الجيش اليمني يقترب من تأمين شمال صعدة.. ويُفشل هجوماً للميليشيات الحوثية الإيرانية في ميدي

الصماد لقي مصرعه بمعسكر بنــي قيس في حجة.. مع قيادات وخبراء أجـانب

قوة من الشرعية في إحدى مناطق المخاء. رويترز

كشفت مصادر مقربة من ميليشيات الحوثي الإيرانية عن معلومات جديدة، حول مكان مصرع رئيس ما يسمى المجلس السياسي الأعلى للميليشيات الانقلابية في اليمن، صالح الصماد، مؤكدة أنه قتل في حجة وليس في الحديدة، كما تم الإعلان من قبل الحوثيين وسط أنباء عن فرضية تصفيته، في حين تعيش العاصمة اليمنية صنعاء على صفيح ساخن نتيجة خلافات الحوثيين، فيما بدأت قوات المقاومة الوطنية في تعز عملية تأمين للمناطق المحررة داخل المدينة، مع استمرار عمليات الجيش مسنوداً بالتحالف في بقية الجبهات، حيث أفشل هجوماً للميليشيات الحوثية الإيرانية في ميدي بمحافظة حجة، تم الحشد له على مدى أسبوعين.

وتفصيلاً.. كشفت مصادر مقربة من ميليشيات الحوثي الانقلابية أن القيادي الحوثي، ورئيس ما يسمى المجلس السياسي الأعلى، صالح الصماد، قتل في غارات للتحالف على معسكر تدريبي بمنطقة بني قيس بمديرية عبس في محافظة حجة شمال غرب اليمن، الخميس الماضي، وليس كما تم الإعلان من قبل الحوثيين وزعيمهم عبدالملك الحوثي، أنه قتل في غارة جوية للتحالف بالحديدة، مشيرة إلى أن من تم استهدافهم في الحديدة ستة من القيادات الحوثية البارزة، وجاءت ذلك في إطار الاستهداف المباشر لقيادات الحوثي، في مواقع متفرقة.

وأكدت المصادر أن الصماد لقي مصرعه في معسكر بني قيس، القريب من قرية المصابي، أثناء حضوره إلى المعسكر بعد زيارته إلى الحديدة بهدف تفقد عناصره، التي تستعد الميليشيات لإرسالها إلى جبهات الساحل الغربي، حيث حضر دورات تخرج عدد من عناصرهم، قبل أن تستهدفهم مقاتلات التحالف في غارات وصفت بالنوعية، أدت إلى مصرع العشرات وإصابة آخرين، فيما لقي الصماد مصرعه فيها.

وأوضحت المصادر أن معسكر بني قيس من أهم معسكرات التدريب لدى ميليشيات الحوثي، وأن عدد 150 متدرباً تم تخريجهم بوجود الصماد، بعد تلقيهم تدريبات على يد خبراء إيرانيين، ومن ميليشيات «حزب الله» اللبناني، حيث قتل عدد من الخبراء في الغارات أيضاً، مشيرة إلى أن القيادي الحوثي المكنى «أبوالعز»، أخبر عدداً من الأشخاص المقربين عن الغارات والقتلى، وأن من بين القتلى الصماد وخبراء إيرانيين، وأنه تم التكتم على مصرع الصماد حتى يتم ترتيب مؤامرة تدين التحالف، حيث كان العرس الذي تم استهدافه من قبل الميليشيات نفسه، وأطلقت حملة عبر مواقع التواصل والمواقع الإخبارية والقنوات التابعة للحوثيين، بالتزامن مع مسرحية قصف العرس.

وذكرت المصادر أن الحوثيين أقاموا، بعد الغارات التي استهدفت الصماد والخبراء الإيرانيين، سياجاً أمنياً واسعاً، وسمح لقناة المسيرة الموجودة بعمل اللازم والتغطية كجانب إنساني، وتصوير الاستهداف على أنه هدف مدني بامتياز (عرس)، مؤكدة أن الحوثيين دفعوا بالصماد إلى المعسكر، قبل أن يفشوا الإحداثيات للتحالف عبر مصادرهم، خصوصاً أن الصماد عادة يزور المناطق والحديدة وحجة على وجه التحديد، ومعه القيادي الحوثي محمد علي الحوثي، والقيادي يوسف المداني، ووزير الإدارة المحلية علي القيسي، وحمود عباد أمين العاصمة، الذين غابوا عن حضور حفل تخرج الدفعة في معسكر بني قيس مكان مصرع الصماد، لافتة إلى أن هناك الكثير من القيادات الكبيرة، التي لقيت مصرعها في الغارات، وغارة الصماد بالتحديد لم يتم الكشف عنها، حيث أخفت الميليشيات خبر مصرع الصماد لأيام فقط، بينما أخفت مصرع طه المداني القيادي الحوثي المقرب من عبدالملك الحوثي شهراً كاملاً، وهي مفارقة عجيبة حيث كان الحوثي يرغب في إزاحة الصماد عن المشهد، نتيجة خلافاته الأخيرة مع محمد علي الحوثي وأبوعلي الحاكم.

وعقب الإعلان، تحوّلت صنعاء إلى ثكنة عسكرية بانتشار مسلحين حوثيين ومدرعاتهم وآلياتهم في مداخل ووسط العاصمة.

وأشارت معلومات متطابقة إلى أن هذا الاستنفار والتحرك الحوثي، يؤكدان أن بعض أجنحة الميليشيات غير راضية عن تعيين المشاط، وترى أحقيتها في خلافة الصماد، أبرزهم رئيس ما تسمى اللجنة الثورية العليا، محمد علي الحوثي، وعم زعيم الحوثيين، عبدالكريم الحوثي.

على الصعيد ذاته، قالت مصادر مقربة من ما يسمى المجلس السياسي في صنعاء، إن هناك خلافات حوثية - حوثية متصاعدة إلى درجة غير مسبوقة، وإن من يدير العمليات حالياً، ومن يعدّ الرئيس الفعلي في صنعاء للانقلابيين هو عبدالكريم الحوثي شقيق عبدالملك، الذي يعد القائد الفعلي لصنعاء.

وحسب المصادر، فإن هناك العديد من المؤشرات القوية، تتحدث عن تصفية صالح الصماد من قبل جناح الصقور في جماعة الحوثيين، والمتمثل في محمد الحوثي وعبدالكريم بدر الدين الحوثي ومهدي المشاط وأبوعلي الحاكم، وهي سلطة أمنية خفية للجماعة الانقلابية.

من جهة أخرى، ذكرت مصادر متعددة في اليمن أن القتلى مع الصماد، هم: القيادي الحوثي ناصر القوبري، قائد العمليات الصاروخية، وقائد قوات التدخل السريع جارالله سالم الجعوني، والمشرف على القوات البحرية منصور السعادي، ومساعد المشرف على القوات البحرية صلاح الشرقعي، ومنصور السعادي، نائب رئيس هيئة الأركان بوزارة الدفاع المعين من الحوثيين، اللواء الركن علي حمود الموشكي، وتاجر السلاح المدعو فارس مناع، والقيادي الحوثي محمد علي هبه المكنى أبوجهاد، إلى جانب عدد من الخبراء الإيرانيين، ومن «حزب الله» اللبناني، اللواء الركن محمد عبدالكريم الغماري، رئيس هيئة أركان قوات الحوثي الانقلابية.

ميدانياً، تجددت المواجهات بين قوات الجيش مسنودة بالتحالف العربي من جهة، وميليشيات الحوثي الانقلابية من جهة أخرى، في جبهات نهم شمال شرق العاصمة صنعاء، تركزت في الجهة الشرقية لبران والقتب والمدفون والتباب المطلة على ملح، من اتجاه جبل الجبيل بمديرية نهم.

ودارت معارك أخرى في منطقة ضبوعة وجبل المنارة وجبال يام الاستراتيجية، تخللها تبادل للقصف المدفعي.

وفي ذمار القريبة من العاصمة صنعاء من الجهة الجنوبية، شهدت شوارع المدينة عاصمة المحافظة انتشاراً كثيفاً لمقاتلي الحوثي، تحسباً لما تم تداوله في أوساط المقاومة والجيش اليمني عن قرب فتح جبهة جديدة في المحافظة.

على الصعيد ذاته، شهدت محافظة إب القريبة من ذمار خلافات واسعة بين عناصر الحوثي، عقب نصب كمين مسلح للقيادي الحوثي أبوالحسن مشرف الميليشيات بمديرية القفر بمنطقة الصنع بعزلة بني سبأ بالقفر العالي، والذي نجا بأعجوبة وتمكن من الفرار.

وفي تعز جنوب اليمن، بدأت قوات المقاومة الوطنية بقيادة أبوالعباس مسنودة بالشرطة العسكرية وأمن المحافظة عمليات عسكرية ضد خلايا الاغتيالات، من المسلحين المنتشرين في شوارع المدينة المحررة، والتي تقوم بأعمال إرهابية ومقلقة للأمن والسكينة منذ أشهر.

وأكدت مصادر ميدانية في تعز أن عمليات المقاومة الوطنية الأخيرة في شوارع تعز، تهدف إلى تأمين تلك المناطق قبل التفرغ لاستكمال فك الحصار عن تعز من الجهة الغربية، التي تتقدم فيها المقاومة الوطنية بقيادة العميد طارق صالح بمساندة التحالف العربي، نحو منطقة البرح آخر معقل للحوثيين قبل التحام جبهات غرب المدينة مع جبهات الساحل.

وفي البيضاء، تمكنت مقاتلات التحالف من تدمير عربات عسكرية للميليشيات في مديرية القريشية، أدت إلى مصرع وإصابة من كانوا على متنها من عناصر الميليشيات.

وفي صعدة، أكدت مصادر ميدانية تقدم قوات الجيش نحو مناطق جديدة بمساندة اللواء 19 حرس حدود في المملكة العربية السعودية، وأنها اقتربت من تحرير مناطق استراتيجية ستقود إلى انهيار جبهات شمال المحافظة، والواقعة على الحدود بين اليمن والسعودية بالكامل.

وفي ميدي بمحافظة حجة، تمكنت قوات الجيش من إفشال هجوم للحوثيين تم الحشد له على مدى الأسبوعين الماضيين، باتجاه المناطق الواقعة بين حيران وميدي، خصوصاً الطريق الأسفلتي الرابط بين المديريتين، أدت إلى مصرع أعداد كبيرة من الحوثيين، وإصابة آخرين، فيما فر البقية باتجاه عبس.

تويتر