سفير اليمن يشيد بانتصارات الجيش والمقاومة بمساندة القوات المسلحة الإماراتية

الإمارات تؤكد التزامها بالحلـول السياسية الأممية في اليمن وسورية وليبيا

نسيبة استعرض نهج الإمارات الطويل الأجل والمتعدد الجوانب نحو السلام. وام

أكدت دولة الإمارات العربية المتحدة على التزامها التام بالحلول السياسية والعمليات الأممية الداعمة لها، خصوصاً في اليمن وسورية وليبيا، وذلك في إطار جهودها التي تبذلها في هذه المناطق وأنحاء العالم من أجل تعزيز السلام الدائم، فيما أشاد السفير اليمني لدى الدولة بالانتصارات التي يحققها الجيش الوطني والمقاومة، بمساندة القوات المسلحة الإماراتية.

جاء ذلك في البيان الذي أدلى به وزير الدولة، زكي أنور نسيبة، أمام الاجتماع الرفيع المستوى الذي عقدته الجمعية العامة للأمم المتحدة، أول من أمس، بمقرها الرئيس في نيويورك بشأن مسألة «بناء السلام والحفاظ على السلام».

الإمارات ملتزمة، باعتبارها أحد أعضاء التحالف

العربي، بإعادة إعمار اليمن وتقديم

المساعدة إليه.


استمرار الالتزام الإماراتي تجاه اللاجئين السوريين

والمشرّدين داخلياً، حيث قدمت الدولة أكثر

من 861 مليون دولار كمساعدات.

وفي التفاصيل، أعرب نسيبة، في مستهل البيان، عن تأييد الدولة للقرار الذي اعتمدته الجمعية بشأن موضوع الاجتماع، ودعمها لمقترحات الإصلاح التي قدمها الأمين العام لتعزيز ركيزة السلام والأمن في الأمم المتحدة.

وقال «لقد تعلمنا في هذا الجهد الجماعي المتعدد الأطراف والجنسيات، أن بناء السلام ليس عملاً ينفذ لمرة واحدة، بل هو جهد متواصل يجمع بين وسائل الوقاية والتنمية المستدامة والمساعدة الإنسانية وحفظ السلام وإعادة الإعمار في الدول المتأثرة بالأزمات، والدول التي مزقها الصراع أو تمر بمرحلة ما بعد الصراع».

وشدد على أهمية شمولية أي نهج فعال يهدف إلى بناء السلام والحفاظ على السلام، بما في ذلك أن يكون مراعياً للسياق الوطني للدول وللديناميات الإقليمية والعوامل الدولية الأخرى التي تحرك الصراع، وأيضاً أن يكون داعماً للملكية الوطنية، بما في ذلك الحلول والإصلاحات السياسية والمؤسسية.

كما استعرض النهج الذي تتبعه دولة الإمارات نحو السلام، مشيراً إلى أنه نهج طويل الأجل ومتعدد الجوانب ويتمحور جوهره في إطار الوقاية.

كما نوه إلى محاور السلام الأربعة التي تعمل دولة الإمارات حالياً من خلالها، وهي: أولاً الإسهام بفاعلية في الهيكل الأمني الإقليمي من خلال المشاركات العسكرية الفعالة في التحالفات الدولية.

وفي هذا الصدد، قال «نحن الدولة العربية الوحيدة التي شاركت في ستة تحالفات دولية بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، في أفغانستان وليبيا والصومال والبوسنة، وكوسوفو، وحرب الخليج، وكذلك في القتال ضد داعش».

ثانياً: التزام دولة الإمارات، باعتبارها أحد أعضاء التحالف العربي، بإعادة إعمار اليمن وتقديم المساعدة إليه.

وقال نسيبة «لقد أطلق التحالف العربي عملية إنسانية شاملة في اليمن، وهي عبارة عن برنامج إغاثة موسع يوفر تمويلاً غير مسبوق للمعونات الإنسانية في اليمن، ويتم توزيعه عبر وكالات الأمم المتحدة المعنية ومنظمات الإغاثة الدولية».

ثالثاً: الالتزام الإماراتي المستمر تجاه اللاجئين السوريين والمشردين داخلياً، حيث لفت نسيبة بهذا الشأن إلى تقديم حكومة الإمارات أكثر من 861 مليون دولار أميركي في صورة مساعدات طارئة منذ عام 2012، وذلك بهدف دمج اللاجئين السوريين والمشردين داخلياً بشكل أفضل داخل مجتمعاتهم.

رابعاً: إعادة بناء المؤسسات الحكومية في العراق من خلال تعزيز سيادة القانون وإعادة الخدمات إلى المناطق التي تم تحريرها من سيطرة تنظيم «داعش»، وهنا أشار زكي نسيبة إلى تعهد الإمارات بالمساعدة في إعادة بناء الجامع الكبير ومنارة الحدباء في الموصل، اللذين دمرهما «داعش» عام 2017.

وأعرب نسيبة عن إدراك دولة الإمارات أهمية الدعوة التي أطلقها الأمين العام بشأن «زيادة الجهود الدبلوماسية الرامية إلى تحقيق السلام»، باعتبارها الركيزة الأساسية لأي استراتيجية تهدف إلى منع نشوب الصراعات.

وشدد في هذا السياق على أهمية ارتكاز جهود منع الصراع وبناء السلام المتعددة الأطراف على مسألة إنهاء تمويل ودعم التطرف والإرهاب، وقال «لهذا السبب اتخذت دولة الإمارات، جنباً إلى جنب مع الشركاء والحلفاء، إجراءات تهدف إلى وقف هذه الدول، وإنهاء السياسات التي أدت إلى زعزعة استقرار منطقتنا».

وأضاف «إن جهود دولة الإمارات لبناء السلام لا تقتصر على منطقتنا فحسب، فنحن نقدم أيضاً مساعدات إنسانية إلى النازحين من طائفة الروهينغا ومازلنا نشعر بالقلق البالغ لتعرضهم للاضطهاد».

وأكد أن جهود دولة الإمارات تعتمد في مجال بناء السلام على الشراكات وعلى دعم تمكين الشعوب المتضررة، خصوصاً الشباب والنساء، وذلك في مجال المشاركة وفي عملية صنع القرار، مشيراً إلى أن مفتاح منع الصراعات وإدارتها والتصدي لها يكمن في التوسيع الفعال لنطاق الجهود المبذولة حالياً في إطار العملية المتواصلة لبناء السلام.

واختتم وزير الدولة بيانه مقترحاً على وكالات الأمم المتحدة وشركائها من الدول الأعضاء، أربع خطوات لتحقيق هذه الأهداف، هي: اتخاذ إجراءات جماعية تهدف إلى تحديد الدول الداعمة والممولة للإرهاب ومحاسبتها، والتشاور مع الجهات الفاعلة الوطنية والإقليمية لتحسين عملية اتساق السياسات وتنفيذها، واستخدام البيانات في إجراء تقييمات مبنية على الأدلة لتحديد التمويل المستدام اللازم لأنشطة منع الأزمات، وإدارة الصراعات، وأخيراً تعميق الشراكات الاستراتيجية العالمية كعوامل قوة تضاعف من تأثير الأمم المتحدة.

يأتي ذلك في وقت أشاد سفير اليمن لدى الدولة، فهد سعيد المنهالي، بالانتصارات الميدانية التي يحققها الجيش اليمني والمقاومة الوطنية اليمنية بمساندة فاعلة من القوات المسلحة الإماراتية.

وأثنى المنهالي في تصريح لـ«وام» على الدور الإغاثي والإنساني لدولة الإمارات على الساحة اليمنية، مثمناً حرص القيادة الرشيدة للدولة على الشعب اليمني، واهتمامها بتخفيف الأعباء عنه ومؤازرته بجميع الوسائل في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها اليمن.

وقال إن الانتصارات التي يحققها الجيش والمقاومة مستمرة ولن تتوقف، مستذكراً الانتصار الكبير الذي حققته قوات المنطقة العسكرية الثانية في 24 أبريل من عام 2016 بإسناد ودعم أخوي من قوات التحالف العربي بقيادة السعودية، مشيراً إلى أن تلك الملحمة البطولية انعكست إيجابياً على الانتصارات اللاحقة، ويعد منجز الأمن والاستقرار الذي تعيشه حضرموت اليوم من بين أبرز النتائج المثلى ليوم 24 أبريل 2016، وكذلك عودة تطبيع الحياة العامة بالمحافظة وعودة نشاط مرافق الدولة الإنتاجية والخدمية والتنموية.

وأشار السفير إلى أن تطهير حضرموت من الإرهاب أخيراً في عملية المسيني، تحقق بفضل استبسال الجيش والمقاومة الوطنية والمؤازرة والمساندة الفاعلة من قبل القوات المسلحة الإماراتية.

ونوه السفير المنهالي بأن الانتصارات التي شارك في صناعتها أبطال القوات المسلحة الإماراتية الباسلة والمقاومة الوطنية، عكست حقيقة حرص الإمارات وقواتها المسلحة على تقديم الدعم للمظلوم والمحتاج ونصرة قضايا الحق ومحاربة التطرف وقوى الإرهاب.

تويتر