تظاهرة للميليشيات في صنعاء ضد صالح تصفه بـ «الطابور الخامس»

التحالف والجيش اليمني يطلقان عملية «السهم البحري» في ميدي

مقاتلون من المقاومة اليمنية يرفعون شارة النصر بالقرب من معسكر خالد بن الوليد. أ.ف.ب

بدأت في سواحل اليمن الغربية عملية «السهم البحري» لتطهير سواحل ميدي والبحر الأحمر من الألغام البحرية التي زرعتها الميليشيات الانقلابية، فيما تمكنت قوات الجيش بمساندة مقاتلات التحالف من اقتحام البوابة الشرقية لمعسكر خالد في مديرية موزع، في حين شهدت العاصمة صنعاء تظاهرة للميليشيات الحوثية ضد حليفهم في الانقلاب، المخلوع صالح، وأنصاره، حيث وصفهم الحوثيون بـ«الطابور الخامس».

60 : من عناصر الميليشيات قتلوا في المعارك الأخيرة مع الجيش في جبهات المخاء.

وفي التفاصيل، أطلقت قوات الجيش والتحالف عملية «السهم البحري» لتطهير السواحل اليمنية في الجهة الغربية من الألغام والمتفجرات، التي زرعتها الميليشيات بالتعاون مع خبراء إيرانيين، خلال الفترة الماضية، بهدف إعاقة القطع البحرية التابعة للتحالف من التقدم باتجاه السواحل اليمنية لتحرير الحديدة ومينائها الاستراتيجي.

وبدأت عمليات «السهم البحري» بتطهير سواحل ميدي التي تم تحريرها أخيراً، والجزر التابعة لها، حيث تقودها المنطقة العسكرية الخامسة بالتعاون مع وحدات بحرية من قوات التحالف، التي نفذت انتشاراً سريعاً بمشاركة سربين من الزوارق المسلحة نحو الجزر الجنوبية الغربية.

وذكرت مصادر عسكرية في المنطقة الخامسة أنهم تمكنوا من رصد عدد كبير من الألغام البحرية التي زرعتها الميليشيات بالتعاون مع خبراء إيرانيين، مشيرة إلى أن تلك الألغام تحوي «مادة فولاذية شديدة الانشطار» ومزودة بمادة «الفسفور فايف»، ونوع هذه الألغام اعتراضي صوتي حساس، يستخدمه الإيرانيون من قبل غواصات قديمة تعمل في مساعدة الحوثيين في حربهم الهمجية ضد الشعب اليمني، وتلك الغواصات قد شوهدت في خليج عدن أمام جزيرة حنيش الصغرى.

وأكدت المصادر أن الهدف من عملية «السهم البحري» تطهير سواحل ميدي ونزع الألغام التي تهدد حياة الصيادين وسكان الجزر، وتأمين الملاحة البحرية في البحر الأحمر وباب المندب.

من جهة أخرى، تمكنت مقاتلات التحالف من تدمير تعزيزات عسكرية للميليشيات في منطقة الجر بمديرية عبس، كانت في طريقها إلى ميدي، كما شهدت منطقة العش بمديرية عاهم، شمال حجة، مواجهات بين مسلحين من أبناء المديرية والميليشيات على خلفيات تتعلق بفرض الضرائب الباهظة عليهم من قبل الميليشيات.

وفي تعز، تمكنت قوات الجيش من اقتحام البوابة الشرقية لمعسكر خالد بن الوليد في مديرية موزع، ما يمثل انتصاراً نوعياً في سبيل تحرير المعسكر الأهم في المنطقة الغربية لليمن.

وأكدت مصادر عسكرية ميدانية أن المعارك باتت في أرض المعسكر بعد التقدم من الجهتين الشرقية والغربية، وسيتم الالتحام بينهما قريباً، فيما تتم محاصرة المعسكر من الجهتين الشمالية والجنوبية، وذلك في إطار استكمال عملية الإطباق على قيادة المعسكر وتحريره.

وأشارت المصادر إلى أن أكثر من 60 من عناصر الميليشيات قتلوا في معارك جبهات المخاء الأخيرة، بينهم قيادات ميدانية بارزة، منهم أحمد وهاس، اليد اليمنى للقيادي الميداني البارز، أبوعلي الحاكم، إلى جانب عدد كبير من قوات الحرس الجمهوري الموالية للمخلوع صالح، بينها ضباط من ذوي الرتب العسكرية العليا.

وفي جبهة العنين في مديرية جبل حبشي، تمكنت قوات الجيش من السيطرة على عدد من التباب في المنطقة، وتتقدم باتجاه كسر الحصار على منطقة الوافي في المديرية، التي تحاصرها الميليشيات منذ أسابيع، فيما تمكنت قوات الجيش من صد هجوم للميليشيات على تبة الرادار ومنطقة غراب في شمال غرب المدينة، حيث كانت تهدف إلى استعادة تلك المواقع التي خسرتها قبل أيام.

وفي الحديدة، واصلت مقاتلات التحالف استهدافها مواقع الميليشيات في مناطق متفرقة، تركز بشكل كبير على معسكر أبوموسى الأشعري في الخوخة، ومنطقة القطابة في المديرية ذاتها، كما استهدفت مواقعهم في اللحية وحيس، وهي مناطق مجاورة للخوخة على طريق ميناء الحديدة من الجهة الجنوبية للمحافظة.

وفي صنعاء، سجلت منطقة الجراف، معقل الميليشيات الحوثية في العاصمة، أولى تظاهرات عناصرها ومسلحيها ضد حليفهم في الانقلاب، حزب المؤتمر ورئيسه المخلوع صالح، حيث أطلقوا على صالح وحزبه «الطابور الخامس»، في حين توقعت مصادر مطلعة في العاصمة أن تكون هذه التظاهرة بداية الشرارة التي ستشعل المواجهات بين طرفي الانقلاب، والتي شهدت الأيام الأخيرة تسجيل خلافات سياسية وعسكرية واسعة بين الجانبين.

وحملت تظاهرة أنصار الحوثيين في منطقة الجراف وشارع المطار، شعارات تدعو إلى إنهاء التحالف مع من سمتهم «الظالمين والمرجفين الساعين إلى إفشال الصمود»، وأنهم في مسيرتهم بمنطقة الجراف يؤكدون أنهم باتوا وحدهم في المواجهات، كما لوحظ أن التظاهرة لم يشارك فيها إلا المئات فقط.

وشهدت العاصمة، في الجهة الجنوبية، حيث تتمركز قوات المخلوع صالح، انتشاراً كثيفاً لقوات الحرس والأمن المركزي، وقامت بعمليات تفتيش دقيقة للمركبات المقبلة من شمال المدينة، في مشهد يعيد للأذهان ما حدث في عام 2011 إبان ثورة الشباب، حيث كانت المدينة منقسمة عسكرياً إلى قسمين، الأول في شمال المدينة تحت سيطرة قوات علي محسن صالح الأحمر، والثاني في جنوب المدينة مع قوات المخلوع صالح ونجله.

وفي الضالع، تجددت المواجهات بين الجيش من جهة والميليشيات من جهة أخرى، في «منطقة جبل صناع» التابعة لمديرية بعدان في محافظة إب، وقصفت قرى العود، ما أثار الخوف والفزع في أوساط الأطفال والنساء، يأتي هذا فيما اندلعت اشتباكات عنيفة، صباح أمس، في جبهة حمك غرب محافظة الضالع.

وفي صعدة، وصلت تعزيزات عسكرية تابعة للتحالف إلى جبهة البقع في مديرية كتاف الحدودية مع السعودية، في إطار تعزيز جبهات صعدة التي يتوقع أن تشهد معارك تحرير جديدة في ثلاث مديريات، هي منبة والظاهر ورازح.

وكانت المحافظة شهدت غارات جوية مكثفة لمقاتلات التحالف ضد مواقع الميليشيات في منطقة آل صبحان وآل الزماح في مديرية باقم، ومنطقة الملاحيط في مديرية الظاهر وآل الصيفي في سحار، فيما شنت أربع غارات على مناطق متفرقة من مديرية شدا.

تويتر