الانقلابيون تكبدوا خسائر كبيرة في نهم

الجيش اليمني يتقدَّم جنوب تعز.. ويستعد لتحرير أرحب صنعاء

ألغام زرعتها الميليشيات تمت إزالتها من معسكر خالد قبل تفجيرها. رويترز

تمكنت قوات الجيش اليمني، جنوب تعز، من التقدم والسيطرة على قرية «الحود» بمديرية الصلو، وسيطرت أيضاً على مساحة 160 كيلومتراً مربعاً، في غرب الجوف المحاذية لريف العاصمة، من جهة نهم وأرحب، وحرف سفيان في عمران، في وقت تكبد الانقلابيون خسائر كبيرة في نهم، شمال شرق صنعاء.

الميليشيات في الحديدة تقوم بحملة اختطافات واسعة ضد سكان المدينة، بتهم تتنوع بين الانتماء إلى المقاومة التهامية، ومساندة الشرعية.

وتفصيلاً، تمكنت وحدات من الجيش اليمني التابعة لـ«اللواء 35 مدرع»، المرابطة في جنوب تعز، من السيطرة على قرية «الحود»، بمديرية الصلو، بعد معارك مع الميليشيات خلفت 15 قتيلاً وعدداً من الجرحى من الميليشيات، وتم تدمير أربعة أطقم عسكرية تابعة لهم، وفقاً لمصدر عسكري بالجيش الوطني، الذي أشار إلى استشهاد أربعة من عناصر الجيش، وإصابة ثلاثة آخرين في العملية.

وأوضح المصدر أن العملية تزامنت مع قيام مقاتلات التحالف، بشن غارتين على مواقع الميليشيات في «قرية الحود وتبة المنيا»، قبل أن تتمكن قوات الجيش من السيطرة عليها.

وفي الجبهة الغربية لتعز، شنت مقاتلات التحالف غارات استهدفت تعزيزات للميليشيات في وادي «الجش»، بمديرية موزع، كانت في طريقها إلى الجهة الشرقية لمعسكر خالد، التي تشهد مواجهات وعمليات تمشيط، ينفذها الجيش ضد خلايا صغيرة من بقايا الميليشيات.

كما تمكنت مقاتلات التحالف من تدمير دبابة للميليشيات، في منطقة «الحجب» بالكدحة التابعة لمديرية المعافر، واستهدفت تحركات للميليشيات على طريق الوازعية – موزع.

وكانت تعزيزات عسكرية ضاربة، وصلت جبهات تعز الغربية ومنطقة الساحل، قادمة من عدن، تابعة للشرعية للمشاركة في استكمال تحرير المناطق الغربية لتعز وفك الحصار عنها، والبدء بالتوجه نحو المناطق الساحلية باتجاه الحديدة.

ووفقاً لمصادر عسكرية ميدانية في المخاء، التي وصلت إليها القوات التي وصفت بالنوعية، فإن المرحلة المقبلة ستشهد استكمال تحرير موزع، وإنهاء خطر إطلاق الصواريخ نحو مدينة وميناء المخاء وخطوط الملاحة الدولية.

من جهة أخرى، تمكنت قوات الجيش اليمني والمقاومة في الجوف، من الوصول إلى منطقة «جبال سليام» المتاخمة لمحافظتي صنعاء وعمران، بعد التحام جبهات «الساقية في الغيل وجبهتي المتون والمصلوب»، لأول مرة منذ اندلاع القتال ضد الميليشيات في عام 2015 بالجوف.

وأكد الناطق باسم الجيش في الجوف، العقيد عبدالله الأشرف، في تصريح لـ«الإمارات اليوم»، تمكن الجيش من السيطرة على مساحة 160 كيلومتراً مربعاً، في غرب الجوف المحاذية لريف العاصمة من جهة نهم وأرحب، وحرف سفيان في عمران، مشيراً إلى أن جبهات غرب الجوف باتت في مواجهة مفتوحة مع الميليشيات باتجاه العاصمة.

في الأثناء، قامت قوات الجيش بتعز بأول عملية تفجير للألغام والمتفجرات، التي تمت إزالتها من معسكر خالد ومحيطه، والمقدرة بمئات الألغام والعبوات الناسفة التي تم زرعها في تلك المناطق من قبل الميليشيات، قبل اندحارها على يد قوات الجيش.

وفي الحديدة، تعيش الميليشيات حالة من التوتر والتخبط، وفقاً لمصادر محلية في المدينة، والتي أكدت قيام تلك الميليشيات باعتقال كل من تشتبه في انتمائه للمقاومة في إقليم تهامة، والتي شاركت وحدات عسكرية من الإقليم في العمليات الأخيرة لتحرير معسكر خالد بشكل كبير.

وأكدت المصادر أن الميليشيات، التي باتت في أيامها الأخيرة بالحديدة قبل تحريرها، تقوم بحملة اختطافات واسعة ضد سكان المدينة، بتهم تتنوع بين الانتماء إلى المقاومة التهامية، ومساندة الشرعية، وعلى خلفية احتجاج الأهالي على احتلال الميليشيات لمناطقهم، تركزت تلك الحملة في مديريات التحيتا وبيت الفقيه والمغلاف والحسينية.

وفي العاصمة اليمنية صنعاء، نفذت وحدات من الجيش والمقاومة، بمساندة التحالف العربي، ضربات ضد الميليشيات الانقلابية في مديرية نهم شمال شرق العاصمة، أدت إلى وقوع خسائر كبيرة في صفوف الميليشيات وعتادهم، في محيط منطقتي «مسورة ووادي محلي»، إذ تحاول قوات الشرعية السيطرة عليهما، وفتح الطريق باتجاه نقيل بن غيلان الاستراتيجي، الذي يقود مباشرة إلى وسط أرحب، وقاعدة «الصمع» العسكرية المطلة على مطار صنعاء الدولي مباشرة.

مصادر ميدانية في نهم، أكدت لـ«الإمارات اليوم»، أن الأيام القليلة المقبلة ستكون حاسمة في جبهات نهم، في ظل الانهيار الذي تعيشه الميليشيات حسب قولهم، مشيرة إلى أن مديرية أرحب ستكون الهدف المقبل، بعد استكمال الترتيبات العسكرية القبلية لتحريرها بعملية نوعية، ستؤدي إلى السيطرة على جميع الطرق المؤدية إلى وسط العاصمة، وباتجاه الجوف وعمران.

وكانت تعزيزات عسكرية جديدة وصلت إلى جبهات نهم، قادمة من مأرب لمساندة قوات الجيش في معارك المرحلة المقبلة، معززة بآليات عسكرية متطورة، وفقاً للمصادر التي أكدت انخراط عدد من العسكريين التابعين للمخلوع صالح في صفوف الجيش الوطني، بعد انشقاقهم نتيجة توقف رواتبهم من قبل الميليشيات، ووصولهم إلى قناعات بأن قتالهم مع الميليشيات ليس له هدف سوى خدمة المشروع الإيراني في اليمن والمنطقة.

وفي مأرب، تمكنت قوات الجيش من التقدم نحو استكمال تطهير وادي المخدرة، المطل على منطقة الجدعان باتجاه ريف العاصمة من جهة الميمنة، وشنت هجوماً على مواقع الميليشيات في المنطقة أوقعت فيهم ثمانية قتلى وعدداً من الجرحى، وأكدت مصادر ميدانية تدمير مقاتلات التحالف آليات عسكرية للميليشيات في وادي المخدرة.وفي الضالع، أكدت مصادر محلية مصرع القيادي الحوثي أبوحسين الحلقبي، وأحد مرافقيه، في عملية نوعية لقوات الجيش بمديرية جبن شمال الضالع.

من جهة أخرى، اتهم القيادي في حزب المخلوع، عادل الشجاع، ميليشيات الحوثي بالتسبب في مقتل 100 ألف شخص من أبناء اليمن، في الحرب التي أشعلتها منذ ثلاث سنوات، ضد اليمنيين دون هدف، والتي خلفت أيضاً ملايين الجوعى والمرضى، ومعتقلين ودماراً.

وأشار الشجاع، في منشور له على «فيس بوك» إلى أن قادة الحوثي يتعاملون مع الحرب بدم بارد، ووصفهم بجماعة طفيلية تقتات على الحرب، وتدرك أن استمرارها فرصة للثراء المادي، مؤكداً كراهية اليمنيين لهذه الجماعة، واتهم حزب المؤتمر الشعبي بأنه يسبح ضد الإرادة الدولية، وأنه قدم غطاء لهذه الجماعة، ولو تركها لذهبت إلى مزبلة التاريخ.

إلى ذلك، هدد رئيس دائرة العلاقات الخارجية للحوثيين، حسين العزي، كل من يطالب براتبه «بكسر فاه» حسب قوله، في تغريدة له على «تويتر»، حيث لاقت ردود فعل غاضبة في أوساط التواصل الاجتماعي، خصوصاً من أنصار المخلوع.

وكانت تصريحات مماثلة لما يعرف برئيس اللجنة الثورية للحوثيين، محمد الحوثي، التي قال فيها إن «الشعب اليمني لا يعتمد على الرواتب.. الرواتب مجرد استثناءات في حياة أبناء اليمن»، أثارت استهجاناً وسخطاً كبيرين في أوساط الشعب اليمني، واعتبارها تبريراً لعملية النهب الواسعة لأقوات الناس لما يقارب عاماً كاملاً.

تويتر