أكد رغبة حكومته في سلام عادل غير ناقص أو مشوّه

هادي: التحالف شريك الانتصار الذي نغّص على إيران مشروعها

هادي وبن دغر ومحافظ حضرموت أحمد بن بريك خلال اجتماع للسلطات المحلية والتنفيذية في المكلا. سبأنت

قال الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، أمس، إن التحالف العربي هو تحالف نبيل وشريك في الانتصار الذي تحققه قوات الشرعية اليمنية، وذلك بعد أن نغّص التحالف على إيران مشروعها في المنطقة، وأكد أن حكومته لا تريد سلاماً ناقصاً ومشوّهاً، بل تريد سلاماً عادلاً وناجزاً.

وفي التفاصيل، عقد هادي، أمس، اجتماعاً في مدينة المكلا بمحافظة حضرموت، ضم قيادة السلطة المحلية وأعضاء مجلسي النواب والشورى والشخصيات الاجتماعية والأكاديمية وممثلي الأحزاب والتنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني.

هادي يؤكد أنه لن يسمح مطلقاً بتجاوز المرجعيات أو الانتقاص منها، وسيتم وزن كل المقترحات والأفكار بميزانها، فما تطابق وتوافق معها فحكومته معه، وما تخالف وتعارض معها فلن تقبله مطلقاً.

وقال هادي في كلمته التي ألقاها أمام الحاضرين «نلتقي في هذه المحافظة التي أراد أعداء الحياة تشويهها، حين بسطوا سيطرتهم على عاصمتها، غير مدركين حقائق التاريخ والجغرافيا». وأضاف «خلال الفترة الماضية مررنا بمرحلة غاية في الصعوبة، فلقد جئنا إلى قيادة الدولة بعد عملية تغيير سلمية رائدة، وكنا ندرك حجم التركة الثقيلة، ندرك حجم المأساة والمعاناة، وكمية الحقد التي يبثها صالح وعائلته والموالون له، الذين لم يفكروا إلا في مصالحهم الشخصية والعائلية، الذين عبثوا طيلة ثلاثة عقود بفكرة الدولة ومؤسساتها وخيراتها».

وأكد هادي أن حضرموت بلد السلام والخير والوسطية والعلم والحضارة والتجارة، لا يمكن لها أن تكون حضناً دافئاً وبيئة جاذبة للإرهاب والتطرف، ولا يمكن لأبنائها المخلصين أن يتركوا لتلك الجماعات المتطرفة تدنيس أرضهم، وهو ما تم فعلاً حين تلاحمت الأيادي وتعاضدت الجهود مع الأشقاء في دول التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات، وتم تطهير المكلا من تلك العصابات الإرهابية.

وقال في كلمة وجهها إلى التحالف العربي، «إلى التحالف النبيل شركاء الانتصار، شركاء الدم والعرض، شركاء (عاصفة الحزم) و(إعادة الأمل)، الذين انتصروا لعروبتهم وأهلهم في اليمن، وأنقذوا اليمن من حرب أهلية طويلة المدى، إلى الذين امتزجت دماؤهم بدماء شعبنا على تراب أرضنا الطاهرة، إلى الذين نغّصوا على إيران مشروعها في المنطقة، نقدم لكم نيابة عن الشعب اليمني كل الشكر والعرفان، ونحن اليوم على أعتاب الانتصار الكبير، نطلب تكثيف الدعم حتى نستكمل مشوارنا في الانتصار الكامل للمحافظات كافة، حتى نمضي بعد ذلك في ما تبقى من استحقاقات المرحلة الانتقالية، وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني».

كما وجه رسالة إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، حيث أعرب عن تطلعه إلى إتمام دورهما والعمل بشكل جدي في تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي للعودة إلى المسار السياسي لاستكمال محطاته بعد إنهاء الانقلاب، وما ترتب عليه.

واعتبر هادي أن التراجع عن المرجعيات الثلاث المتمثلة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني، وقرارات مجلس الأمن، أو تجاوزها أو الانتقاص منها أو الالتفاف عليها، لن يقود إلا إلى حروب أهلية وطائفية ومناطقية مأساوية، وسيؤسس لدورات من العنف والحروب التي لا تنتهي، وسيكتوي بنارها أبناء الشعب اليمني كافة، ولن يكون الإقليم والعالم في منأى عن تداعياتها. وتابع «ومن هذا المنطلق فلن نسمح مطلقاً بتجاوز تلك المرجعيات أو الانتقاص منها، وسيتم وزن كل المقترحات والأفكار بميزانها، فما تطابق وتوافق معها فنحن معه، وما تخالف وتعارض معها فلن نقبله مطلقاً وأبداً، ومهما كلف الأمر.

وأضاف «وفي الوقت ذاته نؤكد مجدداً للعالم أجمع أننا نبحث بكل قوة عن السلام، بل نحن أهله، لأننا باختصار لسنا معتدين ولا انقلابين ولا إرهابيين، لكننا لا نريد سلاماً زائفاً مغشوشاً مهترئاً، لا نريد سلاماً ناقصاً ومشوّهاً، بل نريد سلاماً عادلاً وناجزاً، سلاماً ينهي جذور المشكلة ويستأصلها من قاعها، سلاماً لا يحمل بذور تجديد الصراع وتوتير المنطقة وخنق الشعب اليمني، نريد سلاماً لا يحيد عن مرجعياتنا الثابتة».

وكان هادي ترأس، في وقت لاحق، اجتماعاً ضم القيادات العسكرية في إطار المنطقتين العسكريتين الأولى والثانية بمحافظة حضرموت. وفي الاجتماع استعرض جملة التطورات والتحديات التي تواجه البلاد على مختلف الصعد. وشدد هادي على أهمية التدريب والتأهيل للمجندين الجدد، موجهاً باعتماد استيعاب المجندين الجدد في إطار وحدات الجيش.

تويتر