استعدادات لتحرير الراهدة والدمنة بتعز.. وتعزيزات عسكرية في الساحل الغربي

«الشرعية» تحرّر 90% من حـرض حجة.. وتتقدم في صعدة ولحج

عناصر من قوات الشرعية في إحدى مناطق شبوة. رويترز

تمكنت قوات الجيش اليمني، مسنودة بالتحالف العربي، من تحرير 90% من مساحة مديرية حرض، التابعة لمحافظة حجة المحاذية للمملكة العربية السعودية، واقتربت من تحرير أهم المعسكرات في البيضاء، في وقت تقدمت فيه نحو صعدة ولحج، كاشفة عن حجم القوات التي ستحرّر الحديدة على الساحل الغربي.

المواجهات تواصلت في ثلاث مديريات بالبيضاء، هي

ردمان والملاجم وذي ناعم، فيما تم أسر قائد نقطة

اليسبل القيادي الحوثي البارز شمسان العزاني.

وتفصيلاً، اقتربت قوات الجيش اليمني كثيراً من حسم معركة تحرير حرض، ومنفذها الجمركي الأهم مع المملكة العربية السعودية والواقعة شمال غرب اليمن، وباتت تسيطر على 90% من المساحة الكلية للمديرية التابعة لمحافظة حجة، بعد شنها هجوماً مباغتاً من محورين، تمكنت خلاله من السيطرة المناطق الشرقية والشمالية والجمرك القديم ووسط المدينة وصولاً إلى غربها.

وأشارت مصادر ميدانية في ميدي إلى أن الهجوم الذي شنته قوات الجيش بمساندة التحالف كان عبر محور الطوال - حرض من جهة الحدود السعودية، وعبر محور ميدي - حرض، تمكنت خلاله قوات الجيش والتحالف من الوصول إلى مزارع بن عبدالله والنسيم في شرق حرض والجمرك القديم والمدينة القديمة في شمال المدينة، وسط تراجع كبير لميليشيات الحوثي الانقلابية، التي فرّ عناصرها باتجاهات مختلفة، مؤكدة تطهير منطقة مجمع النخيل شمال كبري وادي ابن عبدالله.

وأكدت المصادر أن الهدف من تحرير حرض الوصول إلى التحام جبهات حجة مع صعدة في منطقة الملاحيط بصعدة القريبة من حرض، مشيرة إلى أن المعارك التي شهدتها حرض وميدي خلال السنوات الماضية، كبّدت الميليشيات أكثر من 20 ألف قتيل، وضعفهم جرحى ومفقودين، وجعلتهم اليوم أضعف من أي وقت مضى.

وأوضحت المصادر أن عدداً من قيادات الحوثي قتلوا في ميدي أخيراً، بينهم عقيل الشامي، القيادي البارز والمسؤول عن تجميع مقاتلي الحوثيين وإرسالهم إلى جبهات القتال في ميدي وحرض، والذي يعد الرجل الثاني بعد يوسف المداني، قائد جبهات الساحل الغربي بالنسبة للميليشيات الانقلابية.

وفي صعدة، باتت منطقة الملاحيط بمديرية الظاهر مؤمنة بعد استكمال تحرير سوقها ومحيطه ونزع الألغام والمتفجرات التي زرعتها ميليشيات الحوثي فيها، إلى جانب تأمين معسكر الكمب ومحيطه على امتداد نحو 10 كم طولاً، وفرار عناصر الحوثي إلى مناطق المزرق على أطراف حرض، وغافرة والغيالة ومران في صعدة، فيما بدأت عناصر الحوثي في معقل زعيمهم مران بمديرية حيدان أعمال حفر واسعة للأنفاق، وبناء المتارس والخنادق استعداداً لمعركة واسعة وكبيرة مع قوات الجيش والتحالف العازمة على تحريرها بكل قوة.

وأكدت مصادر ميدانية في صعدة اقتراب طلائع الجيش من جبال مران، وبدأت بقصفها بالمدفعية والدبابات، بعد الوصول إلى مسافة خمسة كيلومترات منها، وتدمير شبكات الأنفاق والألغام التي زرعتها ميليشيات الحوثي في محيط مران وحيدان من قبل مقاتلات التحالف ومدفعية الجيش خلال اليومين الماضيين.

وكانت قوات الجيش نشرت أسماء عدد من القيادات الحوثية التي قتلت خلال الأيام الماضية في صعدة وجبهات الحدود مع السعودية، وعلى رأسهم العقيد عبدالله سعيد الجبري، قائد محور البقع - كتاف، الذي لقي مصرعه بغارة جوية للتحالف إلى جانب عدد كبير من عناصره، واللواء يحيى علي عبدالغني، قائد اللواء 105 مشاة في جبهة الملاحيط.

كما لقي خمسة من قيادات بارزة في صفوف الحوثي مصرعهم، هم عزالدين المطري، وهشام الجنيد، وحمزة عامر، وسيلان القحمي، وبكري مانع، ويوسف المرهبي، إلى جانب أعداد كبيرة من عناصرهم الذين سقطوا في معارك صعدة والحدود مع السعودية.

من جهة أخرى، دعت قيادات في قوات الجيش شباب صعدة وصنعاء وعمران وإب وذمار وحجة والمحويت، إلى التحرك والقيام بجمع معلومات وافية عن قيادات الحوثي وتحركاتها وتزويد الجيش بها، في ظل بدء معارك الحسم والخلاص من ميليشيات الحوثي.

وفي جبهات الساحل الغربي كشفت مصادر عسكرية عن حجم القوات التي تستعد لاستكمال تحرير الحديدة ومينائها، والوصول وفتح جبهات جديدة باتجاه إب وتعز، مشيرة إلى أن ثمانية ألوية عسكرية بكامل عتادها باتت تتمركز في معسكراتها الواقعة بين حيس والمخاء جنوب الحديدة، إلى جانب خمسة ألوية عسكرية في جبهات ميدي وحرض شمال الحديدة، فضلاً عن أسراب من الطيران العمودي والأباتشي، وعدد من القطع البحرية والجوية التابعة للتحالف، والتي تستعد للمشاركة في المعركة.

وأشارت إلى أن العميد طارق صالح، لديه ثلاثة ألوية من قوات الحرس الجمهوري، تم تجهيزها وإرسالها إلى جبهات الساحل للمشاركة في تحرير الحديدة مزودة بـ13 منصة لمنظومة الباتريوت الاعتراضية، و75 مدرعة بأنواع مختلفة، وسبع كاسحات ألغام، و147 طقماً ما بين مدرع وعادي، و11 ناقلة جند، وخمس منظومة اتصال متحركة، وثماني دبابات وكمية كبيرة من الأسلحة والذخائر المتنوعة والحديثة.

وأكدت مصادر في قوات طارق أن أعداداً كبيرة من قوات الحرس والخاصة التي كانت تتبع الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، وحزب المؤتمر الشعبي، التحقت بتلك القوات، بينهم ضباط كبار ومدربون في أكبر الأكاديميات العسكرية في العالم، في حين كشفت مصادر مطلعة عن تقديم قطر مبلغ مليوني دولار لعناصرها في تعز للقيام بحملة تشويه ضد قوات طارق.

من جهة أخرى، بدأت ميليشيات الحوثي في المناطق الواقعة بين الجراحي وحيس عملية تهجير واسعة لسكان تلك المناطق من قراهم بشكل قسري، بهدف استغلال أراضيهم في إنشاء معسكرات ومتارس وخنادق استعداداً لمواجهة قوات الشرعية والتحالف الضاربة التي ترابط في حيس والخوخة والمخاء، والتي تستعد لبدء معركة الحسم في الحديدة.

فيما تمكنت مقاتلات التحالف من تدمير معمل لتصنيع المتفجرات والعبوات الناسفة، تابع لميليشيات الحوثي في مدرسة غرب الجراحي، خلّف قتلى وجرحى في صفوف من وجدوا فيها، بينهم خبراء تصنيع متفجرات من إيران و«حزب الله» وميليشيات الحوثي.

وفي البيضاء وسط اليمن، تواصلت المواجهات في ثلاث مديريات، هي ردمان والملاجم وذي ناعم، فيما تم أسر قائد نقطة اليسبل القيادي الحوثي البارز شمسان العزاني من قبل الجيش والمقاومة، وسط احتدام المعارك في اليسبل بمحور قانية، التابعة لمديرية ردمان، وأسر عدد من عناصر الحوثي أيضاً.

وكانت قوات الجيش قد بدأت عملية عسكرية في محيط مديرية الملاجم، وتمكنت من السيطرة على مواقع عسكرية مهمة، بينها يشعب الذيب والفقرة وشعب اللبان، بعد معارك عنيفة مع ميليشيات الحوثي الانقلابية. كما شنت هجوماً واسعاً على مواقع الميليشيات في المختبي وكعواش وعباس والقلتة وتبة شرقان وتبة القوس في مديرية ذي ناعم، والتي تحتلها ميليشيات الحوثي، وكبدتها خسائر كبيرة في العتاد والأرواح.

وكانت مقاتلات التحالف قصفت مواقع وتجمعات لمسلحي ميليشيات الحوثي، في مديرية الملاجم، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوفهم، بالإضافة إلى تدمير آليات عسكرية، تركزت معظمهم في منطقة فضحة على تخوم الملاجم.

وبعد فقدانها القدرة على المبادرة في الهجوم ومقارعة الجيش والمقاومة أقدمت ميليشيات على استهداف قرى وعزل السكان المدنيين في اكثر من منطقة بالبيضاء، بهدف الانتقام منهم، لرفضهم مساندتهم، والإسهام في قتالهم إلى جانب الجيش والتحالف.

وفي العاصمة صنعاء، لقي عدد من قيادات الحوثي مصرعهم بغارات للتحالف استهدفت تجمعاً لهم في حسن مسار بمديرية مناخة غرب العاصمة بسبع غارات، أدت إلى تدمير مقر لقيادتهم، مخصص لإدارة تعزيزاتهم المتجهة نحو الساحل الغربي.

من جهة أخرى، اختطفت ميليشيات الحوثي عدداً من ضباط الحرس الجمهوري بصنعاء، بعد رفضهم المشاركة في القتال، بعد دهم منازلهم الواقعة جنوب العاصمة، فيما كشفت مصادر مقربة من الضباط أن الاعتقال جاء بعد إعلان الميليشيات تخوفها من قيام الضباط بالفرار والالتحاق بقوات طارق، وتقديم معلومات عن حجم قوة الحوثي في المناطق الخاضعة لسيطرتهم، باعتبارها أسراراً عسكرية، حسب وصفها.

كما أقدمت الميليشيات على اقتحام منازل لمواطنين في العاصمة تحت مبررات واهية، بحجة البحث عن مطلوبين، فيما قام عدد من عناصرها بسرقة مجوهرات وأموال من تلك المنازل التي اقتحموها، إلى جانب اعتقال مالكي تلك المنازل.

وفي لحج جنوب اليمن، واصلت قوات الجيش تقدمها باتجاه منطقة الراهدة، التابعة لمحافظة تعز من جهة جبهة الشريجة، بمساندة كبيرة من مقاتلات التحالف التي قصفت مواقع الحوثيين في تلك المناطق، خلفت في صفوفهم خسائر كبيرة.

في الأثناء، كشفت مصادر عسكرية عن استعدادات واسعة للجيش بمساندة التحالف لتحرير مدينتي الراهدة والدمنة بتعز، قبل حلول شهر رمضان المبارك، وأن الخطط العسكرية التي لديهم تقضي بتحرير مناطق عدة جنوب شرق تعز، وفتح الحصار عن المدينة من جهة شرق صبر ومنطقة الزيلعي التي تقود إلى المناطق الشرقية للمدينة.

تويتر