في محاضرة بمركز الإمارات للدراسات والبحوث

دبلوماسي تونسي يدعو إلى استراتيجية عربية شاملة لمواجهــة الدور التركي

جمال السويدي مع السفير التونسي السابق زين العابدين التراس. من المصدر

دعا سفير الجمهورية التونسية السابق لدى مملكة البحرين، الدكتور زين العابدين التراس، إلى موقف عربي موحد للتعامل مع تركيا، مؤكداً ضرورة أن يستنفر كل الساسة العرب، للإسراع بوضع استراتيجية عربية شاملة، للتعامل مع الدور التركي المتنامي في منطقتنا، وتحييد انعكاساته المباشرة وغير المباشرة على العالم العربي.

وتطرق التراس خلال محاضرته، بعنوان «تنامي الدور التركي في العالم العربي وانعكاساته»، نظّمها مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، أول من أمس، إلى عوامل استندت إليها تركيا، وأسهمت في تنامي دورها في المنطقة العربية، من أهمها: استغلال وجود القضية الفلسطينية في وجدان الشعب التركي للبروز، كما لو أن تركيا تساند الفلسطينيين، من دون قيد أو شرط، وتدافع عن حقوقهم المسلوبة، في حين أن عدداً من الوقائع تبرز العكس؛ كما لعب البعد الأمني دوره، خصوصاً إذا أدركنا الخلفيات السياسية؛ مثل: القضية الكردية أو المشكلة الأرمينية أو الخلفيات الأيديولوجية؛ مثل الجماعات المتطرفة، وهو الذي استغلته تركيا للتمدد والتدخل ولو عسكرياً في بعض الدول العربية.

وتوقع الدكتور زين العابدين التراس، تراجع حزب العدالة والتنمية في الانتخابات المقبلة، بسبب سياساته البراغماتية، وقال: إن «كل المؤشرات تدل على عجز حزب العدالة والتنمية، على اكتساب الأغلبية البرلمانية في الانتخابات التشريعية المقبلة، وهو ما يعني افتقاده السند السياسي، والقاعدة الشعبية التي يتسنى له بفضلها الاستمرار في أداء دور إقليمي فاعل وحيوي».

وأشاد التراس، بما حققته دولة الإمارات العربية المتحدة من تطور، إذ قال: «ما شاهدته من تقدم في كل المجالات، يجعلنا مطمئنين على مستقبلنا كعرب».

وتناول في محاضرته، التطورات التي شهدتها العلاقات العربية - التركية في السنوات الأخيرة، وبيّن التحولات الأساسية التي شهدتها هذه العلاقات. وحاول تحليل الأسباب الخاصة بتصاعد الدور التركي في العالم العربي، في ظل ما تشهده منطقتنا العربية من أحداث، في ضوء المجريات السياسية والعسكرية وغيرها، خصوصاً على الصعيدين الإقليمي والدولي.

وقال التراس إن تركيا وضعت مع نهاية الحرب الباردة حداً لسياساتها الانكفائية تجاه المنطقة، وشرعت وفق الاستراتيجية الجديدة لحزب العدالة والتنمية، في استغلال كل الفرص التي تمكنها من القيام بدور إقليمي تبرز من خلاله كفاعل حيوي ومؤثر في المنطقة العربية؛ حيث استغلت التطورات التي يمر بها العالم العربي، خصوصاً بعد المستجدات التي شهدتها بعض دول المنطقة؛ بسبب ما عرف بالربيع العربي، وما نجم عنه من سقوط بعض الأنظمة السياسية، وصعود الحركات الإسلامية إلى سدة الحكم، وتفشي ظاهرة الإرهاب، وأزمات اللاجئين، والانهيار الاقتصادي، وما آل إليه الأمر في كثير من الأحيان، من عدم الاستقرار والفوضى، في التمدد في العالم العربي.

تويتر