الميليشيات تفشل في فرض التجنيد الإجباري بمناطق سيطرتها

«الشرعية» تؤمِّن الطريق بين صـــــــعدة والجوف.. وتهاجم حـيس بالساحل الغربي

قوة من الشرعية بعد الاستيلاء على معسكر خالد جنوب تعز. إي.بي.إيه

استكملت قوات الجيش اليمني، بمساندة التحالف العربي، عمليات تمشيط المناطق المحررة بين محافظتي الجوف وصعدة، على امتداد الطريق الدولي الرابط بينهما إلى جانب مناطق وادي تمور في برط العنان بالجوف، وشنت هجوماً واسعاً على مواقع ميليشيات الحوثي الإيرانية في مديرية حيس على الساحل الغربي، في حين فشلت الميليشيات في فرض التجنيد الإجباري بالمناطق الخاضعة لسيطرتها، رغم التهديد باستخدام القوة ضد الرافضين من مشايخ القبائل وعقال الحارات وخطباء المساجد.

وفي التفاصيل، تمكنت قوات الجيش اليمني، بمساندة التحالف، من تأمين المناطق المحررة الواقعة بين محافظتي الجوف وصعدة، على امتداد الطريق الدولي الرابط بينهما، إلى جانب مناطق وادي تمور، وسلبه وعفى ووادي القعيف في مديرية برط العنان التابعة لمحافظة الجوف، التي شهدت اجتماعاً لقبائل آل جعيد وآل سليمان من قبائل الجوف وصعدة، تم فيه إعلان تأييدهم للشرعية والتحالف، وانضمام مقاتليهم إلى صفوف الجيش الوطني.

ووفقاً لمصادر محلية، فإن الزعماء القبليين هادي منصور غفينه، ومحمد حقان الجعيدي، وهادي محمد حماران، وعلي محمد عطشه، وأحمد بن عبدالله يعقوب، أعلنوا وقوفهم مع أبناء مناطقهم إلى جانب الشرعية والتحالف، ومساندتهم في عملية تحرير ما تبقى من المديرية والمحافظة، وصولاً إلى معاقل الميليشيات في صعدة.

وتزايد انضمام رجال القبائل الواقعة بين المحافظتين إلى صفوف الشرعية، بعد توغل قوات الجيش في تلك المناطق، في مؤشر واضح إلى مدى رغبتهم في العودة إلى صفوف الدولة اليمنية، التي تم الانقلاب عليها من قبل ميليشيات الحوثي.

وكانت قوات الجيش نشرت دوريات ونصبت نقاط تفتش على الطرق الرابطة بين صعدة والجوف في مناطق بئر السلامي وفراص وطيبة، ورفعت أعلام اليمن للمرة الأولى في تلك المناطق، ومناطق أخرى في شمال صعدة، بعد سنوات من تغييبها من قبل ميليشيات الحوثي الانقلابية.

• مقاتلات التحالف شنت 12 غارة على مواقع وتجمعات الميليشيات في مشارف ميدي وحرض بحجة.

وفي جبهات غرب الجوف، تمكنت قوات الجيش من صد محاولات تسلل لعناصر الميليشيات باتجاه وقز والبيضاء والغرفة بمديرية المصلوب، وكبدتهم خسائر كبيرة، كما تمكنت من تدمير آلية عسكرية تابعة لهم، محمّلة بعدد من الأفراد لقوا مصرعهم جميعاً على الطريق بين الغيل والمصلوب.

وفي صعدة، تحدثت مصادر محلية عن اختفاء اثنين من مؤسسي جماعة الحوثي، هما صالح هبرة وعبدالله عيضة الرزامي، في ظروف غامضة، يعتقد أنه تم تصفيتهما من قبل عبدالملك الحوثي، للاستحواذ على القرار في صفوف الميليشيات، بعد أن فرض عليهما الإقامة الجبرية منذ سنوات في صعدة، لمعارضتهما سياسته الدموية في إدارة الجماعة، والخروج بها من نهجها الذي أقيمت عليه، واتباعها لنهج وسياسة النظام الإيراني.

ويعد هبرة والرزامي من المؤسسين الأوائل لجماعة الحوثي، إلى جانب الصريع حسين الحوثي، حيث كان لهم الحق في قيادة الجماعة بعد مقتل الحوثي في 2004، إلا أن الفصيل المسلح في الجماعة انقلب عليهما، بإيعاز من عبدالملك الحوثي، وفرض عليهما الإقامة الجبرية، قبل أن يتم تداول أخبار اختفائهما أو تصفيتهما خلال اليومين الماضيين.

وفي صعدة أيضاً، تمكنت وحدة نزع الألغام التابعة لقوات الجيش والتحالف من تطهير مساحات كبيرة من التباب والمواقع والمرتفعات الجبلية في جبال أم العضب، وعليب، وعمود السعراء، إضافة إلى سوق البقع، والخط الدولي، من جميع الألغام المزروعة والمتفجرات التي خلّفتها الميليشيات الانقلابية، منها 70 عبوة ناسفة، ومقذوفات، وألغام شديدة الانفجار.

وفي صنعاء، أفشلت قوات الجيش محاولة تسلل للميليشيات باتجاه مواقعهم في جبهة يام، وكبدتهم خسائر كبيرة، بينها آلية عسكرية تم إحراقها بقذيفة موجهة، ومقتل وإصابة من كانوا على متنها، فيما تواصلت الاشتباكات المتقطعة في مناطق متفرقة من نهم.

من جهة أخرى، لجأت ميليشيات الحوثي إلى السجناء للدفع بهم نحو جبهات القتال، لتغطية خسائرها خلال الفترة الماضية على يد الجيش والتحالف، وتعويض فشلها في فرض التجنيد الإجباري على سكان المناطق الخاضعة لسيطرتها والقبائل المحيطة بالعاصمة.

ووفقاً لمصادر مطلعة، فإن الميليشيات أعدت قوائم بنزلاء السجون الواقعة في مناطق سيطرتها، للدفع بهم نحو معسكرات التدريب قبل إرسالهم إلى جبهات القتال، وشكلت لجاناً ميدانية للنزول إلى تلك السجون، ومنها السجون الاحتياطية والصلاحيات، للقيام بعملية تجنيد السجناء.

وكانت الميليشيات فشلت في فرض التجنيد الإجباري في المناطق الخاضعة لسيطرتها، وفي إطار دعم القبائل، رغم التهديدات التي أطلقتها بمعاقبة كل من يرفض التجنيد، بينهم الزعماء والأعيان وخطباء المساجد وعقال الحارات، بنسف منازلهم، والحكم عليهم بالسجن مدى الحياة، وتغريمهم مبالغ كبيرة.

وكانت الميليشيات اشترطت على كل زعيم قبيلة أن يرسل شخصاً على الأقل من كل منزل في قبيلته إلى معسكرات التجنيد الإجباري، وفي حال عدم الاستجابة سيتم اقتحام قريته وتفجير منزله ومنزل كل من رفض التجنيد، ما دفع إلى تداعي القبائل، واتخاذ قرار برفض التهديدات والتجنيد، وإنها مستعدة لمواجهتهم بقوة السلاح.

وفي البيضاء، شهدت المناطق المحررة في مديريتي ناطع ونعمان انتشاراً لقوات الأمن الخاصة (الأمن المركزي سابقاً) التابعة للشرعية، لتأمين تلك المناطق للمرة الأولى منذ اجتياح الميليشيات للمحافظة في 2015.

وكانت قوات الشرعية والتحالف أعادت تأهيل تلك القوات من خلال تدريبها في معسكرات خاصة أقيمت في المناطق المحررة في عدن ومأرب، تخرج فيها عدد من الوحدات المتخصصة في حفظ الأمن في جميع التخصصات.

من جهة أخرى، تمكنت قوات الجيش من إفشال محاولة تسلل للميليشيات باتجاه جبل الشبكة والتباب المحيطة به في مديرية ناطع، وأجبرتها على الفرار بعد تكبيدها خسائر كبيرة، وفقاً لمصادر ميدانية، مؤكدة أن الميليشيات لم تعد قادرة على تحقيق أي انتصار على الأرض، وتستخدم عمليات التسلل كالعصابات نحو مواقع الجيش التي توقع فيهم خسائر كبيرة، لعدم خبرة المتسللين القتالية، ومعظمهم من الأطفال المغرر بهم.

وفي جبهات الساحل الغربي، تمكنت قوات الجيش، بمساندة ميدانية من قوات التحالف العربي، من الوصول إلى مناطق قريبة من مركز مديرية حيس، بعد قيامها بشن هجوم مباغت على مواقع الميليشيات في مشارف مدينة حيس، بمساندة المقاومة التهامية، أدت إلى مقتل وإصابة عدد من الميليشيات، وفرار مجاميع منهم باتجاه الطرق المؤدية إلى الجراحي.

وأكدت مصادر ميدانية أن 20 من عناصر الحوثي قتلوا في العملية، بينهم نبيل عبدالرحمن الجماعي، نجل رئيس اللجنة الثورية في الحديدة عبدالرحمن الجماعي، فيما أصيب آخرين، وتم أسر سبعة من عناصرهم، مشيرة إلى أن الهجوم كان عبر محورين، الأول باتجاه مشارف مدينة حيس عاصمة المديرية، والآخر باتجاه مديرية التحيتا، لتشتيت عناصر الميليشيات، وإيهامها بأن الهجوم على التحيتا.

وفي تعز، تمكنت قوات الجيش من صد هجوم واسع لميليشيات الحوثي على مواقعهم في مديرية مقبنة باتجاه جبل شمير الاستراتيجي، المطل على مناطق عدة في الساحل الغربي واقعة بين الخوخة والمخاء، إلى جانب إفشالها هجوماً مماثلاً على منطقة قطابة شمال يختل، خلف قتلى وجرحى في صفوف الميليشيات.

ووفقاً لمصادر ميدانية في مقبنة، فإن الهجوم استهدف جبل الحصن في منطقة المجاعشة بشمير شرق المحجر بالقرب من مدينة البرح التابعة للمديرية، تم الإعداد له على مدى الأسابيع الماضية من قبل الميليشيات، وسط تحذير منه خلال الفترة الماضية، مشيرة إلى أنه رغم الإمكانات البسيطة لقوات الجيش في جبهات مقبنة، تمكنت من التصدي للهجوم وصده، وإعادة عناصر الميليشيات نحو مواقع تمركزها في المناطق الواقعة في اتجاه جبل حبشي غرب تعز.

وفي الجبهة الجنوبية لتعز، لقي خمسة من عناصر الحوثي مصرعهم، وأصيب سبعة آخرين على يد الجيش الوطني في منطقة نقيل الحدة بصبر الموادم باتجاه منطقة دمنة خدير، بعد محاولتهم التسلل باتجاه مواقع الجيش في المنطقة.

وفي حجة، شنت مقاتلات التحالف 12 غارة على مواقع وتجمعات الميليشيات في مشارف ميدي وحرض، خلّفت قتلى وجرحى في صفوف الحوثيين.

تويتر