الرئاسة الفلسطينية: إسرائيل تقتل المتظاهرين بدم بارد

5 شهداء أحدهم أبكم في «جمعة الطائرات الورقية» بغزة

عناصر طبية خلال إجلاء مصابين في احتجاجات خانيونس ضد الاحتلال. أ.ب

استشهد خمسة فلسطينيين، وجُرح عشرات آخرون برصاص الجيش الإسرائيلي، أمس، في قطاع غزة، حيث يواصل الفلسطينيون حركة احتجاجات «مسيرة العودة»، التي يقومون بها منذ 30 مارس الماضي، في حين حمّلت الرئاسة الفلسطينية، إسرائيل مسؤولية استمرار جيشها بـ«قتل الفلسطينيين بدم بارد» خلال تظاهراتهم شرق القطاع.

رئيس الحزب الديمقراطي الاجتماعي الحاكم في

رومانيا، ليفيو دراغنيا، أكد أنّ حكومة بلاده قررت

نقل سفارتها في إسرائيل إلى القدس.

وتفصيلاً، أعلن الناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية في القطاع، الطبيب أشرف القدرة، استشهاد خمسة فلسطينيين وجرح المئات في شرق جباليا بشمال قطاع غزة.

وقال القدرة إن الشابين أحمد رشاد العثامنة (24 عاماً)، وأحمد نبيل أبوعقل (25 عاماً)، استشهدا إثر إصابتهما بالرصاص قبل ظهر أمس. وتحدث عن سقوط 83 جريحاً، بينهم اثنان إصابتهما خطرة.

وأعلن القدرة في وقت لاحق ارتقاء الشهيدين الطفل محمد ابراهيم أيوب (15 عاماً) شرق جباليا (شمال)، وسعد عبدالمجيد عبدالعال أبوطه (29 عاماً) شرق بلدة القرارة شرق خانيونس في جنوب القطاع، كذلك استشهد شاب (25 عاماً)، جراء إصابته برصاصة في الرأس أطلقها جنود الاحتلال، خلال مسيرة العودة في منطقة أبوصفية شمال القطاع. وأوضح القدرة أن عدد المصابين بالرصاص والغاز المسيل للدموع وصل إلى نحو 500 مصاب.

وبمقتل الخمسة ترتفع حصيلة شهداء الاحتجاجات منذ 30 مارس الماضي إلى 39 فلسطينياً، في وقت أصيب أكثر من 4000 آخرين بالرصاص والغاز المسيل للدموع، في أقوى موجة عنف يشهدها القطاع منذ حرب 2014.

وأكد شهود عيان أن أحمد أبوعقل كان يقف بالقرب من الحدود، بجانب شبان يشعلون إطارات سيارات، موضحين أنه من ذوي الإعاقة، إذ إنه أبكم. وكان أبوعقل أصيب في ساقيه أثناء الاحتجاجات على إعلان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، القدس عاصمة لإسرائيل في السادس من ديسمبر 2017.

وبدأ الفلسطينيون في 30 مارس «مسيرة العودة» بالتزامن مع ذكرى «يوم الأرض»، على أن تختتم في ذكرى النكبة في 15 مايو. وهي تهدف إلى المطالبة بتفعيل «حق العودة» للاجئين الفلسطينيين، ورفع الحصار الإسرائيلي عن القطاع.

وأطلقت الهيئة المنظمة للاحتجاجات على تحركات أمس اسم «مسيرة الأسرى والشهداء»، وعلقت على طول طريق المسيرة صوراً لشهداء وأسرى، إلا أن مجموعة من الشبان الفلسطينيين أطلقت عليها اسم «جمعة الطائرات الورقية».

وأطلق هؤلاء الشبان عشرات الطائرات الورقية التي علقوا عليها أعلاماً فلسطينية ومنشورات كتب عليها «أيها الصهاينة، لا مكان لكم في فلسطين. عودوا من حيث أتيتم، لا تستجيبوا لقيادتكم، فإنهم يرسلونكم إلى الموت أو الأسر.. القدس عاصمة فلسطين».

وكان الشبان الفلسطينيون قاموا، صباح الجمعة، بإطلاق طائرات ورقية محملة بمواد حارقة على مناطق زراعية في إسرائيل. ويبدو أن هذه الطائرات في طريقها لتصبح أحد رموز «مسيرة العودة».

ونشر على مواقع التواصل الاجتماعي رسم كاريكاتيري لطفل فلسطيني يطلق طائرة ورقية كتب عليها «إف-16 فلسطينية» باتجاه جندي إسرائيلي.

وتحت شجرة في بستان للزيتون على بعد مئات الأمتار عن الحدود مع إسرائيل شرق مدينة غزة، تجمع عدد من الأطفال وبحوزتهم العيدان والورق الملون وعبوات معلبات معدنية فارغة يصنعون منها طائرات ورقية من أحجام مختلفة.

وما إن انتهى فريق منهم من صناعة أول طائرة ورقية قطرها نحو 60 سنتيمتراً وتحمل ألوان العلم الفلسطيني، حتى قام فتى بربط سلك معدني في ذيل هذه الطائرة بعبوة كوكا كولا معدنية محشوة بقماش مبلل بالوقود.

وحمل ثلاثة من الأطفال الطائرة الورقية المجهزة واقتربوا عشرات الأمتار من الحدود، ثم أشعلوا العبوة فطارت عشرات الأمتار فوق مناطق إسرائيلية زراعية حدودية. وقطعوا بعد ذلك الخيط لتسقط الطائرة فوق أحراش قريبة من الحدود، ما أدى لاندلاع حريق وسط الأشجار.

وقال الجيش الإسرائيلي إن نحو 3000 فلسطيني قاموا بأعمال شغب في أحدث واقعة وحاولوا الاقتراب مما وصفها ببنية أساسية أمنية. وأضاف أن القوات ردت «بوسائل تفريق المشاغبين، وأطلقت النار بما يتفق مع قواعد الاشتباك».

وفي الساعات الأولى من صباح أمس، ألقت إسرائيل منشورات على قطاع غزة تحذر الفلسطينيين من الاقتراب من السياج الحدودي. وهذه هي المرة الأولى التي تلقي فيها إسرائيل منشورات خلال موجة العنف الراهنة.

وفي علامة على القلق على ما يبدو إزاء العنف على الحدود، قالت الممثلة ناتالي بورتمان، المولودة في القدس، إنها لن تحضر حفلاً لتسلم جائزة في إسرائيل.

وفي بيان على موقعها الإلكتروني قالت المؤسسة المانحة لجائزة غينسيس، نقلاً عن ممثل لبورتمان «الأحداث التي وقعت في الفترة الأخيرة في إسرائيل آلمتها بشدة، وإنها لا تشعر بالراحة للمشاركة في أي مناسبات عامة هناك».

وفي رام الله، حمّلت الرئاسة الفلسطينية،،إسرائيل مسؤولية استمرار جيشها في «قتل الفلسطينيين بدم بارد» خلال تظاهراتهم شرق قطاع غزة.

وكرّرت الرئاسة، في بيان لها، مطالبتها المجتمع الدولي، لاسيما مجلس الأمن الدولي بالإسراع في توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني الأعزل، والضغط على الحكومة الإسرائيلية لـ«وقف جرائمها اليومية ضد الشعب والأرض الفلسطينية».

ونددت الرئاسة بـ«استمرار الاعتداءات الوحشية لجيش الاحتلال وقطعان المستوطنين ضد الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية».

وشدّدت على أن «قيام الجيش الإسرائيلي بإطلاق الرصاص الحي على التظاهرات السلمية الشعبية التي يشهدها قطاع غزة، واعتداء المستوطنين على الأرض الزراعية في قرية بورين (في نابلس)، وقطع 100 شجرة زيتون، وخط شعارات عنصرية في قرية برقة، والاعتداء على مركبات المواطنين، والهجوم على القرى الفلسطينية، لن يزيد شعبنا إلا صموداً وتمسكاً بحقوقه المشروعة».

على صعيد آخر، أعلن رئيس الحزب الديمقراطي الاجتماعي الحاكم في رومانيا، ليفيو دراغنيا، أنّ حكومة بلاده قررت نقل سفارة رومانيا في إسرائيل إلى القدس، لتحذو بذلك حذو الولايات المتحدة.

وقال دراغنيا، على قناة «أنتينا 3»، إنّ «القرار اتُخذ.. والإجراءات ستبدأ»، في حين لم يصدر أي إعلان رسمي عن الحكومة حول هذا المشروع.

تويتر