية المشتركة، ممثلة بألوية العمالقة، تقدمها في مديرية المعافر غرب تعز، ووصلت إلى سوق الكدحة بعد السيطرة على الطريق الرابط بين البرح والوازعية مرورا بالكدحة.

وفي جبهة الأعبوس جنوب تعز، واصلت قوات الجيش عملياتها العسكرية في محيط مركز مديرية حيفان بهدف تأمين المناطق والمواقع التي تم تحريرها قبل أيام، في ظل محاولات مستميتة من قبل الميليشيات بهدف استعادتها.

في الأثناء، شهدت منطقة الحوبان، شرق تعز، خلافات حادة بين عناصر ميليشيات الحوثي الانقلابية، على خلفية توزيع النفوذ بين ‏القيادي المتحوث، عبدالولي الجابري، والحوثي ‏والمشرف الأمني لميليشيات الحوثي بتعز، المكنى أبو‏ماهر، تطورت إلى مواجهات مسلحة خلّفت أربعة قتلى من الميليشيا وعدد من الجرحى.‏

وفي إب أعلنت قبائل «الشعر» و«النادرة» النفير في مواجهة ميليشيات الحوثي الانقلابية على خلفية إهانة نساء من مناطق «الشعر»، واعتقال عناصر قبلية من النادرة، ونهب عقارات وممتلكات مادية من قبل الميليشيات.

فيما يرفض القيادي الحوثي، أبوعلي العياني، المعين من قبل الميليشيات قائداً للمحور، والمسؤول العسكري للحوثيين في المحافظة، توجيهات من صنعاء لاحتواء الموقف، ويتخذ موقفاً معادياً لقبائل إب، الأمر الذي فاقم الوضع في إب التي تشهد انهياراً للمنظومة الأمنية التابعة للميليشيات، وخروجها عن السيطرة بشكل تام.

في الأثناء، قالت مصادر محلية إن طفلة قتلت في قرية «المفصاص» بعزلة جبل عميقة، بمديرية حبيش شمال إب، على يد مسلح حوثي.

تويتر