شبح المجاعة يلوح في المناطق المستضيفة للنازحين
الحكومة اليمنية: الميليشيات تستخدم التجويع والحصار لقتل المدنيين
أكدت الحكومة اليمنية الشرعية أن ميليشيات الحوثي والمخلوع الانقلابية، تستخدم سياسة التجويع والحصار، ونهب قوافل المساعدات الإنسانية المتوجهة إلى صنعاء وعمران وحجة وصعدة، واستغلالها وبيعها في السوق السوداء، وذلك في مسعى منها لإطالة أمد المعاناة الإنسانية للشعب اليمني من أبناء هذه المحافظات الصابرة، وحذّرت من أن شبح المجاعة يلوح في المجتمعات المستضيفة للنازحين في المناطق الريفية.
وذكرت وكالة الأنباء اليمنية أن مندوب اليمن الدائم لدى الأمم المتحدة السفير خالد حسين اليماني، قال خلال جلسة الإحاطة لمجلس الأمن الدولي حول الوضع الإنساني في اليمن، التي عقدت أول من أمس، في نيويورك، «إن الميليشيا تنتهج نهج مجرمي الحرب، حيث يستخدمون التجويع كوسيلة من وسائل الحرب الظالمة على أبناء شعبنا في كل محافظة لاتزال تحت سيطرتهم».
وقدّم السفير اليماني اعتراضاً لنقل «آلية الأمم المتحدة للتفتيش والتحقق» إلى جيبوتي، دون التشاور مع الحكومة اليمنية، مشيراً إلى أن هذا العمل يعترض عليه بشدة، كونه تجاوزاً للاتفاق المبرم مع الأمم المتحدة.
وذكر اليماني أن الميليشيا عمدت إلى زرع ألغام مضادة للأفراد على مداخل المدن ومخارجها، وفي الطرق الرئيسة والفرعية، وتسببت زراعة الألغام في بطء وصعوبة وصول المعونات الإنسانية إلى العديد من المناطق، مجدداً استعداد الحكومة اليمنية للذهاب إلى المشاورات مع الانقلابيين في أي وقت، وفي أي مكان، حقناً للدماء، ومن أجل السلام في اليمن.
وأكد دعم اليمن جهود المبعوث الخاص، إضافة إلى دعم المجتمع الدولي، باعتبار أن هذا المسار هو المسار الوحيد الذي ندعمه ويحقق فرص السلام وفقاً للمبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني، وتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2216، وفق أجندة المشاورات التي وافقت عليها الأطراف قبل جولة بيل السويسرية في ديسمبر الماضي.
وحول الوضع الإنساني، قال اليماني إنه وعلى الرغم من التحسن المطرد في الوضع الإنساني خصوصاً في المناطق المحررة من الميليشيا الانقلابية، إلا أن الحاجة الإنسانية لأبناء اليمن وخصوصاً تلك الواقعة تحت سيطرة هذه الميليشيا لاتزال كبيرة. وأوضح أن الحرب التي فرضتها ميليشيا الحوثيين والمخلوع الانقلابية أدخلت البلاد في حالة من الفوضى العارمة والدمار، من أجل تحقيق أهداف سياسية بقوة السلاح، وأسهمت في تردي الأوضاع الإنسانية.
وأشار اليماني إلى أن صواريخ الكاتيوشا والمدفعية تستهدف كل المناطق السكانية في محافظة تعز، مع استمرار حصار المدينة منذ أكثر من سبعة أشهر، حيث استهدفت القوى الانقلابية المستشفيات والمؤسسات الطبية، ومنعت دخول أبسط المواد الإغاثية مثل الأكسجين والغذاء والمياه، وهو ما تسبب في عجز النظام الصحي في تعز حالياً عن مواجهة الحالات البسيطة جداً، وهو ما يمثل كارثة صحية إنسانية كبيرة.
ولفت إلى أن الحرب في تعز شرّدت أكثر من مليون شخص إلى المناطق الريفية، والآن ونتيجة للحصار المستمر من قبل هذه الميليشيا، بدأ شبح المجاعة يلوح في المجتمعات المستضيفة للنازحين في المناطق الريفية.
وأشاد مندوب اليمن الدائم لدى الأمم المتحدة بدور المنظمات التي تعمل بلا كلل من أجل إدخال المساعدات إلى المحتاجين في مدينة تعز، ولفت إلى أن الميليشيا لاتزال تعيق وصول ودخول المساعدات إلى المحتاجين من السكان، فيما يزداد الوضع الإنساني سوءاً داخل الأرياف، وتفاقمت أزمة النازحين.
وشرح السفير اليماني لأعضاء مجلس الأمن ما تعانيه العاصمة صنعاء من ممارسات الانقلابيين، وقال «إن الميليشيا لاتزال تنهب قوافل المساعدات الإنسانية المتوجهة إلى صنعاء وعمران وحجة وصعدة، وتقوم باستغلالها وبيعها في السوق السوداء، وذلك في مسعى منها لإطالة أمد المعاناة الإنسانية لأبناء شعبنا من أبناء هذه المحافظات الصابرة».
وأضاف «نستغرب من عزوف المنظمات الدولية عن تسمية من يقومون بنهب المساعدات الإنسانية التي نعرف أنها كبيرة، وليس كما قيل بأنها محدودة»، محملاً المجتمع الدولي مسؤولية عدم إدانة النهب والابتزاز الذي تمارسه الميليشيات الانقلابية.
واتهم السفير اليماني الميليشيات بالاستمرار في انتهاك حقوق الطفل اليمني، حيث زادت عمليات تجنيد الأطفال وزجهم في المعارك مع الجيش الوطني، وهو ما يهدّد مستقبل الأجيال المقبلة في هذه المناطق التي مازالت القوى الانقلابية تسيطر عليها.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news