كوارث بيئية وصحية وإنسانية وبطالة في أوساط الشباب

أوضاع مأساوية في تعز نتيجة حصار الحوثي

صورة

خلفت ميليشيا الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية خلال حصارها الظالم على مدينة تعز، الذي استمر نحو تسعة أشهر، أوضاعاً إنسانية وصحية وبيئية، تنذر بكوارث تستدعي تدخل المنظمات الدولية لإغاثة سكانها، إلى جانب بطالة كبيرة في أوساط الشباب الذين كانوا يمارسون الأعمال الحرة، وفقدوها جراء الحصار.

 

وكان الجيش الوطني مسنوداً بالمقاومة الشعبية، قد تمكن من فك الحصار عن تعز، المفروض من منفذ الدحي، غرب المدينة، ولكن الميليشيات الانقلابية أعادت هذا الحصار من منطقة أخرى، تربط المدينة بالعاصمة المؤقتة لليمن، وهي وادي الضباب.

 

وقال رئيس ائتلاف الإغاثة الإنسانية بتعز، عبدالكريم شمسان لـ«الإمارات اليوم» إن محافظة تعز مازالت تعيش وضعاً مأساوياً أو أقل ما نطلق عليه كارثة إنسانية وصحية وبيئية، مؤكداً أن هذه الكارثة ناتجة عن الحصار المفروض من قبل ميليشيا الحوثي والمخلوع صالح، التي منعت دخول المواد الغذائية والدوائية والمستلزمات الطبية الضرورية وحليب الأطفال للمدينة، وأغلقت جميع منافذ المدينة التي كانت خاضعة لسيطرتها.

وأضاف أن المعاناة تفاقمت مع عجز المنظمات الدولية والإنسانية عن إدخال المستلزمات الطارئة.

ونجح فريق هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، منتصف مارس الجاري، في اختراق الحصار الذي فرضته ميليشيات الحوثي وقوات صالح على محافظة تعز، وتم توزيع 20 ألف سلة غذائية متكاملة على سكان المدينة على مرحلتين.

وتمكن فريق الهيئة من تحدي الحصار بإدخال 10 آلاف سلة غذائية كمرحلة أولى تلتها كمية مماثلة، قبل أن يتمكن الجيش الوطني والمقاومة اليمنية وبمؤازرة من قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، من كسر الحصار الذي استمر أكثر من ثمانية أشهر.

وأكد شمسان، أنه على الرغم من فتح المنفذ الوحيد للمدينة من الجهة الغربية، وهو ما يعتبر فكاً جزئياً للحصار، فإن المدينة مازالت تعاني آثار ذلك الحصار رغم المساعدات الغذائية المقدمة من مركز الملك سلمان للإغاثة الإنسانية وهيئة الهلال الأحمر، مشيراً إلى أن هذه المساعدات ورغم حجمها الكبير، إلا أنها غطت نسبة بسيطة من الاحتياج الفعلي للمدينة.

وفي تصريحات صحافية سابقة، قال وزير الإدارة المحلية رئيس اللجنة العليا للإغاثة عبدالرقيب سيف فتح، إن في تعز أربعة ملايين و200 ألف مواطن، والمحافظة تتكون من 23 مديرية، وهناك وجود للميليشيا المسلحة في الأربع منافذ لهذه المحافظة، وقد تم منع كل مقومات الحياة فيها، كما تم منع أسطوانات الأكسجين للمستشفيات، الأمر الذي تسبب في حدوث العشرات من حالات الوفاة خصوصاً بين النساء عند الولادة أو الأطفال الذين تتم ولادتهم حديثاً، ويحتاجون إلى رعاية صحية وأكسجين، كما منعت الميليشيا المسلحة دخول 250 قاطرة إغاثية تم إرسالها من قبل برنامج الغذاء العالمي والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين، وهي لاتزال موجودة إلى اليوم خارج مدينة تعز، وذلك بسبب وجود الميليشيا المسلحة والحرس الجمهوري التابع للمخلوع صالح.وأوضح شمسان أن الحصار الذي فرضته تلك الميليشيات خلف بطالة كبيرة جداً في المدينة، حيث فقد الكثير من المواطنين أعمالهم خصوصاً أولئك الذين تضررت تجارتهم، مشيراً إلى أن الكثير من سكان تعز كان البيع والشراء والتجارة البسيطة مصدر رزقهم، وفقدوه جراء الحصار.

 

 

 

تويتر